مشاهد محمد الطيب عابدين روزنامة حرب قلب الوطن (١٥)

بسم الله الرحمن الرحيم

مشاهد
محمد الطيب عابدين

     *روزنامة*

حرب قلب الوطن
“””””””””””””””””””””””””””
( ١٥ )

       ( ١ ) 

مشيتو وين ؟، السؤال المؤلم، الحزين، الواهن، الذي يتبادله أهل الخرطوم لمعرفة أخبارهم و أين نزحوا ، و أين لجأوا . خرج من الخرطوم حوالي ٩٩٠٩% من أهلها و مواطنيها و سكانها ( حوالي ٧ مليون شخص ) ، وبقيت حفنة قليلة من الشباب تمسكت بالديار و الأرض . حالة نزوح شبة كاملة لم يشهدها أهل الخرطوم مذ أن خلق الله ( الخرتوم ) و جعل الأنهار تجري من تحتها، و أنزل الغيث من فوقها ، و حباها بكل خير و بركة .

جاء التتار الجدد ففعلوا مالم يفعله التتار القدماء، … ثم يكذب المتحدثون بإسم الدعم السريع و يتحرون الكذب، و يصرون إصراراً غريباً بأن الدعم السريع مجموعة من الملائكة جاءوا لنشر السلام و المحبة بين سكان الخرطوم، جاءوا لحرب ( الكيزان) داخل بيوت السودانيين، جاءوا لجلب الديمقراطية التي لم يعرفها السودان قبلهم ( الدقلوقراطية ) . لا أدري من الذي علم هؤلاء القوم لا فن الكذب الممجوج الفاشل السخيف، من الذي درسهم أن الإنكار المستمر لكل شئ ينطلي على الناس أجمعين …

         ( ٢ ) 

ما زالت السياسة الأمريكية تجاه السودان، مرتبكة، فاشلة، مترددة، لأنها تتعامل مع السودان عبر وسطاء ( السعودية ، مصر ، الإمارات )؛ كأنهم أوصياء أو وكلاء أو أولياء أمر دولة السودان . هل عجزت أمريكا العجوز عن تحديد مصالحها في السودان و الذهاب مباشرة لتحقيق تلكم الأهداف كما تفعل الصين و روسيا و فرنسا .. و حتى الإمارات . واشنطن تفلح فقط في فرض العقوبات على السودان الضعيف، ثم إبتزازه ليدفع و يدفع حتى ترفع عنه عقوباتها الظالمة الجهولة .

        ( ٣ ) 

مِنبر جدة، مِنبر الهٌدن، و إستجمام الدعم السريع و إعادة ترتيب قواته الغازية . لم يستفد المواطن من هذه الهٌدن غير سرقات الجنجويد لممتلكاته و السكن في مخادعه الخاصة؛ لم يلتزم الدعم السريع بأي بند من بنود هذه الهدن المتكررة، بل زاد في غيه و عدوانه ضارباً الحائط بكل و رقة يمهرها بتوقيعه . قد يعدو الأمر لتساهل الوسطاء ( أمريكا – السعودية ) و عدم الضغط عليه بغية تنفيذ شروط و مطلوبات الهدنة .

سحب الجيش السوداني ممثلي تفاوضه في جدة عدة مرات، إحتجاجاً على عدم جدية الدعم السريع في الإيفاء بإلتزامات الهدن؛ و الخروج من الأعيان المدنية .

*منبر الإيغاد عقد إجتماعاته في غياب وفد السودان* المحتج على رئاسة الرئيس الكيني روتو للجنة الرباعية للإيغاد ( كينيا ، إثيوبيا ، جيبوتي ، و دولة جنوب السودان  ) ، بينما حضر وفد مركزية قوى الحرية و التغير  "قحت" . طالب الرئيس الكيني بضرورة تدخل دولي في السودان لحماية المدنيين؛ بينما طالب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بجعل مدينة الخرطوم منطقة خالية من السلاح و حظر الطيران و المدفعية الثقيلة ، و إدعى أن بالسودان حالة فراغ حكومي، و لشرح ما يرمي إليه الرئيس الحبشي؛ كتب الدكتور *بخاري الجعلي* : (( *إسمحوا لنا كأستاذ للقانون الدولي لأكثر من نصف قرن من الزمان أن أوضح لكم خطورة ورداءة ما إنطوى عليه كلام الرئيس الحبشي آبي أحمد عن الوضع في السودان.*. 

