الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى بيانات هزيلة كشفت المستور

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
بيانات هزيلةكشفت المستور
طالعنا خلال الأيام الماضية العديد من البيانات التى صدرت من أحزاب وحركات وتكتلات تعليقاعلى الحرب التى يقاتل فيها الجيش الوطنى مليشيا المتمردين والمرتزقة الغادرة.
من الملاحظ أن معظم هذه البيانات جاءت هزيلة وضعيفة المضمون ،وكل ما قيل في معظمها عبارة عن سرد للأحداث ومحاولة استعطاف بصورة مخزية،حيث تحاشت التطرق للب القضية وأسباب الحرب الحقيقية المتمثلة فى أطماع المتمردين فى الاستيلاء على السلطة بالقوة بناء على تخطيط مسبق وبتآمر من دول عربية وافريقية ،وفى تقييمى أن هذه البيانات لو لم تصدر لكان خيرا لهذه الاحزاب والكيانات،وهى ينطبق عليها المثل الذي يقول(صمت دهراً…ونطق كفرا ).
إن غض الطرف عن الحقيقة يدل على كذب ادعاءات بعض الأحزاب والتكتلات بأنها تقف على الحياد،وهنا قد يتساءل البعض ،هل الوقوف على الحياد يعنى السكوت عن الانتهاكات التى قام بها المتمردون من قتل وتجويع وترويع وتعطيل لمؤسسات الدولة المدنية الصحية والخدمية؟وهل الحياد يعنى تضليل الرأى العام بقولهم أن هذه الحرب بين جنرالين ولا علاقة لها بمصالح البلد ؟رغم أنهم والكل يعلم أنها بين جيش الوطن ومتمردين ومرتزقة خططوا ودبروا أمرهم بليل للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح.
لا أعتقد أن من مكونات الحرية والتغيير من صدق مايروجه المتمردون من أنهم يحاربون من أجل الديمقراطية وإقامة الدولة المدنية ،اللهم إلا إذا كان هنالك مصلحة أو تنسيق مسبق من بعض هذه المكونات مع المتمردين وبالتضامن مع أحزاب وحركات مسلحة، لأنه من غير المنطقى أن من ينادى بالديمقراطية والحرية والمدنية ويدافع عنها بإخلاص ونكران ،يسعى للوصول إليها عبر فوهة البنادق، وإلا وما فائدة ثورة ديسمبر وتضحيات آلاف الشباب الذين اتخذوا من السلمية وسيلة لاقتلاع الديكتاتورية والظلم ولبناء دولة القانون ؟، ثم كيف يقبل أى حزب أو أى كيان أو فرد يدعى وقوفه مع أهداف الثورة أن يكون حليفا لمليشيات معادية أنشأها رموز الحزب المحلول الذى اجتثته الثورة ،اضافة إلى أنها لا تملك أى صفة شرعية ،بل متهمة من قبل المحاكم المحلية والمحكمة الجنائية بارتكاب انتهاكات وجرائم خطيرة ضد الإنسانية فى دارفور وغيرها، بل هى ما تزال تنتهك حقوق المواطنين باحتلال منازلهم وارهابهم ونهبهم ومساوامتهم على حريتهم،والمعلوم أنها ظلت وعلى مرأى ومسمع من الجميع تخطط لذلك منذ سنوات ، بجلب السلاح وشراء مواقع استراتيجية بالعاصمة والولايات وأنشأت معسكرات دون وجه حق، ورغم كل هذه التجاوزات ،لم نسمع أى انتقادات أو حتى ملاحظات من معظم القوى السياسية وحركات تلبس ثوب الثورية ضد ما يحدث من تخطيط خبيث وواضح ضد البلد ويستهدف هويتها وتاريخها العريق،فلماذا صمت الكثيرون على كل هذه الأعمال التخريبية؟ ،فحتى عندما غدرت المليشيات المتمردة بالجيش واقتحمت مطار مروى لم نسمع أى إدانة من من أغلب القوى السياسية التى تنادى بالديمقراطية،بل صمتت صمت القبور،والأسوأ أن البعض خرج علينا وبدون حياء ليقول لنا أن هذا صراع عسكرى عسكرى لا علاقة للمدنيين
به، هل هذا منطق سودانى أصيل وطنى وابن بلد؟ .
