بقلم. الأستاذ . جمال الدين رمضان المحامي .( الخروج المفاجيء للبرهان المغذي والدلالات !!)
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ . جمال الدين رمضان المحامي .
( الخروج المفاجيء للبرهان المغذي والدلالات !!) .
في ظل استمرار حالة الافق السياسي الذي يلف سماء المشهد السياسي الراهن بالبلاد من اقصاه الي اقصاه وذلك بفعل تمدد سيناريو الحرب التي تدور بين الأطراف المتحاربة وحيث فشلت كل الجهود حتي الان في احتواء أو التقليل من اثارتلك الحرب وذلك علي نحويعلمه الجميع .
في ظل تصاعد وتيرة الحرب التي تدور بين الأطراف المتحاربة وفي ظل الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الدعم السرييع علي قيادة المدرعات وذلك خلال الأيام القليلة الماضية . والمستمر حتي كتابة هذه السطور . في ظل هذه المعطيات يجيء خبر خروج البرهان من مقره في العامة متفقدا الوحدات العسكرية المختلفة بالعاصمة القومية . وتوجهه بمدينة عطبرة وذلك في اول زيارة له منذ اندلاع هذه الحرب لخارج ولاية الخرطوم وذلك لا اداء واجب العزاء في شهيد القوات المسلحة اللواء ركن ياسر فضل الله . ومنها توجه بمدينة بورتسودان وحسب البرنامج المعد بهذه الرحلة سوف تشمل حولة خارجية تبدا بزيارة العربية السعودية ودول أخري .
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا السياق هو ماهو المغذي والدلالات من هذا السيناريو الذي تم الاعداد له علي نار هادئة بواسطة بعض الأطراف الدولية والاقليمية .؟! .
في هذا السياق فان روايات متعددة تتحدث عن الظروف والملابسات التي تحيط بالمشهد السياسي الداخلي احاطة المعصم بالسوار حيث الناتج العام لكل هذه الروايات يقول بان دولة كبري ولها نفوذ واسع في المنطقة وبالتنسيق مع دولة اقليمية قد اشرفتا علي انتاج هذا السيناريو الذي تم بخروج البرهان وذلك بعد أخذ الضمانات اللازمة من قيادة قوات الدعم السرييع . وذلك بعدم التعرض للطائرة الخاصة التي سوف تقل البرهان والوفد المرافق له الي المناطق المشمولة في برنامج الزيارات التي سوف يقوم لها .
من المؤكد بان المغذي والدلالات من مضمون هذه الزيارات يتمثل ويتجسد في بث الروح بمحادثات جدة والتي تعطلت كثيرا من جراء الشروط المسبقة التي تم فرضها من قبل احد الأطراف المتحاربة . .
غني عن القول بان تداعيات الحرب التي تدور تلقي بظلال سالبة علي الامن والاستقرار ليس علي الداخل السوداني فقط وانما تتجاوز اثاره المحييط المحلي والاقليمي الي المحيط الدولي برمته . من هنا تنبع أهمية اهتمام الراي العام الاقليمي والدولي في ايجاد تسوية سياسية لتداعيات هذه الازمة والتي اصبح استمرارها يمثل تهديد للامن والسلم الدوليين .
هذه الجولة التي يقوم لها البرهان معنية في ايجاد خارطة طريق تفضي الي اخراج البلاد من دائرة النفق المظلم الذي يحيط لها من صوب ومن كل حدب .
لقد وقف العالم متفرجا علي تداعيات الحرب التي تدور علي مدار اكثر من أربعة أشهر متصلة وحيث لم يستطيع احد الأطراف المتحاربة القضاء علي الاخر وذلك من خلال تحقيق نصر عسكري حاسم . لقد وصل الراي العام المحلي والاقليمي والدولي وعلي حد سواء لقناعة بعدم انتصار احد الطرفين المتحاربين علي الطرف الاخر حتي لو تم اعطائهم مهلة تساوي المدة التي قد استغرقتها تلك الحرب .
لقد سبق ان اكدنا وعبرهذه المساحة بان لا احد يستطيع الغاء أو اقصاء قوات الدعم السرييع من اي معادلة عسكرية اوسياسية بالبلاد .
تداعيات هذه الحرب قد افرزت واقع سوداني يجب ان نتعاطي معه بكل جدية وحيادية وذلك اذا اردنا لبلادنا الامن والاستقرار في مرحلة مابعد الحرب .
نعم الذين سعوا الفتنة وذلك من خلال اشعالهم بهذه الحرب وهم مازالوا يدعمون سيناريو استمرار هذه الحرب غير مهتمين باثارها الكارثية علي البلاد والعباد هم وحدهم الوحيدون الذين يجدون نفسهم خارح الحلبة .
خروج البرهان للعلن لم يرفع من الروح المعنوية لا أفراد القوات المسلحة التي قام بزيارتها وانما قد رفع من الروح المعنوية لكل مكونات المجتمع السوداني والتي اكتوت من نيران هذه الحرب وحيث تأمل في ايجاد خارطة طريق تفضي لخروج البلاد من دائرة النفق المظلم
التعليقات مغلقة.