الحفلات الخيرية والدورات الرياضية بالدويم:المشروع الغير مناسب فى التوقيت الغير مناسب!!!
الحفلات الخيرية والدورات الرياضية بالدويم:
المشروع الغير مناسب فى التوقيت الغير مناسب!!!
كتب: عبدالخالق بادى
تنظم بمدينة الدويم هذه الأيام ومنذ أسابيع (بالرغم من ظروف الحرب وتداعياتها) ،بعض الحفلات التى تقول الجهات المنظمة لها انها لدواعى خيرية وانسانية، كما تقيم بعض الجهات دورات رياضية خارج الإطار الرسمى،حيث يتم الإعلان عنهما بواسطة الإذاعة المتحركة فى الأسواق والأحياء.
لا أعتقد أن أحدا يمانع فى إقامة حفلات او دورات رياضية والتى تعتبر (من الرفاهيات)،ولكن فى ظل الوضع الانسانى والاجتماعى والحقوقى الصعب الذى تعيشه عشرات الآلاف من الأسر السودانية والتى هجرت بسبب انتهاكات المتمردين فى الخرطوم وغيرها،تصبح مثل هذه البرامج استفزازية وغيرمقبولة إنسانياً،وبالتالى لا داعى لها.
فإذا كان الهدف من هذه المشاريع الفنية والرياضية دعم الأسر الوافدة،فنقول أن الدعم لا يحتاج إلى برامج ترفيهية ،فيجب أن يكون مباشر وبالتنسيق مع لجنة الطوارئ بالمحلية والمنظمات الانسانية، طالما أن هنالك أناس قادرين على الدفع، فإقامة حفل غنائى يكون الدخول بقيمة محددة،فهذا فيه الكثير من التتاقض، لأن منصرفات مثل هذه المشاريع فى الظروف الطبيعية كثيرة وعائدها عادة مايكون ضعيفا ،فالفنان سيأخذ اجره،والاعلام المتحرك،والجهة المنظمة،وصاحب المكان الذى يقام فيه الحفل، وغيرها من المنصرفات (فما الذى سيتبقى)؟ فتات،فمابالك فى ظرف الحرب ،والتى نشرت الحزن فى كل بيت سودانى ،ولا أظن أن هنالك من لديه استعداد لسماع غناء أو موسيقى فى هذا الجو الملبد بالحزن والكآبة والإحباط ،ونفس الشىء ينطبق على الدورات الرياضية ،والتى تدل على عدم احساس من ينظمونها بما يعانيه اهلهم واقربائهم الذين تركوا بيوتهم بفعل للحرب وفقدوا مصادر رزقهم ويحتاجون للغذاء والدواء ،فمن الافضل أن تقدم هذه الأموال التى تصرف على هذه الدورات للأسر المتضررة ،بدلا من أن تهدر فى برامج لا طائل منها لا رياضياً ولا اجتماعياً.
ونعود لموضوع الحفلات ونقول بدلاً من أن يدعى المواطنون (على قلتهم) ويتكبدوا مشاق الوصول لمكان الحفل ماديا وبدنيا،ثم يدفعون ثمن التذكرة،نقترح أن يتم تحديد يوم فى كل أسبوع من قبل لجنة الطوارىء وبالتعاون مع المنظمات والجهات المنظمة للحفلات ،وذلك لكى يتبرع المواطنون مباشرة للقادمين من العاصمة فى أماكن ايوائهم ، ولا داعى لهذهةاللفة الطويلة والمكلفة والمرهقة.
التعليقات مغلقة.