إذاعة بربر المجتمعية.. غنى مضامين العاملين وفقر دعم المسؤولين
الخرطوم :الايام نيوز
بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Musdal5@gmail.com
إذاعة بربر المجتمعية.. غنى مضامين العاملين وفقر دعم المسؤولين
للأسف يبدو أن مفهوم النفير والتبرع بجهد الأنفس والأموال يسود حتى في التسيير لأعمال المؤسسات الحكومية العامة.
والمثال لذلك إذاعة بربر المجتمعية (fm99) والتي تقوم بتقديم خدمات جليلة على مستوى محلية بربر ككل.
بل إن تلك الخدمات المجتمعية تتجاوز -جغرافيًا- وبحسب مدى إرسالها حدود محليتها لتصل إلى بقاع كثيرة خارجها.
لكن كل هذه الجهود المبذولة فيها بصدق وإخلاص وتفانٍ لا يقابلها دعمها بكل ما تحتاج إليه لا قبل ولا بعد المطالبة به.
وإن كان هذا في المحلية الأغنى -ولائيًا واتحاديًّا- والتي لا نمل من التكرار بأن مستوى الخدمات فيها لا يشبه ثراءها.
مما يستوجب أن تجد كل الدعم لأنها هي المُشيدة بإنجاز الايجابيات لتعزيزها والمحذرة من قصور السلبيات لتلافيها.
لكنها تعاني بشدة وينطبق عليها تمامًا المثل باب النجار مخلع حيث ينقصها الكثير وفي احتياجاتها المطلوبة عاجلًا.
فالعاملون فيها دومًا ما يدفعون من جيوبهم وذلك من أجل استمرارية وصول صوتها لمن هم داخلها أو خارجها.
حيث أنهم يدفعون من أجل الوصول لمبانيها فهي ليست لديها وسيلة ترحيل للعاملين سواءً أكانت مملوكة أو مستأجرة.
ويستمر دفعهم ومن أجل الهجرة جنوبًا لعطبرة و”بالمواصلات” بغرض إنتاج مادة لتبث عبر أثير موجتها.
لأن أجهزتها -إنتاجيًا- ومنذ تأسيسها لا نقول أكل عليها الدهر وشرب بل إن أجهزتها هي التي أكلت عليه وشربت.
بمعنى أنهم ومع دفعهم المادي فهم يدفعون معنويًا وذلك بتقديمهم لبرامج أدنى جودة لعدم توفر أجهزة حديثة.
وينبغي التنويه إلى أن جيوبهم التي يدفعون منها فالرواتب التي تدخلها ضعيفة ولا تكفيهم لأولويات احتياجاتهم.
هذا إلى جانب المتعاونين فيها والذين لا تدفع لهم أي مبالغ مالية فيعملون فيها بالمجان ولا يجدون منها إلا التحفيز المعنوي وكفى.
كما أنه وبالرغم من قصر فترة بثها فقد تتوقف اضطرارًا حال انقطاع الكهرباء فلا خط ساخن يمدها ولا مولد كهربائي يخصها.
وكل هذه الاحتياجات الناقصة “كوم” ومبانيها “كوم براه” والمحتاج لكثير من الجهود والتي هي قليلة بحسب غنى المحلية.
فمبانيها تلك تذكر المرء بقصة عامل البابور بأحد المشروعات الزراعية والذي كان بابور الري فيه قديم جدًا ومتهالك.
لكن كلما قام -بعد تعب شديد- بتدويره “يجدع المنفلة” غاضبًا ويتمتم قائلًا: (بابوركم دا أخير منه واحد جديد).
ليضحك صاحب المشروع ملء فمه ويردد من بعده عبارته الثابتة: (ما أصلو أخير منه واحد جديد لكن نلقاهو وين).
فكذلك كل ما يزوركم شخص في مبناكم هذا تجده يردد بينه وبين نفسه مبناكم دا أخير منه واحد جديد.
وبما أنكم تقرؤون افكاره من خلال نظراته المتفحصة له وتجيبونه سرًا فعلًا أحسن منه واحد جديد لكن نلقاهو وين.
وعليه نحول رجاءكم الأخير هذا ومعه كل نواقصكم المذكورة أعلاه للسادة الوالي ووزير إعلامه والمدير التنفيذي ومدير إعلامه.
لانهم جميعًا يعلمون -علم اليقين- أن الإعلام هو ما يقود الدولة والمجتمعات للصدارة في كل المجالات.
وذلك بنشره للمعلومات والبيانات والحقائق والتي تقود الدولة والمجتمع للتنوير والتوعية والتثقيف و… و….
وهذا ما يتطلب تحسين بيئته في كافة الاتجاهات من المقار الجاهزة والكوادر المؤهلة والمقيّمة والأجهزة الحديثة.
فإذا حسن كل ذلك في الإعلام -القلب النابض- لحسنت رسالته وإذا فسد أي واحد منها فسدت رسالته.
هذا وبالله التوفيق. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
التعليقات مغلقة.