الايام نيوز
الايام نيوز

مشاهد محمد الطيب عابدين روزنامة حرب قلب الوطن (٢٢) الجزء الاول

بسم الله الرحمن الرحيم

مشاهد
محمد الطيب عابدين

     *روزنامة*

حرب قلب الوطن
“””””””””””””””””””””””””””
( ٢٢ )
الجزء الأول

        (  ١  )

*ناس الخرطوم ماكلين حقنا .. أهل الخرطوم سارقين قروش السودان كلو .. عيال الخرتوم مرتاحين حاااار .. ناس الخرطوم سبب مشاكل البلد*... مقولات فاسدة و سرديات بايرة، لم تجد لها سوقاً إلا في عقول غطى عليها الران و الصدأ و الحقد الطبقي الجهوي؛ *مثلت هذه المقولات الملغومة أحد أسباب حالة النهب و السرقة المجنونة التي إجتاحت بيوت أهل الخرطوم و أحالتهم إلى درجة الصفر الفقري* .. فهل زال غبن الحاقدين ؟ .. و هل خبئت نار غيظهم على من إختارهم الله ليسكنوا أرض النيلين، و مراقد الصالحين، منارة الحضارة و العلم و الثقافة .

من هم أهل الخرطوم ؟ .. كم يمثلون من سكان الولاية ؟ .. هل هم مركز أم هم الهامش القديم الجديد ؟ .. هل شاركوا في حكم السودان او ولايتهم حتى ؟ .. و هل سرقوا حقوق أهل السودان ؟ ..

*و أنا انظر من شباك منزلي إلى ظاهرة ( كارثة ) السرقة لمنازل و مقتنيات أهل و مواطني و سكان الخرطوم*، رأيت نسوة يحملن صندوق معدني فضي لامع ( ترنك )،  يسرن بصعوبة من ثقل الحمل؛ كن يتصايحن في  نشوة جنون الظفر و الإنتصار المرضي : ( *نرجع حقنا السرقو ناس الخرطوم ..*) ، ثقبت العبارة النارية آذني و رتطمت بالحائط و عادت لتغرز أنيابها في يافوخي الحزين المنصعق . 

أهل الهامش ( ناس الولايات ) يشكلون نسبة ٦٠% من سكان الخرطوم ، بينما يبلغ الأجانب ما نسبته
١٠% ، أما أهل الخرطوم المفترى عليهم فتتراوح نسبتهم حوالي ٣٠% من عدد سكان الولاية ( نسب تقريبية و ليست إحصائيات رسمية ).

أهل الخرطوم أصحاب الأحياء القديمة ، على سبيل المثال ، توتي، بري، المقرن، الجريفات، شرق النيل، الكلاكلة القديمة، كوبر، الريف الشمالي، حلة حمد، حلة خوجلي، الوابورات، الموردة، حي العمدة، ابوروف، الفتيحاب، و مجمل امدرمان القديمة؛ ليس حصراً بل مثالاً. معظم هذه الأحياء شعبية من الطبقة الوسطى إقتصادياً و إجتماعياً و ثقافياً و حتى سياسياً ، و بالتالي لم تكن مراكز ثراء إقتصادي أو إنتفاخ مالي ، و هي ( أهل الخرطوم ) لم تشارك في حكم السودان مثل ما شارك ( أهل الهامش ) في حكم السودان، هل سمعتم برئيس للسودان، رئيس وزراء، رئيس لبرلمانه القومي ، أو حتى رئيس للقضاء من أبناء الخرطوم؟كم عدد الوزراء في الحكومة القومية ، بل حتى بحكومة ولاية الخرطوم كانو من أهلها ؟ .. هل سمعتم عن وال لولاية الخرطوم من أبنائها الخٌلص ؟ … الإجابة لم يسمع أحد .

أهل ولاية الخرطوم لم يسرقوا، أو يفسدوا ، او يأخذوا حقوق بقية أهل السودان؛ ولكنهم تعلموا و عملوا بجد و إجتهاد فكان من حقهم أن يعيشوا في بيئة راقية نظيفة متحضرة لانهم أهل حضارة حوض النيل العظيم و ورثة ممالكة الكوشية، و سوبا و غيرها …

من الذي أدار المركز ليهمش الهامش ؟ :

*حكام السودان، و حكام الولايات، و حتى حكام الخرطوم ذاتها كانوا من أهل الهامش، أداروا المركز فهمشوا الهامش و همشوا أهل الخرطوم فكانوا هم الهامش القديم الجديد؛* و عليهم يقع عبء و مسؤولية كل إخفاق في تنمية ( *كل الهامش* ) القديم و الجديد و المتجدد . 

*كيف لمنطقة مثل ضاحية بري عمرها حوالي ٧ ألف سنة، ترقد على ضفاف نهر النيل و تعاني من شح مفرط في مياه الشرب الصحية ؟ .. كيف أصبحت الخرطوم أقذر عاصمة في العالم يعيش أهلها بين أكوام النفايات ؟ .. لماذا ادنى مستوى دخل أهل الخرطوم - في أغلبهم - إلى أقل من عشرة دولار في الشهر ؟* .. ثم يأتي من يريد أن يأخذ حقه من اهل الخرطوم !!! . 

سرديات المركز و الهامش المعوجة تبنتها تاريخياً الحركة الشعبية لتحرير السودان في  كل تخلقاتها المختلفة ( من أبناء الشريط النيلي ) ، ثم سارت على ذات الدرب حركات دارفور المسلحة، و ختمتها بالدعم السريع الذي أعاد الخرطوم و أهلها إلى حالة الصفر الفقري .. *فهل يشفي غليل قوم حاقدين ؟ ..*





        (  ٢  )

الحديث عن تمييز الشريط النيلي بمنطق الإثنوغرافيا والأنثروبولوجيا..

أبوعاقلة أماسا..( من أبناء جبال النوبة )
“””””””””””””””””””””””

