الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى مشاهد ودروس من وحى الحرب٢!!

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
مشاهد ودروس من وحى الحرب٢!!
تطورات مهمة شهدتها الحرب بين قوات الشعب المسلحة والمتمردين خلال اليومين الماضيين ، أدت لردود أفعال متباينة خارجية وداخلية ،كما شهدت أروقة الأحزاب السياسية مواقف متأرجحة ،وسنستعرض كل ذلك في النقاط التالية:
*الضربات القوية التي وجهها الجيش للمتمردين فى طيبة والصالحة وغيرها من المناطق المشتعلة،قضت على ماتبقى من مكامن القوة للمتمردين بل يمكن أن نوصفها بالمحرقة،وهذا يؤكد أن قيادات المتمردين ورطوا أنفسهم وقواتهم فى معركة لاقبل لهم بها.
*سؤال مهم يدور فى ذهنى وأكيد فى ذهن الكثيرين منكم،وهو ما الذى يقاتل من أجله المتمردون؟فالمعركة خلصت من أول أيام الحرب، فحتى الهدن التى أعلنت كانت من أجل منح التمرد فرصة لالتقاط انفاسه،بدليل أنه أو من اخترقها.
*السلب والنهب الذى شهدته بيوت ومتاجر المواطنين الأبرياء بالعاصمة ومدن أخرى،واضح أنه عمل ممنهج،ليس بدافع السرقة فحسب،وانما بدوافع أخرى وقودها الحقد والحسد ولتخريب البلد،بدليل عمليات الحرق الواسعة للأسواق والمؤسسات والبنوك،فحتى دور الصحف لم تسلم ،وقد وثقت الكاميرات كيف تم ذلك،حيث يبدأ المتمردون بكسر الأبواب وسرقةماخف وزنه،ثم يعطون الإشارة للصوص والمجرمين لسلب ونهب وتخريبةكل ما تكتبه أيديهم ،وهذا السيناريو تكرر كثيرا فى أسواق و أحياء مختلفة بالعاصمة.
*استغربت (ومعى كثيرون) للبيان الغير منصف للوسيطين السعودى والأمريكي والذى صدر بعدتعليق الجيش مشاركته فى مفاوضات جدة،حيث تحدث البيان عن الانتهاكات المتعلقة باحتلال المستشفيات وبيوت المواطنين والمؤسسات الخدمية،الا أنه تحاشى الإشارة لمن يقوم بهذه الانتهاكات (وهم المتمردون)،بل حتى العقوبات التى أعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية،المقصود بها الجيش لأنه رفض الاستمرار فى مفاوضات لهدن ظلت مخترقة من المتمردين باستمرار ،حيث لم ينفذوا أهم شرط فى كل الهدنة المعلنة، وهو الخروج من المستشفيات والمنازل والمبانى المدنية.
*مأساة حقيقية يعيشها الآلاف من السودانيين العالقين بحلفا ،بسبب تلكوء السلطات المصرية فى منح التأشيرة حتى للحالات الإنسانية والتى ضاعت وسط الزحام،فكان يجب إعطاء هذه الحالات الأولوية،وتعلل القنصلية المصرية بحلفا بأن بطء الإجراءات يعود لقلة الموظفين أمر غريب،فما الذى يمنع زيادة عددالموظفين؟والاغرب هو حديث والى الشماليةالمكلف، والذى لم يقدم غير الكلام والاشادة بأهالى حلفا،فحتى مشكلة التأشيرات لم يستطع حلهامع القنصلية،حيث قال الوالى :أن المشكل ستحل خلال يومين،فلاحلت خلال يومين ولا خلال أسبوعين.!!
*الأمم المتحدة والصليب الأحمر يقفزان فوق الحقائق،حيث يدعيان أن هنالك استحالة فى توصيل المساعدات للمتضررين من الحرب،وهذا كذب وتضليل، لأن مطار بورتسودان الدولى مفتوح وجاهز لاستقبال المساعدات الإنسانية،وقد استقبل مساعدات من قطر والسعودية وغيرهما،كما أن مدينة بورتسودان مربوطة بشبكة طرق مع كل ولايات السودان،وكل الطرق آمنة،فضلا عن أن معظم الولايات التى بها متضررين بها مطارات،والكل يعلم وفى مقدمتهم الأمم المتحدة والصليب الأحمر أن معظم المتضررين استقروا مع ذويهم بالولايات وبعضهم تم استضافته بالمدارس والداخليات،لذا فإن المشكلة ليست فى كيفية إيصال الدعم للمحتاجين،ولكن فى عدم جدية المنظمتين فى دعم الشعب السودانى.
