الايام نيوز
الايام نيوز

في الرد على الاستاذ سيف الدولة أحمد خليل Saif Al Dawla Khalil

الخرطوم:الايام نيوز

كتب الأستاذ سيف الدولة أحمد خليل ردا مطولا على نقدي لحزب المؤتمر السوداني، اورده هنا منجما مع ردودي عليه .

كتب الأستاذ سيف الدولة: الاستاذ الصديق عادل عبد العاطي* فوجئت بهجومك الضاري على حزب المؤتمر السوداني، لاني كنت اظن انك على معرفة حقيقية به وقد ادرت معك حوارات استطالت في سودانيز اون لاين كانت ذات طابع فكري قوامه الموضوعية وكدنا ان نصل الي كلمة سواء في كثير مما تناولناه نقاشا وقتلناه بحثا وتمحيصا.

الرد : فعلا انا على معرفة جيدة بالحزب، وقد كتبت في عام 2016 مقالا تحليليا عنه اشرت فيه لنفس النقاط السلبية التي اتحدث عنها الان ،كما كتبت قبل سنتين مقالا انتقد فيه الخطاب التحريضي لابراهيم الشيخ ضد “حلفاءهم ” من الحركات الثورية واشرت فيه لنفس النقاط عن تحول الحزب لحزب مركزي معاد لاهل المناطق المهمشة ومتحالف مع الجنرالات القتلة.

وكتب :* هذه الحوارات خلقت بيني وبينك ودا ان لم يكن اخويا فهو فكري وسياسي.

* هذا الوداد خلق بيننا ما استدعى التواصل وتفاكر وقد كان لنا لقاء مطولا وعميقا انت وشخصي والصديق عمر الدقير في مدينة ابوظبي تناولنا فيه كثيرا مما اهمنا من شأن وطننا وما يقارب بيننا كحزبين اتفقنا اننا نشغل الوسط ونعبر في غالب جمهورنا وبطبيعة نشأتنا وخطابنا عن التشكيلات الوسيطة في المجتمع.

الجواب : هذا الود محفوظ ومحفوظة كذلك المواقف الأيجابية لحزب المؤتمر السوداني وبعض قياداته تجاه مشاريعنا السياسية واستضافته لبعض نشاطاتنا في داره.

كما اذكر بدون اي غبن ممارسات سلبية للمؤتمر السوداني تجاهنا ، مثل احتضانه اللنتهازية العنصرية ميادة سوار الدهب عندنا انقسمت عن الحزب الليبرالي ، ورفض الرد على رسالة رسمية وجهتها له في اكتوبر 2017 بصدد الانتخابات.

ولا بأس في ذلك لانها السياسة وان كانت هذه الممارسات ذات معني .

إلا ان كل هذا يا أستاذنا يتضاءل عندما تكون القضية قضية وطن. فالوطن فوق الأحزاب وفوق مشاعر الحب والصداقة والكراهية .

في هذه اللحظة التاريخية حزبكم يقف مع استدامة حكم الجنرالات ومليشيا القتل السريع وضد الوطن والمواطن.

وكتب : * هذه مقدمة رايت انها من المهم ان تكون هنا لتذكيرك بما ند عنك* راعني ان يكون حكمك على حزب وتجربة استطالت لاربعة عقود مغاضبة بينك وبين عضو من هذا الحزب.

إجابتي : ما تقول انه ند عني يعبر عني وعن أفكاري بصورة كاملة ، وكما اسلفت لك عبرت عنه في كتابات سابقة. ما تم من شلاقة واستفزاز من بعض عضويتكم لم يفعل سوى إن فتح الباب للتعبير عن هذه الافكار .

كان بامكاني طبعا ان اخفي واقعة الاستفزاز وأقول ان هذه المقالات وقعت من سماء صافية . لكني ساكون كاذبا حينها.

وانا لا أحب ان أكذب على الناس ولا على نفسي .

لكن صدقني كل ما اكتبه اليوم هو مختلج في نفسي منذ شهور ، والشكر لعضويتكم المشاترة انها اطلقت الزناد والشرارة حتى اجلس وأكتب.

كما صدقني ايضا حين اقول لك انه لا الحب ولا الغضب لا يمكن ان يجعلاني افقد موضوعيتي أو أقول شيئا لا اريد قوله.

وكتب :* ليس من حزب عي الخطاب او خالي الوفاض مما يقنع الناس ويعبر عن اشواقهم يفلح في بسط نفوذه جماهيريا وحضوره سياسيا، وتصمد تجربته لاربعه عقود يزيد فيها ولا ينقص.إجابتي : وما قولك اذن في حزب الامة والحزب الأتحادي الطائفيين ؟! وما قولك في الحزب الشيوعي الذي يجتر نظرية من منتصف القرن التاسع عشر ماتت وشبعت موتا ؟ وما قولك عن حزب البعث الذي يتبني فكرا عنصريا متخلفا هو من بقايا النازية والفاشية.