*إن عدم وجود سلطة (  authority ) مسيطرة في السودان يعني الطعن في عدم وجود state دولة يا سادة*.

*فلكي يكتسب الشعب الموجود في إقليم صفة الدولية فإن عليه استيفاء شروط تلك الصفة* (must fulfill all the conditions of statehood ) .

1- A government which is actually independent of the control of any other state.

2- The government has a sufficient degree of internal stability.

3- That it has a defined territory under it’s control.

  *لذلك لا ينبغي أن نكون سطحيين في فهم ما ذهب اليه الرئيس الحبشي فقد لا يعلم الكثيرون أن الوجدان الحبشي مفعم بعدم وجود دولة اسمها السودان*.  

*وبالتاكيد أن حتى القلة لا تعلم بأن الامبراطور منليك قد ارسل رسالة للدول الاوروبية عام ١٨٩١م يقول فيها  أنه محاط ببحار من المسلمين وعليه يطلب من القوى الاوروبية دعمه بأن تمتد حدود الحبشة الغربية حتى مدينة الخرطوم* .    

 *لهذا ظللت أشرح لكل طلاب الدراسات العليا سواء أن كانت جامعات او معاهد او مراكز مدنية او عسكرية بأن العدو المحتمل للسودان هو من ناحية الشرق وهذا ما اتمنى ان تفهمه النخب الحديثة والاجيال المعاصرة* . 

 *وفي هذا السياق أتمنى أن تراجع جماعة الحرية والتغيير الاستقواء بالرئيس الحبشي بهدف أن تصل إلى السلطة فهذا عيب وعار بل عليهم الاستقواء بالشعب السوداني أرجو مخلصا أن لا ينسحب  ذلك العيب والعار على اي شخص يحمل الجنسية السودانية بالميلاد* . ))

( أ.د. البخاري الجعلي ؛ أستاذ القانون الدولي، و الخبير القانوني )

راجع : كتاب د. بخاري الجعلي بعنوان ( دبلوماسية الحدود في افريقيا … حدود السودان الشرقية مع اثيوبيا وإريتريا ) الطبعة الأولى ١٩٨٠م الكويت والطبعة الثانية ٢٠٠٠م قطر . ) . رفض السودان مخرجات الإيغاد بالكامل .

في القاهرة إلتئم منبر دول جوار السودان، الذي قرر أن ما يحدث في السودان هو شأن داخلي و يرفض التدخل الخارجي؛ كما أكد على دعم و مساندة المؤسسات الشرعية السودانية ( حكومة – جيش ) . قبل السودان مخرجات منبر القاهرة لدول جوار السودان .

         ( ٤ ) 

هل قاتل وحده الدعم السريع الشعب السوداني؟ … للإجابة على السؤال نورد ما كتبه الأستاذ / يوسف سعيد؛ إذ يقول : (( أحببت أن أشير لوضع ثلاث حركات مسلحة لم تكن لها علاقة مباشرة ونظامية بالدعم ( الصريع) ولكنها قاتلت في صفوفه إرتزاقاً وبحثاً عن المال فقط، وأول هذه الحركات هو الجيش القادم من ليبيا قبل إندلاع الحرب والمعروف باسم – مرفعين كبس اخوه – وهذا الجيش للعلم كان يقاتل إرتزاقاً مع قوات خليفة حفتر في ليبيا وهو من ضمن القوات التي سبق للمبعوث الأممي لليبيا – اللبناني غسان سلامة – الطلب من الأطراف المتصارعة إخراجها من ليبيا فتوجه متحرك مرفعين كبس أخوه إلى منطقة عد الفرسان بولاية جنوب دارفور وأقيمت الإحتفالات بمقدمه من أهالي وعمد ونظار المنطقة وقد حاول الهالك حميدتي ضمه لقواته وإستئجاره إلا ان قيادته تمسكت بإستقلاليتها وعند إندلاع الحرب في 15 ابريل 2023م يبدو أن العرض الذي قدم لقادة المتحرك كان سخياً فقامت قوات المتحرك وعبر أربعمائة عربة مسلحة بدخول الخرطوم بقيادة المدعو – جمعة دقاش – وعسكر أولاً في شمبات وقام قادته خاصة نائب القائد المدعو – فضيل أبو القاسم – بعمل عدة فيديوهات اقسموا فيها بإخراج البرهان من ( نقرته) وان لديهم قائمة بعدد مائة ( كوز) نمرة ثلاثة فيها هو انس عمر وظهر من قادة المتحرك المدعو عجينة والمدعو الصادق يعقوب وهاشم وحسن . إختفت لايفاتهم وفديوهاتهم منذ أكثر من شهرين ولم يختبروا بلغة العسكرية .

