الايام نيوز
الايام نيوز

د.عبدالمهيمن بادى.. رسالة مفتوحة لمجلس السيادة والجيش

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد.لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبيه الأمين

رسالة مفتوحة إلى مجلس السيادة وقيادة القوات المسلحة والشعب السوداني

تجديد الدعوة إلى المؤتمر القومي الجامع لأبناء السودان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

– فيما تمر بلادنا العزيزة بهذا المنعطف الخطير ، وفي ظل المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد السودان وشعبه ، ومع الضربات القاصمة التي وجهتها قواتنا المسلحة الباسلة إلى قوى الشر والخيانة في العديد من المحاور.

– ومع قرب اندحار العدو بإذن الله تعالي وعودة الأمن والسلام إلى أرض الوطن، آن الأوان لبدء تحرك استراتيجي وعاجل من اجل تعزيز هذه الانتصارات الكبيرة ، وتفويت الفرصة على المتربصين ببلادنا في الداخل والخارج، وحسم كافة الأزمات والانتكاسات، وإعادة بناء الدولة السودانية على أساس متين من الأمن والسلام والاستقرار.

– ولتحقيق هذه الاهداف العظيمة، يجب علينا تصحيح الخطأ الأساسي والاستراتيجي الذي أدى إلى كل هذه الإشكالات والأزمات، بل والحرب وويلاتها، ألا وهو عدم حدوث توافق بين السودانيين منذ بداية انتصار الثورة وحتى الآن، حول القضايا الوطنية الكبرى ، مما فتح المجال واسعا أمام الانتهازيين والوصوليين والمتآمرين من الخارج لاقتطاف ثمرة الثورة وتحقيق أهدافهم الخبيثة التي أضرت بالبلاد والعباد ايما ضرر..

– وما كان ينبغي أن ينجز أولا، لابد من إنجازه ولو بعد حين.

– ومعنى ذلك انه لا بد من جلوس السودانيين بكل مكوناتهم وأطيافهم الفكرية والسياسية والاجتماعية والعرقية والثقافية والاقتصادية والمهنية والجهوية والعمرية، حول طاولة واحدة لمناقشة قضاياهم الآنية والمصيرية بكل شفافية ووضوح وتجرد وهدوء، ودون تعنت أو إقصاء، ومن ثم التوافق على المبادئ الأساسية لحكم وإدارة شؤون بلادهم في كافة جوانبها، بحيث يشكل ذلك منطلقا جديدا لبناء دولة قوية ومستقرة ومزدهرة.

– وقد سبق للعديد من الشعوب أن عقدت مثل هذه المؤتمرات والمنتديات الوطنية على مر التاريخ، وخرجت بعدها متماسكة ومستقرة وقوية، واستطاعت تحقيق الأمن والسلام والتقدم والازدهار، لبلادها، ونحن أولى بذلك لما عرفنا به من قيم التكاتف والتضامن والنفرة في الخير..

– وبناء على ذلك، نرى ضرورة عقد مؤتمر قومي جامع يمثل فيه السودانيين في أسرع وقت، وقد سبق طرح هذه الفكرة من قبل بعض الأطراف السودانية خلال الفترات الماضية وحان وقت تنفيذها.

– وستكون هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها السودانيون منذ الاستقلال بكل حرية وتجرد لتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم بعيدا عن الاستقطابات والمحاصصات والإملاءات والتدخلات الخارجية.

– و لا ينبغي لنا أن نخشى من الاختلافات والمواجهات، وتباين وجهات النظر أوتضاربها بين مختلف المكونات، فهذه سنة من سنن الله في الارض وطبيعة البشر، بل أن هذه التباينات والتقاطعات ستثري النقاش والحوار الذي سيتولد عنه إن شاء الله الاتفاق والتوافق لا محالة، لأنه في النهاية لا يحق إلا الحق ولا يصح إلا الصحيح.

– ولقيام هذا المؤتمر، نقترح الآتي:

١- يتم تشكيل لجنة قومية من شخصيات وطنية من مدنية وعسكرية تتولى أمر تنظيم المؤتمر وتحديد أجندته بالتشاور مع كافة الأطراف السودانية ، بما في ذلك المجموعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والجهوية والدينية والإدارات الاهلية، فضلا عن القوات النظامية، وجميع الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاقية السلام وتلك التي لم توقع حتى الآن.، ولا يستثنى إلا من كان متورطا في قضايا تقع تحت طائلة القانون.

