الايام نيوز
الايام نيوز

توبة حميدتي في ميزان العقل !!

توبة حميدتي في ميزان العقل !!

من حق حميدتي أن يتوب ولكنه يظل صنيعة البشير أكثر من أي ضابط آخر يراد فصله بهذه الحجة والضابط الذي يريد حميدتي فصله صنعته الكلية الحربية صاحبة الشأن ثم البشير ، أمًا حميدتي فإنه صناعة بشيرية كاملة الدسم ، وهذه الصناعة في تقديري أسوأ ما انتجته الإنقاذ الوطني وستحاسب عليها دنيا وأخري !! ولو كنت مكان الذين يحاكمون البشير لما حاكمته علي أنقلابه العسكري إنما علي هذا الجريمة النكراء التي صنعها البشير لحمايته فقط وستكون سبباً في ضياع السودان !! والتوبة شرعاً وعرفاً واخلاقاً ليست باللسان إنما هي عمل إيجابي يندم فاعل الخطيئة ويقلع عنها ويرد الحقوق الي أهلها ، فهل رد حميدتي حق كل الذين قتلهم عمداً وحرق قراهم ومواشيهم في غرب السودان ، يقول تعالي (وإن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ) وهذا اعلان للتائبين لارجاع كلما أخذوه رباً من الناس وعليهم أن يبقوا علي روؤس اموالهم فقط إن هم حقاً أردوا لهم توبة ، ومن حق حميدتي أن يتوب ولكن يجب الا يقفل باب التوبة بعده ، وربما تاب معه الضباط الذين صنعهم البشير كما تاب هو وسيادة الفريق البرهان و ياسر العطا إذا كانت التوبة مجرد إعلان في الإعلام !! حميدتي والبرهان وياسر العطا لا تقبل توبتهم بهذه الإعلانات السياسية إذا كانوا فعلاً مذنبين ومخطيئن الا بشروط التوبة ، وهي الإقلاع عن الذنب والندم علي مافات ورد الحقوق إلي أهلها فكل أخطاء الإنقاذ الدموية إن كانت فعلاً جرائم حرب فقد تولي كبرها هولاء !! كما أن حميدتي عندما أصبح ضابطاً لحماية البشير لم يكن ثرياً بهذه التخمة ، فمن أين له بهذه الثروة ؟ ولماذا لا نطالبه بإرجاع هذه الأموال الطائلة كشرط من شروط التوبة ؟ هذه تجارة رخيصة بالدين والقيم الفاضلة واحياناً أشعر بالخجل لمن يريد أن يقبل حميدتي بإعتباره من التوابين ومن المتطهرين ، وأنا أعلم علم اليقين أن قبولنا لتوبته فقط لأننا نخافه ونخاف جبروته ونريد أن نوجه سلاحه للقوات المسلحة ولكن هيهات فلا يمكن أن يقبل الشعب السوداني بحميدتي بديلاً لقواته المسلحة مهما كان سوء القوات المسلحة ومهما كان خور وضعف قادتها فالقوات المسلحة ليست ملكاً للبرهان ولا لضباطها وأفرادها فهي قوة الشعب السوداني تنازل عنها طوعاً ووكل بها هولاء ليحمي بها دولته وسيادته وعزته وكرامته ، وإذا أمتدت يد من الداخل أو الخارج لتعبث بهذه القوة وإن تنازل البرهان عن قطع يدها لسببٍ ما فسيقطع يدها هذا الشعب !! أُفَضِّل مليون مرة تمكين الإسلاميين في القوات المسلحة من تمكين أسرة واحدة !! تُري هل تستطيع أي حكومة أن تستغني من حميدتي وأخوه عبد الرحيم من الدعم السريع بعد مشروع الدمج ؟ وبالواضح هل يمكن أن يكون هنالك دعماً سريعاً بعد الدمج دون حميدتي وأخوه عبد الرحيم ؟ ولكن قطعاً يمكن أن يكون هنالك جيشاً دون البرهان وكباشي ، لا مانع عندي فقهاً أن يكون حميدتي ضمن المعادلة رغم سوئه لأنه واقع لابد من تجاوزه بالحكمة – وربنا يجازي الكان السبب – ولكن دعونا نُحَكِّم الضمير الذي يحدثنا به هولاء ، فأيهما أخطر علي مستقبل السودان !! القوات المسلحة بكل عيوبها واختراقاتها من الإسلاميين أم قوات الدعم السريع التي تأتمر لرجل وأخوه فقط !! ستبقي القوات المسلحة إذا مات أو قتل البرهان ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم ) بالطبع لن تنقلب موسسة القوات المسلحة علي أعقابها إذا غادرها البرهان ، ولكن إذًا أصابت مصيبة الموت حميدتي اليوم فعندها سترون العجب العجاب !! هل حقاً تاب حميدتي ؟ واحد الصحابة يستعذ بالله مما جري في العروق وخالط الأمعاء !! واللهم اهدنا صراطك المستقيم ٠ مبارك الكوده ١١ / رمضان / ٢٠٢٣

التعليقات مغلقة.