الكرت الخاسر …. من الذي يفكر لجنرال ؟✍ ٱدم آدم إساي
الكرت الخاسر …. من الذي يفكر لجنرال ؟
✍ ٱدم آدم إساي
بعد إتهام قائد الجيش الفريق البرهان الدعم السريع بتنفيذ مجزرة القيادة العامة في يونيو 2019م ، من المعقول و المقبول أن نطرح هذا السؤال حول العقلية التي تخطط للفريق البرهان ، لأن هذه العقلية تمثل خطرا على الجيش السوداني أكثر من قوات الدعم السريع ، لأن تصريح البرهان يمثل أكبر إدانة للمؤسسة الجيش و البرهان نفسه لأن قوات الدعم السريع كانت تقع تحت مسوؤليته مباشرة .
تصريح البرهان جاء مناقضا لتصريحات الفريق الكباشي عندما اكد بعد ايام من فض الإعتصام بانه تم بموافقة الجميع و بمشاركة كل القوات النظامية ، مع أن الأمر لا يحتاج لتأكيد من الكباشي أو غيره لأن شهود العيان من الثائرات / الثوار المعتصمين اكدوا مشاركة كل اعداء الثورة السودانية في جريمة مجزرة القيادة .
كل الشواهد تشير إلى أن المكون العسكري نفسه الذي كان ممثلا في الجيش و الدعم السريع ظل يمثل حواجز مانعة للوصول إلي الحقيقة و تحقيق العدالة و إنصاف الضحايا و اسر الشهداء ، من المؤسف أنه لم يقدم مجرد عزاء لأسر الشهداء ناهيك عن الإعتذار عن الجرائم البشعة التي ترقى لجرائم ضد الإنسانية حسب تقرير هيومن رايتس وتش ! كأن من قتلوا و أغتصبوا و من رمي بجثثهم قرابين للنيل و وليمة للأسماك لا تساوي في نظرهم لعاب خنزير .
الأن و بعد مرور أكثر من أربعة أعوام خرج قائد الجيش للعالم ليعلن لأول مرة إتهامه الصريح لقوات الدعم السريع بإرتكاب مجزرة القيادة ، التي تمت أمام مرأى و مسمع الجيش الذي لم يحرك ساكنا لحماية الثوار المدنيين العزل ، الذين استجاروا به ، السؤال الذي يطرح بقوة هنا ، هو لماذا صام البرهان كل هذه الأعوام العجاف المثقلة بالدماء ، الغدر ، رائحة الموت و دموع الأمهات و الاحزان التي لا ضفاف لها و تحدث الأن ؟ لماذا لم يدلي بإعترافاته أمام لجنة نبيل اديب التى كونها رئيس وزراء حكومة الثورة الدكتور حمدوك ؟ .
بالعودة إلي السؤال الذي طرحناه عند بداية المقال ؛ من الذي يفكر للجنرال برهان ، لأن الذين يفكرون له بقصد أو دونه يصرون على إخراجه بهذا الشكل الباهت ، لأن رجل الدولة الذي يستعين بخبراء و مستشارين لا يقع في مثل هذه الأخطاء ! ففي أزمنة الحروب كل عبارة أو إشارة تصدر من القائد لها تأثيرها القوي على المشهد سلبا و إيجابا ، منذ اليوم الاول للحرب التي وصفها قائد الجيش بالعبثية ، ذكرنا بأن الخطاب الإعلامي و السياسي لجيش يشوبه قصور بائن في مواجهة خطاب الدعم السريع ، الذي رغم إستمراره في المعارك يصر على مخاطبة المجتمع السوداني ، الإقليمي و الدولي بضرورة الجلوس على طاولة التفاوض ، العودة للمسار الديمقراطي و تأسيس الدولة المدنية ، يحاول بذلك إرسال رسائل إيجابية لكافة الجهات ، في الوقت الذي يدفع الفلول الجنرال البرهان لتبني خطاب المواجهة و الاستمرار في الحرب حتى القضاء على أخر متمرد ! هو حديث تعبوي و تحشيدي مفيد لرفع معنويات أفراد الجيش لكنه بكل تأكيد لا يصلح لمخاطبة المجتمع الدولي ، تصريحه بالأمس يدخل في نفس السياق و يكشف عن جهل من يخططون له ، لأنه ورط الجيش أكثر من توريط قادة الدعم السريع لأن هذه القوات كانت تتبع للجيش السوداني و تنفذ أوامر قادته ، البرهان نفسه يمثل قمة الهرم في مؤسسة الجيش ، حتما أن اتهامه الذي قصد به استمالة الثوار و لجان مقاومة لصفه ستأتي بنتائج عكسية و تعيد الروح لمطالب الثوار بالقصاص من الذين ارتكبوا جريمة فض الاعتصام و الجرائم المصاحبة للمظاهرات المناهضة لإنقلاب 25/ أكتوبر التي كادت أن تخبو جذوتها بعد إندلاع حرب 15 أبريل .
خلاصة القول أن الكرت الذي رفعه قائد الجيش في وجه حليف الامس ، عدو اليوم يعتبر كرتا خاسرا و لن يؤثر على مجريات الحرب على العكس من ذلك يكشف عن سوء تخطيط المجموعة التي تفكر و تخطط له ، و تصعب مهام الأقلام و الأبواق التي ظلت تدعمه في الإستمرار في حربه العبثية المجنونة.
………………………………….
آدم آدم إساي
2/ أكتوبر 2023م
التعليقات مغلقة.