الايام نيوز
الايام نيوز

الم يسمعوا بمبادرة مستشفى البان جديدالانسانية:مستشفيات خاصةببحرأبيض تستغل أزمة الحرب وتستثمر آلام المرضى بقلم عبدالخالق بادى

الم يسمعوا بمبادرة مستشفى البان جديدالانسانية:
مستشفيات خاصةببحرأبيض تستغل أزمة الحرب وتستثمر آلام المرضى
بقلم عبدالخالق بادى
فى الوقت الذى يتقاسم فيه السودانيون اللقمة ويؤثرون على أنفسهم رغم تردى الأوضاع المعيشية لغالبيتهم بسبب الحرب بين قوات الشعب المسلحة ومتمردى الدعم السريع،وفى الوقت الذى فتح المواطنون (خصوصافى الولايات المتاخمة للعاصمة) بيوتهم لاستضافة آلاف المواطنين القادمين من الخرطوم ،وفى الوقت الذى تداعى فيه الكثير من الخيرين لتقديم المساعدة للمتضررين من الحرب ،وفى الوقت الذى يضحى فيه الأطباء بالخرطوم بوقتهم وجهدهم بل يتطوعون للعمل فى ظروف أمنية معقدة يواصلون النيل بالنهار بعيدا عن أسرهم ،من أجل علاج مصابى الحرب من المواطنين والمرضى،فى هذا الوقت الحساس والذى يستوجب إنكار الذات تقديرا للوضع الذى يعيشه المجتمع من ضنك وفقدان للعمل وانخفاض للدخل ،فى هذا الوقت الحرج شرعت العديد من المستشفيات الخاصة بالنيل الأبيض وولايات أخرى فى استغلال لجوء الكثير من المرضى للعلاج بعدد منها وبالتعاون مع بعض الاستشاريين الذين أخرجتهم المعارك،حيث عملت هذه المستشفيات وللأسف للتكسب من معاناة المرضى والمصابين وأصحاب الأمراض المزمنة،خصوصا من يحتاجون لإجراء عمليات مستعجلة أو الحالات الحرجة،وذلك بفرض رسوم باهظة على الخدمات العلاجية لا يقدر على دفعها الكثيرون،مما يهدد حياة العديد من المرضى الذين تعتبر حالاتهم حرجة .
كل المواطنين وفى ظل هذه الظروف الحرجة والمؤلمة كانوا يتوقعون أن تسود المجتمع حالة من الايثار والتعامل الانسانى مع المرضى فى ظل ضعف الدخل بل وانعدامه ،خصوصا المستشفيات الخاصة و الأطباء الذين يعتبروا أكثر فئات المجتمع دخل عالى،ولكن واضح أن البعض من أصحاب المستشفيات الخاصة والاستشاريين والأطباء أعماهم حبهم للمال والجشع عن التنازل ولو لمرة عن الرسوم الباهظة ومراعاة الظروف السيرة التى يعيشها المواطن والبلد،فصار حالهم تماما كحال تجار الأزمات الذين وبدلا من على الأقل الإبقاء على الأسعار القديمة للسلع الضرورية ،شرعوا ومن أول يوم للحرب فى رفع الأسعار دون أى مبرر حقيقى سوى طمعهم وأنانيتهم ، لتسير بعض المستشفيات الخاصة وبعض الاستشاريون وكوادر طبية على ذات النهج الانتهازى والذى لا يشبه دورهم وواجبهم الانسانى،وأن يجدهم المرضى فى هذه الحال الصعبة بأن يقدموا خدمات للمحتاجين للعلاج على أسوأ الفروض برسوم رمزية أو تخصص أيام تجرى فيها عمليات مجانية ،ولا أدرى المويسمع أصحاب هذه المستشفيات بالمبادرة الإنسانية الرائعة التى قام بها مستشفى البان جديد الخاصة بالخرطوم،والتى أعلنت عن إجراء عمليات الولادة مجانا تقديرا للظروف الصعبة التى يعيشها المواطنون وعدم توفر المال لتغطية تكلفة العمليات،مقدمة بذلك أنموذجا جميلا كان على أصحاب المستشفيات الخاصة بالنيل الأبيض حذوه،ولكن وللأسف هم فى وادى آخر اسمه الطمع والتكسب من الأزمات وجنى المال على حساب معاناة المرضى الذين لا حول لهم ولاقوة،وليت مستوى الخدمات يتناسب مع حجم المبالغ الكبيرة التى يدفعها المرضى وهم غير راضون، فيلاحظ أن بعض المستشفيات الخاصة بالولاية وولايات أخرى تفتقر لأدنى المقومات التى تؤهلها للعمل فى صحة الإنسان والتى هى أغلى ما يملك بعد الإيمان بالله ،بل يمكن أن نقول أن المستشفيات العامة تقدم خدمات وبها إمكانيات أفضل منها،بل هناك مستشفيات خاصة تحول الكثير من الحالات التى تحتاج إلى إجراء عملية إلى المستشفيات العامة فى الوقت الذى تتحصل هى والكوادر الطبية بها رسوم عالية،ولكن ماذا نقول وهنالك غياب الرقابة الفنية والاداريةمن وزارات الصحة والتى لا يهمه أغلب مسؤوليها سوى الرسوم التى تدفعها هذه المستشفيات مقابل التصاديق.!!
ما أستغرب له هو سكوت بعض الاستشاريين والأطباء على هذا الوضع الغير إنسانى وخضوعهم لرغبة بعض من اتخذوا من الحقل الصحى مجالا فقط لجمع المال بدون رحمة أو إعتبار لوضع المواطنين وحال البلد المتردى.
نحن على علم بأن هنالك استشاريين وأطباء وكوادر طيبة يتمتعون بحس إنسانى راقى ،وهؤلاء لا نقبل منهم أن يبقوا على الرصيف وهم يرون كيف يستغل البعض معاناة المرضى وحوجتهم بلا أى قيم أو مبادىء،لذا فنحن ننتظر منهم القيام بمبادرات إنسانية ملموسة تقديرا للموقف الحرج،وذلك بتوفير العلاج للمحتاجين وإجراء عمليات لهم بالمجان،هذا ماينتظره المرضى خاصة والمواطنون عامة ،فالمعاناة والمأساة التى يعيشها من يحتاجون للعلاج يجب أن تقابل بالرحمة والمواساة ،وهذا مايرغب أن يسمعه ويراه المواطنون من ملائكة الرحمة، ليس اولئك الذين لا يهمهم غير جنى المال حتى ولو أدى ذلك لموت للمواطن ،تماما كما يحدث من بعض المستشفيات الخاصة بالخرطوم ،والتى تتعامل مع الحالات التى تصلها بدون إنسانية وأنها مجرد ماكينة نقود تدر عليهم أموال ،حيث يتم استنزاف المرضى دون رحمة .
اتقوا الله يا أصحاب المستشفيات الخاصة فى عباده، ولا أدرى كيف طاوعتكم قلوبكم لاستغلال أزمة الحرب أسوأ استغلال ،ولم يخطر على بال؟لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ،حسبنا الله ونعم الوكيل،ربنا يهديكم.

التعليقات مغلقة.