في سبيل الحديث عن قضية تمييز الشريط النيلي، التي طرحها بعض المثقفين وأشباه المثقفين من أقاليم ومناطق أطلقوا عليها المناطق المهمشة، ندفع بالبراهين التي تؤكد أن قضية تلك المناطق في إنسانها قبل أن تكون في الحكومات المركزية، ففي حديثهم قالوا: أن هذه المناطق قد تعرضت لإستهداف وتهميش تأريخيين من الحكومات ولم تعرها إهتماماً يليق بها، وألمح الكثيرين منهم إلى عنصرية وجهوية الحكومات المركزية.. وأنا هنا ليس لأنفي ما ذهب إليه أولئك الناس، وإنما لطرح القضايا من زاوية أخرى، وحتى لا يخرج إلينا أحدهم بتصنيف وإتهامات من عينة تلك التي تسارع بالتخوين عند الإختلاف، فأنا أنتمي لجبال النوبة، أباً عن جد، وأستمع كثيراً لمن بتحدثون عن قضايا جبال النوبة بمنطق معوج كانت نتائجه المرصودة لدينا أنها قد أعاقت مسيرة التنمية في المنطقة وساهمت أكثر من سياسة (المنطقة المقفولة) التي فرضها الإستعمار الإنجليزي في تخلف جبال النوبة وفي أن يعيش إنسانها اليوم في مستوى أقل مما عاشه أجداده القدماء في ذات الرقعة، وحتى سياسة المستعمر كنت أنظر إليها من زاوية نظر مختلفة عن الآخرين، وهي أن الإنجليز بعد أن عايشوا وعانوا عنف إنسان جبال النوبة وجديته في الجندية والكفاح وشراسته في القتال من خلال ثورتي السلطان عجبنا والمك علي الميراوي كان من الخطر عليه أن يجعل المنطقة تنفتح على بقية قبائل السودان حتى لا يتكرر ما حدث من قبل في الثورة المهدية، عندما إحتضنت جبال تقلي الإمام المهدي ومنحته كل ما من شأنه ان يؤهله لتحرير الأبيض وهزيمة هكس باشا في شيكان.. وبقية الفصل التأريخي المعروف .

من حيث طبيعة القبائل في ولايات كردفان ودارفور، وثقافتها المحلية، فهي تعاني ما يكفي للعزلة والتهميش، فرغم أن الأرقام تؤكد أن أكثر من ٧٠٪ من حفظة القرآن الكريم من تلك المناطق، فالمؤكد أيضاً أن تأثير الدين الإسلامي على مجتمعات دارفور ضعيف للغاية وأنها لم تتأثر بالثقافة الإسلامية من حيث السلوك والمعاملة، للدرجة التي يسترخص فيها الناس قتل النفس، وفي بعض القبائل يسخرون من الرجل الذي بلغ سن الرشد دون أن يقتل إنساناً، وكثير من أنماط سلوك البشر المنافية لتعاليم ديننا الحنيف، مما جعل قضية دارفور وكردفان أكبر من القصص التي تثار على الأسافير من قبل متحدثين يتناولون جوانب التنمية بمنطق أن الحكومات المركزية مجبرة على أن تحمل الإنسان هناك على أكف الراحة، فهم يتهمون الحكومات المركزية وحتى إذا كانت حكومة الخرطوم تضم الحاج آدم وحسبو وحميدتي وزمرته الكارثية وعبدالله مسار وعلي محمود وأركو مناوي وأبوقردة وغيرهم من الوزراء الذين ينتمون لدارفور وغيرهم ويشاركون في حكومات المركز وفي مناصب مؤثرة في القرار دون أن ينجحوا في بلورة قضية دارفور وإخراجها من إطار القبيلة الخانق إلى حيث يمكننا التشبيه والمقارنة بالشريط النيلي المفترى عليه، ولو من زاوية القبول بالآخر والإستعداد للعيش في سلام إجتماعي كما يحدث في الجزيرة ونهر النيل والشمالية.

يجب على من يتبنى هذا الحديث الإنتباه إلى أن كل الهاربين من جحيم الحروب في دارفور وكردفان، والذين نزحوا في أوقات سابقة إلى مدن الوسط والشمال والشرق واستوطنوا المدن قد تشربوا بثقافة وسط السودان والتي تحترم الآخر وتعشق السلام الإجتماعي فأصبحوا ينتمون بالثقافة للشريط النيلي أيضاً، بل أصبحوا جلابة بذات التعريف الأعرج الذي يروج له الجهلاء وفي المستقبل سينصهروا في المكون الوسطي (المثقف) بالتزاوج والتصاهر ومن ثم تتحقق نظرية تكوين الأمم ..

لذلك.. فإننا نلخص هذه القضية في أن المناطق التي يطلق عليها الشريط النيلي تسكنها قبائل مستعدة لقبول الآخر والعيش معهم على بساط من السلم في الحد الأدنى لما جاء في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، بينما تنتشر الإشتباكات والحروب والمجازر البشرية والصدامات القبلية في دارفور لأسباب في منتهى التفاهة.. يقتل الإنسان البريء في دارفور وكردفان أحياناً دون أن يعرف لماذا يقتل، وتقوم الحروب بسبب ( لص أبقار ) سرق من قبيلة أخرى واحتمى بقبيلته وبدلاً عن تسليمه للعدالة وإعادة المسروقات لأهلها كما أمر الدين، تحتضن القبيلة (اللص) فيتحول القصة من مسألة قانونية بسيطة، إلى اشتباك بين قبيلتين تكون نتيجته موت المئات من الأبرياء..!!

قضية دارفور وكردفان (غرب السودان) ليست (ثروة)، لأنها ولايات أغنى من الشمالية ونهر النيل والجزيرة بالأدلة والبراهين ودليل على ذلك أن السلاح الموجود في أيدي الأفراد والحركات المسلحة بمافيها الحركة الشعبية بقيادة الحلو يكفي ثمنها لتشييد قصر لكل مواطن من دارفور وكردفان في إحدى المدن، وهي كذلك ليست مشكلة (سلطة) لأنها قد دفعت ممثليها في مناصب مؤثرة في القرارات المركزية وأصبح النواب وبعض الوزارات الإتحادية من الخارجية والمالية والداخلية والصحة والتعليم العالي والدفاع كلها ولفترة طويلة من دارفور وكردفان ولكنهم لم يقدموا شيئاً يذكر لأهلهم.. وكل من يتحدث الآن بإسم دارفور وكردفان، ابتداء بالحركة الشعبية (عبدالعزيز الحلو) وحركات دارفور المسلحة التي يفوق عددها ال(٨٤) حركة مسلحة، ومن ثم الدعم السريع المتمرد.. كلهم أساس نكبة الولايات و مناطقهم.. وآلات قتل لأهلهم ليتراجع طموحات الإنسان البسيط هناك إلى أن يتوفر الأمن فقط ليتركوه يزرع لأهله ويرعى مواشيه ويعيش حياته العادية بعيداً عن الفوضى.!!

أبوعاقلة أماسا..( من أبناء جبال النوبة )

       (  ٣  )

اهم اخبار الصحف الصادرة صباح يوم الإثنين ٢٨ اغسطس ٢٠٢٣م

المدرعات
الجيش يصد هجوم جديد للتمرد على المدرعات ..

الدروشاب
الجيش يفرض سيطرته على الدروشاب ..

الجيش
يقصف محيط مطار الخرطوم ويدمر 6 مركبات ببحري .

المؤتمر السوداني
قياديان بالمؤتمر السوداني يقاتلان مع التمرد ..

جزيرة توتي
مواطن / التمرد فرض 100 الف جنيه كرسوم للخروج من توتي للكبار ..

كباشي
سنمسح الدعم السريع من وجه الأرض قبل عودة البرهان للخرطوم ..

سفير السودان بليبيا
(حميدتي مات خدها مني)

الشجرة والحماداب
لجان المقاومة تناشد بفك الحصار عن آلاف المواطنين باحياء الشجرة والحماداب ..

