الايام نيوز
الايام نيوز

هل نحن مؤهلون لتأسيس وطن يسع الجميع? ✍️* مريم البشير*

🇸🇩 🇸🇩 🇸🇩

صوت الشعب

هل نحن مؤهلون لتأسيس وطن يسع الجميع?

✍️* مريم البشير*

حرب 15/ أبريل
رغم بؤسها والتضحيات التي قدمت فيها من الشعب والجيش ورغم الخسائر في الأرواح الغالية
والممتلكات إلاَّ أنها كشفت الكثير من الأقنعة الزائفة لمايسمى بالنسيج الإجتماعي أو الترابط المجتمعي لقد قدمت لنا الحرب
دروساً علينا جميعاً استصحابها ومعالجتها قبل التفكير في إعادة بناء الوطن لقد ثبت لنا أنَّ بعض السودانيين لايشبهون الإنسان السوداني من حيث الشهامة والصدق والأمانة والإيثار
فما رأيناه من سرقات ليست بواسطة المتمردين وإنما جيران من تركوا منازلهم وهم مطمئنون أنها في أمان طالما البعض موجود ولم يغادر كما رأينا استغلال السماسرة للوافدين إلى الولايات الآمنة في تحديد أسعار خرافية لاتتناسب مع المنزل المراد إستئجاره كما رأينا نماذج من الآمنين بالولايات تركوا منازلهم وارتضوا حياة النزوح لقد زينت لهم أنفسهم وأبَوا إلاَّ يُضيقوا على الوافدين الذين يفترشون الأرض في أسوأ الظروف طمعاً في المساعدات بل ذهبوا لمالايمكن أن يتخيله عقل سوي بأن إستأجروا مساكنهم بذات الإنتهازية والاستغلال !!!!!فهذه النماذج تحتاج لغرس الإنسانية والأخلاق بداخلها والتوعية بمعرفة الحقوق والواجبات وهذه النماذج إن تُرِكت على حالها ستكون عقبة في طريق البناء( كالماء تحت التبن) جيد أن نكتشف مثل هذه النفوس المريضة لنتمكن من علاجها
ونأمن شرها كذلك أظهرت الحرب البعض يمارس غلواً غير مبرر ويستعدي كل من له علاقة بالتغيير والثورة المجيدة ويطلق عليه الإتهامات جزافاً متناسياً أنَّ معظم الشعب الذي طالب بالتغيير ليست لديه أي إنتماءات سياسية ولايعرف السياسة والأحزاب والمسميات الغامضة إنما خرج ضد الظلم والفساد والفقر والقهر وقدم أرواحاً عزيزة كانت تحلم بوطن يتساوى فيه الجميع, وطن بلاعنصرية, جهوية, محسوبية, يحلم بدولة الحقوق والمواطنة حيث الجميع أمام القانون سواء ليست دولة المشركين قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم بدين العدل والحرية والمساواة حيث كان يُطبق القانون على الضعفاء فقط
فمن يمتلك وطنية ويريد ويسعى لوطن آمن عليه أن يبدأ بنفسه عليه أن يهزم نفسه ,أن يتقبل الأخر ,ألاَّ يفترض العبقرية أويحصر رجاحة العقل في ذاته فقط,أو في إنتماء سياسي, ألاّ يكيل بمكيالين فالفاسد فاسد وإن كان إبن نبي وكذا السارق والقاتل ومركتبي كل الجرائم لامبرر ولاتمييز ولا مجاملة في الحق لقد ثبت خلال هذه الحرب أنَّ بعضنا إنتهازي وآخر متعصب وثالث مغرور وآخر مختص في شق الصف على كل الأصناف سالفة الذكر أن تتدارك حالها وتوفق أوضاعها وعلى الخُلَص أن يُعينوهم لأجل الوطن فمن يريد سودان جديد متطور ينعم فيه الجميع بالخير والبركات عليه أن يتقبل الآخرين أن ينزع ثوب الوصاية على أحد
لقد آن الأوان لننتبه لخطورة الغلو في إستعداء بعضنا البعض وأن نهزم أنفسنا ونتصالح بداخلنا ونتقبل بعضنا قبل أن تقضي الحرب الأخضر واليابس.

فلنحتكم لصوت العقل ولانزج بالبلاد تحت تقاطعات التدخل الأجنبي.

  • همسة*
    إلى كل السياسيين

أرضاً خلاف

إلى كل العسكريين

أرضاً سلاح

وليكن الإحتكام للقانون هو الفيصل بعد التفاوض ومحاسبة كل من أجرم بحق الوطن والمواطن

سودان ـ حر ـ ديمقراطي

السيادة لاتتجزأ.

التعليقات مغلقة.