الايام نيوز
الايام نيوز

المنتدى الإقتصادي الروسي وآفاق المستقبل: سعد محمد عبدالله

المنتدى الإقتصادي الروسي وآفاق المستقبل: سعد محمد عبدالله تمثّل روسيا الإتحادية واحدة من الدول المهمة والمؤثرة علي خارطة عالم اليوم، نظرًا لحجم إمكانياتها الإقتصادية الهائلة التي ترتكز علي إنتاج وتصدير الحبوب والطاقة والخبرات التكنلوجية العالية، وتؤكد المؤشرات الإقتصادية نموًا جيدًا لإقتصاد روسيا خلال الأعوام الأخيرة، ونقرأ ذلك بوضوح مما أورده تقرير هيئة الإحصاء الفدرالية الروسية ”منشور علي وسائل الإعلام“، والذي ذكر ”أن نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي في روسيا بلغت 3.6% في العام 2023م، وأن الناتج المحلي الإجمالي الروسي قد إزداد بنسبة 5.1% في الربع الأخير من عام 2023م، وبنسبة تقدر بـ4.6% في شهر ديسمبر المنصرم“، وإعتمادًا علي هذه الأرقام يمكننا الوقوف علي النسبة الكلية التي حددها راصد النمو الإقتصادي القائل بأن ناتج الإجمال المحلي المرصود في العام الماضي قد بلغ 171.041 تريليون روبل (1.9 تريليون دولار)، وهذه المميزات تشجع الشراكة الإقتصادية بين البلدين.يمثّل السودان موقعًا إستراتيجيًا يتوسط الساحل والقرن الافريقي علي مساحات شاسعة جدًا ومفتوحة في افريقيا، وهما قطران مضطربان ويناهضان السياسات الإستغلالية المفروضة جبرًا بغية تحقيق الإستقلالية السياسية والإقتصادية، ومن ميزة السودان أنه يطل علي ساحل البحر الأحمر بطول 780كلم تقريبًا، وأعتقد أن هذه أطول مساحة ساحلية تحتلها بلادنا من بين عشرات الدول الساحلية حول الإقليم والعالم، وهذا الوضع ظل يجلب الأطماع منذ عهود الإستعمار، ولكن الآن يمكننا أن نجعله مصدرًا لتبادل المنافع مع روسيا، ويعتبر هذا بمثابة مفتاح قارة افريقيا باتجاه الخليج العربي وقارة أسيا ككل، وهذا الوضع قد يشجع العالم علي الإستثمار وإستخدام موانئ السودان في دفع الحركة التجارية العابرة للقارات، وهنالك موارد زراعية ومعدنية وبترولية ضخمة قابلة للإنتاج والإستثمار فيها، إضافة لثروات حيوانية وسمكية وغابات ذات إنتاج متعدد الأوجه، ولدينا مواقع سياحية متميزة قوامها رصيد كبير من الآثار التاريخية ومناخات مختلفة، وكل هذه الأشياء يمكن أن تحول السودان من دولة ترزح تحت نيران الحروب والفقر إلي دولة مستقرة ومنتجة تحتل مكانتها الطبيعية بين دول العالم العظمى التي تفيد وتستفيد. يمثّل منتدى سان بطرسبيرغ الإقتصادي الدولي واحدة من أكبر المنصات الدولية المفتوحة لتبادل وجهات النظر في كيفية بناء الشراكات الإقتصادية المستقبلية مع كافة الدول، وقد فتح المنتدى حوارًا بين الأفارقة والروس خلال فعاليات الدورة الحالية ”السابعة والعشرون“ التي يشارك فيها سيادة القائد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، وبمعيته وزراء الخارجية والمالية والمعادن، وحسب ما حملته وسائل الإعلام المحلية والعالمية فان الطرفان يبحثان سُبل ترقية التعاون في مجالات الإقتصاد المختلفة، ولقاءات علي هامش المنتدى جرت بين الوفود المشاركة من جميع الدول، وأعلاها لقاء وفد الحكومة السودانية بقيادة القائد مالك عقار وسيرجي لافوروف وزير الخارجية الروسي، وهنالك إتجاه من النقاشات السياسية والإعلامية حول بحث إمكانيات إنضمام دولة السودان للتكتل الإقتصادي العالمي المعروف بـ(بريكس)، وإذا حدث ذلك فحتما سوف يفتح الأمر فضاءات جديدة أمام بلادنا التي تعمل اليوم لتجاوز كارثة الحرب المفروضة عليها والممولة من قِبل جهات داخلية وخارجية تسعى لإسقاط مؤسسات الدولة وتقسيمها ونهب ثرواتها، ولكن هذه الحرب الكارثية لن يطول أمدها مهما حدث، وسنذهب بعدها إلي مرحلة تأسيس دولة السلام والإستقرار والتنمية المستدامة.

التعليقات مغلقة.