للحديث بقية عبد الخالق بادى لبيك يا أقصى
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
لبيك يا أقصى
نتألم كثيرا ونحن نشاهد الاعتداءات المتكررة من العدو الصهيونى على المسجد الأقصى،ونحزن ونحن نرى المسلمين فى فلسطين المحتلة ينكل بهم أيما تنكيل ويقتلون يوميا،فلقد استبد الصهاينة وزادوا فى عدوانهم بصورة مهينة لأى مسلم موحد مؤمن بالله،فوصل بهم الأمر للاعتداء على المعتكفات والمعتكفين والقائمين داخل المسجد الأقصى ،والذى دنسوه باحذيتهم القذرة ،وكل ذلك يتم على مرأى من العالم بأجمعه.
كل ما يقوم به اليهود من تعدى على مقدسات المسلمين وعلى رأسها المسجد الأقصى ،يهدف لفرض واقع جديد مبنى على اكاذيب تاريخية وادعاءات توراتية ملفقة وبترويج من حاخاماتهم ،من أجل ابعاد المسلمين عن المسجد الأقصى ليتم تهويده وهدمه، كما تم تهويد وهدم العديد من المدن والقرى وتهجير سكانها.
الاستبداد اليهودى الصهيونى والتمادى فى الاعتداء على المسلمين في فلسطين المحتلة والمسجد الأقصى وبهذه الوحشية ،ماكان له أن يحدث ،وما أقدم عليه اليهود الا لتأكدهم من أن ردود الأفعال الدولية والإقليمية عادة ماتكون فى حدود عبارات الشجب والادانة فقط.
تكرار الاعتداءات الصهيونية فى الأشهر الأخيرة والقتل الميدانى لأكثر من تسعين شابا مسلما،حدث لأن العدو الصهيونى متاكد من ضعف ردة الفعل العربية المسلمة ،والتى لا تتعدى الاستنكار ومناشدة الأمم المتحدة بتوفير الحماية للفلسطينيين والمقدسات.
لقد بلغ الهوان والذل بالمسلمين والعرب مبلغا لم يعهد فى تاريخ الاسلام منذ أكثر من ١٤٠٠ عام،فرغم الانتهاكات الإسرائيلية ،نرى أن العديد من الدول المسلمة والعربية هرولت نحو الصهاينة وارتمت فى احضانهم ،حيث وقعت اتفاقيات أقل ما يمكن أن توصف به ،انها إهانة للمسلمين والعرب وخيانة للقضية الأقصى المقدس ،بل هو إقرار بالروايات اليهودية حول يهودية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى ،وقظ وصل الخنوع ببعض الدول أن صدقت ما يدعى ب(الديانة الإبراهيمية) والتى تساوى بين الإسلام واليهوديةوالمسيحية،رغم أننا جميعا كمسلمين نعلم أن الإسلام هو الدين الوحيد الان وقد حب ما كان قبله من ديانات قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم واتممتم عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا).
ترى ما هو موقف تلك الحكومات وأولئك الذين وقعوا اتفاقيات سلام مع أعداء الإسلام ،وهم يرون ماىيقوم به اليهود من تنكيل وقتل بحق المصلين والمعتكفين بالمسجد الأقصى وباخواننا الفلسطينين ؟،ماهو رأيهم وهم يرون الأموال التى منحوها لليهود عبر البروتوكولات والاتفاقات الاقتصادية توظف للاعتداء على اخواتهم وإخوانهم الفلسطينين القائمين بالاقصى،وتستخدم لهدم مقدسات المسلمين وأولى القبلتين؟باىة وجه يحلس هؤلاء أمام بقية الزعماء العرب والمسلمين الرافضين للتطبيع فى المؤتمرات وفى اجتماعات منظمة رابطة العالم الاسلامى وجامعة الدول العربية ؟وما موقف الشعوب التى وقعت حكوماتها على اتفاقيات مهينة لهم وللإسلام والمسلمين ؟.
