دور القوى السياسية(٤) بقلم د. عبد العظيم حسن المحامي
دولة القانون
دور القوى السياسية[4]
لم ولن تتعظ القوى السياسية السودانية لا من تجارب الماضي ولا فشل إدارة انتقال أدى لأسوأ حروب القرن. فالمشهد السريالي لا تجسده المعارك العسكرية الدائرة على الأرض وحسب، وإنما تعضده فجور الخصومات الشخصية والنفسية على منصات التواصل الاجتماعي. الحروب، وإن كانت توحد كل الشعوب، إلا أننا الشعب الوحيد الذي زادته تشرذماً بسبب صراعات وانقسامات قوانا السياسية.
بلا مواربة، وبدلاً عن التماسك والعمل على الوحدة، فقوى الثورة المتمثلة في مكونات إعلان الحرية والتغيير جسدت أنموذج الفشل الأعظم للفرقة والشتات. هذا التحالف، وكما هو معلوم، سبق وتألف من: تجمع المهنيين السودانيين، قوى الإجماع، نداء السودان، التجمع الاتحادي وتجمع القوى المدنية. التحالف ولكونه تأسس هشاً على مجرد إعلان مبادئ، كانت نقطة ضعفه الجوهرية في غياب النظام الأساسي الذي يضبط آليات العمل المشترك. في ظل فقدان الحوكمة وانعدام الثقة كانت النتيجة اضمحلال التحالف وخيانة بعض مكوناته للأخرى فضلاً عن استعجال معظم أحزابه حصاد غنائم سلطة غير مستحقة. المحتوم انتهاز العسكر المتربص للفرصة مستغلاً التناحر وقلة الخبرة.
المتتبع للصراع والمعارك الأسفيرية بين كوادر الحزب الشيوعي السوداني وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) يدرك تماماً ألا أمل في أن تعود قوى الحرية والتغيير لسابق عهدها. بذات القدر، بات من سابع المستحيلات، أن تلتقي (تقدم) مع الكتلة الديمقراطية رغما عن أن القوتين كانتا جزءاً من قوى الحرية والتغيير ولم يكن من ثمة خلاف مبدئي على قبول الكتلة الديمقراطية طرفاُ في الاتفاق الإطاري. لتتوقف الحرب والتمهيد للانتقال فإن دور القوى السياسية يكمن في تأجيل صراعاتها فيما بينها أولاً ثم مصالحة الجماهير التي لطالما انتظرت تلك القوى أن تضطلع بمسؤولياتها. في ساعات الحروب لا تجدي الصراعات الشخصية وإنما الغاية التوحد على كلمة الوطن وإلا فلن يكون هناك سودان، ونواصل.
عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
1 يونيو 2024
التعليقات مغلقة.