بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .المشكل السوداني الي اين في ظل التداعيات والتقاطعات المتباينة ؟! ) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 614) .
المشكل السوداني الي اين في ظل التداعيات والتقاطعات المتباينة ؟! ) .
في اي سياق يمكن قراءة تداعيات المشهد السياسي الراهن بالبلاد وذلك في ظل التداعيات والتقاطعات التي تحيط بالبلاد احاطة المعصم بالسوار ؟! هل يمكن اختزال الصراع السوداني بين انصار النظام السابق وبين القوي الثورية التي كان لها نصيب الاسد في تفجير الثورة ؟! واذا كانت الأيجابة بالإيجاب فما هو مصير الغالبية العظمي من مكونات المجتمع السوداني وهو ما اصطلح علي تسميته بالاغلبية الصامتة .؟! .هل فشلت النخب الثقافية والسياسية في ايجاد مقاربة تعمل علي ايجاد حل المشكل السوداني ؟! .
الثابت ان هذه الاسئلة ما زالت تمثل عنوان لجدل كبير ظل يلازم المشكل السوداني منذ استقلال البلاد في عام 1956م . حيث تعتبر الحرب التي تدور الان واحدة من تداعيات وافرازات ذلك الجدل .
المازق السوداني يتمثل في فشل النخب الثقافية والسياسية في ايجاد حل المشكل السوداني في التاسيس لبناء قاعدة قاعدة متينة لمايمكن تسميته ببرنامج الحد الادني الذي يمكن ان تلتف حوله كل المكونات الثقافية والسياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدني بكل مسمياتها وذلك حتي يمكن خلق اساس متين لعملية التداول السلمي السلطة وترسيخ وحيث نخرج بلادنا من الدائرة الشريرة والمتمثلة في احتكار السلطة السياسية في البلاد بين العسكر والاحزاب السياسية وذلك علي نحو ماشهدته البلاد خلال الفترة السابقة . وقد دفعت بلادنا كلفة عالية ممثلا في عدم الاستقرار السياسي الذي ظل يلازم البلاد خلال الفترة السابقة ونتاج لكل ذلك تخلفت بلادنا عن ركب الدول المتقدمة والمتطورة وذلك علي المستوي الافريقي والعربي.
نعم من الاخطاء الشائعة اختزال المشكل السوداني في الصراع الذي يدور بين مجموعة انصار النظام السابق والقوي المتحالفة معها ومجموعة القوي الثورية والتي كان لها نصيب الاسد في تفجير الثورة . لا اننا نكون بذلك قد حرمنا الاغلبية الصامتة والتي تجسد معظم مكونات الشعب السوداني من المعادلة السياسية بالبلاد وهي صاحبة الاختصاص الأصيل في تشكيل الراي العام السوداني .
من الصعوبة بمكان ان تجد ايجابة وافية وشافيةللسؤال المطروق اعلاه . لأن الصراع مازال محتدما ومستعرا بين اصحاب نظرية الذين ينادون يوقف الحرب وبين اصحاب نظرية الحسم العسكري الذي يجب ان بطال قوات الدعم السرييع التي تمردت علي القوات المسلحة .
الذي يبعث الأمل هو ان الخلافات بدأت تدب بين انصار نظرية الحسم العسكري حيث منهم من يري باستحالة الحل العسكري في ظل المعطيات التي افرزتها تلك الحرب خلال مدة الاربعة أشهر الماضية واتجاه آخر مازال يري امكانية الحسم العسكري وذلك في ظل النفرة الشعبية الكبيرة التي انتظمت البلاد وذلك لنصرة القوات المسلحة . ….ألخ.
هذه الحرب قد اكدت جملة من المعطيات وفي مقدمتها استحالة الحسم العسكري الأطراف المتحاربة كما ان كثرة المبادرات المطروحة لحل الازمة الراهنة تعتبر واحدة من المعوقات التي تعمل علي تشتيت الجهد المبذول ومضيعة للوقت الذي نحن في امس الحاجة إليه .حيث المطلوب الوحيد هذه المبادرات في مبادرة واحدة طالما الهدف منها هو تحقيق وقف اطلاق دائم بهذه الحرب والدخول في عملية تفاوض مباشرة بين الأطراف المتحاربة وذلك من اجل التاسيس لعملية التحول الديمقراطي المطلوب وتحقيق مدنية الدولة السودانية وذلك بشكل ثابت ومستقر.
التعليقات مغلقة.