للحديث بقية عبد الخالق بادى لابد من خروج المليشيا من البيوت
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
لابدمن خروج المليشيا من البيوت
مجددا عاد طرفا الحرب بالسودان قوات الشعب المسلحة والمليشيا المتمردة لمنبر جدة التفاوضى بعد تعليق التفاوض من قبل السعودية وامريكا منذ حوالى الشهر ،وذلك نتيجة لفشل كل الهدن التى تم التوقيع عليها سابقا والتى بلغت ١٣هدنة تقريباً.
منبر جدة عاد بعد أن شهدت الساحة الإقليمية بعض المحاولات لحل الأزمة السودانية ،من ببنها منبر الايقاد عبر اللجنة الرباعية برئاسة وليم روتو الرئيس الكينى ،والتى ماتت قراراتها بمجرد اعلانها، لأنها منحازة و كانت ستصب الزيت على النار لدعوتها للتدخل العسكرى ،اضافة للمطالبة فرض حظر جوى على السودان،وهذا يؤكد عدم الحيادية والمصداقية من قبل بعض دول الايقاد،فضلا عن الموقف الكينى المساند بشكل صريح للمليشيا المتمردة ،لذا فقد تم رفض مخرجات قمة الرباعية جملة وتفصيلا.
المحاولة الثانية كانت اجتماع دول الجوار بالقاهرة بدعوة من عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري ،وكانت نتائجها افضل نسبيا من رباعية الايقاد، حيث أمن اجتماع القاهرة على ضرورة الحفاظ على وحدة وتماسك السودان وصون مؤسساته ودعم الحكومة السودانية الحالية حتى تقوم بواجباتها تجاه الشعب.
وكل هذه كانت محاولات إقليمية لحل المشكلة،وقطعا فقد تمت بموافقة من أمريكا والسعودية ،لمنح دول الإقليم فرصة لحل المشكلة، إلا أنها محاولات ضعيفة لضعف مواقف وارادة معظم حكومات دول الإقليم ،وقد لاحظنا ذلك فى أزمات مشابهة سابقة.
الآن عاد منبر جدة ليتصدر المشهد التفاوضى لإيقاف نزيف الدم بالسودان، وأكيد سيستصحب كل من السعودية وامريكا الأسباب التي أدت لفشل كل المحاولات السابقة لحل المشكلة،ولعل أهمها هو عدم انصياع المتمردين،او بالأحرى عدم فرض أى ضغوط على المتمردين للخروج من المستشفيات وبيوت المواطنين والمؤسسات الخدمية،وهذا ما تسبب فى عدم نجاح كل الهدن السابقة،والتى كان المتمردون يستغلونها (باعتراف أحد مستشاريهم) فى تجميع صفوفهم وإعادة تمركزهم والتزود بالمؤن والذخائر،مما يعد خرقا سافرا للهدن.
لذا فإن شرط إخلاء المتمردين للبيوت وكل المرافق المدنيةوالخدمية الذى وضعه الجيش والحكومة كشرط أساسى للدخول فى اى عملية تفاوضية جديدة بمدينة جدة، سيكون هو مفتا نجاح أو فشل (لاسمح الله) المفاوضات الحالية، ويتوقف ذلك على قدرة السعودية وامريكا فى الضغط على المليشيا المتمردة واقناعها بضرورة الخروج من المبانى المدنية والتجمع فى معسكر واحد ،ويقابل ذلك موافقة الجيش على فتح مسارات لخروج آمن لقوات المليشيا ، ولا أرى سبيل غير هذا للوصول لهدنة حقيقية، ولا أعتقد أن أمام المليشيا المتمردة خيار آخر،خصوصا أن موقفها التفاوضى أصبح ضعيفا ،(بسبب الاتهامات الأممية والأمريكية والحقوقية والإنسانية ضد المليشيا باتهامها بارتكاب انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية بالعاصمة وغرب دارفور إضافة ومشروع المحكمة الجنائية فى إجراء تحقيق حولها، إضافة للهزائم العسكرية المتتالية التى منيت بها)، فإذا التزم المتمردون بذلك فسيتم توقيع وقف إطلاق النار ،ومن ثم وضع خطة للترتيب للمرحلة المقبلة بالتشاور مع القوى المدنية الوطنية( وليس الهاربة) ، ونؤكد أن عدم التزام المتمردين بالخروج من المواقع التى يحتلونها ، فإن وقف إطلاق النار وبالتالى توقف الحرب سيكون فى مهب الريح.
نأمل أن يستفيد رعاة منبر جدة من تجربة الاتفاقات والهدن السابقة ، وأن يتم وقف إطلاق النار بصورة نهائية ،والوصول لاتفاق ينهى ازدواجية الجيش ويحقق مصلحة الشعب السودانى بالأمن والاستقرار.
*نقاط مهمة:
*خسارة الأرواح والعتاد واردة في أى حرب،ولكن العبرة بمن يسيطر على الأرض ويمشى بخطى ثابتة ويجد دعما من المواطنين،فقد استقبل الجيش إستقبال الفاتحين فى الأحياء التى تم تمشيطها بالعاصمة،تقبل الله كل من مات دفاعاً عن وطنه وعرضه وماله.
*ظهور البرهان مساء أمس الإثنين وهو يترأس اجتماع هيئة القادة، أغاظ المتمردين ومواليهم من المرجفين،فى الوقت الذى لم نشاهد فيه قائد التمرد صورة منذ شهرين.
*مايزال المتمردون والمتآمرين على البلد( أدعياء الديمقراطية العرجاء) يرددون اسطوانتهم المشروخة، بأنهم يقاتلون الفلول والكيزان،الغربب أننا لم نر كوزا واحدا مات في هذه الحرب، والأغرب أن معظم رموز الكيزان خارج السودان،وبعضهم انضم للمتمردين، فأين الكيزان الذين يقاتلهم التمرد؟ وهل المواطنين الذين استولى المتمردون على بيوتهم ونهبوا ممتلكاتهم هم كيزان؟وهل الجنود الذين يقاتلون فى صفوف قوات الشعب المسلحة كيزان؟وهل الحرائر اللائى اغتصبن (كوزات)؟.
*لا أعتقد أن هنالك سودانى حر أصيل يرغب فى استمرار الحرب ، فقد عانا الكل من ويلاتها ،ودفع الأبرياء الثمن غالباً ، نسأل الله الأمن والاستقرار والسلام.
التعليقات مغلقة.