الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى إختفاء ملايين السودانيين المتضررين من الحرب ؟

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
إختفاء ملايين السودانيين المتضررين من الحرب ؟
ما يزال العالم محتار ومازالت الأمم المتحدة والصليب الأحمر يتساءلون، أين إختفى ملايين السودانيين الذين غادروا الخرطوم بسبب الحرب؟ لأى بلد لجؤوا ؟ولماذا لم تشاهد آلاف الخيام وهى منصوبة فى العراء ومعسكرات تضم كما حدث فى دول كثيرة تعرضت لذات الظروف والمعاناة ؟ أسئلة ماتزال حائرة ومتداولة فى عواصم الدول الغربية وأروقة المنظمات الدولية،بل حتى فى بلدان عربية .
من الواضح أن الكثير من الحكومات والمنظمات لا تعرف أن قيم التكافل والتعاون متأصلة فى المجتمع السوداني ومتوارثة جيلاً عن جيل،فالحمد لله ورغم كل محاولات التغيير وتخريب القيم الإنسانية الراسخة والتى امتدت لعقود بسبب فساد عهود سابقة،كرست للأنانية والفساد الأخلاقى والمالى، إلا أن غالبية الشعب السودانى والحمدلله ظل محافظا على قيم الترابط والتراحم وحريصا على بقاء نظام الأسر الممتدة والارتباط بالجذور، وهذا ما حدث منذ أول يوم للحرب،حيث تقاسمت الكثير من الأسر اللقمة،واحتضنت الأسر فى الأقاليم ملايين المواطنين دون من أو أذى،والجميلةأنه حتى الأسر التى لا يوجد لها أقارب بالولايات تم احتضانها سواء بالمنازل أو بالقران العامة كالداخليات والمدارس وغيرها.
نعم وللأمم المتحدة ومنظماتها نقول أن الملايين الذين رأيتموهم يغادرون الخرطوم بسبب الحرب ،لم يتشردوا كما تمنيتم ،ولم يتوهوا فى الصحارى والبحار كما ترغبون،من أجل المتاجرة بهم وبمعاناتهم ،كما ظللنا نتابع فى كوارث وحروب حلت بشعوب أدت لنزوحهم وهجرتهم مثل الروهنقا والسوريين ، وياليتهم وجدوا دعما من الأمم المتحدة المساعدة فقد تركوا لمواجهة مصيرهم المجهول ،فغرق من غرق وفقد من فقد،وكلةمافعلته الأمم المتحدة ومنظماتها هو تقديم ارقام بعدد المهاجرين الموتى.
لقد لاحظنا أن الأمم المتحدة والصليب الأحمر ومنظمات دولية أخرى،ومنذ أول يوم للحرب وحتى الآن لم تقدم أى دعم يذكر ،رغم أن هذا حق مكفول للسودانيين،فالسودان عضو بالأمم المتحدة، ويجب عليها مساعداتها فى الأزمات كغيره من دول العالم،علما بأن العديد من الأسر التى أخرجتها الحرب فقدت كل مدخراتها ،وباتالى أصبحت فى حوجة ماسة للمساعدة،كما أن هنالك أسر مستضيفة لا تملك ما تقدمه وتحتاج للدعم.