٣- يتم اختيار. اعضاء المؤتمر في شكل مجموعات على أساس جغرافي يشمل كافة الولايات، وفئوى يشمل الفئات الاجتماعية بما في ذلك الشباب والنساء، وسياسي يشمل الأحزاب والمجموعات السياسية، ومهني يشمل مختلف المهن والاعمال، وهكذا

٣- تقوم كل مجموعة من هذه المجموعات بإعداد ورقة تتضمن رؤاها حول القضايا التي تخصها. كما يتم تجميع كافة المبادرات التي تم طرحها خلال الفترة الماضية في ورقة واحدة تقدم للنقاش خلال المؤتمر..

٤- تنبثق عن المؤتمر فرق عمل من الخبراء والمختصين وأصحاب المصلحة في كافة القضايا المطروحة، تقوم بدراسة هذه الرؤى والمقترحات والمبادرات وتقدم توصياتها حولها للمؤتمر.

ونقترح أن تشمل القضايا الأساسية التي ستتم مناقشتها ما يلي:

في الجانب السياسي:

– هوية السودان وتعزيز الوحدة الوطنية.
* النظام السياسي.
– نظام الحكم والإدارة.
* العلاقة بين المؤسسة العسكرية والمؤسسات المدنية.
* قانون الأحزاب السياسية
* قانون الانتخابات.
* قضايا الخدمة المدنية
* مؤسسات الفترة الانتقالية وصلاحيتها ومهامها ومدتها.
* الحريات العامة

في الجانب الاقتصادي:

* النظام الاقتصادي للسودان وبرامج الإصلاح الاقتصادي
* سبل تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والمتوازنة
* تحقيق العدالة الاقتصادية
* وضع خطة اقتصادية استراتيجية عاجلة وقصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى
* مكافحة الفساد الاداري والمالي في أجهزة الدولة والمجتمع.
* تعزيز العلاقات الاقتصادية الخارجية

في الجانب الاجتماعي:

– تحقيق العدالة الاجتماعية
– تعزيز التعايش السلمي وراق النسيج الاجتماعي.
* إصلاح المجتمع
* النظام التعليمي
* النظام الصحي
* قضايا الإعلام
* القضايا الدينية
* القضايا الثقافية
* قضايا الشباب
* قضايا المرأة والأسرة
* قضايا الطفولة

في الجانب القانوني:

* تعزيز استقلال القضاء
* تحقيق العدالة القانونية
* إصلاح المؤسسات القانونية والعدلية.

في جانب العلاقات الخارجية

– الانفاق على مبادئ السياسية الخارجية للسودان
* تحديد أهداف وأولويات السياسة الخارجية للسودانز ووسائل تحقيقها.
* تحديد مواقف السودان من القضايا الإقليمية والدولية.

٥- تقوم فرق الخبراء المتخصصين برفع توصياتها للمؤتمر حول القضايا المطروحة، وتجري مناقشتها في المؤتمر، والاتفاق النهائي حولها والمصادقة عليها بالإجماع أوالأغلبية التي لا تقل عن ٧٥% أو نحو ذلك حسبما يتفق عليه، ويمكن أن تخضع هذه المخرجات للاستفتاء إن لزم الأمر.

٦- تعتبر مخرجات المؤتمر وثيقة وطنية تتضمن المبادئ العامة للدولة السودانية، وتكون ملزمة لكل السودانيين، واساسا للدستور الدائم وموجها عاما للحكومة الانتقالية والحكومات القادمة.

٧- يتم وضع برنامج محدد لحكومة الفترة الانتقالية في كافة القطاعات من قبل الخبراء والمختصين على ضوء مخرجات المؤتمر، تلزم الحكومة بتنفيذه.

٨ – بعد التوافق على هذه المخرجات، يتم الاتفاق على رئيس وأعضاء فريق الحكومة الانتقالية على أن يكونوا من ذوي الخبرة والكفاءة والاختصاص بعيدا عن المحاصصات والمجاملات، ومن ثم تبدأ الحكومة في تنفيذ برنامج الفترة الانتقالية المتفق عليه إلى حين إجراء الانتخابات العامة في البلاد.

وختاما، فهذه دعوة عامة لكافة السودانيين، للنظر في هذا المقترح الذي بالتأكيد يدور في أذهان الكثيرين بشكل أو آخر، وذلك من أجل الخروج من وهدة هذه الأزمات المتواصلة، وتحقيق رفعة وتقدم وازدهار بلادنا العزيزة، بمشيئة الله تعالى.

حفظ الله أهلنا وبلادنا ووفقنا لما فيه الخير.

والتحية لكم

د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي

٢٠٢٤/١١/٢٤م

التعليقات مغلقة.