الايام نيوز
الايام نيوز

مسار الشرق ملاحظات و تحفظات و مقترحات

الخرطوم :الايام نيوز

٢٢ فبراير ٢٠٢٣ م.

كما هو معلوم للجميع أنَّه ضمن إتفاق سلام السودان في جوبا تم التوقيع

على ما يُعرف بالمسارات و منها مسار الشرق و المعلومة المهمة التي

ينبغي تأكيدها و التذكير بها هنا و التي قد أوردتها من جانبي بعدة رؤى

حول عملية السلام و الحركات المسلحة هي أنَّ أي إتفاق سلام ينبغي أن يتم حصره في القضايا المتعلقة بالحركات المسلحة و التي تهدف لوقف الحرب و تسليم السلاح ثم القضايا المتعلقة بآثار الحرب نفسها مثل النازحين و اللاجئين و جميع القضايا الأخرى فمكانها المناسب هو الدستور الإنتقالي للفترة الإنتقالية ثم الدستور المستفتى حوله الشعب لاحقاً و أقوم أدناه بإلقاء الضوء ببعض الملاحظات و التحفظات و المقترحات حول هذا المسار:

١. هذا المسار هو إتفاقية بين حكومة الفترة الإنتقالية و الجبهة الثورية السودانية

و معلوم أنَّ الجبهة الثورية هي تحالف يجمع و يضم عدداً من الحركات المسلحة السودانية

و التي ليس من بينها حركة مسلحة من شرق السودان فلذلك لم أجد

أي مُبرر منطقي لتقوم الجبهة الثورية بالدخول في أي إتفاقية باسم الشرق

أو أي قضية خاصة بإقليم كبير و متعدد القبائل مثل شرق السودان و فعلياً

فقد كان حركات دارفور هي طرف إتفاقية دارفور و الحركة الشعبية شمال

للمنطقتين و لم تكن الجبهة الثورية طرفاً في ذلك.

٢. حسب النسخة التي بطرفي التوقيع على الإتفاقية أتى بتواريخ مختلفة هي

فبراير ٢٠٢٠ م و أغسطس ٢٠٢٠ م و معلوم أنَّ التوقيع النهائي على إتفاقية السلام

في جوبا كان في الثالث من أكتوبر ٢٠٢٠ م و هذه ليست مشكلة كبيرة و لكن

المهم هو أنَّ التوقيع لم يكن من جانب الجبهة الثورية كطرف ثاني بالإتفاقية

و هذا هو الوضع الطبيعي المقبول و إنَّما أتى التوقيع النهائي باسم مسار الشرق

وقع عنه السيد أسامة سعيد و السيد خالد محمد إدريس و هذا إجراء حقيقة

لم أجد أي منطق مقبول له فمسار الشرق ليس جسم مثل الأحزاب و غيرها

و لذلك ليس من المنطق أن يكون التوقيع عن مسار الشرق كما ورد بالإتفاقية.

٣. حقيقة أرى أنَّ ما ورد بالبندين أعلاه يُعَدُ حُجةً قويةً في صالح

من يطالبون بإلغاء المسار و بذلك لا جدوى أو ميزة لأي بنود أخرى بهذه

الإتفاقية بغض النظر عن الإتفاق أو الإختلاف معها.

٤. تم سرد عدد من المبادئ العامة هي في مجملِها قضايا قومية و ليست

خاصة بشرق السودان و مكانها الطبيعي حينها هو الوثيقة الدستورية ٢٠١٩ م

و حالياً و لاحقاً أي وثيقة أو دستور إنتقالي يتم التوافق عليه لحكم الفترة الإنتقالية

ثم مستقبلاً الدستور المستفتى حوله الشعب.

٥. ضمن محور بعنوان حقوق الإنسان و العدالة الإنتقالية تم سرد عشرة بنود

منها ثمانية بنود ينطبق عليها ما تم ذكره أعلاه أنَّها قضايا قومية و ليست خاصة بشرق السودان و مكانها الطبيعي حينها هو الوثيقة الدستورية ٢٠١٩ م و حالياً و لاحقاً أي وثيقة أو دستور إنتقالي يتم التوافق عليه لحكم الفترة الإنتقالية ثم مستقبلاً الدستور المستفتى حوله الشعب أمَّا البندان الآخران فهما يتعلقان بقضايا شرق السودان و لكنَّهما لا يتعلقان بقضايا الحرب و السلام ليكونان ضمن إتفاقية سلام.

٦. لم أجد أي مُبرر لتخصيص ٣٠% على المستويين التنفيذي و التشريعي

بولايات الشرق الثلاث لصالح مؤتمر البجة المعارض و الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير و العدالة مع وجود تنظيمات و أجسام أخرى بجانب التباين القبلي المعلوم للجميع.

٧. وردت بالإتفاقية الكثير من البنود الأخرى الفضفاضة فهي ليست نصوص

قاطعة محددة و ملزِمة و كثير منها يُعَدُ قضايا قومية أو من أبجديات مهام

و واجب أي حكومة.

و لكم خالص الشكر و التقدير.

حمدي حسن أحمد محمد – مواطن سوداني – مرشح مستقل سابق للرئاسة ٢٠١٥ م.

Hamdi123456@hotmail.com

00971502370179

التعليقات مغلقة.