إن أغرب ما سمعته خلال الأيام الماضية وبترويج من بعض وسائل الإعلام ،هو أن الوضع بالسودان بسبب الحرب ،جعل الأمم المتحدة ومنظماتها غير قادرة على إيصال المساعدات بسبب الحرب،سبحان الله، هل هذا منطق أو حجة مقبولة ؟ أنه كذب وتحرى للكذب بصورة فاضحة ومضحكة، لأن المنظمة الأممية وغيرها يعلمون أن الحرب تدور فى العاصمة و مدن معينة،بل حتى العاصمة هنالك أحياء ظلت آمنة طيلة الفترة الماضية ومازالت ،مثل الثورات والحارات شمال أمدرمان والكلاكلات وغيرها ،وقد استقبلت هذه الأحياء آلاف الأسر التى خرجت من الأحياء التى كانت مسرحا للمعارك، كما أن الحياة فى العديد من ولايات السودان التى استقبلت ملايين المواطنين الفارين من الحرب مستقرة وطبيعية ،ويمكن لأى منظمة الوصول إليها وتقديم المساعدات الإنسانية بكل أنواع وسائل النقل ،كما أن هنالك منظمات وطنية وجهات رسمية على رأسها الهلال الأحمر السودانى والرعاية الاجتماعية، قامت بكل الترتيبات المتعلقة باماكن الايواء بالولايات وحصر الأسر المتضررة من الحرب ،ولديها (حسب متابعتنا) قوائم بالاحتياجات الغذائية والدوائية لكافة الفئات.
واضح أن توتر العلاقات بين السلطات السودانية والأمم المتحدة بسبب رفض الأولى لعودة فولكر رئيس بعثة اليونيتام بالسودان ،قد جعل المنظمة الأممية تتراخى عن دورها الانسانى ،والذى من المفترض أن لا يتأثر بأى قرارات تصدر من السلطات السودانية ، لأن دور الأمم المتحدة وواجبها هو حماية الشعوب ومساندتها فى أزماتها الإنسانية دون أى اعتبار لشكل العلاقة بينها والأنظمة الحاكمة.
أخيراً يمكن أن نقول أن الأمم المتحدة والكثيرمن المنظمات المسماة(انسانية) حتى الآن قد سقطت فى اختبار الإنسانية بالسودان ،وتأكد لنا بأنها أصبحت أداة فى يد دول وياليتها كانت كبيرة أو ذات ثقل عالمى،بل هى عبارة عن دويلات ظلت ومنذ عقود تتآمر على الشعب السودانى الذى كانت له أياد بيضاء عليها وساهم في نهضتها، والآن وبعد أن انكشفت مؤامرتها وافتضح أمرها،باتت والمتمردين يبحثون عن مخرج وعن صفق التوت ليداروا به سواءاتهم .
*نقاط مهمة:
*قنوات خارجية وسودانية(للزوم الصفق الصحفى) كانت تبحث عن مواطنين سودانيين وافدين للولايات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء أو يقيمون فى خيام بالية، ولكن خاب ظنهم،فلم تجد غير بعض المقيمين من دولة جنوب السودان أو من بعض دول الجوار ، والغريب أن إحدى القنوات ذهبت إلى تجمعات اللاجئين داخل حدود دولة جنوب السودان فلم تجد غير أبناء الجنوب، والأغرب أنها حاولت أن تبين للمشاهد بأن هولاء لاجئين من السودان،( اعلام موجه).
*نشيد بالبيانات الصادرة من بعض الكيانات الصحفية ضد الانتهاكات التي تعرض لها العديد من الزملاء الصحفيين من قبل عناصر بالمليشيا المتمردة، فى ظل صمت مريب لكيانات أخرى مشابهة، حيث لم يفتح الله عليها ولا بمجرد تعليق، ناهيك عن ادانة، ترى ماهو السبب؟.
*هدنة ال٢٤ساعة التى انتهت فى السادسة من صباح اليوم الأحد ،لاعلاقة لها بالمساعدات الإنسانية ،وانما جاءت بضغوط أمريكية سعودية ،ومن قبل برجاءات وتوسلات من قادة المليشيا المتمردة للسماح لهم بالخروج من الخرطوم.
*إن وزر هذه الحرب يرجع أولا للعهد المنهار وعلى رأسهم المخلوع عمر البشير ،والذى أنشأ مليشيا الدعم السريع ،وتتحمل بعض القوى السياسية الذى روجت للحرب أيضا وزرها،والدول التى صبت الزيت على النار أيضا عليها ذنب عظيم، اللهم أنعم على بلدنا بالأمان والاستقرار .

التعليقات مغلقة.