حزبكم ليس استثناء من حالة البؤس السياسي السودانية ، رغم ان البعض قد توقع منه اكثر .وكتب:* ولن يكون المؤتمر السوداني حزبا طائفيا او عنصريا واهل السودان يتوافدون عليه زرافات ووحدانا بكل مكوناتهم الاثنية والثقافية.

واجابتي :وهل لم يتوافد الناس على الاحزاب الطائفية ؟ هل لم يتوافدوا على الحركة الاسلامية ، هل لم يتوافدوا على الحزب الشيوعي والحركة اليسارية في الستينات ؟! عنصرية الحزب أو طائفيته لا تحسب بهذه المقاييس العاطفية، وانما بالدراسة العلمية ودراسة الخطاب وتفكيكه والممارسة ومآلاتها.

وكتب:* هل تصلح صرعة الاسلاموعروبية معيارا لقراءة ما للاحزاب وما عليها؟ هذا معيار موغل في المحلية والاحزاب شأن عالمي فلا اظن انه من الصحيح معايرتها بما هو محلي محدود القياس.

واجابتي :هذا حزب يعمل في السودان ، والاسلاموعروبية تيار ومنهج فكري واجتماعي يسود في السودان، فلماذا لا نطبقه على الاحزاب السودانية ؟! فضلا عن ذلك فإن مفهوم الاسلاموعروبية قد خرج من تحت ايادى مثقفين تقولون أنهم مفكرونكم ( ابكر آدم اسماعيل مثلا ) .

فهل تم التنكر للمصطلح ام يجب تطبيقه على الاخرين فقط لا عليكم إنتم ايضا ؟! وكتب : * ضع معايير قراءتك على اساس مقايسة كل احزاب الدنيا ليكون الامر موضوعيا وعلميا.

واجابتي : في الحقيقة لو وضعت المعايير العالمية لكان الأمر أسوا بكثير. ليس هناك في العالم احزاب يرهبونها بالانتخابات.

ليس هناك في العالم احزاب تتكيء على جنرالات ومليشيات.

ليست هناك في العالم احزاب بلغت بها الدرجة من احتقار المواطن ونزعه حقوقه في القرار السياسي – لدرجة تقبلها قتل الشباب في الشارع عيانا- مثل احزاب السودان الخربة ومن بينها حزبكم.

وكتب:* بنيت مداخلتك هذه على معلومات خاطئة ولا ادري ان كان ذلك من باب حسن النية او سوئها.* حزب المؤتمر السوداني اول من اشار الي التهميش وخاطب قضايا الهامش لذلك هرع اليه اهل الهامش، فمن خرج عنه من اهل الهامش مغاضبا، هو مثل من خرج مغاضبا من المنتمين الي الشريط النيلي والوسط فالكل يغاضب ويخرج.. والخارجين عن احزابهم في سوداننا هذا لا يعتد باحكامهم فهم غالبا ما يكونون اهل وتر خاص.

إجابتي :ليست هناك معلومات خاطئة وانما معلومات دقيقة واحصاءات. حديثكم عن التهميش كحديث الإسلامويين عن الإسلام: ساقط في الممارسة.

حديثك عمن خرجوا من احزابهم لا اقبله ، فمعظمهم رجال ونساء شرفاء وشريفات لم يقبلوا الحال المايل بهذه الأحزاب الخربة الذي اوصل بلادنا الى الدمار. وكما قال المثل الشعبي عن هذه الأحزاب حتى في فترة مبكرو مثل نهاية الخمسينات: ( لو كان فيها خير ما كان خلاها أحمد خير ).

وكتب:* لم يكن ابكر ادم اسماعيل عضوا في حزب المؤتمر السوداني فهو قد اكتفى بمحطة مؤتمر الطلاب المستقلين.

إجابتي : فليكن. المهم ان الحزب قد تبنى افكاره بدون مؤسسية حتى. وهذا ما ساعالجه في مقالة خاصة.

وكتب : * حزب المؤتمر السوداني تعاور رئاسته خمس رؤساء اولهم عبد المجيد امام ( الشلكاوي).

هل من حزب سبق او سيلحق ليكون رئيسه من الجنوب او اي مكان من هوامش البلاد؟ إجابتي : المرحوم مولانا عبد المجيد إمام ولد في أمدرمان وترعرع فيها. هو امدرماني قح ولا اعلم شيئا عن شلكاويته وربما هو لم يكن يعلم شيئا عنها.

ونعم كان رئيس اللواء الأبيض من جبال النوبة وكانت نور تاور رئيسة للحزب الليبرالي وهي من جبال النوبة وكانت احزاب سانو وجبهة الجنوب وساك و واليوساب الخ قادتها من الجنوب ، وكانت قيادة الحزب القومي السوداني من جبال النوبة وكان قادة مؤتمر البجة وجبهة الشرق من الشرق وكانت قيادة التحالف الفيدرالي من دارفور وكان قادة حزب العدالة من الهامش ، الخ الخ .