شندي
انطلاق معسكر الكرامة رقم ٢٣ بمنطقة الحفيان جنوب شندي ..

        (  ٤  )

مليشات القتل والنهب السريع تستبيح توتي: الكهرباء متعطلة ١٧ يوم ومعاها الموية الأيام الأولى ٤ يوم بيجبوها من البحر الان الذخيرة اشتدت وقتلت أربعة وإصابة ٨ا وبقى موية شراب مافى والناس خزنة موية المطر للشراب فقط بيصرفوها ٤ كوب من المساجد للفرد فى اليوم والوضوا تيمم ودخل الدعم توتي ببالفلوكة من جهة بحرى وانتشروا قرابة 10000 ونهبوا واحتلوا البيوت وبضربوا بالرصاص إصابات ١٢ شاب واستخراج العربات من البيوت لو اعترض الناس يتم اعتقالهم واعتقال كبير من الشباب حتى الآن بالعدد ١٤٠ شخص وفيهم ناس كبار ليكونوا دروع والشباب تجنيد ليحاربوا بيهم كما فعلوا الآن فى امبده الحارة ١١ والوضع متأزم كل يوم يظهروا بنواياهم وحظر بعد العشاء وقالوا عندهم واحد هو أمير توتى وعمدتها لو عايزتخرج بعايلتك الكبار فقط بتصريح النفر ب ١٠٠ ألف والناس ما عندها قروش ومواضيع طويلة الايام القادمة سينكشف المخطط والجيش ماقادر يضرب بالطيران نسبة لعدد الرهاين عندهم وسارسل لكم فيدوا ذبح الرهاين وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وحسبنا الله ونعم الوكيل
: ناس توتي موت بالجمله الحقو توتي ومواطنين توتي
منقول

حوجه عاجله جدا غرفه طوارئ مركز توتى : انسولين /اسبرين /دربات ملح/حقن تتنوس/خيوط/مشارط/بلاستر/شاش/ابيتام حبه تحت اللسان/علاج ضغط.
عدد الاصابات بالرصاص الطائش كتيرة جدا وعدد الوفيات كتير جدا بى كومة السكرى .وعدد الاصابات المعويه والاسهال المائي خلال ٣يوم ٤٤حالة أطفال ونساء ورجال .حوجه لى محاليل ودربات الفلاجين .
ملحوظه غالبية صيدليات توتى لايوجد بها علاج…

        (   ٥  )

حميدتي ..وجاراته !!!

افادات الناجيات من اسر حي المطار و ما تم بهم .. القائد ألاسر جيرانه

عاجل نيوز

الساعة الثامنة والنصف صباحاً فوجئت اسر كبار الضباط في حي المطار ، بقوات عسكرية تقتحم بيوتهن، تحكي احداهن انها اصيبت بصدمة، و حاولت بسرعة ان تلبس ثوبها لكنهم نزعوه من يدها واضطرت هي وبناتها للتدثر بالملايات … واعتقلوا ابنيها القاصرين ، اكبرهما 17 عام والصغير 12 عام ، تم ضرب الصبيين امام والدتهما بعنف وحين حاولت احدى اخوته الدفاع عنه ، صفعت بقوة ثم حملها احدهم وقذفها على الحائط ..

تم تقييد اولادها وضربهما ، ثم اخذوا الكبير بينهما ، مكثت هي وبناتها وابنها الصغير في حالة خوف ولا يفهمن ماذا حدث ، ومن هولاء ، وتوقعت ان يكون ابنها قد قتل !!

حتى الساعة 2:30، تم اقتيادهن الى مسجد حي المطار حيث حبسن ، ومنعت من ارتداء احذية او ستر انفسهن بالثياب او الطرح ! وجدت هناك زوجتي ضابطين عظيمين من جيرانهما، اعيد اليها ابنها الاكبر وهو ملئ بالكدمات ومتورم من كثرة الضرب ..

كن جميعاً في حالة صدمة فحميدتي جار لهن لسنوات دخل بيوتهن واكل مع ازواجهن ، ودخلن بيته وصادقن زوجاته ، وتعرفن على اهله .

كلهن تعرضن للاهانة والضرب ، طلبن من محتجزيهم منحهم ماء للافطار لانهم صائمات ..اعطوهن ماء وبلح وبليلة قليلة وجك عصير …

عند الثانية والنصف ليلاً فتح الباب ودفعن بعنف مع الضرب للصعود في سيارتي تاتشر ..تم انزالها وابنائها وبناتها ومعها احدى جاراتها وبناتها في تقاطع طرق بعيد ..حافيات وبثياب المنزل سوى ملاية تلتف بهن الامهات …

اضطررن للسير مسافة طويلة وسط اطلاق النار وظلام الليل ، حتى وصلن الى منزل قريب لها في المنطقة …ورفيقتها تبكي ومنهارة لانها لا تعرف مصير ابنها ، ولا يعرفن مصير سيدة ثالثة وبناتها كن معهن في المسجد صعد بهن في سيارة اخرى !! جميعهن نهبن ونهبت منازلهن امامهن ..ذهبهن واموال في المنزل واجهزة اللابتوب والهواتف …

هكذا عامل حميدتي النساء من جيرانه في حي المطار، وهي تعتبر انها ورفيقتها محظوظات ، فقد اتخذ عدد من الأسر المجاورة لهن في الحي دروع بشرية، مع اكثر من مائتين من الضباط وكبار موظفي الدولة والاساتذة من ساكني الحي اسرى لديه …

هل يمكن ان يقبل الشعب السوداني مثل هذا الرجل قائداً وحاكماً آمراً لهن !

هل يمكن ان يثق فيه احد مستقبلاً
هل يمكن ان يقبل السودانيون بمثل هذا الخائن والقاسي حاكماً لهم …

هكذا عامل نساء وبنات زملائه وجيرانه ، فكيف ببقية السودانيين .!!
لا حول ولا قوة الا بالله

منقول …

        (   ٦  )

منقووول للنقاش الجاد فالجرح لايلتئم علي صديد …….. كيف عدم تطبيق القانون استفادت به مجموعات المتفلتين التي نهبت البيوت ..؟؟

الحقائق اليوم يجب أن تطرح مجردة بدون خوف او قيد…

الضرر الذي تعرض له المواطن من مجموعات 9 طويلة وسكان العشوائيات يتجاوز باضعاف ما تعرض الله من مرتزقة الجنجويد…

احزمة العشوائيات حول العاصمة قنبلة موقوتة اهملت لسنوات و انفجرت في وجه السودانيين…

مجتمعات الجريمة في مايو والعزبة وجنوب الحزام وود البشير ومناطق غرب الحارات في امدرمان التي كانت تفرخ عصابات المواتر ولصوص الليل التي اكتوت بها مجتمعات السودانيين في سنوات ما قبل الحرب وجدت فرصتها اليوم في بيوت الاسر المنكوبة والتي فرت من جحيم الجنجويد…

نحن هنا لا نعني عموم سكان هذه المناطق بل نتحدث عن خطورة ان تجتمع العصابات في مناطق بعينها..

