بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي (529) . ( الدعوة لوقف الحرب المغذي والمضمون !!) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان
. بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي (529) .
( الدعوة لوقف الحرب المغذي والمضمون !!) .
في اي سياق يمكن قراءة الدعوات التي تتسع حلقاتها في المشهد السياسي الراهن بالبلاد والتي تطالب بضرورة وقف هذه الحرب التي بدور رجاها بين الجيش وقوات الدعم السرييع .؟! . ماهو الهدف الذي سوف نتصارع من أجله واتسعت دائرة الحرب الاهلية زادت لتمزيق البلاد الي عدد من الدويلات ؟! وما هو الدور المنوط ان تلعبه النخب الثقافية والسياسية في التبشيير بعملية وقف الحرب ؟! .
لقد سبق ان اكدنا وعبر هذه المساحة بان الراي العام السوداني قد انقسم الي اتجاهيين :
الاتجاه الاول مازال يطالب بعدم وقف هذه الحرب وذلك حتي تتمكن القوات المسلحة السودانية من حسم التمرد الذي تقوده قوات الدعم السرييع .
الاتجاه الثاني :
وهو الاتجاه الذي ظل يطالب ومنذ انطلاق هذه الحرب بضرورة وقف هذه الحرب . الجدير بالذكر بان التيار الذي يطالب بضرورة وقف هذه الحرب قد اتسعت دائرته في الشارع السياسي السوداني حيث تكونت جبهة مدنية عريضة تضم معظم القوي السياسية المدنية ومنظمات المجتمع المدني وحيث آجلت خلافاتها السياسية مع بعضها البعض موقتا وذلك من اجل انقاذ وحدة وسيادة البلاد والتي أصبحت مهددة بالزوال وفي كف عفريت وذلك في ظل افرازات هذه الحرب اللعينة والتي لايستفيد منها الا اعداء السودان .
المسئولية القومية تحتم علي كل مكونات المجتمع السوداني والتي تؤمن بحتمية وقف هذه الحرب بان تكون علي قلب رجل واحد وذلك من اجل انقاذ بلادنا من المصير المجهول والذي سوف تصير إليه .
لقد زرعت هذه الحرب المدمرة الهلع والفزع والخوف في كل بيت سوداني علي مستوي العاصمة القومية الخرطوم وبعض ولايات البلاد ( الفاشر والجنينه ونيالا وزالنجي والابيض نمؤذجا) . ونتاج لكل ذلك هجر مئات المواطنيين بيوتهم بالعاصمة وحيث فروا الي ولايات السودان المختلفة خاصة ولاية الجزيرة وسنار ومنهم من فضل الخروج والسفر لدول الجوار في مصر وتشاد واثيوبيا ودولة جنوب السودان وحيث مازالت تدفقات الهاربين من نيران هذه الحرب تجري علي قدم وساق حتي أصبحت الخرطوم شبه خالية خاصة في المناطق التي توجد لها المرافق الحيوية الهامة بالدولة .
النخب الثقافية والسياسية بالبلاد منوط لها الدفاع عن مصالح ومكتسبات اكثر من اربعين مليون سوداني ولن يتاتي لها ذلك إلا اذا سخرنا كل امكانياتنا لردم هوة الخلاف بين الأطراف المتحاربة . وذلك من اجل تحقيق السلام المستدام في كل ارجاء السودان . الذين مازالوا يطالبون بحتمية تحقيق انتصار كاسح علي قوات الدعم السرييع وذلك باستخدام القوة المميتة كما ذكر بذلك البرهان بالامس فان ذلك لايعني بان قوات الدعم السرييع قد انتهت وتواري دورها عسكريا وسياسيا . حيث قوات الدعم السرييع كانت نشاتها وميلادها في اقليم دارفور هذا الاقليم المتاخم لدولة تشاد افريقيا الوسطي والتيجر حيث يوجد تداخل وامتداد بين المكونات الاجتماعية والقبلية والتي تتشكل منها غالبية قوات الدعم السرييع . مما يعني بان تلك القوات سوف تشكل صداعا دائما السودان وحيث يمكن ان تسيطر علي كل ولايات غرب السودان . مما بشكل خطر حقيقي علي وحدة واستقرار البلاد .
الذين مازالوا يناهضون وقف سيناريو هذه الحرب بالمخاطر الحقيقية والتي عددناها إعلاه . منسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول ومايسمي بالكتلة الديمقراطية والذين ينتظرون القوات المسلحة ان تحقق لهم الإنتصار حتي يعودوا عبر بوابتها علي السيطرة علي المشهد السياسي السوداني نقول لهم سوف يطول انتظاركم حيث قوي الثورة مازالت موجودة وهي تطلع بحماية مكتسبات الشعب السوداني وهي علي استعداد لتقديم المذيد من التضحيات في عطاء متصل لايعرف الياس والخنوع . نعم الشعب السوداني الصامد والصابر والذي مازال يمسك بجمر القضية لايمكن ان يقبل باعادة انتاج الكيزان من جديد مهما كانت الظروف والملابسات .
التعليقات مغلقة.