الايام نيوز
الايام نيوز

مرحباً بالتدخلات ! بقلم إبراهيم عثمان

مرحباً بالتدخلات !
إبراهيم عثمان
جاء في بيان جبهة قحت المركزي من أديس أبابا ( سابعاً : رفض كافة أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الوطنية، ما عدا المساعي الدولية العاملة من أجل إيقاف الحرب وتوفير الغوث الإنساني وإحلال السلام العادل الشامل )

▪️ لم يعددوا ( أشكال التدخل الخارجي ) المرفوضة، ولم يجيبوا على السؤال : هل هناك تدخلات مرفوضة حادثة فعلاً ( بصورة عامة، وفيما يخص الحرب خاصةً ) ؟ لم يفعلوا ذلك ولو بتلميح بعيد لا يحرجهم مع أي طرف خارجي .
▪️ الجزء ما قبل ( ما عدا ) يبدو مقحماً في البيان، وهو من أكذب أجزاء البيان لأن الكل يعلمون أن هذه الأحزاب مع التدخلات، خاصةً المغرضة، بسبب تلاقي الأغراض، وتفسير إدخاله في البيان هو الاتهامات الموجهة إليهم بالتبعية، وقوة الأدلة التي تؤكدها، بما في ذلك اعترافات شهيرة من شاكللة ( نحن صرة إفريقيا والعالم سيخطط لنا، يجب ألا نتهمه ) و ( كان قلنا ما مسيرانا السفارات كضبنا ).
▪️ يصح القول إن الجزء الذي يعنونه فعلاً هو الجزء بعد ( ما عدا )، والهدف المكشوف هو شرعنة التدخلات تحت عنوان إيقاف الحرب وشرعنة تجاوزها إلى غيرها، ظناً منهم بأن إيراد هذه الاستثناءات في سياق فقرة تبدأ برفض التدخلات سيعطي الإستثناءات قوة !
▪️ لم يذكروا ضمن الاستثناءات المقبولة عندهم التدخل الأساسيي الذي يهمهم، وهو الخاص بـ ( العملية السياسية ) بما يتضمنه من تدخل في تحديد من يحكم، وكيف يحكم، ومن تضييق على خصومهم .
▪️المعروف أنهم لا يعتبرون مواقف الأحزاب الوطنية الرافضة للتدخلات الماسة بالسيادة نقطة تلاقي تدعم رفضهم المزعوم، وإنما يعتبرونها عملاً عدائياً ضدهم ويستخدمونها لتحريض المتدخلين !
▪️ هناك اتهامات ذات مصداقية بخصوص التمويل الأجنبي للمؤتمر نفسه، وسيرتهم تقول إنهم لا يعتبرون التمويلات الأجنبية لأنشطتهم من التدخلات المرفوضة !
▪️ لا قيمة فعلية لهذا الرفض، فالتدخلات الماسة بالسيادة تحدث أصلاً تحت عناوين الاستثناءات المذكورة، وعناوين أخرى ليست بعيدة عنها، بما في ذلك التدخل في اختيار الحكام، ومهمة التجميل يقوم بها المتدخلون وهم بطريقة متشابهة .
▪️المتدخلون المغرضون يعتمدون بالكامل عليهم، ويعلمون الغرض التجميلي لهذه الفقرة بجزئيها، ولذلك لن يساهم الجزء الأول في زجرهم، وبالطبع لن يثير غضبهم، والجزء الثاني سيريحهم، الأمر الذي يجعلهم لا يمانعون في مهر هذه الفقرة بتوقيعاتهم إن طُلِب منهم ذلك !

التعليقات مغلقة.