واما أحمد قجة فلعل الجميع قد يكون قد شاهد إستعراض قوات – تماذج التابعة له – بقرابة الخمسمائة عربة مسلحة بالخرطوم ودخولهم في عدة نزاعات مسلحة مع الشرطة والحركات الأخرى بمنطقة سوبا وقد خرج علينا اخيراً هذا القجة – عبر عربة بوكس مدنية دفع رباعي بها مدفع دوشكا يزعم إحتلاله لمعسكر للجيش بالجزيرة – وليس الخرطوم – وقد إتضح انها نقطة للجمارك مهجورة ولم يكن معه إلا حوالي العشرين عسكرياً من قواته والمعروف انه تعرض وقواته لنيران اللواء أيوب عبد القادر ونسور الجو بمنطقة معسكر طيبة الحسناب وانه في لايف مشهور قام بضرب قوات الدعم ( الصريع ) التي أتت لنجدته ومؤازرته .

واما أبو عاقلة كيكل فالحديث حول قواته ليس ذا أهمية ولكنه كان داعماً أساسياً للمتمردين عبر تشوينهم بالذخيرة والوقود وقد تعرض وقواته للقذف من نسور الجو بالبطانه ولا يزال هارباً بمنطقة البطانة وقد ارسل عبر بعض اعيان المنطقة حسب علمي إعتذاراً للإستخبارات إلا انه لم يقبل ولا يزال مطلوباً للإستخبارات العسكرية .

ما قصدته من إيراد المعلومات السابقة هو إظهار إرتزاق حركات سودانية عسكرية وتأجيرها من قبل الهالك حميدتي بالمال للقتال مع قواته وان هذه القوات دخلت المعركة بحوالي ألف سيارة مسلحة وانها الآن هائمة على وجهها بين قتيل وجريح وهارب ولا نامت أعين الجبناء الذين يخذلون ويقولون ان الجيش كان بطيئاً او انه ترك المدنيين نهبة للجنجويد وإحتمى بأسواره وهم لا يعلمون ولا يريدون أن يعلموا بحجم التآمر الذي تصدت له القوات المسلحة ليس فقط من عدد (2500 سيارة دفع رباعي مسلحة وعدد (200 مدرعة قتالية وحوالي (120.000 جندي قتالي محترف تم تدريبهم بواسطة قوات نخبة – فاغنر – ولكن من مرتزقة سودانيين ومرتزقة أجانب من عدة دول أفريقية؛ إحتموا ببيوت المواطنين والمستشفيات والمرافق الخدمية العامة . ))
( أنظر : مقال يوسف سعيد على الفيسبوك )

و أضيف على ذلك قتال العمدة أبو شوتال ” النيل الأزرق ” مع بعض رجاله ضمن قوات الدعم السريع، إذ ظهر في مقطع فيديو يتحدث من داخل معسكر الإحتياطي المركزي بالخرطوم .

         (  ٥  ) 

خسائر الدعم السريع في معركة الخرطوم

أدناه إحصائية أولية ببعض خسائر المتمردين في معركة الخرطوم قلب الوطن :

أولاً : السقوط الأخلاقي بارتكاب جميع أنواع الجرائم الجنائية المحرمة دينياً وأخلاقياً وقانونياً وعرفياً .

