الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى الحرب والسبق الصحفى الكاذب!!

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
الحرب والسبق الصحفى الكاذب!!
بدأت منذ أمس الأحد بمدينة جدة السعودية المرحلة الثانية من المفاوضات بين ممثل الجيش وممثل متمردى الدعم السريع،وهى ستناقش ثلاثة قضايا، أولها الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار ولفترة قصيرة (ربما عشرة أيام)، وثانيا فتح مسارات آمنة والسماح للطواقم الطبية والمسعفين والمنظمات الإنسانية من الوصول للمصابين لإسعافهم،والقضية الثالثة هى خروج القوات من المستشفيات والمؤسسات الخدمية والمدنيةوالاحياء السكنية، والتى لا تزال القوات المتمردة تنتهكها ،حيث اعتدت بالأمس القريب على مستشفي جبرة وأحمد قاسم وكذلك على كنيسة بحى المسالمة بأمدرمان.
من المتوقع وخلال الساعات المقبلة أن يتم التوقيع على اتفاق المرحلة الثانية و بإشراف المملكة العربية السعودية، واذا تم انزال هذا الاتفاق على أرض الواقع فسينعكس إيجابا على كافة الأصعدة خصوصا الإنسانية والصحية.
كنت أريد أن أركز فى هذا المقال على جانب مهم فى هذه الحرب المدبرة ،وهو يخص التغطية الإعلامية للحرب من جانب الكثير من القنوات،ولكن تطورات الصراع تفرض نفسها،وذلك وطبعا لأهميتها وتأثيرها المباشر على حياة المواطنين خصوصاً في الخرطوم.
نعود لموضوع مقالنا وهو التغطية الإعلامية وتنافس القنوات الفضائية من أجل تقديم خدمة صحفية متميزة تنقل من خلالها الحقيقة للمتلقى والمتعطش دوما للاخبار خصوصاً فى الحروب ،وقد نجحت قنوات وبنسبة كبيرة فى نقل الصورة مجردة للمشاهد بينما فشلت أخرى وعملت على التضخيم الممنهج وبصورة واضحة وفاضحة،كما لاحظنا أن بعض المراسلين حاولوا الخروج يسبق صحفى زائف ،ولكن الكاميرا كشفتهم والمواطن خذلهم رغم تلقينه.
ففى إحدى القنوات المشاهدة وبصورة واسعة قال المراسل وهو يتحدث من أمام مستشفى باحدى مدن الأقاليم :أن أعداد كبيرة من المرضى قدموا لهذا المشفى من الخرطوم ،وكنا نتوقع أن يعرض على الأقل حالتين يؤكد بهما ماقاله، إلا أنه عرض علينا حالة واحدة واتضح أنها من نفس المنطقة ،ومراسل آخر يتبع لقناة معروفة كان يتحدث عن الخراب والنهب الذى حدث باحدى المناطق الصناعية ،حيث استضاف شاهد عيان من حراس المصانع والذى أكد دخول قوات للمصانع وهددتهم بالسلاح وسألتهم عن ما بداخل المستودعات وانهم قاموا بنهبها،الا ان المراسل تحاشى حتى ذكر نوع القوات بل أخذ يحدثنا عن عصابات النهب واللصوص،فهل يعقل أن يضيع لصوص وقتهم فى الاسئلة والاستفسار عن ما بداخل مخازن المصانع، احترموا عقول الناس ،وهذا إن دل إنما يدل على عدم مهنية المراس و القناة.
الأغرب أن إحدى القنوات المشهورة والتى تدعى الحيادية، ظلت تركز على اخبار المتمردين وتبثها كما هى دون أى تدقيق أو حتى سماع رأى الطرف الآخر أو التحقق من صدقها من جهة ثالثة،فقد أذاعت ذات مرة خبر كالآتي:(قالت قوات الدعم السريع أنها أسقطت طائرة حربية تابعة للجيش)، فهل هذه مهنية؟ولاحظنا أن ذات القناة ظلت تعرض باستمرار فيديو قديم للمتمردين وهم فى حالة نشوة رغم أن تطورات الحرب تقول غير ذلك، هذان مثالان بسيطان للحيادية المضروبة لبعض القنوات الفضائية،فهناك الكثير من الأخبار المشابهةيضيق المجال عن ذكرها.
مثل هذه الطريقة الغير مهنية فى تغطية حرب السودان ،تكشف زيف شعارات الكثير من القنوات والتى تحاول من خلالها إيهام المشاهدين بأنها مهنية فى عملها ومحايدة فى تغطيتها،وهى فى الحقيقة عكس ذلك،فهى تخدم أجندة جهات بعينها تدعم المتمردين وتسببت فى هذه الحرب والخراب الذى حل بعاصمة السودان.
إن المواطن السودانى أوعى ولن تخدعه أكاذيب وزييف بعض القنوات الخارجية،فمنصات التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية التى يعتمد عليها ملايين السودانيين فى الحصول على الاخبار الصحيحة،وبالتالى تفضح تآمر هذه القنوات على السودان ودعمها الاعلامى للمتمردين،يشاركها فى ذلك بعض صحفيوا الأرتزاق المقيمين بالخارج والذين هربوا من الحرب ،وكذلك أتباع بعض الأحزاب اللاوطنية،والذين هربوا خوفا من الموت ولا يدرون أن الموت يمكن أن يلاقيهم خارج الحدود،وهنا قد يسألهم البعض ، هل أنتم أفضل أم أشرف من المواطنين الذين استشهدوا فى هذه الحرب؟ ،ونقول لهم لقد انكشف زيفكم الوطنى وازدواجية معاييركم التى تثبتها جنسياتهم المزدوجة وجبنكم فى الملمات، وإن كان لديكم ذرة من فهم عليكم أن تبقوا خارج البلد، لأن من يترك أهله وسط نيران الحرب ويعانون من الجوع والعطش، ويلوذ بالفرار فى وقت الشدائد،لا يمكن أن يكون سودانى ينتمى لتراب هذا الوطن العزيز.
نعود ونؤكد أن بعض القنوات الخارجية لعبت دورا سالبا فى هذه الحرب بحجب الحقيقة من ناحية،ومن ناحية أخرى تزييفها والميل لطرف على حساب آخر،والحمد لله على نعمة النت والوسائط الإلكترونية التى أصبحت متاحة للكل لا يستطيع أحد أو دولة أن تتحكم فيها خصوصا المتربصين بسوداننا الحبيب المرتمين فى أحضان اليهود والذين سقطوا سقوطا مريعا وانكشف وجههم القبيح والذى لا يحمل خيرا لبلدنا مهما أدعوا،ونتمنى أن لا تقبل أى مساعدات من أمثال هؤلاء حتى ولو كان مصيرنا الجوع،ونصر الله قوات الشعب المسلحة.

التعليقات مغلقة.