الايام نيوز
الايام نيوز

مفاتيح النصر وشاراته

مفاتيح النصر وشاراته
” ” ” ” ” ”. ” ” ” ” ” ” ”
ما فتئ أولياء الشيطان ومعسكر الباطل يحشد أجناده وطاقاته المادية والمعنوية قديما وحديثاولا يزال يهز أذناب عملائه ويؤزهم أزا في داخل بلاد المسلمين وخارجها وينفخ في أوصالهم الخربة كل أسباب الهزيمة والتخذيل للأمة وما ألقى الشيخ النجدي سلاح المكائد ضد الشعوب الأبية الكريمة الحرة التي تستعصي على الخنوع والوضيعة من الحياة وتتأبي أن تحني رأسها — رغم عواصف المكائد الجارفة –إلا لرب العباد ولا تتذلل إلا لجبروته جل جلاله …وقد كان ومازال من سنن الله الماضية أبدا ابتلاء المؤمنين بالصراع المرير بين الحق والباطل. فما أن تضع الحرب أوزارها في ناحية من أرض المسلمين فإذا بأعدائهم يوقدون نارها في ناحية أخرى وقد تنزف عدة جبهات في آن واحد وقد يكسب معسكر الباطل في جولات المعركة أحيانا وقد يصاب قائد الفيلق الإسلامي وخليفته الأول والثاني (فقد استشهد في غزوة مؤتة على التوالي .. زيد بن الحارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة رضي الله عنهم) وقد ينخذل ثلث الجيش الإسلامي قبل لحظات من اللقاء الرهيب والمعركة الماثلة(غزوة أحد مثالا ) .. وقد تكون جمهرته العامة من مسلمة الفتح.وقد يتعجب الغافلون عن عقد الإيمان وميثاقه من كثرة الجموع المقاتلة في الصف الإسلامي(يوم حنين). مع ألم المؤمنين وزلزلتهم الشديدة من رهق الصراع مع الباطل وتلون أساليبه وأدواته وتنوع قنوات وتجدد وسائله وطول أشواطه وبعد النصر وتأخره عن المجاهدين وقد تسيل الدماء حمراء حية أمام أعينهم وتصيب قروح المعارك بعض المجاهدين وقد يختار رب العزة بعضهم شهداء وقد ينال منهم الباطل بأسر بعض المجاهدين بيد أنهم مع جروحهم النازفة وما أصابهم من القرح أقرب للاستجابة لنداء دينهم لمواصلة المسير وتجديد النية وبذل الغاية في الإجتهاد والصبر والحدز ليبقى الدين عزيزا مهابا قويا راسخا. ألا ترى أن نص الآية الكريمة عميق في تحقيق المناط ورسم الصورة وبيان السبيل وفداء الحق وألوية الشرع وراياته وذلك قوله تعالى {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) (172)} [سورة آل عمران] إذن فلا مناص أبدا من التدافع مع الباطل ومنازلته ومقارعته بكافة الأوجه وكل الأصعدة وعند كل منحني والقعود لهم في كل مرصد وفي كل وقت وحين وعلى كل الثغور. ولئن ألقى المسلمون عن كاهلهم أسنة هذا التدافع وأدواته وآلياته وركنوا إلى أنفسهم وقبلوا بالمهانة والمذلة والهوان وطأطأوا للشر رؤوسهم مضت فيهم سنة الله بالهزيمة المادية والمعنوية واستحقوا الزوال والاستبدال…. فالبقاء في هذه الأمة معقود على العزة والكرامة والعلو بالدين الحق والتماس الرفعة والقوة والمنعة بين الشعوب وفي هذا نقرأ من كتاب الله {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } [سورة آل عمران 146] فلا يعرف المسلم الوهن أبدا ولا يستسلم له ولايضعف أمام زحف الباطل ولا يستكين لعلوه ولا يرضخ لجبروته … لا تلين للمؤمن قناة ولا تلتبس عليه الشبهات التي يفترعها المدلسون. لا يخور المؤمن أبدا ولا يرضى الدنية في دينه وهو على جبل الرماة وثغور الحق ومواطن العزة والكرامة والإباة دوما. ذلك أن هذه السمات هي علامة الإيمان وشارته ونقطة انطلاقته ودليله وفي هذا قول الحق سبحانه{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [سورة آل عمران 139]…. وإذا تمثل أهل الإسلام وحركته هذه الشمائل وحققوها في القتال والحقول والاتحادات والنقابات والهيئات والتحالفات وكافة جبهات المقاومة والمدافعة والمصادمة مع الباطل أقبل عليهم الفتح وجاءهم النصر وكانت الغلبة حليفهم من ذلك قول الله تعالى{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) [سورة الصافات] أماعدوهم فلا ينال إلا الخسران في معاركه مع المؤمنين ويخر صريعا أمام قوة الحق ويدب فيه الرعب والخوف والرهبة والوهن وتحل به أسباب البوار وتطيش سهامه وتقل حيلته و تدك معاقله وتجف منابته ويصبح أثرا بعد عين…. تمضي هذه السنن كما في الجندية العسكرية الإسلامية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية وغيرها من شعاب الحياة ومنعطفاتها دون أن يتخلف منها جانب أبدا…. ولذا وجب على حركة الإسلام و التيار الإسلامي والوطني أن يمضي فورا وحالا باستنفار عضويته لملئ هذه الثغور بكل همة عالية وعزيمة صلبة وشدة لا تلين وقوة هائلةوكتائب مرصوصة متخصصة رائدة وقائدة مقرونة بالعلم والحكمة والبيان والحجة والبرهان… فان المعركة والصراع مع الباطل سجال متصل وعمل دؤوب بالسنان والبنان والعلم والإعلام والقدوة والفتوة والتدافع والترافع والمكيدة والحيلة…. وهذا أمل يحققه الإسلاميون في بلادنا بتوفيق الله وحسن الظن فيه إن شاء الله تعالى…… أبو أنس ٢٠٢٣/٨/٣م

التعليقات مغلقة.