رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان. ( لماذا لايكون شهر الصوم شهرا لجرد الحساب وممارسة النقد الذاتي لكل الأحزاب ؟!)
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان
. بقلم. الأستاذ . جمال الدين رمضان المحامي
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 500) .
( لماذا لايكون شهر الصوم شهرا لجرد الحساب وممارسة النقد الذاتي لكل الأحزاب ؟!) . شهر رمضان الذي انزل فيه القران ليس شهرا للعبادات والتقرب بتقديم أعمال البر والخير لمن يستحقها بل هو شهر الفتوحات الاسلامية الكبيرة والتي غيرت مجري التاريخ اما علي مستوي الداخل السوداني فان مفاصلة الاسلاميين الشهيرة قد حدثت تداعياتها في رمضان والتي القت بظلال سالبة علي وحدة الاسلاميين حيث انقسم الاسلاميين بموجبها واثرها الي حزب المؤتمر الوطني والذي كان يحكم البلاد حتي لحظة سقوط حكم المخلوع والي المؤتمر الشعبي بقيادة غراب الاسلاميين وقتها المرحوم حسن عبد الله الترابي . نعم هو شهر التقرب الي المولي عزوجل ورسوله الكريم . وذلك من خلال مضاعفة أعمال البر والخير والاكثار من الصلاة علي شفيع الامة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون . وذلك علي مستوي الأفراد والجماعات . علي مستوي الأحزاب السياسية : يعتبر شهر الصيام فرصة لعمليات جرد الحساب لكل الأحزاب السياسية من اقصي اليمين الي اقصي اليسار حيث كل حزب سياسي مطالب بان يقدم هذا السؤال لنفسه وهو ماذا قدم الحزب من انجازات خلال العام المنصرم ؟! بل ماذا قدم الحزب لبناء هيكله التنظيمى وترتيب اوراقه الداخلية ؟! هذا مجرد نمؤذح بعملية جرد الحساب أو تقديم النقد الذاتي . من المعلوم بداهة بان كل الأحزاب تلهث وراء السلطة وتسعي الوصول اليها بكل السبل حتي الأحزاب التي حكمت البلاد لمدة ثلاث عقود مازالت تطمح في العودة لحكم البلاد من جديد . الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يجب ان يحدث لبلادنا كلا لايتجزاء حيث الأحزاب السياسية مطالبة بتوفيق اوضاعها الداخلية والتنظيمية وذلك حتي تكون مؤهلة بتقديم النمؤذج الذي يحتذي به في حكم البلاد . فاذا انت لم تقوم ذاتك فكيف تكون مؤهلا لحكم البلاد نعم فاقد الشيء لايعطيه . حيث احزابنا السياسية وبكل مسمياتها مطالبة اليوم واكثر من اي وقت مضي بتقديم الاجندة الوطنية التي تهدف الي صيانة وحماية مكتسبات البلاد والعباد علي الاجندة الحزبية الضيقة . في هذا السياق يجب ان تتحدث عن تجربة الاسلاميين والذين انفردوا بحكم البلاد علي مدار ثلاث عقود خلت .وقبلها كانوا مشاركين في حكم الرئيس السابق جعفر محمد نميري لايوجد حزب سياسي حكم البلاد اكثر من فترة حكم الاسلاميين . السؤال الذي يفرض نفسه بقوة وبكل موضوعية ماهي الاهداف والغايات والتي فشل الاسلاميين في تحقيقها خلال فترة حكمهم السابقة وحيث هم يريدون تحقيقها خلال فترة حكمهم القادمة اذا قدر لهم العودة لحكم البلاد من جديد ؟! لقد تمخض حكم الاسلاميين اسواء ثلاث ملفات سوف تظل محفورة في الذاكرة السودانية والعالمية وهي :1/ فصل الجنوب . 2/تدمير للبنيات التحتية الاقتصاد الوطني . 3/مملكة الفساد التي كونها الاسلاميين من خلال فترة حكمهم حيث نهبوا المال العام بلارحمة وحيث تباروا في بناء العمارات وتعدد الزوجات مثني وثلاث . كان علي الاسلاميين ان يمارسوا النقد الموضوعي لتجربة حكمهم البلاد خاصة وهي التجربة الاسلامية الاولي في دول محيطنا العربي والاسلامي . لقد اساء الاسلاميين من خلال تجربة حكمهم البلاد بالدين الاسلامي والذين يتدثرون بشعاراته . هذا الكلام ليس من عندي حيث بعض الاسلاميين قد قال في تجربة حكمهم البلاد مالم يقوله مالك في الخمر . ليس عيبا ان تخطو وانت تمارس العمل السياسي حيث البشر خطاؤن ولكن الاصرار علي عدم الإعتراف بالخطا هو المشكلة الحقيقية التي تعاني منها معظم احزابنا السياسية .
التعليقات مغلقة.