لم تسلم المؤسسات ولا المصانع ولا المرافق الحيوية ولا الاسوق من الهجمات الانتقامية لهذه الطبقات..

رضوخ السودانيين لسنوات من ابتزاز خطابات الهامش اجبر المجتمعات المحافظة علي دفن رؤوسها في الرمال وتجاوز حتي الحديث عن الانتشار المخيف لهذه الظاهرة خوفا من التجريم بتهم العنصرية والتمييز..

وصمة العنصرية التي تشكل مادة الابتزاز الرئيسية في خطابات الهامش والمركز حالياً جعلت حتي السلطات تنكفي عاجزة عن اتخاذ اي اجراءات ضد تهديد ما يعرف بمجموعات السنترو افريك centroafric التي غزت السودان بشراسة في سنوات ما قبل الحرب
واصبحت القوانين السودانية عاجزة عن اتخاذ احكام رادعة تجاه موجات القتل والنهب المسلح التي كانت تحاصر الخرطوم واصبح الحرامي محميا بالقانون في حين اصبح المواطن مقيدا ومجرما بنفس القوانين في حالة استخدامه لحق الدفاع الشرعي لحماية نفسه ضد التفلتات…

وحتي قوانين الدولة المدنية من مكافحة التسول و مكافحة فريشة الطرقات وقوانين حماية الاراضي التي تطبق في كل دول العالم لم يعد من الممكن تنفيذها في السودان خوفا من اتهام المسؤليين بالتمييز والعنصرية…

بل ان الامر وصل حتي لتقييد حملات امن المجتمع ضد اوكار صانعات الخمور بنفس حجة الاستهداف العنصري…

إذا ما يحمي هذه العصابات هي هالة إعلامية ضخمة تمت صياغتها في بروتوكولات الحركة الشعبية سابقا وتم اخراجها وتطبيقها عمليا تحت مسمي خطابات الهامش والمركز…

وعليه لم تشفع حقوق الجيرة وسنوات الاحسان والتعاطف من ان تصبح بيوت السودانيين عرضة لهجمات الانتقام والتشفي من شريحة اطفال الكوارو والمشردين ومتسولي الاستوبات وحتي نسوان الغسيل الذين إنضمو للالاف من ابنائهم من معتادي الاجرام الذين اطلقتهم عصابات الجنجويد من السجون في بداية الاحداث..

في تكرار لنفس الجريمة التي ارتكبتها قحت في بداية سنوات حكمها المشؤوم في ما يعرف بمبادرة عشة موسي لافراغ السجون..

مجتمعات الجريمة حول العاصمة لعبت دور الضباع الجائعة التي تنهش الجاموس حيا من الخلف وهو يصارع لافتكاك رقبته من انياب الاسد في صراعات ادغال البرية…

هذه المجتمعات عندما وجدت الفرصة لم تتورع في نهش جيرانها والاستيلاء علي مجهودات اجيال من الاسر السوانية التي قاتلت بحثا عن حياة افضل..

والغريب ان هذه المجتمعات نفسها شكلت حاضنة شعبية لمليشيا الجنجويد بل ان المليشيا نجحت في تجنيد الكثير منها لحمل السلاح معها لتصفية حساباته..

مما كشف حقيقة ان هذا التجنيد كان يتم الإعداد له سابقا تحت غطاء الاعمال الخيرية للناشط المجتمعي في قضايا اطفال الشوارع سابقا…

وختاما…
في غزوة الاحزاب…الحكم القاسي الذي اصدره الصحابي الجليل سعد بن معاذ الذي حكمه النبي الكريم في شأن يهود بني قريضة بان يقتل رجالهم وتسبي اموالهم واولادهم وتوزع اموالهم علي المسلمين..واقره النبي علي ذلك بقوله “لقد حكمت بحكم الله” يوضح لنا مدي خطورة نكث العهد والميثاق ممن يقيم بينك.. اذا كانت هذه الغزوة قد كشفت يهود بني قريظة وحقدهم على المسلمين وتربص الدوائر بهم فحرب الخرطوم ايضا كشفت حقد هذه الطبقات ونقمتها علي جيرانهم من اهل السودان فكما نقض بنو قريضة عهدهم مع الرسول محمد في أحلك الظروف وأصعبها وكشفو ظهر بيوت المسلمين المحاصرين…غدر هؤلاء باهل الخرطوم المهجرين والمحاصرين فانتهكو بيوتهم واستحلو اموالهم في احلك الظروف واصعبها.. فكانت خيانة الداخل أشد اثرا واكثر ضررا من حرب غزاة الجنجويد..

عزيزي المواطن اعرف عدوك وارفع صوتك ووجه سلاحك بلا تردد…

السارق لا قبيلة له ولا شكل ولا لون ولا انتماء… هي معركة المجتمعات المحافظة والمتمدنة ضد مجتمعات عشوائيات الانحلال والجريمة الوافدة من اقاصي افريقيا والهالة الاعلامية التي تحميها…فان ارادو تمييزها بلون فهي حرب يجب أن تخاض…

منقول .. مقتبس ..

       (  ٧  )

انقلاب داخل حركة العدل و المساوة تطيح جبريل ابراهيم من رئاسة الحركة

التكوين الجديد:

انقلاب في حركة جبريل ابراهيم وتكوين مكتب تنفيذي مكتمل الأركان

بسم الله الرحمن الرحيم
قرارات المؤتمر الثاني الاستثنائي
أديس أبابا
المكتب التنفيذي لحركة العدل و المساواة مجموعه أديس أبابا

١/ ادم عيسي حسابوا رئسا للحركة
٢/ سليمان صندل حقار نائبا للرئيس
٣/ احمد محمد تقد الامين العام
٤/ جبريل ادم بلال الامين السياسي
٥/ محمد حسين شرف : نائب الامين العام
٦/ محمود ادم محمود امين الادارة و التنظيم
٧/ جمال حامد امين التخطيط الاستراتيجي
٨/ ضوالبيت يوسف احمد : أمين الشئون العدلية و حقوق الانسان
٩/ اسماعيل بشر محمد : امين المال
١٠/ جعفر التجاني علي دينار : امين الشئون الاجتماعية
١١/ محمود جبريل برمة : امين الشئون الثقافية
١٢/ عبدالرحمن فضل توم : امين التفاوض و السلام
١٣/زبيده صندل حقار امينه المرأة والطفل
١٤ / ملكة عبدالرحمن امينه النازحين واللاجئين
١٥/ طه بشارة شريف : امين العلاقات الخارجية
١٦/عبدالماجد عبود امبدي امين الشباب والطلاب
١٧/الدكتور عبدالرحمن محمد احمد امين المكاتب الخارجيه

عمر بخيت خريف
رئيس المجلس التشريعي

محمد بشارة يحي دسكو القائد العام لقوات الحركه

         (  ٨  )

البرهان من قاعدة بورتسودان البحرية فلامنجو :

نترحم علي شهداء العسكرين والمدنين الذين قدموا ارواحهم فداء للوطن

المتمردين منافقين وهم من بدؤا الحرب بخديعة اننا فلول وسأل جنودة هل فيكم كوز . واجاب كلكم جيش اغبش جيش قوقو .

