الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى صورمشرفة وصور مخجلة

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
صورمشرفة وصور مخجلة
مع تواصل الحرب بين قوات الشعب المسلحة والمتمردين ،الحرب التي يخوضها جيشنا من أجل أن يبقى الوطن متماسكا موحدا ،تتواصل ردود الأفعال وتتباين المواقف والصور التي نتابعها على أرض الواقع وعبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى المختلفة ،سواء من السودانيين بالداخل أوبالخارج،فهناك نماذج جيدة تستحق الاشادة وتوثيقها، وأخرى مخجلة وضيعة ومهينة لا سم السودان وتدل على عدم الوطنية والجبن عند الملمات.
فمن المواقف المشرفة الدعم العينى الذى تبرع به أبناء الجالية السودانية بجمهورية مصر للمتضررين من الحرب وهى لفتة جميلة،نتمنى أن تحذوا الجاليات الأخرى خصوصا بالسعوديةوقطر والإمارات وبالدول الغربية والولايات المتحدة حذوها،فالمتأثرين والكثير من الأسر المستضيفة باتوا فى أمس الحوجة للمساعدةمع استمرار الحرب،فالوضع لا ينفع معه التعاطف والمواساة عبر الوسائط،أو الوقفات المنددة بالحرب ،فنحن فى مرحلة المعاناة مع افرازاتها من تهجير وجوع ومرض وعطش،هذا ما يحتاجه الناس الآن.
من المواقف الجميلة والتى تستحق الوقوف عندها والتمعن وفيها ،بل أخذ الدروس منها،موقف أهالى ومواطنى الجيلى وأم القرى (شمال بحرى) ،والذى تمثل فى التصدى للمتمردين الهاربين من المعارك ومنعهم من الدخول الى المنطقتين لاستغلال بيوت المواطنين للتخبى فيها، وأنه لعمرى موقف أقل ما يمكن أن نوصفه به ،هو أنه موقف بطولى ورجولى يدل على الوطنية والوعى التام بما يحدث من مؤامرة وخيانة للبلد من المتمردين وآخرين ،وهم بموقفهم العظيم هذا يحمون الوطن وبلادهم وأهلهم وعرضهم ومالهم من المتمردين والمرتزقة الذين استباحوا أحياء كثيرة بالعاصمة،ونقول أن لو فعل اهل كل منطقة وحى ما فعله أهالى الجيلى وأم القرى ،لما استمرت الحرب حتى اليوم ولحسمت منذ أيامها الأولى.
أيضا هناك صور مشرفة أخرى ،وهى حقيقة ليست بغريبة على الشعب السودانى ،وهى النفرات الكبيرة والدعم المعنوى والمادى والعينى و الذى قدمه الشعب السودانى لجيشه الهمام، حيث انتظمت معظم مناطق وأقاليم السودان ، ورسمت لوحة رائعة وتلاحم منقطع النظير بين الشعب وجيشه ، وهذا يؤكد أن الشعب واع ومدرك للمخطط الخبيث والخطير الذى حاكه أعداء الوطن بالداخل والخارج لتدمير السودان،كما يؤكد بأن الشعب لا نقول يقف خلف الجيش ،بل أمامه فى هذه المعركة الوطنية والتاريخية،والتى لا تقل عن معارك كورتى وكررى والمعلمين وكرن .
أما بالنسبة للمواقف المخجلة والمخزية فهى كثيرة ،ولكن سنأخذ بعض الامثلة،منها الرسائل التى يرسلها بعض قادة الأحزاب الهارببن إلى الخارج والذين يصفهم البعض بالسياسيين والتى توجه للشعب ، منها إحدى الرسائل التى بعث بها رئيس حزب يطالب فيها بالتعبئة العامة وتسليح المواطنين للقضاء على التمرد ،شوفوا الوطنية العظيمة التى يتمتع بها الرجل،والذى يجلس فى شقته بدولة عربية (وخالف رجل على رجل)،ويدعو للتعبئة العامة،يعنى تريد الشعب يقاتل وحده وانت دورك فقط تتفرج ،وهل هذا سلوك وطنى منك؟ ،والله كنا نتمنى أن تقول أعلنوا التعبئة العامة وانا سأكون أول من يحمل السلاح لمقاتلة المتمردين ، هذا يذكرنا بموقف بنو إسرائيل مع نبى الله موسى (اذهب أنت وربك فقاتلا فنحن هاهنا قاعدون)،ياخ اختشى على دمك ، واللهىلو صمت أنت وأمثالك لكان خيرا لنا وللبلد.