ام هذه ليست احزاب عندك ؟! الشاهد ان العقل المركزي عندما يتحدث عن الأحزاب فهو يقصد احزاب المركز الجهوية، ولا يظن غيرها من الاحزاب احزابا وربما وصفها بالجهوية أو الاقليمية ، مع ان احزاب المركز هي اكثر احزاب جهوية في السودان.

وكتب: اعقبه الباشمهندس عبد الكبير آدم من نواحي سنار ثم الباشمهندس عبد الرحمن يوسف من شمال كردفان ثم ابراهيم الشيخ من غرب كردفان واخيرا عمر الدقير من غرب كردفان ايضا..حتى الآن لم يسيطر الشريط النيلي على الحزب

..إجابتي : لم أستخدم انا تعبير الشريط النيلي ، وانما تحدثت عن المركز الجغرافي والسياسي والايدلوجي.

ولا اريد ان ادخل في تفاصيل مملة لكن سنار بشكل ما جزء من المركز الجغرافي .ويمكن ان يقول لك احدهم ان ابراهيم الشيخ وعمر الدقير اصولهما ليست من كردفان، وانهما ليسا من الشعوب الأصيلة لكردفان.

فوق ان كردفان نفسها متاثرة بالمركز وقد خرج منها بعض اساطين المركز ( الازهري مثلا). كما ان حكم المركز يتم بكامل الفريق القيادي وليس بفرد أو آخر .

وكتب :* تعاور السلطة في الحزب لا يقوم على اسس جهوية او اثنية وانما على الكفاءة واسس التداول الديمقراطي. نرفض في الحزب رفضا قاطعا لهذه الاسس حتى الذين ينحدرون من الهوامش لا يقبلون تمييزهم بجهاتهم او اثنياتهم لتدفع بهم الي سدة السلطة.

إجابتي : يا صديق هذا يقال لشخص ليس من السودان ولا يعرف آليات السلطة والهيمنة الاقتصادية والسياسية في البلاد ( كما يقول الشباب زول ما عندو حديدة).

اوهام الكفاءة اتركها جانبا فكل من ابراهيم الشيخ وخالد سلك ليس لهما اي كفاءة ليديرا وزارات اسلمتموهم قيادة الدولة وليس فقط قيادة حزب.

هنا يتحرك المال والعلاقات الاجتماعية والكاريزما المصنوعة من الأسرة والوجاهة فضلا عن العين القوية والسن الملوية .

أما الحديث عن الديمقراطية فاتركه امام المذابح التنظيمية وابعاد المرشح الوحيد المنافس على الرئاسة حتى يفوز الدقير بالتزكية وحتى يضمن منصب الرئيس بعده لسلك أو من يشبهه ولا يحلم به نور الدين حتى في المستقبل .

نحنا يا استاذ ما متنا لكن شقينا القبور .

وكتب : * كثير مما اعتمدت عليه في مقالك عبارة عن وتر شخصي صادر عمن خرج من الحزب او ابعد عنه.

إجابتي:لم اعتمد على افراد وانما على قراءة خاصة بي وتحليلات تخصني. محاولة شخصنة كل نقد ورؤية مؤامرة فيه لا تجدي .

وكتب:* التقديرات السياسية او الاحلاف لا تقدح في وطنية الحزب او تجعل منه اسلامو عروبيا، فمن سابق تجربتك الفكرية والتنظيمية لا شك انك تعلم ان لينين ساوم وحالف واتفق مع اعدائه ومخالفيه.

فلم يكن يمينيا او خائنا او غير ثوري.إجابتي: كيف لا يا صديق ؟ التحالفات السياسية مؤشر رئيسي لتوجهات الحزب وممارسته.

هذا امر معروف في كل العالم وفي علم السياسة . بعدين خلينا من علم السياسة وخلينا نشوف الحكمة الشعبية.

المثل السوداني يقول ( شبهينا واتلاقينا) ويقول ( اتلما المتعوس على خائب الرجا) والمثل العربى يقول ( الطيور على اشكالها تقع) والمثل الانجليزي يقول (Birds of a feather flock together) .

لينين دا كان شمولي متطرف وشق حزبه بالذات .

نعم تحالف مع الألمان عندما كانوا يحاربون بلده وهو لم يمكن لا ثوريا ولا وطنيا وانما كان ارهابيا شموليا.

وكتب:آمل ان يكون حوارك موضوعيا بعيدا عن المغاضة والمخاشنات الشخصية حتي نستطيع ان نسهم معك في حوار مثمر.

إجابتي :الف مرحب بكل حوار موضوعي مثمر.

عادل عبد العاطي 8 مارس 2023 م

التعليقات مغلقة.