للحديث بقية عبد الخالق بادى مواقف ومشاهد من وحي الحرب!
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
مواقف ومشاهد من وحي الحرب!
*عودة الحياة إلى طبيعتها بالكثير من أحياء الخرطوم ،خصوصاً محلية كرري بأمدرمان،يؤكد انحسار كبير للمتمردين وتناقص أعدادهم فى مجموعات من اللصوص،كما شهدت أحياء أمبدة والشقلة والصالحة تراجع واضح فى إعداد المتمردين والذين كانوا متمركزين بهما بكثافة قبل اسابيع،والسبب حالات الهروب الجماعى للعناصر المتمردة،هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى ،انتصارات الجيش المتتالية وتقدمه فى عدة محاور.
*الزيارات التى قام بها دكتور عمر البشرى وزير الزراعة لعدد من المشاريع الزراعية ولخزان سنار ذللت الكثير من المشاكل المتعلقة بالموسم الزراعى الصيفى (وهو الأهم في السودان)، إلا أن هنالك تفاتيش داخل مشروع الجزيرة لم تشهد أى عمليات زراعية حتى الآن ،والسبب عدم وصول المياه إليها والتلكؤ فى عمليات تطهير القنوات رغم توفير الوقود والآليات، فاذا كان اقسام كاملة بمشروع الجزيرة( سلة غذاء السودان) وأهم وأكبر مشروع تشكو العطش،ترى كيف هى بقية المشاريع؟ ومن المسؤول عن هذا الإهمال فى ظرف البلاد فيه محتاجة للانتاج حتى لا تحدث فجوة غذائية.
- الحفلات الغنائية التى تنظم فى اماكن عامة هنا وهناك، أمر غير مقبول فى ظل معاناة الآلاف من المواطنين وحوجتهم الماسة للغذاء،فكيف يرضى البعض أن يغنى ويرقص على آلام وصرخات الأطفال الجوعى وهم على بعد أمتار منهم؟ أليس لدى الذين يشرفون على هذه الحفلات والفنانين ذرة من إحساس أو انسانية؟فاذا كان الغرض هو دعم المتضررين من الحرب،فالدعم لا يحتاج لحفلات تكلف منصرفات كان أولى بها الأسر المحتاجة للمساعدة، ثم كيف تسمح السلطات واللجان الأمنية بالولايات الآمنة وفى ظروف الحرب بتنظيم حفلات عامة ،اختشوا وخلو عندكم دم.
- ما قاله الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش فى خطابه مؤخرا بمناسبة الاحتفال بعيد الجيش السودانى ال٦٩، بأن الاحتفال بالنصر سيكون قريباً بإذن الله،مؤكد أنه قول ليس من فراغ، نسأل الله أن يتحقق النصر المؤزر لجيشنا الباسل.
*واصلت قناة العربية سقطاتها الصحفية،وذلك ببثها قبل أيام تقرير أعده مراسلها فى دولة جنوب السودان،مفاده أن آلاف الطلاب السودانيين هاجروا للدراسة بدولة جنوب السودان،الا أن الصور والاستطلاعات كذبت خبر العربية،حيث إتضح أن الطلاب الذين انتقلوا للدراسة بالجنوب،هم طلاب جنوبيون كانوا يعيشون ويدرسون فى السودان ،وهذه ليست السقطة المهنية الأولى للقناة،فقد سبق وبثت تقرير من مدينة الرنك(شمال دولة جنوب السودان)عن هجرة آلاف السودانيين إلى دولة الجنوب بسبب الحرب،ليتبين ومن خلال مقابلات القناة مع عدد من المهاجرين، أنهم مواطنون جنوب سودانيين، وطبعا كل هذه التقارير وغيرها لا تفوت على فطنة المشاهد،عيب والله أن يصدر ذلك من قناة ترفع شعار المهنية. - جهود ملموسة للأجهزة الأمنية بولاية النيل الأبيض خصوصا هيئة الاستخبارات العسكرية،وذلك برصدها المتسللين من المتمردين من العاصمة،حيث تم القبض على العشرات منهم خلال الأيام الماضية بمناطق ومدن الولاية المختلفة.
- بعض مراكز الشرطة بولاية النيل الأبيض امتلأت بالبضائع المنهوبة والتى تم ضبطها مؤخراً،وحقيقة فإن أسواق مدن ولاية النيل الأبيض تشهد تسريب كميات كبيرة من المسروقات التى يتم تهريبها من الخرطوم، وتهريب البضائع المنهوبة بواسطة المتمردين واللصوص يتم لكل الولايات المجاورة لولاية الخرطوم،فقد شهدت ولايات شمال كردفان والجزيرة ونهر النيل عملية ضبط لكميات كبيرة من العربات والأجهزة والمواد الغذائية المسروقة.
- بعض ضعاف النفوس من التجار والمواطنين يقومون بشراء البضائع المهربة وهم يعلمون أنها مسروقة، ويتعللون بحجج واهية، فمن يفعل ذلك فقد شارك فى الجريمة، لأنه استلم مالاً مسروقا، والسارق والمشترى سيأتى اليوم الذى سيحاسبون فيه على جرمهم،طال الزمن أو قصر.
*بعض المجرمين واللصوص استغلوا ظروف الحرب لنهب الأسواق خارج المدن الرئيسية بولاية النيل الأبيض،حيث تعرض سوق الهلبة (شمال غرب الدويم )للنهب والحرق، وقبل يومين تداول الكثيرون شائعات نشر تها مجموعات مجرمة مفادها أن المتمردين سيهاجمون سوق الزريقة(غرب الدويم) بولاية النيل الأبيض، واتضح أنها كاذبة، وهذا يؤكد أن أعداء الداخل والمرجفين الذين يروجون الشائعات أسوأ من المتمردين، لأنهم يزعزعون الأمن ويزرعون الخوف فى نفوس المواطنين الآمنين،وهؤلاء يجب كشفهم ومعاقبتهم.
*التقليل من شأن الجيش السودانى لا يصدر إلا من شخص متواطىء مع المتمردين أو ساذج غير مدرك لأسباب الحرب، أو من أناس يدعون الوطنية(زوراً) وهم يتحدثون من خارج السودان ،وليس لديهم أى دور أو مساهمات إيجابية تجاه أهلهم وبلدهم.
التعليقات مغلقة.