كما ذكرنا فإن ما يشجع اليهود على الاستمرار و الاستفحال فى قتل المسلمين وتهويد مقدساتهم ،هو ردود الأفعال الهزيلة سواء الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة أو الإقليمية العربية والإسلامية ، والغريب أن معظم الشعوب المسلمة والعربية صارت مواقفها كمواقف معظم القيادات العربيةوالمسلمة الخانعة،فخلال ساعات الخميس وامس الجمعة ل،م نشهد أى تظاهرات أو مسيرات منددة إلا فى الأردن وشمال سوريا وداخل فلسطين المحتلة، فأين تلك التنظيمات والطوائف(التى تسمى دينية) والتى ترفع شعارات اسلامية وتدعى حرصها على الإسلام، مما يرتكب من جرام ضد المسلمين والاقصى؟ أين الذين وظفوا أنفسهم مدافعين عن الإسلام ويدعون مناهضة العلمانية مما يتم من حرب يهودية ضد المسلمين فى فلسطين؟لماذا هم صامتون؟ وأى إسلام يعتنقون ؟ هل هو الإسلام الذى بعث به الرسول صلى الله عليه وسلم ، أم دين جديد ألفه واخترعه مفكريهم ورموزهم الذين جبلوا على حب المال والشهوات فضلوا واضلوا.
نعم لقد أصاب أغلبنا الهوان فسهل علينا ،وكل ذلك مرده ليس لأن إسرائيل أقوى منا، أو لأنها محمية من امريكا،فنحن لدينا من القوة العسكرية والإقتصادية ما يمكننا من مسح إسرائيل من البسيطة ،ولكن وللأسف أصبح الوهن والضعف مسيطران ،والسبب استعباد بعضنا البعض ،وبسبب ضعف إيماننا بالله وبعدنا عن التوحيد،بعد أن أصبح الانتماء الطائفى والقبلى فوق الانتماء للاسلام ،كما أن الدنيا صارت شغلنا الشاغل حتى أصبحنا نحلل ما حرم الله ونحرم ما أحله.
إن ما يسمى بإسرائيل هذا النبت الشيطانى ، أضعف مما نتصور ،فهى لا تمتلك أى مقومات للبقاء ولا حتى ليوم واحد، ناهيك عن بقائها لأكثر من سبعين عاما ،ولكن ابتعادنا عن طريق التوحيد وتغلغل الشركيات فى مفاصل حياتنا ،هى ما اطالت بقاء اليهود فى أرض المسلمين فلسطين المقدسة .
لا اعتقد أن العدو الصهيونى واليهود سيتراجعون عن مخططهم الخطير لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم،خصوصا أن ما يقومون وما ينوون القيام به مستقبلا يستند على روايات دينية موجودة فى توراتهم المحرفة ولا أساس لها من الصحة ،الا أن هذا يعطيهم دافعا للتمادي في غيهم، فى الوقت الذى نتعامل فيه نحن المسلمين بمافى ذلك السلطة الفلسطينية مع الأمر من منطلق ضعيف بوصف الصراع بيننا وبينهم بأنه صراع بين دولتين ،فى حين أنه صراع دينى ،اى صراع بقاء،وقد صرح بعض وزراء وحاخامت اليهود بذلك،منهم وزير المالية والذى قال بصريح العبارة :ليس هنالك شىء اسمه عرب فى فلسطين،وان فلسطين لليهود فقط.
إن كانت هنالك كلمة أخيرة فهى توجهها للذين طبعوا مع الصهاينة والذين فى طريقهم للتطبيع،ان يتقوا الله فيما فعلوا ويفعلون،وان يخجلوا على أنفسهم من فعلتهم التى لا يرضاها الله ولا رسوله (ص) ،واقول لهم كيف تنامون وإخوانهم يقتلون باموالكم ؟ماذا تقولون لربكم فى صلواتكم الخمس؟ومافائدة صلواتكم وحجكم وزكاتكم وانتم تطعنون إخوانكم فى الدين من الخلف وتخونون دينكم ،وبأى وجه ستلاقون الله يوم تصيرون بين يديه ؟،اللهم انصر المسلمين فى فلسطين وحرر أولى القبلتين على يد عبادك المخلصين ، ونسألك الرحمة للشهداء ،ولا حول ولا قوة إلا بالله.
التعليقات مغلقة.