عثمان جلال يكتب/تحالف آل دقلو وقحت المجلس المركزي إلى أين؟؟
عثمان جلال يكتب/
تحالف آل دقلو وقحت المجلس المركزي إلى أين؟؟
(1)
تحالف آل دقلو وقحت المجلس المركزي أشبه بتحالف اليائسين، فقحت المجلس المركزي فشلت في إدارة كل ملفات المرحلة الانتقالية حتى سقطت بعد قرارات ٢١ أكتوبر ٢٠٢١،وانفضت عنها قوى الثورة السودانية، وانحسر رصيدها من العضوية الجماهيرية، وفقدت الأهلية الأخلاقية لقيادة مشروع الثورة السودانية ، وانكمشت في مجموعة قيادات من البرجوازية الصغيرة المتعازلة عن قضايا الثورة ونبض المجتمع اما الجنرال حميدتي بعد تعاظم نفوذه السياسي والاقتصادي والعسكري وعلاقاته الخارجية بعد ثورة ديسمبر ٢٠١٨م، أصبح سقف طموحه الصعود الى دور الرجل الأول في السودان وهو طموح مشروع ولكن في ظل معادلة وأدوات النظام الديمقراطي.
(2)
لكن هل تحالفه الجديد مع قحت المجلس المركزي استراتيجيا ويصب في صالح قضايا الثورة السودانية والمتمثلة في تعزيز الوفاق الوطني والسلام المستدام، وتحقيق الانتقال السلس، وصولا إلى انتخابات توافقية ونظام ديمقراطي توافقي ومستدام، غايته غرس قيم الوحدة الوطنية في إطار التنوع؟؟
ان تحالف قحت المجلس المركزي وآل دقلو أهدافه التكتيكية أضعاف المؤسسة العسكرية السودانية لأنها رفعت شعار ان التوافق بين كل القوى السياسية الوطنية ضرورة لإدارة المرحلة الانتقالية، ورفعت شعار دمج الدعم السريع والحركات المسلحة في جيش وطني قومي ومهني وموحد، داعم للنظام الديمقراطي وخاضع لولاية السلطة المدنية المنتخبة. وأعلن قائدها الفريق البرهان صراحة انه سيتفرغ بعد تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة لإدارة مزرعته الخاصة في قريته، بل طلب من كل قيادات الأزمة السياسية الماثلة الترجل وافساح المجال لقيادات جديدة تنشل السودان من وهدته
(3)
لكن هذه الشعارات تتناقض مع مصالح تحالف آل دقلو، وقحت المجلس المركزي الذي ينزع الى تقوية قوات الدعم السريع عسكريا وتقنيا وعضويا، والهيمنة علي كل مؤسسات السلطة الانتقالية، وتوظيفها لإضعاف كل القوى السياسية الوطنية، واستخدام هذه المؤسسات رافعة للفوز في الانتخابات الزائفة وأدواتهم بندقية آل دقلو، وأموال دولة الإمارات الاقطاعية.
اما الهدف الاستراتيجي لصناع تحالف آل دقلو وقحت المجلس المركزي يتجلى في إحلال الدعم السريع في وظيفة المؤسسة العسكرية الوطنية، ثم صعود الجنرال حميدتي لدور الرجل الأول، ولكن هنا ستبرز تناقضات التحالف الانتهازي فأحزاب قحت البرجوازية تنزع إلى توظيف بندقية آل دقلو للبقاء في الحكم ،ولسان حالها يردد بيت المتنبيء
أرادت كلاب أن تفوز بدولة
لمن تركت رعي الشويهات والإبل؟؟
بينما يطمح حميدتي الى توظيف قوات الدعم السريع، والثروة وتحالفاته الاقليمية للصعود رئيسا للسودان، ومن ثم وأد منجزات ثورة ديسمبر ٢٠١٨ واجهاض قضايا البناء الوطني والديمقراطي وتقزيم السودان العظيم لإمارة اقطاعية
(4)
لذلك فإن استمرار تحالف البرجوازية الصغيرة الانتهازي بين آل دقلو وقحت المجلس المركزي ستكون نتائجه الكارثية وقوع السودان في اتون الفوضى والحرب الأهلية والانهيار الشامل، لذلك يجب تجريد هذا التحالف الانتهازي من عناصر القوة الصلبة بانجاز عملية دمج قوات الدعم السريع في المؤسسة العسكرية الام، وفك الارتباط التنظيمي والاقتصادي والعسكري بين آل دقلو وقوات الدعم السريع، ومن حق حميدتي تحقيق طموحه في حكم السودان ولكن عبر الأدوات الفكرية والسياسية الناعمة بعد خلع البزة العسكرية وتكوين حزب سياسي مدني ينافس به القوى السياسية الوطنية من مسافة متساوية من مؤسسات الدولة السودانية.
التعليقات مغلقة.