تحولت قوات الدعم السريع من فصيل نظامي يتبع الى القوات المسلحة مضبوطة بقانون كان يُنظر لها بأنها أدت أدواراً وطنية في مساندة القوات المسلحة، إلى مليشيا متفلتة متمردة غير منضبطة بأي قانون ديني أو وضعي أو أنساني أو عرفي؛ تمارس كل أنواع الجرائم من سلب ونهب وحرق واتلاف واختطاف وقتل واغتصاب واحتلال لمنازل المواطنين وسرقة كل ممتلكاتهم ومقتنياتهم من الأموال والذهب والسيارات، وإحتلال لعدد 46 مستشفى وتحويلها الى ثكنات ومنصات عسكرية ومهاجمة عدد 63 بعثة ديبلوماسية دولية وحرق عدد 9 أسواق مركزية كبيرة واختطاف عدد 2 من قادة الأحزاب السياسية و قتل والي ولاية غرب دارفور واقتحام مقار عدد 7 أحزاب سياسية واتلاف المكتبات العامة والمتاحف القومية والجامعات والاستعانة بالمرتزقة من فاغنر وحفتر ودول غرب أفريقيا … الخ.

ثانياً : الإدانات الدولية والمحلية للدعم السريع :
تمت إدانة الدعم السريع على الجرائم أعلاه من كل من الحكومة الأمريكية والحكومة البريطانية وبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظات هيومان رايتس ووتش، والحزب الإتحادي الديمقراطي، وحزب الأمة جناح مبارك المهدي والحزب الاتحادي الأصل وجميع الاحزاب السودانية (عدا تجمع أحزاب قحت المركزية الثلاثة)… الخ

ثالثاً : فقدان جميع معسكرات التمرد لصالح القوات المسلحة
حررت القوات المسلحة عدد 46 معسكراً للمتمردين حول العاصمة الخرطوم مثل معسكر جبل سركاب ومعسكر طيبة الحسناب و11 معسكر كانت تتبع لهيئة العمليات، وعدد 80 موقع ارتكاز في العاصمة و20 موقع في الجنائن حول الخرطوم، والان تتم مصادرة أكثر من 60 شركة خاصة، ومطاردة جواسيسها في كل الاحياء، والاستيلاء على قواعدها الحربية والمعسكرات في كل الولايات.

رابعاً : هلاك وهروب وفقدان القيادة السياسية والعسكرية .

١/ اختفاء حميدتي وعدم ظهوره لأكثر من شهرين ونصف، مما يرجح افتراض انه اما قتيل أو به جرح كبير يحول دون ظهوره .

٢/ مطاردة قائد ثاني التمرد عبدالرحيم دقلو .

٣/ خسر الدعم السريع التحالف السياسي مع قحت المركزي والانفاق الإطاري الموقع بينهما والبنود السرية التي ذكرها حميدتي، و ذلك بفقدان الدعم الشعبي ، على قلته ، لذلك الإتفاق .

٤/ فقد التمرد وبكلمة واحد من القائد العام للقوات المسلحة، عدد 481 من أميز الضباط الشرفاء الذين رجعوا فوراً إلى وحداتهم بالقوات المسلحة .

٥/ فقد الدعم السريع كل مميزات السلطة ومخصصاتها وصلاحيانها وهيبتها، وذلك بفقده للمناصاب العليا التي كان يتمتع بها ابتداء من منصب نائب رئيس مجلس السيادة والتي كانت تتيح له التحرك والتدخل في كل شؤون الدولة .

خامساً هلاك القادة العسكريين الميدانيين .

تم قتل وأسر وهرب القادة الميدانيين للتمرد الاتية أسمائهم :
١/ الرجل الثالث في المليشيا وهو اللواء المدعو مضوي حسين ضي النور – والده أحد نظار قبيلة الرزيقات الذين ظهروا في فديو دعمهم للدعم السريع ويعد أهم قائد ميداني للمليشيا – هلك .

٢/ اللواء والقائد الميداني للمليشيا عثمان حامد ( عمليات ) – هلك.