البرهان يقول انه خرج من القيادة العامة عن طريق الجيش في عملية عسكرية شاركت قيها وحدات الجيش برية وبحرية وجوية واستشهد ان القوات البحرية قدمت شهيدين في العملية وانة لا اتفاق تم لخروجة من القيادة

البرهان لا جلوس مع من خان البلد ولا من عاونهم .

البرهان لدينا خيارين فقط يا كملونا تبقي بخيتة وسعيدة عليهم ويا كلمناهم والنصر في النهاية للجيش

البرهان سنعيد تموضع قواتنا لدحر التمرد وتحقيق القاضية

البرهان يرفض الاحتفال ويقول ان الوقت للقتال وبعد نهاية العدو لنا حديث اخر

البرهان العدو في نهايتة وسنعلن النصر قريبا

البرهان القوات البحرية صمام امان البلاد واظهرت احترافية وفدائية عالية

البرهان كل السودان يقاتل مع الجيش ومن اجل الوطن.

البرهان يعزي المدنين الأبرياء الذين غدر التمرد بهم وهجروا مت ديارهم ومارسوا معهم كل الاذي

البرهان سننتصر في الاخير وفي القريب ولكل حدث حديث وسنحاسب كل افاك ومنافق ومجرم

        (  ٩  )

اهم اخبار الصحف الصادرة صباح يوم الثلاثاء ٢٩ اغسطس

الخبر الرئيسي
قوات حميدتي تترنح
في أخطر تقرير للاستخبارات الفرنسية عن حرب الخرطوم قوات حميدتي تترنح..

مئات الجثامين
الدعم السريع تتكبد خسائر فادحة في المدرعات..

البرهان
لا اتفاق او صفقة ولن نضع ايادينا في أيادي المتمردين.

قائد المدرعات
نفى إقالته ويعمل بكل اقتدار..

الدامر
ضبط وقود مهرب ..

مصر
القنصل المصري
خيارين للسودانيين للإقامة بمصر اما يذهبوا للجوازات لاستخراج إقامة او يعودوا للسودان والدخول بتأشيرة جديدة ..

المليشيا
المليشيا تختطف لواء معاش وتجبره على القول انه عميد بالاحتياطي المركزي ..

مستشار حميدتي
هكر يستولي على صفحة مستشار حميدتي ويكشف عن شخصيات بارزة متورطة ..

كريمة
تخريج الدفعة الاولى من المستنفرين ..

دفاعا عن المال والعرض
التمرد يقتل الشقيقين مصعب ومصطفى كمال الكلس بمنزلهما بامتداد ناصر ..

نهاية التمرد
البرهان
الحرب أوشكت على نهايتها والجيش اقترب من إنهاء التمرد ..
ثوار البحر الأحمر
نؤكد دعمنا للقوات المسلحة في حسم التمرد وتحقيق أهداف الثورة ..

نهاية الحرب
البرهان
الحرب ستنتهي بانتصار الجيش وبعدها عندنا كلام كتير .

القضارف
إبادة مخدرات تقدر ب 40 مليون ..

         ( ١٠  )

إن مستقبل السودان يتشكل بالبنادق والمال، تماماً مثل ماضيه ..

نشر في موقع ذا كونفرسيشن

24 أغسطس 2023

أليكس دي وال أستاذ باحث ومدير تنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في مدرسة فليتشر

إعداد الترجمة: حسام عثمان محجوب

مثل أغلب الحروب المعاصرة، لا يمكن اختزال حرب السودان في صراع بين طرفين. هناك أشياء أخرى كثيرة، من بينها “طبقة أصحاب السلاح” المكونة من تحالفات متغيرة باستمرار من المتخصصين في العنف والمتاجرة السياسية الذين يعيشون على التهام المدنيين.

لقد كانت أطراف السودان منذ فترة طويلة ساحة خارجة عن القانون للاستغلال الوحشي للناس والموارد الطبيعية من قبل مجمع تجاري عسكري. الآن صارت البلد كلها ساحة لهم.

بعد أربعة أشهر من بدء القتال، لم تحقق القوات المسلحة السودانية ولا قوات الدعم السريع نصراً حاسماً في ساحة المعركة. ولا ينبغي أن يفاجئ ذلك أحداً، فإنه لم يحدث أن انتهت أي حرب سودانية بهذه الطريقة من قبل.

بدأت الحرب الحالية في السودان في 15 إبريل، عندما حاول السياسي الأكثر نشاطاً وقدرة في البلاد، الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، الاستيلاء على السلطة. وعلى الرغم من التخطيط الدقيق والمهارة التكتيكية، فشل الانقلاب في القضاء على قيادة القوات المسلحة السودانية، بما في ذلك قائدها الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وحتى لو نجحت قوات الدعم السريع في نهاية المطاف في السيطرة على العاصمة، فقد فشلت سياسياً. فقد حولت الفظائع التي ارتكبتها – مثل النهب والقتل والاغتصاب – تقدمها في ساحة المعركة إلى كارثة في العلاقات العامة.

بدأ القتال بما يشبه معركة مسدسات بين رجال عصابات حول الكارتل التجاري العسكري الذي سيدير السودان.

لكن الزعيمين يفقدان سيطرتهما على الأمور. ويبدو أن حميدتي عاجز جسدياً كما لم يُظهر أياً من الطاقة الشعبوية التي سمحت له بوضع بصمته على الأجندة السياسية.

وفي محاولة لتبديد الشائعات التي تفيد بأنه مات أو في العناية المركزة، نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو لمقاطع مجمعة مع بعضها، وقف فيها حميدتي، متصلباً وشاحباً، يتحدث لمدة 11 ثانية فقط.

لقد خرج البرهان من مخبئه وأصبح أكثر ظهوراً، لكنه ليس أكثر تماسكاً. هو الرئيس الاسمي لعصابة منقسمة من الجنرالات والممولين، كثير منهم من الإسلاميين من الحرس القديم لنظام الرئيس عمر البشير السابق.

لقد ظللت باحثاً في شؤون السودان منذ أربعة عقود. خلال الفترة 2005-2006، تم إعارتي إلى فريق الوساطة التابع للاتحاد الأفريقي لدارفور، ومن 2009 إلى 2013 عملت كمستشار أول للجنة التنفيذ رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي بشأن السودان، أثناء المفاوضات حول استقلال جنوب السودان وتداعياته.

أحدث كتاب لي، والذي شاركت في تأليفه مع ويلو بيريدج، وجستن لينش، ورجاء مكاوي، يحكي قصة ثورة عام 2019 المدنية وأسباب فشلها.

