بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي ( الي اي مد يمكن ان يؤثر انسداد الافق السياسي علي مصير ومستقبل السودان ؟! .) .
بسم الله الرحمن الرحيم . رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي
ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 552) .
( الي اي مد يمكن ان يؤثر انسداد الافق السياسي علي مصير ومستقبل السودان ؟! .) .
نعم الازمة مازالت تراوح مكانها بين الأطراف المتحاربة وذلك في ظل حالة انسداد الافق السياسي المكونات السياسية والمعنية بحل المشكل السوداني . حيث الحرب التي يدور رحاها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السرييع ما زالت تسيطر علي واجهة الاحداث في المشهد السياسي العالمي والاقليمي وحيث تمثل الشغل الشاغل لكل اتجاهات الراي المحلية والدولية .
يوجد تياران يمثلان ويجسدان أصل الصراع الذي يدور بين الأطراف المتحاربة التيار الذي ينادي بضرورة مواصلة الحرب حتي يتم القضاء نهائيا علي التمرد الذي تقوده قوات الدعم السريع وحيث يقود هذا التيار الاسلاميين وبعض القوي التي وتتحالف معهم ( مبارك اردول وترك ومصطفي طمبور نمؤذجا) . والتيار الاخر هو التيار هو الذي ينادي بضرورة وقف هذه الحرب وذلك لأن استمرارها سوف يلقي بظلال كارثية علي كافة المسارات حيث فر من الخرطوم منذ اندلاع هذه الحرب اكثر من أربعة مليون سوداني وحيث مازال الحبل علي الجرار لأن حركة النزوح مازالت متواصلة لكل ولايات البلاد ولدول الجوار وحيث تضاعفت معاناة المواطنيين في ظل انعدام حجم السيولة المتداولة وفي ظل ارتفاع اسعار كل السلع الاساسية في السوق السوداني . حتي مواد الاغاثة التي قدمتها الدول الصديقة والشقيقة البلاد لم تصل حتي الان لمستحقبيها .
السجال بين الذين ينادون بعدم وقف هذه الحرب وبين الذين ينادون بضرورة وقفها تتسع حلقاته وحيث ظل يسيطر علي واجهة الاحداث في المشهد السياسي الراهن بالبلاد وذلك في ظل حالة الاستقطاب الحاد من قبل الذين يناصرون هذا التيار أو ذاك .
لقد جاءت الدعوة البرهان والتي تطالب كل من يقدر علي حمل السلاح بضرورة تسجيل أسمه في أقرب حامية عسكرية وذلك بغرض الانخراط في التدريبات العسكرية . جاءت لتصب الزيت علي نيران الخلاف المشتعلة أصلا بين الأطراف المتحاربة . فهي دعوة غير موفقة وجاءت في ظل ظروف بالغة التعقيد خاصة الظروف التي تتعلق باحوال المواطنيين الذين اثرت عليهم هذه الحرب بين مهجرين ولاجئين ومحبوسين في المعابر والذين تقطعت بهم السبل وفي ظل الفقر المدقع الذي اضحي يلف الجميع . هل يمكن لعاقل ان بتصور قبول هذه الدعوة في ظل المعطيات المذكورة اعلاه .
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة لماذا لايتم تدريب الشرطة السودانية وتاهيلها حتي تكون قادرة علي حمل السلاح في الذود والدفاع عن حماية ممتلكات الدولة والمواطنيين .حيث ثبت ان لغياب الاجهزة الامنية الأثر المباشر في اتساع حالة السلب والزهب التي طالت كل المتجار في الأسواق وكذلك ممتلكات المواطنيين . يجب ان تكون واحدة من الدروس المستفادة من هذه الحرب هو ضرورة ان تنال الشرطة التدريب الكافي الذي يمكنها من الدفاع عن نفسها في اوقات الحروب بدلا من الهروب بحجة ان الشرطة غير مدربة تدريب يمكنها من دخول العمليات العسكرية . حيث لايمكن ان تختفي الشرطة وعلي مدار الثلاث شهور الماضية عن ميدان القتال وعن المسرح السياسي برمته .
لقد ثبت وبمالايدع مجالا الشك بان الذين ينادون بضرورة مواصلة هذه الحرب وفي ظل المعطيات التي عددناها إعلاه هم يسعون الفتنة ولشق الصف الوطني وفي المجمل هم يسعون وبدون حياء لتحرير شهادة وفاة لبلد كان أسمه السودان وذلك في ظل شبح إلتدخلات الخارجية التي بدأت تلوح في الافق .
الذين مازالوا يحلمون بانتصار احد الطرفين علي الاخر في هذه الحرب التي دخلت شهرها الثلاث هم واهمون لأن ميزان القوي في الميدان ينزر بتكافي القوتين المتحاربتين حتي الخيارات المتاحة لكلا الطرفين تكاد تكون متساوية . لذلك يبقي خيار التفاوض المباشر هو المخرج في ظل حالة الاستنزاف الكبيرة والتي تعرضت لها القوتان وذلك من جراء تداعيات هذه الحرب المسعورة .
ان حالة انسداد الافق السياسي بين الأطراف المعنية بحل المشكل السوداني والذي يتجسد في تمترس كل طرف حول موقفه من الحرب التي تدور وسواء كان ذلك بالرفض أو القبول لا إستمرارية هذه الحرب سوف يلقي بظلال سالبة علي مصير ومستقبل ماتبقي من اراضي البلاد .
علي الذين ينادون بمواصلة هذه الحرب نقول لهم اتقوا الله في الشعب السوداني والذي كما اكدنا من قبل لاناقة له ولاجمل في تداعيات هذه الحرب والتي جردته من حقوقه وممتلكاته وحيث اضحي لا حول له ولا قوة .
التعليقات مغلقة.