دولة القانون
متى تتوقف الحرب [5]
ليمنع فرص التحول الديمقراطي وبالمرة يستمر رئيساً لمجلس السيادة استعان البرهان بالجنجويد ليكونوا حاجز الصد أمام أي انقلاب من الناغمين عليه وحميدتي من شرفاء القوات المسلحة. تواتر التناقضات التي مارسها البرهان تطلبت وعي وذكاء عميقين من كل القوى الثورية المدنية والعسكرية عبر مشروع سياسي لا يستثني أي جزء منها. لمواجهة القوى المعادية والمعلومة فإنه لم يكن ثمة عذر من التوافق على قيادة مقتنعة بالتغيير من الكفاءات الوطنية غير المنتمية حزبياً. هذا الشرط الجوهري والطبيعي هو الوحيد الذي يضمن سلامة الانتقال سيما وأن هدف أي حزب الوصول للسلطة التي لا يجوز أن يبلغها مجاناً أو بانقلاب عسكري. النموذج المكرر والذي أتاح الفرصة للأعداء التكالب الشرس من الأحزاب السياسية وإصرارها على مشاركة البرهان ومجلسه العسكري عبر صفقات صريحة ومستترة. شراكة كهذه طبيعي أن يترتب عليها الضعف والهوان الذين لازما هذه الفترة الانتقالية فتولد الإغراء وزاد عشم إبليس في العودة للسلطة ومغانمها.
المواطن العادي وإن كان هو أول ضحايا هذه الحرب إلا أن المرحوم يظل المسؤول الأول عنها لعجزه وتوقفه في خانة المتفرج المكتفي بمتابعة الأحداث من خلف الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي. لتتوقف الحرب ويعود الأمل في بناء سودان جديد لابد من انخراط كل بنات وأبناء الوطن، سواء بالداخل أو الخارج، في عمل منظم يتوافق على قيادات بالمواصفات المذكورة. إذا ترك المواطن الأمر لذات المجموعات التي خلقت المنظر وما زالت تسيطر عليه بل وتقهر حتى من ينبري لنقدها فإن الأوضاع لا محالة ستزيد تدهوراً.
إن المشاركة الجماعية ليست مطلوبة للتوافق على اختيار قيادة مرحلية جديدة وإنما استمرار المناقشة والمتابعة في تنفيذ الخطط والبرامج العاجلة والاستراتيجية. الخجل والمجاملة مع الصمت على أخطاء الماضي هي التي جعلت كل من البرهان وحميدتي وجنجويدهم يتلاعبون بمصير أمة لا تستحق هذا الهوان. المجتمان الدولي والإقليمي ما كانا ليتدخلا ويتحكما في شؤوننا لولا قبلولنا لحلول الغير لمشكلات نحن أدرى بها. اتمنى على كل من يقرأ هذا المقال وقبل أن ينشر أو يعيد نشر أو يتدوال أي معلومة أو فيديو أو مقال أن يسأل عن الأدوار الإيجابية التي اتخذناها تجاه الحلول قبل أن نطلق أي فكرة أو شكوى سلبية؟ فمجرد أن نبكي أو نجأر بالشكوى لن يعيد الماضي أو يصنع الوطن بقدما يدمر ما تبقى من الطاقة الإيجابية لدى الآخرين.
د. عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
1 يونيو 2023
التعليقات مغلقة.