*كماعودونا دائماً ساعة الملمات والشدائد،فقد تسابق منسوبو الأحزاب ومن يسمون بالمحللين ومن ادعوا زوراً الدفاع عن الديمقراطيةوالثورة المجيدة، من أجل الهروب من البلد وبعضهم أخفى نفسه،تاركين الشعب المسكين يواجه ويلات الحرب لوحده،فهؤلاء هم من ظلوا يتاجرون باسم الشعب والمدنية للوصول إلى المناصب،فمنهم من اغتنى وامتلك ثروات ضخمة سابقاً نالها عن طريق السياسة والسلطة على حساب المواطن والوطن ،والغريب أن بعضهم كان ومايزال يحدثنا عن وطنية حزبه و بطولات الماضى الزائفة .
*بعض المواطنين الذين يحاولون اللجوء إلى مصر، تنكروا لسودانيتهم وأصبح البعض يبحث عن أصوله الغير سودانية،ظنا منه أن هذا قد يشفع له أمام المصريين ويسمحوا له بالدخول من غير تأشيرة،ولكن حدث العكس ،فلم يجدوا غير التهميش والإذلال ،وهذا ما أشرنا إليه سابقاً بأن من توجهوا للحدود المصرية طلبا للجوء، إما من أصول غير سودانية أو فلول الحزب المحلول أو شخص أنانى لا يهمه أن يعانى أهله أو حتى يموتوا بسبب الحرب.
*كما ذكرنا سابقاً فإن فلول العهد المباد الذين نهبوا ثروات الشعب وحولوها إلى قصور،بدأوا يدفعون ثمن ظلمهم للشعب السودانى ،فقد خافوا سابقا من لجنة التفكيك،وأمنوا مكر الله، والآن ضاقت بهم الأرض بمارحبت وفقدوا ماسرقوه فى ثلاثين عاما فى لحظة، وهروبهم خارج القطر لن يفيد ،فالله موجود فى كل مكان، فإما أن يتوبوا ويعيدوا ما سلبوه إلى الشعب، أو ينتظروا ما هو أسوأ، فهل من تائب؟.
*مواقف جميلة سطرها أهلنا فى الأقاليم وهم يفتحون قلوبهم قبل بيوتهم لأهلهم وأصدقائهم ومعارفهم القادمين إليهم من الخرطوم بسبب الحرب،هكذا هو الشعب السودانى صاحب القيم النبيلة و الراسخة.
*قال خالد عمر(سلك) من حزب المؤتمر السوداني فى مداخلة هاتفية بقنا عربية، أنهم لم يكونوا دعاة حرب ولم يدعوا اليها،وحقيقة نحن لم نسمع منه هوذلك،ولكن منسوبى أحزاب بل قيادات بالحرية والتغيير قالوها (أما الحكم المدنى أو الحرب)،ونقول لسلك دعنا من مغالطات الدعوة للحرب،فأنت وحزبك وأغلب قوى الحرية والتغيير لم تدينوا احتلال المليشيا واعتدائها على المشافى والمؤسسات الخدمية وبيوت المواطنين ومنذ أول يوم للحرب وحتى الآن ،رغم أنه فعل إرهابى وإجرامى تعاقب عليه كل القوانين، وقد دفع المواطن الغبان الذى تطالب أن ياسلك بإعادة الخدمات اليه الثمن وحده،وسؤال آخر وهو، من دمر محطة مياه بحرى(التى تطالب بتشغيلها الآن) وحرم ملايين المواطنين من مياه الشرب ،أليس المليشيا المتمردة؟ كان أولى أن تدين اعتدائها على المحطة وتطالبها بالخروج منها،قبل أن تطالب بإعادة الخدمة، فمثلك أصبح كمثل اللواء فضل الله برمة ناصر، والذى رأى اعتداءات المليشيات المتمردة على بيوت المواطنين والمستشفيات ورغم ذلك صمت،ولم يعترف بفظائع المتمردين إلا بعد أن احتلوا بيته وعاثوا فيه خرابا ونهبا!!.

  • عدم قول كلمة الحق فى الأزمات الوطنية يشكك فى وطنية أى شخص يدعى حب البلد ووقوفه مع الشعب و الثورة المجيدة، اللهم أحفظ بلدنا وانعم عليها بالاستقرار.

التعليقات مغلقة.