للحديث بقية عبد الخالق بادى الهروب الكبير!
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
الهروب الكبير!
كما ذكرنا في مقال سابق بأن هدنة ال٢٤ساعة التى تمت يوم السبت الماضي ،لم تكن لغرض إنسانى أو أى اهداف اجتماعية،وانما للسماح للمتمردين بالخروج من الخرطوم ،وذلك بطلب وتوسل من قياداتهم للوسيطين السعودية وامريكا ،واللذان مارسا ضغوطا كبيرة على البرهان وقيادات الجيش السودانى للموافقة على هذه الهدنة.
وبالفعل فقد رصدت أرتالا من السيارات المدنية التى نهبها المتمردون من المواطنين وهى تتجه غربا عن طريق أمدرمان إلى ولايات الغرب،فى أكبر عملية هروب جماعى لمليشيا متمردة يشهده السودان وأفريقيا فى العقود الأخيرة ،وطبعا كان الهروب بطريقة جبانة بعد أن ارتدى المتمردين ملابس مدنية .
ما يدعو للتعجب هو أن المتمردين وطوال الحرب لم يغنموا من قوات الشعب المسلحة ولا بندقية ،فقد نهبوا فقط ممتلكات المواطنين من سيارات وأموال وذهب،سرقوه من البيوت التى كانوا مندسين فيها خوفا من مواجهة الجيش ،والتى عاثوا فيها فسادا واغتصابا، وبعد ذلك يخرج علينا مستشار قائد التمرد الهارب ليقول لنا أنهم حريصون على سلامة وأمن المواطنين .
جرائم كثيرة ارتكبها المتمردون في حق الأسر الغلبانة بالخرطوم ومناطق أخرى،تكشف منها القليل عبر بعض الفيديوهات،ولكن وبناء على تاريخ المليشيا الإجرامى وتكوينها الذى يضم عشرات الآلاف من المرتزقة الحاقدين ،فان الصورة الحقيقية للفظائع والانتهاكات التى مورست فى حق الكثير من أخواتنا ومواطنين،ستتكشف بعد أن تضع الحرب أوزارها .
إن ماحدث من مليشيا التمرد من جرائم إنسانية وخراب متعمد وممنهج للبنيات التحتية ليس بغريبا عليها ،فهذا ديدنها،فحتى المتحف القومى ومقرات الصحف ، لم تسلم من التخريب،،لذا فالكثير من المواطنين يستغربون إصرار بعض المرجفين على الدفاع عن المتمردين ،والذين يكذبون ويتحرون الكذب بقولهم وترديدهم لأكذوبة:أن المليشيا المتمردة تقاتل الكيزان وبقايا العهد الحزب المحلول وليس الجيش السودانى ، وينسون ومعهم مستشار قائد التمرد ،المتخفى خارج السودان ، بأن مليشيا الدعم السريع صناعة كيزانية بامتياز ، ومستشار المتمردين لا دور له غير نشر الأكاذيب ومغالطة الحقائق بصورة مضحكة تذكرنا باكاذيب الصحاف وزير اعلام حكومة صدام أيام الغزو الامريكي للعراق عام٢٠٠٣م،وهذا أمر متوقع من أمثاله الذين ليس لديهم انتماء حقيقى للوطن ،تقودهم مصالحهم فقط،تماما كالمرتزقة الذين اعتمد عليهم المتمردون فى غزو الخرطوم وخرابها.
إن بحث المتمردين عن مخرج وهروبهم بأعداد كبيرة يوم السبت الماضى ، تأكيد على ما ذكرناه منذ أيام الحرب الاولى،بان المليشيات المتمردة وبعد فشلها في احتلال مطار مروى، أصبح هدفها تدمير البلد وفى مقدمتها العاصمة الخرطوم ،وقلنا أن فشل احتلال مطار مروى يعنى فشل خطتهم والمبنية أولاً وأخيراً على السيطرة عليه،لذا فان انتشار المتمردين وسط أحياء العاصمة وداخل المستشفيات كانت بمثابة الخطة الثانية ولكن ليست للاستيلاء على السلطة ،وانما لتخريب كل ما تمتد إليه أيديهم ،فلم يميزوا بين عام وخاص،بل اتضح أنه كان هنالك تنسيق مع اللصوص لنهب الممتلكات العامة والخاصة ،بدليل أن أى مبنى عام أو خاص تمت سرقته كان بحضور مجموعات النهب من اللصوص ،حيث يسرق المتمردون ما خف وزنه ،فيما يكمل اللصوص بقية العملية بنهب كل شىء داخل المبنى،بل حتى اسلاك توصيلات التيار الكهربائي تمت سرقتها.
إن أى شخص يدافع عن المتمردين أو حتى يتعاطف معهم ، إما عميل لهم أو أصوله ليست سودانية ،عليه فلابد من مراجعة الجنسيات والارقام الوطنية والجوازات ،ليس من تاريخ تكوين مليشيا التمرد،بل من ٣٠يونيو١٩٨٩م وحتى ٢٠٢٣م،فهذه الفترة شهدت استخراج أوراق ثبوتية لمئات الآلاف من غير السودانيين وبصورة ممنهجة من بعض رموز الحزب المحلول وبتواطوء من عدد من العاملين سابقا فى المؤسسات المسؤولة عن منح هذه الأوراق الثبوتية، والمؤسف أن العديد منهم تم تعيينهم فى الخدمة المدنية والعسكرية بناء على هذه الجنسيات والأرقام الوطنية المزورة ،فيجب الرجوع للخارطة الديمغرافية لسكان السودان ،وعلى ضوئها يتم تنقيح جميع الأوراق الثبوتية وسحبها من الأجانب الذين نالوها دون وجه حق.
نعود ونؤكد أن شوكة التمرد قد كسرها والحمد لله جيشنا الهمام ،وهذا ما كان متوقعاً ،وما الاستقبال بالاهازيج والزغاريد للجيش بعدد من أحياء الخرطوم من قبل المواطنين ،الا تعبير صادق عن فرحتهم بانتصارات جيشهم ،الذى أعاد إليهم الأمن والطمأنينة بعد الرعب والتنكيل الذى ذاقوه من المتمردين ،والأيام المقبلة إن شاء الله سنحتفل مع قوات الشعب بالنصر المؤزر،ولا عزاء للخونة والهاربين .
التعليقات مغلقة.