إذا نظرنا إلى حرب السودان في سياق تاريخ الدولة السودانية وحروبها، فإن هذه الحرب تبدو مشابهة. إنها ليست نسخة طبق الأصل من الحروب السابقة، ولكن إذا لم يعد التاريخ نفسه، فإنه يتناغم.

إذ تحصل الآن عصابة من الجنرالات وسماسرة السلطة الإسلاميين، الذين ازدهروا في ظل النظام السابق للرئيس عمر البشير، على الاعتراف بهم كحكومة. لكن سيطرة دولتهم على الأراضي أصبحت أكثر محدودية وبمؤسسات أضعف من ذي قبل، في حين يتوسع نمط الأطراف شبه العسكري للحكم ــ الذي تمثله قوات الدعم السريع ــ في الأراضي والقدرات .

تخون الدولة السودانية اليوم تاريخها كدولة غنيمة على هامش النظام العالمي. والرجال الذين يتنافسون على السلطة هم سماسرة في هذا النظام الاستخراجي، وليسوا بناة دولة.

ولهذا السبب، فإن الجهود الحالية لإيجاد حل وسط بين البرهان وحميدتي ليست أكثر من ” شملة كنيزة، هي تلاتية لكن قدها رباعي“.

السوق السياسية في السودان :

وكان تحالف القوى المدنية إلى جانب بعض جنرالات الجيش في القوات المسلحة السودانية، وأغلبية الدول الأفريقية والغربية، يطمح إلى الانتقال إلى دولة مؤسسية وديمقراطية بعد الإطاحة بالبشير.

لكن عشية الإعلان الدستوري في أغسطس 2019، كتبت ورقة تعارض ملخصها المتشائم مع التفاؤل السائد في تلك اللحظة.

وكنت أرى أن القضايا التي كانت قيد التفاوض في ذلك الوقت لم تشمل الهياكل الحقيقية للسلطة في البلاد. لم أكن أرى أن السؤال الرئيسي هو إرساء الديمقراطية، بل ما إذا كان حميدتي – رجل الأعمال السياسي المهيمن – يمكنه الاستيلاء على السلطة بنفسه وتأمين التسوية مع المجموعات السياسية والعسكرية التجارية الأخرى أو ما إذا كان سيكون هناك انقلاب مضاد من تدبير المؤسسة (الدولة العميقة).

وزعمت أيضاً أنه نظراً لأن نموذج حميدتي لم يكن مستداماً، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو تسارع الاتجاه نحو ” سوق سياسي” غير منظم وعنيف و” حكم شبه عسكري“.

في ذلك الوقت، توصل حميدتي إلى تسوية مع القوات المسلحة السودانية. أولاً، وافق على تولي البرهان رئاسة هيئة الرئاسة الجماعية، المعروفة باسم مجلس السيادة، ثم وافق لاحقاً على الانقلاب في أكتوبر 2021. وكان مثل هذا التواطؤ قابلاً للتطبيق طالما تُركت هياكل قيادة قطاع الأمن دون تدخل ودون حل. لكن سياسة التأخير لم تعد ممكنة مع النص الوارد في الاتفاق الإطاري المبرم في ديسمبر 2022 والذي تتطلب استيعاب قوات الدعم السريع تحت قيادة القوات المسلحة السودانية. لذلك اتخذ حميدتي خطوته.

وبدلاً من استيلاء حميدتي على الدولة، قام بتدميرها. وفي الحرب الدائرة، تكون الخسائر والمكاسب في ساحة المعركة أقل أهمية من القدرة المادية. والأكثر أهمية هي الأموال السياسية لزعماء كل تحالف متحارب. الآن، كما كان الحال في السابق، تتفوق القوات المسلحة السودانية في القدرات المادية بشكل عام، لكن الدخل السياسي المتوفر تحت تصرف قوات الدعم السريع أكبر، وهو الأمر الأكثر أهمية.

الوتد المربع :

في الأسابيع الأولى من الحرب، حاول الوسطاء الأمريكيون والسعوديون التوصل إلى وقف مباشر للأعمال العدائية بين القوات السودانية. كان ذلك رد فعل فورياً مبرراً. ولكن بعد مضي أربعة أشهر، فإنه غير مفيد.

ساحة الوساطة مزدحمة الآن. ويتولى الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) بقيادة كينيا، ومصر قيادة المبادرات. ويقول كل منهم إنه ينسق مع الآخرين. وبغض النظر عما إذا كان هذا صادقاً أم لا، فإن نتيجة القواسم المشتركة الرسمية هي أن يتفق الجميع على أبسط تحليل ممكن، وهو حرب بين جانبين.

بالنسبة لمصر، القضية الأساسية هي الدولة المنهارة أو المتشرذمة.

فتماماً كما كانت تخشى أن تؤدي محادثات السلام التي قادتها كينيا منذ عشرين عاماً إلى انفصال جنوب السودان، فإنها تشعر اليوم بالقلق إزاء قيام دولة فاشلة تضم حكومتين متنافستين، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى نزوح الملايين من اللاجئين.

بالنسبة لكينيا، يعد هذا بمثابة انتقال معطل إلى الديمقراطية. ويعمل الأميركيون والسعوديون على إحياء خططهم المشتركة لوقف إطلاق النار، متجنبين التساؤل حول كيفية جعل الدولة السودانية قابلة للحياة.

وقد تقترح دول أخرى، مثل الإمارات العربية المتحدة، منتديات جديدة أو تصر على أن يكون لها دور.

والأمم المتحدة غائبة تماماً.

وعلى النقيض من الصراعات السابقة في السودان، لم يضع المجتمع المدني القومي والمثقفون رؤية لكيفية إنقاذ البلاد من دوامة الموت. ولم يفعل ذلك حتى العلماء والمحللون الأفارقة.

قدم علماء السياسة السودانيون قراءات غنية عن الخلل التاريخي الذي تعانيه بلادهم. لقد حان الوقت لإحياء هذه التحليلات ومناقشتها. وفي ظل الفراغ، يتشكل مستقبل السودان بالسلاح والمال.

دولة مكشوفة :

قبل ثلاثين عاماً، قال وزير المالية الإسلامي عبد الرحيم حمدي إن الأجزاء الوسطى من السودان تشكل دولة
مصغرة قابلة للحياة اقتصادياً .

أصبحت المدن والمشاريع الزراعية التجارية الواقعة على مسيرة يوم واحد بالسيارة من الخرطوم تُعرف باسم “مثلث حمدي”. وكانت هذه منطقة متوسطة الدخل وموضعاً لمعظم البنية التحتية والاستثمارات. قال حمدي إن هذه المنطقة يمكن أن تزدهر دون الاضطرار إلى إدارة المناطق المزعجة في جنوب السودان ودارفور وغيرها من المناطق النائية التي كانت بمثابة مستودعات لاحتياطي العمالة بشكل رئيسي.