إن مقولة أن الشارع أوعى وأقوى حقيقة،فقد قال الشارع كلمته فيما يحدث ودون إملاء من حزب أو جماعة ،وذلك عندما خرج بصورة عفوية فى استقبال القوات المسلحة التى قدمت من الفشقة والدمازين وجنوب كردفان لتمشيط شوارع الخرطوم من المرتزقة ،بل قدم لهذه القوات الطعام والشراب، فى الوقت الذى هرب فيه الكثير من أدعياء المدنية اما إلى خارج الخرطوم أو إلى خارج السودان عبر جنسياتهم المزدوجة تماما كما فعل العديد من فلول العهد المنهار بعد سقوط عهدهم!.
إن المطالبة بالدولة المدنية الحرة ليس بالخطب الرنانة فى المنابر والكلام المعسول فى القنوات الفضائية وانما بالثبات على المبدأ والإخلاص له،وعدم الانحناء لأى اغراءات مهما كانت ،لذا فقد صدمنا ونحن نسمع أن هنالك من قبض وهنالك من تسلم أموال من المتمردين فى فترات سابقة،وكنت اتمنى أن يتم نفى ذلك وبصورة واضحة لا لبس فيها ،خصوصا مع نشر قوائم لأسماء سياسيين وناشطين وغيرهم،متهمين بالتعاون مع المتمردين والمرتزقة ، ولكن سكت الجميع ،رغم أنه اتهام خطير له تبعات غير محمودة، يستوجب إما النفى القاطع، أو اتخاذ إجراءات قانونية ضد من نشروا هذه الأسماء ، أما السكوت وبهذه الطريقة فسيثير الشكوك ويؤكد صحة ما نشر.
إن المفاوضات التى تجرى الآن بالعاصمة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية مدينة جدة، نتمنى أن تحقق الاستقرار وتعيد الحياة إلى طبيعتها ،وهذا لن يتحقق إلا عبر هدنة لشهر على الأقل ،يتم فيها خروج المتمردين والمرتزقةمن المستشفيات والمبانى الخدمية ومنازل المواطنين وتجميعهم فى مكان واحد خارج العاصمة لحين البت في أمرهم، وكذلك سحب المظاهر العسكرية من مطار الخرطوم والقصر الجمهورى والقيادة العامة .
نعود ونؤكد أن اللون الرمادي وتحت أى مبررات فى مواقف وطنية ومصيرية كالحرب التى يخوضها جيش البلد ضد المليشيات المتمردة والمدعومة من الأجانب،لا مكان له ودليل على الوقوف مع طرف ما،ولكن خوف البعض بسبب مصالح وضيعة يمنعهم من قول الحقيقة حتى ولو أدى لضياع البلد،والمضحك أن بعض من يستضافون فى القنوات الفضائية يرددون اسطوانتهم المشروخة بأن الشعب يعانى وأن الوضع الانسانى صعب،وهم يتحالفون مع من خرب البلد وإذا المواطن الغلبان،والذى لم يجد منهم أى تعاطف،وكيف يتعاطفون معه ومنهم من من تحالف مع أعداء الوطن الذين يريدون استعمارنا بمرتزقة اجانب جلبوا من تشاد والنيجر والكميرون ومالى وأفريقيا الوسطى وارتريا وغيرها،عليه فإن أى شخص يقول إنه محايد وفى ظل هذا الواقع المكشوف فهو غير وطنى ولا يستحق أن يكون في أى موضع يخص مصير البلد ،ومن يتهم الجيش بأنه كله موالى للكيزان فهو ضلالى لا يعرف حقيقة الجيش الوطنى،ولو كان لهؤلاء ذرة من فهم ،فعليهم أن يختفوا عن المشهد،والذى أصبح مهيأ فقط للوطنيين الخلص، وإن كانت لهذه الحرب إيجابية واحدة،فهى أنها كشفت النقاب عن من هو وطنى مخلص ومن هو خائن وعميل، اللهم احفظنا واحفظ بلدنا من المتربصين والخائنين .

التعليقات مغلقة.