للحديث بقية عبد الخالق بادى ديمقراطية الخراب وسلبية الإعلام!!!
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
ديمقراطية الخراب وسلبية الإعلام!!!
لم تصدق عيناى ماشاهدته من الخراب والدمار الذي طال مستشفى نيالا التعليمى وعدد من المستوصفات والمراكز الصحية بالمدينة ،حيث نجح المتمردون نجاحاً منقطع النظير فى تدمير كل شىء بالمستشفى وإحالته إلى أثر بعد عين.
ماحدث بنيالا من خراب للمرافق الحيوية هو استمرار لمسلسل الخراب الذى بدأته المليشيا بالخرطوم ،فبعد أن اعتدوا على المستشفيات بها وافرغوها وحرقوها،جاء الدور على المرافق الصحية نيالا والتى هى فى الأساس تعتبر مستشفيات مرجعية لكل طالب علاج من جميع مناطق دارفور ،ليحرموا بالتالى المواطنين الغلابة من العلاج والدواء .
ترى ماذا يقول حلفاء المليشيا من بعض أحزاب الحرية والتغيير( بشقيها -الهاربون إلى الخارج) عن ما يرتكبه حلفاءهم المتمردون بحق المرافق الصحية التى تخدم المواطنين البسطاء، فهل هذه الديمقراطية التى ظلوا يبشرون بها الشعب السودانى ؟ وهل يظنون أن الشعب بهذه السذاجة ليقتنع بأن الديمقراطية تأتى بالسلاح والخراب ؟وهل يعتقدون وبعد كل هذا التسلط والاعتداء على أملاك المواطنين وحقوقهم فى الحياة والعلاج أن تظل لهم مكانة فى قلوب المواطنين ؟.
العميل سيظل عميلا مهما حدث،ومن تعود على الارتزاق من العمالة والخيانة للوطن ،لن يتراجع عن عمالته ويبقى عليها حتى المماة،وهذا ما نلاحظه من خلال الاجتماعات التى تتم فى القاهرة وعواصم اخرى،وذلك من خلال الزيارات التى تتم من قيادات أحزاب بالحرية والتغيير بأبى ظبى ونيروبى وغيرها ، وأيضا عبر تصريحات بعض رؤساء الأحزاب السنتهم تلهج بالشكر لأرباب نعمتهم أعداء السودان، والمؤسف أن بعض قادة الأحزاب أصبحوا لعبة فى يد دول إقليمية يأتمرون بأمر زعمائها.
ويتزامن ذلك مع الأكاذيب التى تروجها الكثير من المواقع الاسفيرية الموالية للمتمردين، عن انتصارات وهمية هنا وهناك ،وهى فى الحقيقة مجرد دعاية وأوهام وأحلام يقظة يتم كتابة سيناريوهاتها ومنتجاتها بدولة عربية ، ثم يبثونها لحلفائهم ومعاونيهم ليقوموا هم بنشرها فى المواقع الإلكترونية المختلفة ،فى مجرد زوبعة إعلامية لا أكثر ،فكل الأخبار التى يبثونها يتضح وبعد سويعات بأنها عبارة عن أكاذيب.
إن رواج بعض الأخبار الكاذبة عن الوضع الميدانى فى مناطق الاشتباكات ،يلعب الإعلام (الذى يسمى رسمى) دورا سالبا فيه ،لانه بعيد عن الأحداث غارق فى النرجسية ،يبث أخبار أغلبها ميتة لا تفيد المواطن والبلد فى شىء، أما أخبار الحرب فلا تكاد تجد لها أى أثر بأجهزة الإعلام الحكومية الا صدفة، خصوصا هذه الأيام ومع انشغال معظم القنوات الإخبارية الإقليمية بمعركة(طوفان الاقصى) بفلسطين،حيث صار هنالك فراغ إعلامي،فشل اعلام الحكومة فى ملئه، فبات معظم الناس يحصلون على الاخبار من مواقع إلكترونية الكثير منها مضلل ،وبعضها يعمل على تحسين صورة المليشيا المتمردة (زوراً) فى ميدان المعركة ،وهذا مما احدث ربكة كبيرة وسط المواطنين ،لدرجة أن البعض أصبح يصدق رواية التمرد وأعوانه ومرجفى المدينة ، فإلى متى يظل الإعلام الحكومى منغمس فى وقائع يوميات المسؤولين تاركا الاخبار والاحداث المهمة لصناع الشائعات ؟و متى يخرج من القوقعة التى أدخله فيها الحزب المحلول ولم يخرج منها حتى الآن؟ وكيف تستعين ولايات وأجهزة رسمية باعلاميين من أتباع الحزب المعزول للإشراف عليها على بعض البرامج والمشاريع المرتبطة بمصير البلد؟فكيف تعتمد على من لا يجيدون غير التطبيل للحاكم والسعى وراء مصالحهم الشخصية لا يهمهم ما يحدث للبلد ؟ .
لا بد من إعادة صياغة دور الإعلام (الرسمي) حتى يقوم بدوره في هذه المرحلة، نعم فإن بث الاناشيد الوطنية ضرورى لزيادة الحس الوطني،ولكن عكس الأخبار وبث المعلومات الصحيحة ومتابعة أحداث الحرب وأحوال المواطنين مهم أيضاً،خصوصا أن الإعلام (الرسمى) بمختلف أنواعه ووسائله موجود فى كل ولايات القطر،ولديه كل الوسائل التى تمكنه من القيام بدور وطنى حقيقة(ليس مجرد أداء للواجب)،وبذلك نمنع وقوع المواطن فريسة للتضليل والدعاية المغرضة التى ينشرهاالعملاء والخونة المنتشرين فى المواقع الإلكترونية.
*نقطة مهمة:
*حديث الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش أمس بوادي سيدنا وقوله: أن الجيش ذهب لمنبر جدة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع المليشيا المتمردة فى ال١١ من مايو الماضى بفتح مسارات إنسانية وخروج المتمردين من بيوت المواطنين والمبانى المدنية)، عضد ما ذكرناه في مقال سابق بأن جولة المباحثات الآن بجدة،ليست مفاوضات جديدة(كماروج عملاء المتمردين بالخارج والداخل)،وانما البناء على ما اتفق عليه فى مايو الماضى.
التعليقات مغلقة.