حسب الوضع الوالي الما شدا حيلو يا حليلو✍🏻د.جهاد البدوي
الخرطوم :الايام نيوز
*حسب الوضع* *الوالي الما شدا حيلو يا حليلو**✍🏻د.جهاد البدوي*
في ظل الظروف السياسية التي أدت إلى اقتلاع النظام البائد رغم كمية البشرية الذين
كانو يهتفون (تقعد بس) الا ان الإرادة الشعبية والوطنية كانت هي الأقوى على
الإطلاق مما أدى إلى سقوط النظام بين عشية وضحاها.
ومن يومها يقاتل الشباب بكل ضراوة للحفاظ على ثورتهم التي مهروها بغالي الدماء
ومازالوا يدفعون بأرواحهم رخصية من أجل رفعة الوطن وحتى يسلموا زمام الأمور
لحكومة ديمقراطية لا غبار عليها والي ذلك الحين لن يتخلى الشباب عن ثورتهم
ولم يتنازلوا عن مبادئهم وسيظل يتابعون الحكام من الولايات إلى المركز حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
فحوجة البلاد في هذه المرحلة لقادة متميزين يتحلون بالدقة والتنظيم الجيد حوجة لا شك فيها.
فالقائد الناجح هو من ينظر بعدسة فاحصة تجعله يتعرف على مكامن الخلل
ويستطيع أن يرى من خلال تلك العدسة ما لم يراه الناس وقد تظهر مهاراته
جليا في وضع الخطط والبرامج وتنفيذها بطريقة محنكة حتى يعبر بهذا الجيل الواعي بكل مشكلاته.
ولا ولن يتنازل جيل ركوب الراس عن مبادئه الوطنية مهما كلف الأمر.فالسرعة في اتخاذ القرارات المناسبة وتوقيت تنفيذها يطول بعمر الحاكم وتواصله مع مواطنيه يزيل الغشاوة بينه وبينهم ويتيح فرص التفاهم والتناغم بين المسؤول ورعيته ويعزز الثقة ويرفع الحماسة التي من شانها رفع نقاط القوة وهذا في حدا ذاته حافزا لكل إنسان يقع على عاتقه قيادة الجماعة.والجماعة اليوم ليس بجماعة الأمس.
فان أراد اي والي أو حاكم الاستمرار في كرسي الحكم فلا بد له أن يكون مستمع جيد لمشكلات الشباب في المقام الأول ومحاور محنك ملم بكل مفرات هذا العصر ومسلحا بدرجة عالية من الوعي الثقافي والسياسي يمكنه من الدخول في كافة المحاور متى ما اقتضي الأمر.
فبعض ولايات السودان كدارفور وكردفان ولايات ذات خصوصية والحكم فيها ليس بالأمر السهل.
فهذه الولايات تحتاج لولاة زاهدين وعلى درجة عالية من الذكاء بحيث يمكنهم من مداركة الأحداث قبل وقوعها علاوة على يقظة الضمير ومخافه الله في حفظ الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأبينّ أن يحملنها وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا.فتفريط بعض الولاة اليوم في أعمالهم والتقصير البائن تجاه مسؤوليتهم وعدم القيام بها بشكل صحيح واستهوانهم بالمواطن قد يعجل بإعفاء اي والي لم يتمكن من وضع الحلول المناسبة للمشكلات الأساسية بولايته ويكون هو السبب الأساسي بعدم وقوفه على مسافة واحدة من مكونات مجتمعه.
فالقائد الناجح هو من يصنع نفسه ويقدمه للآخرين في شكل إنجازات محسوسة وملموسة ويضع بصمته المتميزة في الحكم ببذله جهدا مقدراً لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنافرة وتطبيق القانون على كل من يعبث بأمن وتراب البلد.
هنالك أشياء معينة تطيل من عمر الولاة والمسؤولين في الدواوين الحكومية أهمها الإحساس بالأمن وتوفير العيش الكريم إضافة على التواضع والاحساس بالآخرين.
ولعل تغيير الولاة في بعض الولايات مؤخرا قد تتيح فرصة لبقية الولايات بأن
تتحسس رأسها وعلى رأي المثل السعيد بشوف في غيرو وألشقي يشوف في نفسو.
على الولايات ذات الإنجازات الصفرية (أكرر الصفرية) مراجعة أنفسهم مع مراجعة
انظمتهم الوهمية وفحص المستشارين الضالين الذين خلقوا فجوات كبيرة بين المواطن
والمسؤول أدت إلى طمس المعالم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وألقت بظلالها
على المواطن المغلوب على إمره والذي أصبح لا يعرف سبب المشكلات ومكامن
الخلل ولا حلول تلوح أمام عينه أو بصيص أملاً قريب.
*حسب الوضع*مازالت الفرصة أمام اي والي يطمع أن يستمر في حكمه الولائي الاعتراف بفشله
مع الاعتذار الصريح لما بدر منه من إخفاقات وان يبدأ بصفة جديدة مدعومة بالشفافية
والوضوح والصدق والأمانة واختيار السند الحقيقي له مع الإبتعاد بقدر المستطاع
من المتسلقين والمنتفعين وأصحاب المصالح الشخصية.
ويجب عليه الاستعانة بالكفاءة الوطنية في وضع خطط العمل والأهم من هذا
وذاك الابتعاد عن القبلية والجهوية والحزبية وجماعة العائلة والأصدقاء لأنه قائد وليس شركة زين.
التعليقات مغلقة.