كابوية :الوطني: أجوبة الحاجة والحاضر والمستقبل
الخرطوم :الايام نيوز
تابعت بشغف شديد حوار الأستاذ الزميل بكري المدني من خلال برنامجه المدهش ((تسريبات)) مع القيادي البارز جهير السيرة مهندس إبراهيم محمود: صاحب منطق قوي ورؤية واضحة وقراءة دقيقة لمجريات الأحداث وقدرة هائلة علي استشراف المستقبل وأعظم من ذلك أنه أحد السياسيين القلائل الذين يتحدثون في الشأن الإقتصادي بلغة الأرقام فهو بحق قاعدة بيانات متحركة أفضل مافيها أنها مواكبة لكل طفرة وتغيير وجديد..
من هنا جاء اهتمامنا بالحوار معه؛ فالرجل يملك معلومات تفصيلية وبيانات شاملة وقدرة علي التحليل عميقة..
قيمة الحوار تكمن في قوة الأسئلة الجريئة التي طرحها المحاوِر(بكسر الواو)) والتي قابلها وقبلها المحاوٓر ((بفتح الواو)) بثقة وتؤودة وأناة ومعرفة ومخزون لياقي ومعرفي عالٍ وبراعة فائقة أسهمت في شد الإنتباه وحولت الحوار لحوار الساعة والحاجة والمستقبل..
أهم ما انتهي إليه الحوار من إجابات شافية يمكن تلخيصها في الآتي:
١/ أن الرجل يعتقد أن ماتم في ٢٠١٩ خيانة وانقلاباً علي الشرعية الدستورية وليس ثورة بالفهم الصحيح للثورة.. لأن الثورة لها شروط ومطلوبات يمكن تلخيصها : في ضرورة توفر وعي فكري كامل وهذا مالم يتم ثم إن لكل ثورة مشروع استراتيجي محدد الأهداف وهذا مالم يتوفر لهذه التغيير وأخيراً يجب أن يتم التوافق الوطني علي برنامج وخطة عمل وهذا مالم يتم والدليل ((حسب قوله)) أن حمدوك خرج بعد عام ليقول للناس أنه بلا مشروع بلا برنامج بلا خطة لأن الحرية والتغيير لم تسلمه برنامجها حتي الآن.. هاهي قد مضت الآن أربعة أعوام فلم نر برنامجاً ولا إنجازاً ولا يحزنون..((مرجعه في مفهوم الثورة من اجتهادات الكواكبي عن الثورة))..
٢/ أكد أن هؤلاء اليساريين يرفعون شعارات هم أكثر كفراً وضيقاً وذرعاً بها فلم نسمع بتجربة من تجاربهم وعلي كثرة ما حكموا دولاً كثيرة أن قاموا بتطبيق أي واحدة من تلك الشعارات فهي بالنسبة لهم مجرد شعارات للاستهلاك السياسي والاستهبال للتكسب والمزايدة ضارباً المثل بالدعوة للانتخابات التي يطالب بها الإسلاميين بينما يرفضها اليساريين رفضاً سببه الحقيقي أنهم بلا حواضن ولا قواعد شعبية تمكنهم من خوض تلك الانتخابات والترشح فيها..
٣/ عد تبرير اليساريين لعدم القبول بالانتخابات لأن هناك دولة عميقة مازالت قائمة عد ذلك مبرراً فطيراً مستدلاً بأن أردوغان خاض الانتخابات ولم يشترط تفكيك المؤسسات العلمانية القائمة وكذلك التجارب في مصر فلم تحدث فيها مطالبات بتفكيك المؤسسات شرطا جوهريا للقبول بإجراء الانتخابات..
٤/ قدم رؤية كاملة للخروج من عنق زجاجة الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد؛ أجملها في تحقيق توافق ومصالحة وطنية شاملة لا تقصي ولا تستثني أحدا من الناس ساخراً ممن يدعون أنفسهم ((بالجذريين)) الذين يريدون أن يحصروا حق المشاركة في بعض الكيانات الثورة ويرفضون مشاركة بقية التيارات الوطنية ذات الثقل الجماهيري والحضور الفاعل في المشهد..
ثم أنه يري أن المؤتمر الوطني جاهز لتقديم وصفة إقتصادية تخاطب حاجات المواطن وتعيد التوازن للميزان التجاري بعيدا عن الوصفات المستجلبة التي أورثتنا هذا الكساد والتضخم والشلل فقد ذهبت الإنقاذ واقتصادها السادس في إفريقيا والآن وصل الإقتصاد رقم((٢٢)) ذهبت الإنقاذ وحجم صادراتها تجاوز الستة مليار دولار والآن أقل من مليون دولار بكثير مما خلق هذه الضائقة المعيشية التي حولت معظم الشعب تحت حزام الفقر..
هذا الحوار قيم وشيق حمل جملة من الأجوبة الجوهرية التي ربما بلورت رؤية الوطني للحل
هي دعوة لمتابعة هذا الحوار فهو أعمق بكثير مما لخصته فحسبي أني نوهت ونبهت لأهميته ولضرورة متابعته..
حاضرة: قوة المؤتمر الوطني في وجود قيادات فاعلة ومتمكنة ومثقفة ومفكرة في مثل قيمة مهندس إبراهيم محمود..
ثانية: ضرورة متابعة هذا الحوار تفرضه الأجوبة المفتاحية لكثير من القضايا التي يتهيب منها اليسار ومن ذلك مسألة مشاركتهم في الانتخابات فقد قدم إبراهيم محمود رؤية كاملة تضمن مشاركة كل حزب علي نسق مشاركة أحزاب اليسار في العالم رغم عدم تمتعهم بقواعد شعبية كافية للمشاركة..
أثيرة: غير بعيد من هذا تابعت جولات أنس عمر الولائية وزياراته الأخيرة لنهر النيل والجزيرة فقد أدهشتني الحشود الضخمة التي احتشدت للرجل بجانب الحفاوة والحماسة ما يؤكد أن المؤتمر الوطني وبرغم كل محاولات الكبت والعزل والازدراء والاعتقالات التي طالت قياداته مازال الحزب الأقوي والأكثر حضورا وفاعلية وتنظيما وتنسيقا..
أخيرة: لن نسمح لأي صوت أن يسئ لرموز المؤتمر الوطني من يريد أن ينتقد الحزب فهذا شأنه أما الإساءة والتجريح والازدراء فسنقابلها بكل حزم وصرامة و((البيتو من قزاز مايجدع الناس))..
عمر كابو
التعليقات مغلقة.