الايام نيوز
الايام نيوز

كابوية محمد أبكر : صفاء الروح..نقاء السريرة*!

كابوية

محمد أبكر : صفاء الروح..نقاء السريرة*!

نعم ((محمد أبكر)) هكذا مجردة من دون ألقاب وأوسمة وصفات..
وهو الذي سعت إليه طائعة مختارة فحاز المفاخر والإشراقات كلها ،ناظر قبيلة في عمق وقوة وغلبة واحتشاد قبيلة الهوسا بولاية القضارف…
وهو السياسي المخضرم أحد أبرز قيادات مايو في عز شبابه وأعظم قيادات الإنقاذ الوطني عند بذخ التجربة ونضج الرؤية و أوج الفكرة والسداد…
اعتلى أعلى المناصب أميراً لعشيرته ومستشاراً للوالي ومعتمداً بالولاية والمحليات ونقابياً جهور السيرة ومديراً عاماً لوزارة المالية والمؤسس الفعلي لتجربة التعاونيات بولاية القضارف …
أحبه أهل القضارف لأنه صدوق اللسان مخموم القلب تقي نقي بلا إثم ولا بغي ولا غل ولا حسد…
وعاشرهم عشرة أبقت على مودتهم وأغضت عن هفواتهم
، وساد أهلنا الهوسا بضروب البر ومظاهر الفضل،ضابطاً لنفسه أمام عوامل الاستفزاز وكبحها من أن تستجيشها دواعي الغضب وإدراك الثأر ؛فيما تجلت موهبته وقوة شخصيته وهو على كرسي المعتمد وأدار مجتمعها بروح الإيمان الحي ولباب المشاعر الرقيقة يحيا بهم ويحيا لهم
نشيطاً طيب النفس مكتمل العزم…
لم يحتجب دون حاجاتهم وخلتهم وفقرهم لا يكره ولا يبغض إلا الظلم والعسف والفرعنة والتسلط على رقاب الناس ،و انتمى إلى الإنقاذ بفكر عميق وتلمس للحقيقة واستشراف للمثل العليا..
فقد كان أشرف الناس طباعاً وأزكاهم معادناً وأبرعهم التزاماً بعد أن احتكم إلى الأثر :(( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له))٠٠٠
هو يرحل عن دنيانا الفانية البارحة فجأة دون علة بينة أو مرض واضح ؛فكأن الله أراد له أن تقبض روحه يوم الخميس يوم ترفع فيه الأعمال إليه عز وجل فترتقي روحه من غير وصب و لا نصب ..
رحل الناظر ود أبكر رقيق القلب نقي السريرة صافي الروح حلو المعشر موطأ الأكناف بعد أن خلد بصمة لا تمحى و ذكرى لا تنسى…
فقد سار في جنازته حشد كبير شهد له بحسن الخلق و عذوبة الحديث والتواضع واللين والهيبة والحضور وخفض الجناح ؛ فقد وسع أهله وجيرانه وقبيلته وعشيرته ببسط الوجه وقول المعروف لتنطوي سيرة رجل عظيم ضخم الفعل والأثر والتأثير والإنجاز…
يكفي أن آخر ما قام به الرجل في حياته أنه استنفر قومه للجهاد في سبيل الله دفاعاً عن شرف الأمة والعرض والمال والولد..
ليفدي وطنه بخمسين ألف مجاهد هم الآن في كامل الجاهزية في انتظار أوامر التحرك…
آنس الله وحشته ورحم غربته فقد أحبنا وأحببناه وكانت لنا معه صولات وجولات لم يبخل علينا فيها بعذب الحديث وسرعة النكتة و رضا الطبع وابتسامة الثغر….
استودعنا الله خلقك وأماناتك وخصالك أخي الحبيب الناظر محمد أبكر…
إنا لله وإنا إليه راجعون
عمر كابو

التعليقات مغلقة.