للحديث بقيةعبد الخالق بادى مقال مهم فى بريد (للحديث بقية)
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
مقال مهم فى بريد (للحديث بقية)
مؤكد أن هنالك دروس وعبر مستخلصة من الحرب التى تدور فى بلدنا الغالية بين الجيش الوطنى والمليشيا المتمردة، وقد تناول الدكتور والمحلل السياسي عبد المهيمن عثمان فى مقال هذه الدروس والعبر حتى نستفيد منها ،جاء بعنوان:
السودان و الحرب…الدروس والعبر (١)
الحياة دروس وعبر. .. والقرآن الكريم ذاخر بالعبر والدروس التي ينبغي لكل إنسان أن يعتبر بها ويستفيد منها ...مصداقا لقوله تعالى:" فاعتبروا يا أولي الأبصار"
ونحن في هذه الظروف العصيبة والحرب مازالت تدور رحاها في بلادنا العزيزة ضد المارقين والمخربين والتائهين والمفسدين في الأرض وأعوانهم وأشياعهم وأسيادهم، نحمد.الله كثيرا أن أحبط المؤامرة الخبيثة التي كانت تهدف إلى استئصال السودان من جذوره وإخراج أهله منه، وندعو الله تعالى أن يمن على قواتنا المسلحة الباسلة وشعبنا الكريم بالنصر الكامل والنهائي، وأن يكلأ بلادنا بالأمن والاستقرار والسلام.
وفي الوقت ذاته، لا بد أن نتبه الى الدروس والعبر التي يجب علينا ان نخرج بها من هذه الحرب واوزارها، والتي من أهمها إدراك القيمة الحقيقية للوطن، التي قد لا يدركها الإنسان إلا إذا خرج أو بالأحرى أخرج عنوة من وطنه وبلده، لأن إخراج الإنسان من دياره وأهله من أشد ما يمكن أن يصيبه، كما قال تعالى في سياق الآية ٢١٧ من سورة البقرة: “وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل “
وخلال الفترة الماضية، ضعفت هذه القيمة كثيرا لدى كثير من السودانيين ربما بسبب الضائقة الاقتصادية وحالة الإحباط وغير ذلك، حتى أننا كنا كثيرا ما نسمع عبارات لا ينبغي أن تقال عن الوطن …مثل “البلد انتهت”…”لا أمل في هذا البلد”… و”البلد ضاعت” …وما إلى ذلك من العبارات غير اللائقة من قبل مواطن نحو وطنه، حتى وإن كانت احيانا عفوية دون قصد، بل وكان البعض يطلق الكثير من التعليقات الساخرة في حق السودان لا سيما بالمقارنة مع بعض الدول الاخرى التي كان السودان سببا أساسيا في نهضتها وتقدمها.
والآن، وبعد نزول هذه الغمة وإخراج كثير من السودانيين من بيوتهم وتفرقهم أيدي سبأ، آن الأوان لأن ننأى بأنفسنا عن كل هذه السقطات وأن نحمد الله ونشكره كثيرا على ما أنعم به علينا، فشكر النعمة أحد.اسباب دوامها. علينا ان نعتز ببلادنا ونتمسك بها ونذكرها بكل خير مهما كانت الأوضاع فيها، وأن نضع الوطن في مكانه اللائق والسامي، إعزازا وإكراما واحتراما، والذي هو بالتأكيد إعزاز وإكرام واحترام لأنفسنا في المقام الاول،فهذه هي الخطوة الأولى في سبيل بناء الوطن وخدمته والزود عنه والمحافظة عليه والارتقاء به إلى آفاق الاستقرار و التقدم والازدهار بمشيئة الله.
د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي
٢٠٢٣/١١/٧م
التعليقات مغلقة.