د. عبد المحمود النور يكتب العبرة بالخواتيم .. وعلى الباغي تدور الدوائر
العبرة بالخواتيم .. وعلى الباغي تدور الدوائر
د. عبد المحمود النور
∆ كنا نتمنى أن تستمر قوات الدعم السريع وتكون سندا ودعما للقوات المسلحة بل جزءا أصيلا منها ، لكن الاستغلال غير المشروع للقوة في التمرد على سلطان الدولة والتحالف مع قلة من شذاذ الآفاق من العملاء والخونة ومستجدي السياسة وسواقط المجتمع من أصحاب المشروع العلماني ومتسولي السفارات والاحتكام إلى القسيس فولكر ، هو أكبر خطأ استراتيجي وقعت فيه قوات الدعم السريع ، حيث يجعلها ذلك تتصادم مع الشعب السوداني وقواته المسلحة وقيمه ودينه وأخلاقه ..
∆ كنا نتمنى أن تحافظ قوات الدعم السريع على تجربتها الناصعة التي أنشئت من أجلها في أن تحمي حياض الوطن والذود عنه فقد كان لها سجلا حافلا بالإنجازات في صد حركات التمرد وحفظ الأمن وحماية الحدود ، وهذه هي الرسالة التي يجب أن تستمر لا أن يحدث تحول جوهري في طبيعة هذه القوات لتتحول إلى يد طولى لخدمة أجندات خارجية واطماع شخصية للوصول إلى السلطة ..
∆ كافة المؤشرات تقول أن الحرب ليست مستبعدة بل مؤكدة بين قوات الدعم السريع التي اختارت أن تكون قوات متمردة ضد قوات الجيش ..
∆ نعم يمكن للدعم السريع أن يكسب بعض المعارك هنا وهناك ؛ لكنه لن يكسب الحرب ، وفي النهاية سيخسر الشعب السوداني الذي لن يقبل إن يحكم بهذه الطريقة التي لا تعبر عن إرادته وانما إرادة استعمارية اجنبية وهيمنة قلة محدودة لا تمثل الا مصالحها الضيقة .
∆ لقد جربت قوات حركة العدل والمساواة دخول العاصمة في ٢٠٠٨ ، لكنها فشلت في السيطرة على الخرطوم وخرجت مدحورة مهزومة ، وخرجت جماهير الشعب مساندة للجيش وداعمو للدولة في مواقف وطنية عظيمة ..
∆ الشعب التركي ضرب مثالا رائعا عند محاولة انقلاب الجيش على الرئيس أردوغان ، وبالأمس ضرب الشعب السوداني في مروي مثالا رائعا في منع محاولة قوات الدعم السريع من الانقلاب على الجيش والسيطرة على مطار مروي العسكري.
∆ الخيانة التي أدت إلى سقوط نظام الإنقاذ بانقلاب اللجنة الأمنية ، لم يكسب منها السودان وشعبه خيرا ؛ لأنهم أصبحوا اتباعا لقوى خارجية ، وكذلك إذا حاول آخرون الخيانة مرة أخرى من الذين كان يرجى منهم أن يكونوا سندا للوطن والمواطن في أمنه واستقراره فإن خسارتهم ستكون مؤكده وحتمية ، ولن يفلحوا أبدا لأن هناك شرفاء ووطنيين ومخلصين داخل الجيش وداخل كافة القوات النظامية الأخرى ، ولن يسمح لهم ضميرهم أن يكونوا خنجرا مسموما في خاصرة بلادهم وأهلهم ، ولن تغريهم الأموال والاغراءات مهما كثرت في بيع أرواحهم رخيصة ليموتوا في النهاية “فطايس” لخدمة أجندة ضيقة لا تعبر الا عن “آل دقلو” ومن يقف خلفهم من شلة صعاليك السفارات ومشروع بعض القوى الإقليمية والدولية الطامعة في السودان ..
∆ ان أي معركة يمكن أن تقوم بين الجيش وأي قوة تتمرد عليه ؛ يجب أن يقف كل مواطن سوداني شريف موقفا وطنيا صادقاً مع جيش البلاد ، ولن تنفع تلك المواقف الرمادية والنفاقية التي يمارسها البعض في مثل هذه الظروف الخطيرة ، ( فالحق أبلج والباطل لجلج حتى وإن بدا للناس غير ذلك ) ، ويجب أن يتناسى الشعب السوداني كافة خلافاته وتبايناته السياسية والاثنية والفكرية بالوقوف صفا واحدا مع قواته المسلحة حفاظا على وحدة البلاد وأمن العباد ..
∆ عندما نقول القوات المسلحة لا نتكلم عن أشخاص موجودين في قيادتها وانما مع مؤسسة الجيش الذي يحمى الأرض والعرض والمال ، لأن أي تخاذل في هذه المرحلة الحساسة والفاصلة يعني السماح للباطل بالتحكم وبالفوضى أن تعم وتنتشر وبالأمن أن ينفرط ويؤول الأمر إلى غير أهله ، وسيضيع الوطن ويتمزق أشلاء ويهلك الحرث والنسل ولن يجد هذا الشعب وطنا يتصارع لأجل حكمه ، وستذهب ثروات الوطن هباء منثورا ولن ينعم بها الشعب السوداني ، لأن هذه الثروات الضخمة ستكون فقط من نصيب أمراء الحرب ولصوص السياسة والعملاء ومن يقف خلف زرع الفتنة من الفئة الباغية والدول الطامعة ..
∆ نداء ورجاء لقائد الدعم السريع :
ما زلنا نتوسم فيك خيرا في أن لا تكون خيبة من خيبات هذا الوطن ، وان تكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر ولا تكون مغلاقا للخير مفتاحا للشر ، وإعلم أن هذا الطريق نهايته الموت عاجلا أم آجلا ، ونحسب أن فيك خير يمنعك من أن تموت على على باطل وعلى ما لا يرضي الله ، وإعلم انك في فسحة من دينك مالم تصب دما حراماً , فاختر لنفسك نهاية خير تشفع لك عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، نهاية مشرفة وشهادة يذكرك بها أهل السودان ويحفظها لك التاريخ ..
∆ نريدك يا قائد قوات الدعم السريع ان تكون من بناة السودان لا من أدوات هدمه وتمزيقه وقتل أبناءه وتسليمه للأجانب ووكلائهم العملاء ؛ وتأكد أن تجربة العمالة للأجنبي نهايتها أن يرمى في مزبلة التاريخ بعد أن يستنفذ أغراضه والشواهد كثيرة في كثير من القادة الذي كانت نهايتهم املا الاغتيال أو النفي في بلاد نائية ليصبحوا نسيا منسيا يعيشون في ذل وصغار .
∆ واعلم أن ديننا الاسلامي يحضنا على وأد الفتنة وقتال من يريدها
ويثيرها حفاظا على بيضة الدين ووحدة الصف والوطن ، وأن البغي
والعدوان نهايته الذل والخسران ، قال تعالى ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) ..
∆ اخيرا :
قوة البلاد واستقرارها تكمن في وجود جيش بعقيدة قتالية
واحدة تسنده إرادة الشعب ، يجب أن يكون هذا هو الهدف
المحوري الذي يدعمه اي مواطن سوداني مهما كان توجهه أو دينه
أو لونه أو قبيلته او منطقته..
فاليذهب الجميع وليبقى السودان حرا أبيا آمنا مطمئنا مستقراً ،،
وحفظ الله البلاد والعباد…
التعليقات مغلقة.