الكيزان ….. حالة إنفصام
✍ آدم آدم إساي
لا جدال حول أن تدمير كوبري شمبات يعتبر جريمة حرب وفق معايير القانون الدولي ، قبل ذلك يعتبر خسارة كبرى لشعب السوداني ، لانه يمثل قيمة إقتصادية و تاريخية ، اعبره الكثيرون تدمير الكوبري سيكون له تأثيرا مباشرا و ملحوظا على مجريات المعارك ، يشكل تحولا كبيرا لاستراتيجية المعارك و تدشن مرحلة جديدة و خطيرة تقوم على ضرب البنية التحتية و سياسة الأرض المحروقة التي ستكون العنوان الابرز في الأيام القادمة و سوف تكون المعارك أشد ضراوة في الفترة القادمة . على الرغم من ان تدمير الكوبري كان متوقع من قبل المراقبين خاصة بعد تطاول أمد الحرب دون أن تحسم لمصلحة أي من الطرفين ، و بالإضافة للضغوطات التي يمارسها نشطاء الفلول على قادة الجيش و مطالبتهم الملحة بحسم حرب و بأي ثمن حتى لو كان على حساب التضحية بكل البنية التحتية في ولاية الخرطوم ، لكن رغم كل هذه التوقعات و المعطيات إلا أن هدم كوبري شمبات شكل صدمة لقطاع واسع من الشعب السوداني.
برأيي أن تدمير كوبري شمبات قد كشف عن وحشية هذه الحرب العبثية و غباء من يخوضون غمارها ،في الوقت ذاته كشف بوضوح سافر عن الحالة البائسة التى يعيشها الفلول و ابواقهم النابحة ، هم اليوم يعيشون في حالة إنفصام _ شيزوفرينيا _ حادة تتمظهر من خلال تبنيهم مواقف متضادة حيال تعاملهم مع حادثة تدمير الكوبري ، هم و بعد مرور ثلاثة أيام على ضرب الكوبري يحتفلون و مبتهجون حد الثمالة و يعتبروا تدمير الكوبري يمثل نصرا ظافرا لهم و يعتبر بداية نهاية لقوات الدعم السريع ، لأن الجيش بهذه الضربة قد قطع خط الإمداد و تواصل قوات الدعم السريع بين ام درمان و شرق النيل ، لكنهم في نفس اللحظة يتنصل من تهمة تدمير الكوبري و يتهمون به الدعم السريع !! و انه قام بهذا الفعل الإجرامي بهدف منع تقدم قوات الجيش من ناحية أم درمان لتحرير بحري ، كان بيان الجيش متسق و متماهي مع هذا الزعم !! السؤال الذي يطرح نفسه ، إذا كان الدعم السريع حقا هو الجهة التي نفذت هذا الفعل التخريبي بهدف إعاقة تقدم الجيش تجاه شرق النيل و القيادة العامة، إذن من حقنا أن نطرح على الفلول سؤالا منطقي لماذا تحتفلون بخطوة لا تصب في مصلحة الجيش و ياخر حسمه للحرب و يطيل امدها ؟
بالرجوع إلى بدايات الحرب ، نحن لم نسمع عن احد من قادة الدعم السريع أو مناصريه دعا أو ألمح أو أشار لتسديد ضربات تستهدف المرافق الاستراتيجية و تدمير البنى التحتية ، على العكس من ذلك نحن نسمع ليل نهار من دعاة الحرب من البلابسة و اللأيفاتية الداعمين لجيش الذين يسعون لتحقيق الإنتصار الحاسم ضد الدعم السريع ، يصرخون جهارا مطالبين الجيش بتدمير الكباري ، ذهبت الكادر الكيزانية حياة عبدالملك إلى ابعد من ذلك عندما طالبت الجيش بهدم الخرطوم فوق روؤس الدعم السريع ، و استخدام القوة المميتة لإبادة الدعم السريع و كل من يمثل حاضنة له داخل ولاية الخرطوم ، كما طالب بعض البلابسة بمسح الخرطوم عن الوجود و إن يستخدم الجيش سياسة الأرض المحروقة كما فعل الرئيس السوري بشار الأسد عندما دمر مدينة حلب تدميرا كاملا .
طوال الوقت ظل البلابسة و الفلول يضغطون على الجيش و يتهمون قادته بالخيانة و الطابور الخامس و يحملونهم سبب تأخير الحسم الحرب و يتهمون البرهان بالتقاعس و التهاون في تعامله مع العدو ، لذلك نجد أن الكثيرين من الشعب لم يصدق بيان الجيش بخصوص تدمير كوبري شمبات و للأسف ذهب البعض في ظنونهم بعيدا حينما قالوا أن الجيش تعرض لضغوط من الإسلامين و على راسهم البوق الإنصرافي الذي ظل يطالب بتدمير الكباري بهدف قطع أمداد الدعم السريع خاصة القادم من غرب السودان.
لكن عندما وقع الفاس في الراس تهرب الفلول من تحمل المسؤولية و الثبات في مواقفهم السابق التي تدعو البرهان لفك اللجام و تدمير الخرطوم و ضرب كل المرافق و المواقع الأستراتيجية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع ، كما ظهرت بينهم اصوات أكثر تطرفا مطالبة الجيش بضرب الأماكن التي يحتفظ بها الدعم السريع باسرى الجيش بهدف قتلهم حتى لا يكونوا نقطة ضعف لجيش تستخدم لضغط عليه و ابتزازه بواسطة الدعامة !! كما اسلفت الحرب في كل مرة تكشف لنا عن الوجه الحقيقي للكيزان تفضح تفكيرهم الشيطاني المريض ، و إن افعالهم يتجاوز بعيدا سوء ظننا فيهم ، أن الوطن هو أخر همهم و أنهم في سبيل عودتهم لسلطة مستعدون لتحويل السودان كله إلى حطام و خراب ينعق فيه الغراب ، و يفرخ فيه البؤم.
التعليقات مغلقة.