٣/ اللواء احمد عبد الرحمن الفهيم – قائد غرب وجنوب أمدرمان – بيد الإستخبارات العسكرية .

٤/ العميد حمدان الدعاك – تشادي – هلك .

٥/ العميد صلاح حمدان – نائب القائد الميداني عمليات – هلك .

٦/ العميد يحيى محمد آدم – قائد جنوب الخرطوم – هلك
بالإحتياطي المركزي .

٧/ العميد أحمد عمر مخدة – قائد الهجوم على مروي – بيد الإستخبارات العسكرية .

٨/ العميد النور الدومة – قوات النخبة – هلك .

٩/ العميد موسى قارح – قائد القوات الخاصة (2) – هلك .

١٠/ العميد حبيب آدم عيسى قائد القوات الخاصة (1) المظلات شمبات – هلك .

١١/ العميد محمد جمعة دقلو – إبن عم الهالك حميدتي – هلك .

١٢/ العميد مصطفى عبد النبي ( البروف) – هلك .

١٣/ العميد عمر الحمري قائد ثاني جنوب الخرطوم – هلك – بالإحتياطي المركزي الخرطوم .

١٤/ العميد حسين الأمين جوجو- تشادي – هلك .

١٥/ العميد عيسى بشارة – إستخبارات المليشيا – بيد الإستخبارات العسكرية.

١٦/ العميد علي حبيب حريكة – المعارضة الشادية سابقاً – هلك في مستشفى الشهداء ببحري .

١٧/ العقيد البوشي – قطاع النيل الأزرق – هلك .

١٨/ اللواء أحمد قجة هارب في الجزيرة .

١٩/ اللواء أبو عاقلة كيكل هارب بالبطانة .

٢٠/ العقيد كجور – هلك بالإحتياطي المركزي الخرطوم .

٢١/ اللواء أبو شوتال – النيل الأزرق؛ مختفي .

سادساً : هلاك الجنود المتمردين :
١/ تشير بعض الاحصائيات أن جنود الدعم السريع الذين تم قتلهم حتى الان مالايقل عن 46 ألف من جندي. ذكر حميدتي لقناة الحدث في بداية التمرد، أن الجيش في ضربة واحدة قتل عدد 4860 جندي .

٢/ تضج وسائل التواصل الاجتماعي يومياً بمئات الفيديوهات التي تظهر القتل الكبير والعنيف لمئات جنود التمرد وتقطيع أجسادهم بطريقة بشجعة بواسطة طيران السخوي والطائرات المسيرة والقذائف، وتكدث جثثهم فوق بعضها .

٣/ تنشر وسائل التواصل الاجتماعي يوميا مئات الفيديوهات لجثث المتمردين المتناثرة في جميع شوارع أحياء ولاية الخرطوم والتي تحللت وتعفنت وسالت تنتظر من يجمعها ويدفنها .

٤/ تنشر وسائل التواصل الاجتماعي يوميا مئات الفيديوهات لحفر المقابر الجماعية بالحفارات الضخمة.

سابعا هلاك العربات والأسلحة واستلامها بواسطة الجيش :
١/ لم يتم إحصاء دقيق لحصر عدد عربات والأسلحة الثقيلة والخفيفة والدبابات والمدافع للمتمردين التي دمرها الجيش أو استولى عليها سليمة ولكنها بالالاف حيث أن الجيش استخدم إستراتيجية استنزاف التمرد بنجاح منقطع النظير .

٢/ لم تعد أرتال العربات والتاتشرات المتمرد، بنفس أعدادها السابقة ولا تجهيزاتها ولا أعداد جنودها كما في السابق. بل نقص كل ذلك الى أقل من النصف بكثير.

ثامناً : ضرب قوافل الإمداد عبر الحدود و عبر الصحراء بين الولايات :

استطاع الجيش متابعة وتدمير كل متحركات قوافل الامداد للمتمردين عبر حدود ليبيا وتشاد وافريقيا الوسطى واثيوبيا والبحر الأحمر، وأحدث فيها خسائر كبيرة ولكن استطاعت نسبة قليلة منها من دخول ولاية الخرطوم.