والصورة المشوهة الثانية والتى تشبه سابقتها،هى الظهور المتكرر لبعض المتصفحين واتباع أحزاب وممثلين لجاليات ونقابات سودانية بالخارج،والذين هربوا إلى الخارج ولم يحدثوا حتى أنفسهم بعمل شىء أو تقديم عون لأهلهم المتأثرين بالحرب ويعانون أشد المعاناة،فهؤلاء وبدون أى حياء يريدون أن يحدثونا عن آثار الحرب التى جبنوا فى مواجهتها وتحمل ويلاتها ،بل بعضهم انبرى لتقديم نصائح للشعب وهو أول من تخلى عنه، يبيعون لنا كلاما سمجا يدل على فراغ عقولهم ، ويريدون بظهورهم الباهت هذا ليثبتوا أنهم وطنيون (سبحان الله)،وهم فى الحقيقة خانوا وطنهم وهربوا من المعركة والتى ميدانها أرض الوطن ليس استوديوهات القنوات الفضائيةأو الاسكايب، وهنا تحضرنى مفارقة غريبة ومضحكة (شر البلية ما أضحك) ،وهى عندما اندلعت حرب روسيا واوكرانيا، أرسل الشباب والرجال القادرين على حمل السلاح أسرهم ونساءهم والعجزة إلى بولندا وبقوا فى بلدهم للقتال مع جيشهم، والجميل أكثر أن الكثير من الشباب الأوكرانيين المقيمين فى أوروبا وغيرها ،تركوا نعيمها وحياتها المترفة وعادوا إلى بلدهم للدفاع عنها،شتان ما بين موقف الشباب والمغتربين الأوكرانيين وبين الكثير من شبابنا الذين هربوا إلى مصر واوروبا ويفتخر بعضهم بأنه يحمل جنسية أجنبية،لا وكمان نجد بعض السذج والدهماء يقولون لك أن من له جنسية مزدوجة فقد أمن نفسه ،أما بالنسبة للكثيرمن مغتربينا فهم فالحين فقط فى الفصاحة وادعاء البطولات عبر الفيس بوك والواتساب،وقليل منهم قدم مساهمة فعلية لأهله ولضحايا الحرب .
صورة مخزية أخرى تابعاناها عبر الوسائط ،وهى أن أحد الفلول نشر بوست قال فيه إنه نجح فى الحصول على تأشيرة للدخول لإحدى الدول الغربية(فرحان جدا)، طبعاً لا يمكن أن يكون هذا سودانى أصيل ،ومثل هذه المواقف اعتدناها من معظم أتباع العهد المباد ،فهى ليست بجديدة ولا مستغربة،فالكثير منهم هرب منذ سنوات إلى الخارج وبجنسيات مزدوجة أيضاً، اشتروها بالمال الذي نهبوه من الشعب ،وهل نتوقع من سارق مال عام أن يكون وطنيا،طبعا لا يلتقيان، والمهم أنه برهان على كذب الشائعات التى تقول أن بعض الفلول يقاتلون مع الجيش، فى الوقت الذى هرب فيه الكثير منهم إلى الخارج.
نعود ونقول أن الحرب بين الحق (والذى يمثله الجيش) ،وبين الباطل (والذى يمثله المتمردون و المرتزقة) ، أصبحت ومن ناحية معرفة مواقف الرجال، كجهاز كشف المعادن ،حيث علمنا الوطنى الحقيقى من المزيف ،ومن معدنه ذهب خالص،ومن هو مجرد طلاء فقط ، ونحمد الله أن غالبية الشعب السودانى معدنه أصيل مثل الذهب عيار ٢٤ ،والنصر بإذن الله آت والحسم اقترب،والله أكبر على أعداء الوطن.

التعليقات مغلقة.