الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى الأمم المتحدة وازدواجية المعايير!!!

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
الأمم المتحدة وازدواجية المعايير!!!
رغم مرور (٢٣)يوما على الحرب بين قوات الشعب المسلحة والمتمردين ، ورغم نزوح عشرات الآلاف داخل السودان ولجوء أيضاً عشرات الآلاف من السودانيين وغير السودانيين لبعض دول الجوار ، إلا أن ردة فعل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تجاه آثار الحرب مايزال ضعيفا ،حيث ظلت فى مربع التحذير والمناشدات،حيث تابعنا تصريحات قودريش الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك ومن اثيوبيا والكنغو خلال زيارته لهما أمس الأحد، فالرجل كل ما قدمه حتى الآن كلام فقط ،ليس هنالك فعل على أرض الواقع.
ضعف تجاوب الأمم المتحدة مع تداعيات الحرب بالسودان ، إن دل إنما يدل على أن تعامل هذه المنظمة مع الأزمات الدولية يتم بمعايير مزدوجة،فكلنا شاهدنا كيف تعاملت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية قبل أكثر من عام مع اللاجئين الأوكرانيين الذين لجأوا لبولندا وغيرها نتيجة لحرب روسيا على أوكرانيا ،وكيف وفروا لهم كل سبل الحياة المريحة من مأكل ومشرب ومسكن ،بل وفروا لهم فرص عمل بالدول التي لجأوا اليها، لدرجة أن الأوكرانيين لم يحسوا بأنهم لاجئين .
هكذا هى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ،عندما تحدث أزمة فى اى دولة أفريقية أو نامية تفلح فقط فى الإحصاءات وكتابةالتقارير التى أغلبها غير دقيق ومسيس ، ولا تنتج عنها أى مساعدات حقيقية ،وما حدث للذين لجأوا بتشاد خلال الأسبوعين الماضيين خير شاهد على ذلك،حيث لم تصلهم أى مساعدات من الأمم المتحدة ،بل حتى المنظمة الدولية الوحيدة التى زارت المعسكر قرب مدينة أدرى التشادية، والذى يضم آلاف اللاجئين ،عجزت عن تقديم المساعدة لضعف إمكانياتها وناشدت الأمم المتحدة بتقديم العون، إلا أنه لم يصلها أى دعم يذكر حتى الآن مما فاقم من أوضاع اللاجئين لانعدام أدنى مقومات الحياة فى المعسكر .
إن آثار الحرب خصوصا التى تدور فى شوارع الخرطوم ليست محصورة فقط فى أطراف السودان كما يروج بعض موظفي الأمم المتحدة وكذلك بعض السودانيين فى الخارج والداخل، لأن أغلب المواطنين الذين غادروا العاصمة بسبب الحرب (يقدروا بمئات الآلاف) عادوا إلى جذورهم فى الأقاليم تحت ضيافة ذويهم،كما أن هنالك عشرات الآلاف من المواطنين الذين توجهوا للولايات المجاورة للخرطوم وتمت استضافتهم فى مبانى عامة كداخليات الجامعات والمدارس،والكثير منهم فقدوا مدخراتهم وأصبحوا فى أمس الحوجة للمساعدات.
لذا فإن المساعدات التى وصلت ويتوقع وصولها سواء غذائية أو صحية يجب أن يكون للولايات المحاذية للخرطوم (الجزيرة،النيل الأبيض،نهرالنيل،شمال كردفان)نصيب كبير منها ،للتخفيف عن المتضررين الذين استقروا بها،ولاننسى دور المستشفيات بهذه الولايات فى إستقبال آلاف المرضى الذين أخرجهم المتمردون قسرا من مستشفيات الخرطوم ولجأوا لمستشفيات للولايات لمواصلة علاجهم والاستكباب،خاصة أن الكثير منهم مصابين بأمراض مزمنة وأمراض الكلى والسرطان وغيرها، فيجب أن تمنح الكثير من الأدوية علما بأن الإمدادات الطبية بالخرطوم تغول عليها المتمردون وأصبحت خارج الخدمة.
أعتقد أن جمعية الهلال الأحمر السودانى يقع على عاتقها دور كبير فى حصر احتياجات المتضررين الموجودين بالولايات ،وكذلك احتياجات مستشفيات الولايات من أدوية ومعدات وأجهزة ،علما بأن هنالك العديد من الاستشاريين والكوادر الطبية غادرت العاصمة إلى هذه الولايات وشرعت فى تقديم خدماتها بالمستشفيات والمستوصفات،بل أجرى بعضهم عمليات معقدة للكثير من المرضى ،والمهم أن إيصال هذه المساعدات الطبية والصحية للولايات التى استقبلت المواطنين المتأثرين بالحرب سهل وكل الطرق آمنة سواء عن طريق البر أو عبر الطيران.
نثمن الجهود القطرية والصليب الأحمر فى تقديم العون الغذائى والصحى للمتأثرين بالحرب ،وهنالك دعم قادم من المملكة العربية السعودية يقدر بما قيمته مائة مليون دولار فى شكل مساعدات طبية وغذائية ومأوى ،فلهم الشكر على ذلك، ونتمنى أن تغادر الأمم المتحدة ومنظماتها محطة المناشدات والتحذيرات إلى تقديم العون الإنساني للمتضررين،وهذه ليست منة بل حق أصيل يجب أن يقدم لأى بلد عضو بالمنظمات الدولية والسودان من المؤسسين للكثير منها.

التعليقات مغلقة.