تاسعاً : محاصرة التمرد دولياً :

١/ قطعت قمة دول جوار السودان بالقاهرة، الطريق أمام أي تدخل خارجي في السودان، سوا كان سياسياً أو إمداد عسكري او استعانة بعملاء من الداخل .

٢/ التحركات الأخيرة للمحكمة الجنائية الدولية والإدانة الدولية الواسعة للتمرد، والعقوبات الأمريكية، وضعته في خانة المحاصر دولياً الذي لايمكن عقد أي مصالح او تحالفات معه .

عاشراً : تفكك وشرخ في الحاضنة الاجتماعية للدعم السريع :

أحدثت الجرائم التي ارتكبها الدعم السريع شرخاً اجتماعياً كبيراً في المجتمع المحلي الذي تنحدر منه اسرة آل دقلو. الان انتفض المجتمع المحلي ينتقدون السلوك ألا أخلاقي المشين، وانتشار ظاهرة أخذ حقوق الناس وأموالهم بالسرقة والنهب، انتفض المجتمع وأئمة المساجد والاساتذة، ضد كل الأموال المنهوبة والمسروقات التي يأتي بها المتمردون والشباب الى مدينة الضعين والمدن الاخرى. رفض المجتمع انتشار هذه الأخلاق السيئة بين أبنائهم وانتشار الاموال المسروقة في مجتمعاتهم. مما قد يقود إلى فتنة مجتمعية ضد ال دقلوا وقيادة المتمردين، المتسببين الرئيسين في ذلك .

حادي عشر :
مهما انتشرت جرائم التمرد، ومهما أرهب الناس وروعهم، ومهما كانت مخططاته الاولى واطماعه السياسية والعسكرية وأمواله واعداد مرتزقته. فانه لا محالة فقد كل مكانته الأخلاقية والإقتصادية والسياسية والاجتماعية، ومهما تطاول أمد المعركة، فان مصيرة ومصير قادته هو المحاكمة العادلة تلاحقهم أسوا اللعنات، فقد سطروا أسوأ أنواع الجرائم وسجلوا أسمائهم بأسوأ سيرة يحفظها التاريخ منذ عهد التتار الأول .

هذه مجرد إحصاءات أولية، و يستمر الحصر يومياً بإستمرار القتال و الخسائر •••

          ( ٦ ) 

*من أفدح خسائر حرب قلب الوطن، ما حاق بالتعليم،* من أضرار عميقة و بعيدة المدى، عنها كتب الأستاذ المعلم و الخبير التربوي؛ *حسن محمد عبد الله مختار* :

(( عام دراسي كامل آخر قد انصرم من تاريخ هذا الوطن المأزوم ، والذي لم تستقر فيه دورة التعليم منذ جائحة كورونا العالمية إلي اليوم . أي ضاع نصف عقد من الزمان علي هذا الوطن . التحق فيه عشرات الآلاف لقوائم الأمية الأبجدية، ومئات الآلاف الي شبه الأمية ، والتي هي الأخطر ، في وقت يتمشدق فيه دعاة الوطنية ورسل التغيير وقادة النهضة المزعومة انهم يعملون للتنمية والتطوير .

*إن جرح التعليم المنسي لهو جرح في مقتل*، قد تطيب باقي الجروح بعد شهور ، الا ان ناسور التعليم علاجه بعقود . )) .

( حسن محمد عبد الله مختار – خبير تربوي )

  لماذا يستسهل البعض خيانة الوطن ؟ .

لماذا يستسهل البعض الفساد، فيغدو فاسداً في نفسه و مفسداً لغيره ؟ .

لماذا يقدم البعض مصلحة ( التنظيم ) على مصلحة ( الوطن ) ؟ .

لماذا يطلب البعض السلطة، و إن قتل، و إن سرق، و إن كذب ، و إن إغتصب ؟ .
 
آلم يعلم بأن الله يرى .. ؟؟؟ .

يتبع بإذن الله تعالى ،،،

محمد الطيب عابدين
الخميس ٢٠ يوليو ٢٠٢٣م
بري أيقونة الخرطوم