ابرز ماجاء فى أول خطاب لرئيس وزراء السودان الجديد د.كامل إدريس:
القضاء على التمرد.. معاش الناس.. الحوار الشامل.. إعادة هيكلة الدولة
كتب: عبدالخالق بادى
ألقى الدكتور كامل إدريس رئيس مجلس الوزراء الجديد اليوم الأحد أول خطاب له للأمة السودانية بعد تعيينه من قبل الرئيس عبد الفتاح البرهان.
خطاب رئيس الوزراء فى مجمله جاء متوازناً ، تناول فيه معظم قضايا المرحلة ، واعترف بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه.
اليكم أبرز ماجاء فى خطاب دكتور كامل إدريس:
* فى بداية خطابه حيا كل من ساهم فى المعركة ضد الجنجويد ، والتى سماها بمسماها الصحيح (المعركة الوجودية)، فهى فعلا كذلك، فالمخطط الذى رسمه المتآمرون والجنجويد والخونة، هو تهجير أهل البلد واستبدالهم بمرتزقة وعملاء لا تربطهم بالبلد أى روابط مصيرية.
* الرجل أكد وقوفه على مسافة واحدة من كل القوى السياسية ، فيما أكد وقوفه مع المواطن وقضاياها، من خدمات وأمن، إلا أن من خان البلد واهلها ودعم التمرد من أحزاب وحركات ومنظمات، لا يمكن أن يشملهم هكذا حوار ، فمن خان البلد مرة سيخونها ألف مرة.
* أشاد الوزير الأول بكل الدول التى دعمت السودان فى حربه الوجودية ، وحيا المنظمات الدولية والإقليمية ، وهى إشادة تأتى فى إطار الدبلوماسية الرسمية ليس الا، لأن موقف معظم هذه المنظمات تجاه السودان كانت سلبية، بل مضللة بتقاريرها المفبركة، وبعضها دورها مشبوه.
* من القضايا المهمة التي تطرق إليها كامل إدريس ، قضية العدالة ، حيث أكد حرصه على إنفاذ مبادىء العدالة وبناء دولة القانون ، وهذا ما يحتاجه الشعب السودانى فى الفترة الانتقالية، لمحاسبة كل من انتهك حرماته ونهب ماله وممتلكاته ، سواء كان من الجنجويد والمتعاونين معهم ، أو حتى من الذين استغلوا الحرب للتكسب والافساد، خصوصا فى الولايات.
*رئيس الوزراء وعد بالاهتمام بالأمن القومى وفرض هيبة الدولة ،من أجل استئصال التمرد ، وفى نفس الوقت بذل جهد دبلوماسى فى الخارج لتجفيف مصادر تمويله، وهى رؤية متوازنة .
*تعزيز دور النيابة والقضاء وكذلك المحكمة الدستورية ، أمور وضعها دكتور كامل نصب عينيه، وذلك لدور هذه الجهات فى ترسيخ العدالة وحماية الحقوق العامة والخاصة، عليه فلابد من رفع كفاءة الجهات العدلية حتى تتمكن من القيام بواجبها.
* معاش الناس ذو أولوية بالنسبة لبرنامج رئيس الوزراء الجديد ، حيث يركز بالأساس على تشجيع الصناعات بالتركيز على المشاريع المتوسطة والصغيرة ، والتى بدورها تحتاج إلى تفعيل النشاط الزراعى وتوسيعه.
* ما شد اهتمامى فى خطاب دكتور كامل إدريس ، حديثه عن إعادة هيكلة الدولة السودانية ، وما أحوجنا لذلك، فالسودان يحتاج فعلاً لإعادة هيكلة، بعد أن اصابه الوهن بسبب التقسيمات الإدارية الكثيرة، والتى ابتدعها العهد المباد منذ نشأته فى ١٩٨٩م، حيث تم تقسيم البلد لعدد كبير من الولايات وعدد مهول من المحليات فضلاً عن الوحدات الإدارية الاكثر من الهم، وكل ذلك تم لأهداف منفعية ومناصبية تحت أكذوبة (تقصير الظل الادارى) وهى فى الحقيقة(توسيع النهب الإدارى)، فقد أضرت أيما ضرر بالمواطن وباقتصاد السودان ، وللحقيقة فإن معظم الولايات الموجودة الآن فاشلة تفتقر إلى الكوادر والكفاءات والبنيات الأساسية، حيث تدار بعضها بواسطة موظفين أغلبهم غير مؤهلين وغير مؤتمنين ،وأعتقد أن السودان لا يحتاج لأكثر من ثلاثة أو أربعة أقاليم لادارته، على الاكثر خمسة، يقسم كل إقليم إلى ثلاثة أو أربعة محافظات ،كل محافظ تقسم لوحدتين أو ثلاثة وحدات ادارية.
* آخر المواضيع التى تطرق إليها رئيس وزراء السودان ، هو موضوع الجهوية وضرورة القضاء عليها وقيادة حوار شامل للسودانيين ، وهى قضية مهمة جدا، خصوصاً بعد أن ركز عليها الجنجويد ومن تآمروا معهم ووظفوها لقتل السودانيين على الهوية وتدمير البلد، حيث اشتروا ضمائر الكثير من الإدارات الأهلية مما تسبب فى إطالة أمد الحرب، واستنفار عشرات الآلاف من شباب القبائل للقتال مع التمرد ،والذين تحولوا إلى وقود للحرب.
ختاما فإن ماجاء فى خطاب دكتور كامل إدريس ، يخلص إلى أن الرجل لديه رؤية سيبنى عليها قراراته وخطواته لاحقاً لإدارة البلد ، وهذا ما تحتاجه الفترة الانتقالية، والتى تعتبر فترة تأسيس للدولة السودانية من حديد، وتلافى أخطاء المؤسسين والمغامرين بموارد وسيادة البلد وتاريخها ، وطبعا الرجل يحتاج إلى وقفة المخلصين والوطنيين معه حتى يتنزل خطابه على الأرض ، وكذلك التنسيق والتناغم مع مجلس السيادة ومؤسسات الدولة والجيش والقوات النظامية الأخرى ، مع أمنياتنا بالتوفيق
السابق بوست
القادم بوست