بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي ( ماذا وراء الدعوة لتسليح المواطنيين في اقليم دارفور ؟! ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
. رؤية في الوضع السياسي الراهن
. بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 533) .
( ماذا وراء الدعوة لتسليح المواطنيين في اقليم دارفور ؟! ) .
في اي سياق يمكن قراءة الدعوة الموجهة من حاكم اقليم دارفور والمعنية بعملية تسليح المواطنيين بهذا الاقليم وذلك بغرض الدفاع عن انفسهم وحماية اسرهم وممتلكاتهم . ؟! لماذا يبقي مني اركو مناوي حاكم اقليم دار فور بالخرطوم اكثر من بقائه بالفاشر عاصمة ولاية دارفور؟! .
لقد انقسم الراي العام السوداني حول هذه الدعوة التي اطلقها حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي والخاصة بعملية تسليح المواطنيين في الاقليم بين مؤيد بهذه الفكرة ومعارض لها . حيث الذين يدعمون هذه الفكرة يبررون ذلك بان حالة الانفلات الامني باتت اكبر من امكانيات السلطة الاقليمية الحاكمة وفي ظل انشغال السلطة المركزية بالخرطوم بالحرب التي تدور بين الجيش وقوات الدعم السرييع . الاتجاه الرافض لفكرة تسليح المواطنيين بالاقليم ينظر بافق بعيد المدي لمستقبل هذا الاقليم بعد ان يصبح تسليح المواطنيين حقيقة واقعة حيث يصعب تجمييع السلاح من المواطنيين بعد استتباب الامن في الاقليم وسوف تختفي هيبة الدولة وذلك في ظل انتشار السلاح في إيدي المواطنيين .وسوف يكون ذلك مقدمة لحرب اهلية . تقضي علي الأخضر واليابس وحيث يصعب إعادة الحال لما كان عليه الحال قبل الحرب . …ألخ.
يجب التأكيد علي ان وضع الاقليم قبل هذه الحرب وبعد تنصيب مني اركو مناوي حاكما بهذا الاقليم فان الامور باتت علي الأرض تمضي من سى للاسواء خاصة من الناحية الأمنية . حيث كان المواطنيين في هذا الاقليم يحلمون بان تستقر الأحوال الأمنية والمعيشية بما يمكن المواطنيين الذين يقيمون بمعسكرات اللجوء من العودة الطوعية لقراهم ومدنهم التي هجروها . ولكن الاوضاع ساءت اكثر من ذي قبل . ( أحداث كرينك وتجدد الاشتباكات بين العرب والمساليت نمؤذجا) .
حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي اصبح جزءا من الازمة التي تدور في هذا الاقليم والذي ظل منكوبا في اكثر فتراته التاريخية . حيث اكدت الفترة التي قضاها الرجل حاكما بهذا الاقليم بانه ليس الشخص المناسب لشغل هذا المنصب وذلك في ظل تقاطعات كثيرة اذا اضفنا لذلك عدم تفرغ الرجل لملف ادارة هذا الاقليم حيث الرجل ظل يمكث بالخرطوم اكثر من بقائه في اقليم دار فور . حيث كان يتوجب عليه البقاء في اقليم دارفور
حتي يتمكن متابعة كل التطورات عن كثب في ظل الاستهداف الذي يتعرض له هذا الاقليم .كما يقول المثل السوداني صاحب بالين كذاب حيث عليه ان بختار بين ان يكون حاكما بهذا الاقليم أو يتنحي عن هذا المنصب لشخص آخر يكون اكثر تاهيلا منه وذلك الاعتبارات المذكورة وحتي بتفرغ مناوي لا ادارة شئون حركة تحرير السودان وذلك في اطار التطورات السياسية التي تجري بالخرطوم .
ان الدعوة لتسليح المواطنيين بهذا الاقليم تعني بان الامور قد خرجت من تحت سيطرة السلطة الاقليمية الحاكمة في فرض سيطرتها علي كل ارجاء الاقليم . ان هذه الدعوة لو تمت الاستجابة لها سوف تكون وبالا علي هذا الاقليم ومقدمة الدخول في حرب اهلية لتتمدد في ارجاء السودان .
نعم اقليم دارفور في امس الحاجة احتكم بجد القبول من كل المكونات الاجتماعية والقبلية بالاقليم وذلك حتي يكون قادرا علي الوقوف علي مسافة متساوية بين المتصارعة في الاقليم .
التعليقات مغلقة.