قد تكون ثمرة هذه الحرب شبه مثلث مقطوع في شرق السودان. سيتم إدارة هذا الأمر مثل الاحتكار الثنائي العسكري الإسلامي في سنوات البشير، باستثناء أنه أكثر وحشية وأكثر فساداً، وربما أكثر انقساماً.

لقد التف جنرالات وإسلاميون مختلفون حول البرهان كزعيمهم الإسمي، لكن من المرجح أن يظلوا متماسكين فقط طالما شكلت قوات الدعم السريع في الخرطوم تهديداً وجودياً.

ما يزال التنافس بين حميدتي والبرهان في طريق مسدود.

وتحدثت البيانات المبكرة الصادرة عن الوسطاء الأمريكيين والسعوديين عن القوات المسلحة السودانية باعتبارها مجرد طرف محارب، مما وضعها على قدم المساواة مع قوات الدعم السريع. وفي الآونة الأخيرة، أصبح البرهان ومجموعته الآن معترفاً بهم على نطاق واسع كحكومة السودان .
هذا على الرغم من أنهم لا يسيطرون على العاصمة. وهم يديرون فقط مقرهم الفعلي في بورتسودان وعدداً قليلاً من المدن الأخرى.

إن قوات الدعم السريع هي بمثابة انتقام من الجموع عديمة القيمة ضد المؤسسة السياسية السودانية التي كانت على استعداد لاستغلالهم عندما احتاجت إلى إنجاز مهمة قذرة. كان لزعيمها حميدتي لمسة شعبوية وعقد تحالفات انتهازية. ارتفعت حظوظه السياسية لأنه كان يتمتع بالطاقة السياسية والمال. ولأنه قدم وعداً بخيار بديل للحرس القديم.

لكن حيل حميدتي السياسية الحربائية لم تتمكن من إخفاء الحمض النووي لمصالحه التجارية السياسية العسكرية. وهو ابن ميليشيات الجنجويد، المشهورة بفظائعها في حرب دارفور في الفترة 2003-2005. وقوات الدعم السريع هي أيضاً شأن عائلي، لكن لا يتمتع أي من نواب حميدتي – الإخوة والأعمام وأبناء العمومة – بالكاريزما والمكانة اللازمتين ليحل محله.

إذا انتصرت قوات الدعم السريع، فيجب أن نتوقع أن تصبح الحكومة السودانية، أو ما بقي منها، شركة تابعة مملوكة بالكامل للأجندة التجارية والعسكرية والعرقية لعائلة دقلو وداعميها الأقوياء.

إن التناقض في الحكم شبه العسكري هو قدرته التدميرية. أسلوب عمل قوات الدعم السريع هو مهاجمة ونهب كل شيء – الأسواق والمزارع والمدارس والمستشفيات – تاركين أرضاً يباب.

يقوم رجال الميليشيات بطرد السكان المحليين لكنهم لا يستطيعون إعالة أنفسهم إلا من خلال التوجه إلى ضحايا جدد. وفي الوقت المناسب سوف تنتهي المدن التي يمكنهم نهبها.

رابط المقال الأصلي باللغة الإنجليزية في التعليق الأول.

Audre Lord

        (   ١١  )

حول ما يسمى بالبرنامج السياسي لمليشيا الجنجويد المجرمة

                 *MJH*

محمد جلال هاشم
جوبا – 28 أغسطس 2023م

دونما أي مزيد كلام، نقطتان حسمتا مقبولية هذا البرنامج السياسي المقدم من مليشيا الجنجويد المجرمة، إحداهما مذكورة والأخرى غير مذكورة:

النقطة الأولى المذكورة هي “… تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوس المتعددة الحالية …”، ما يعني أن البيان (أ) ينظر للجيش السوداني كمكون عسكري ضمن مكونات عسكرية اخرى، ثم (ب) البيان يعتمد مليشيا الجنجويد التي تملكها أسرة مشكوك في سودانيتها كجيش موازٍ للجيش السوداني، ثم (ج) يريد البيان أن تكون هذه المليشيا ضمن المكونات للجيش السوداني الجديد.
وهذا جميعه مرفوض شكلا ومضمونا، ليس من الجيش فحسب، بل من جميع قطاعات الشعب السوداني التي عانت وتم التنكيل بها من قبل هذه المليشيا المجرمة والمجردة من كل القيم الإنسانية بمستوى ما تعكسه جرائمها على الأرض التي بلغت قمتها في الغدر ثم التمثيل بجثة خميس أبكر (حاكم ولاية غرب دارفور) لدرجة رجمها بالحجارة ودوسها بسيارة تاتشر وسط تهليل رجال وزغاريد نساء هذه المليشيا المجرمة.

النقطة الثانية غير المذكورة هي مجمل الجرائم التي ارتكبتها هذه المليشيا المجرمة، وهي جرائم ترقى للتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية والاغتصاب الجماعي الممنهج، وهي بهذا جرائم لا يمكن، كما لا يجوز لأي ترتيبات قادمة لإنهاء الحرب، أو ترتيبات ما بعد الحرب، أن تتجاوزها دون النص على محاكمة مرتكبيها من حيث مسئوليتهم الجنائية، بدءاً من أعلى القيادات نزولاً إلى أدنى درجات التنفيذ. فبدون التطرق لكيفية المعالجة القضائية العدلية المباشرة للأشخاص، دونما أي التفاف حولها بما يسمى بالعدالة الانتقالية أو خلافها – دون هذا كله، فلا مجال لقبول أي أطروحة تتعلق بوقف الحرب أو معالجة تداعياتها.

وعليه، لا مجال البتة لقبول هذا الكلام العمومي الصادر من مليشيا الجنجويد المجرمة الذي ليس فيه جديد بخلاف محاولته بيع نفس الخمر المغشوشة وفي نفس القناني القديمة، بعد إجراء المزيد من الغش والتدليس.

محمد جلال هاشم MJH
جوبا – 28 أغسطس 2023م

        (   ١٢  )

كاميرون هادسون ..
عضو مجلس الامن القومي الامريكي ..

لايمكن ان تاتي رؤية ديمقراطية من الدعم السريع الذي يغتصب النساء ويدمر المؤسسات ويحتل المستشفيات ..
كما ذكر ان مسالة دمج الدعم السريع في القوات المسلحة مستحيلة.. يستحتيل تدمج مجرم وسط قوات وطنية..

         (  ١٣ )

مجموعة من الخبراء السودانيين يتقدمون بخارطة طريق

لندن – “المدارية”:

تقدم رئيس الوزراء السوداني الأسبق الدكتور الجزولي دفع الله، اليوم، ومعه مجموعة من الخبراء والباحثين الأكاديميين والاستراتيجيين والإعلاميين السودانيين بخارطة طريق شملت رؤية كاملة للخروج من الأزمة الراهنة في السودان وفتح آفاق للمستقبل.

وتشمل المجموعة العديد من الخبراء الوطنيين السودانيين المقيمين داخل وخارج السودان.

موقع “المدارية” ينفرد بنشر النص الكامل للخارطة.

النص الكامل أدناه:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: ( وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
صدق الله العظيم

خـــارطة طـــريق للخروج من الأزمة الراهنة وفتح آفاق للمستقبل

ســودان مــترابط، جــيشٌ واحــد، وشــعـبٌ واحـــد

مقـــترح من الباحــثين الأكـــاديميين

لـــنـدن – واشنطن – الخــرطـوم 28 آب/أغسطس 2023م ..

المقدمة:

تمــر بلادنا بمخاطر جــمّة تهــدد أمــنها وبقـــائها كــدولة مستقـلة ذات ســيادة، وذلـك بتخــطيط وتدبير خارجي وتنسيق مع جهـــات داخــلية دفــعـتهــا مصــالحها السياسية لإغفال مصلحة الــوطن.

وتواجه المؤسسة العسكرية استهدافاً خارجياً مما دفع جماهــير الشعب السوداني إلى الانتظام في اصطفافٍ شعبيٍ صادق إسناداً للجيش، تاركةً وراءها الخلافات السياسية لتجاوز هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد.

أبناء وبنات السودان شـعباً وجيشاً يقاتلون في الخنادق والحواري والصحاري، ولا نملك إلا أن نـقــف معهم بالرأي في صمودهــم لـصون السودان وإبقائه دولة حرة، مستقلة ومتماسكة تسودها العدالة، والأمن، والســـلام والاستقرار؛ وحرصاً منا على عدم إراقة المزيد من الدماء. وعليه فإن المعركة الآن هي معركة إنهاء الوضع الأمني الحالي ووقف الحرب، وهذا يتطلب بناء رؤية مجردة تضع خارطــة طريق تستهدي بها سلطة الأمر الواقع ممثلة في المؤسسة العسكرية لوضع أسس محكمة لمستقبل البلاد.

مجمــوعـة الباحــثين الأكــاديميين (في لـــندن والخــرطوم) آلت عـلى نفســها أن تقــدم خارطة طــريق تضع حداً للتدخلات الخارجية والتطور المقلق للنزاع المسلح. واستناداً لمهمة القوات المسلحة السودانية ومسؤوليتها في حماية سيادة البلاد، وتأمين سلامة أراضيها، والمشاركة في تعميرها، والمساعدة في مواجهة الكوارث القومية، وذلك وفقاً لنصوص دستور عام 2005. ( الفصل الأول: القوات المسلحة، وضع القوات المسلحة 144 – “2”).

ومن الضروري هنا الإشارة إلى حقيقة لا ينبغي تجاهلها وهي أن الدعم السريع الآن يعامل من قبل القوات المسلحة السودانية كقوة متمردة خرجت من رحم الجيش وأحدثت في البلاد دماراً هائلاً وغير مسبوق، وارتكبت جرائم كبيرة في حق المواطنين؛ وهذا يتطلب قدراً عالياً من الالتزام بالعهود حتى لا يتكرر فشل الاتفاقيات السابقة ومن بينها إتفاق جدة.

وفي هذه الخارطة نقدم عدداً من النقاط الموضحة أدناه رغبة في الإيضاح وتجــنباً للإطــــالـة.

أولاً : مقــترحات لإيقـــــاف الحرب:

خــطــــــة إيقـــاف الحـــرب:

  • توقيع وثيقة حسن النيات بحضور ممثلين من الاتحاد الأفريقي، ومجموعة دول الإيغاد، والجامعة العربية، والأمم المتحدة، على أن تشمل وثيقة حسن النيات حق حكومة السودان في تحديد حجم وهوية الفريق المعني بمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق، وتسمى لجنة المراقبة بـ”لجنة المراقبة والتنسيق” وتشرف على المطلوبات المبينة أدناه.
  • تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ – مباشرة – بعد التوقيع عليها.
  • يعلن المسؤول الأول في الدعم السريع في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وقف إطلاق نار “شامل” يؤدي لإيقاف الحرب في جميع أنحاء السودان، ويأمر المسؤول الأول في الدعم السريع كل قواته بإلقاء السلاح فوراً.
  • يطلب الدعم السريع من قواته الخروج من منازل المواطنين، والمستشفيات، وكل مرافق البنية التحتية الأساسية التي تم احتلالها من الدعم السريع، بما في ذلك منشآت المياه، والكهرباء، والوقود وشركات الاتصالات. على أن تتمركز القوات في منطقة آمنة متفق عليها وتكون بعيدة عن المواقع المدنية، ومراقبة من قبل لجنة المراقبة والتنسيق.
  • يعلن الدعم السريع عن تكوين لجنة من جانبه مكونة من ثلاثة (3) أعضاء للتنسيق مع القوات المسلحة لتكملة الاتفاق علي اجراءات (إنهاء الحرب والقتال).
  • يعلن الدعم السريع إطلاق سراح جميع أسرى الجيش والمواطنين المحتجزين.
  • يعلن الدعم السريع عن تسريح جميع العناصر الأجنبية والمليشيات التي تم تسليحها أخيراً مع ضرورة جمع الأسلحة التي تم توزيعها عليهم.
  • يعلن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني إيقاف الحرب وإطلاق سراح أسرى الدعم السريع “غير المتورطين في قضايا جنائية”.
  • يسمي قائد الجيش السوداني لجنة عسكرية من ثلاثة (3) أعضاء للتنسيق مع الدعم السريع لتكملة الاتفاق على اجراءات إنهاء القتال في كل أقاليم السودان.
  • يحدد الجيش السوداني معسكراً – منطقة آمنة – لإيواء جنود الدعم السريع. وتفوض القوات المسلحة لاتخاذ ما تراه مناسباً لتحديد مستقبل الدعم السريع “بما فيها القوات المشاركة في مهمات خارج السودان”، ويمكن أن يتم التوافق على أساس المراسيم الخاصة بإصلاح المؤسسة العسكرية واستناداً لقرارات القائد العام الخاصة بإلغاء نظام هيئة الأركان بالقوات المسلحة والعمل بنظام القيادة العامة للقوات المسلحة، والاستفادة من نصوص الترتيبات الأمنية الخاصة باتفاق سلام جوبا الخاص بعمليات نزع السلاح والتسريح، ووفق تجارب الأمم المتحدة للسلام في دول مختلفة وكل التجارب الناجحة المتعارف عليها عالمياً.. على أن تنتهي الاجراءات التي يقرها الجيش وفق جدول تفصيلي صارم وملزم ينتهي بسقف زمني يحدده الجيش.
  • تتكون اللجنة العسكرية المشتركة من الأعضاء الذين تمت تسميتهم من القوات المسلحة والدعم السريع على أن يتفقوا فيما بينهم على اختيار عضو سابع ذي خلفية قانونية ويكون مقرراً للجنة.
  • يلتزم أطراف الاتفاق بعدم تقييد أو إعاقة حركة المدنيين، والعاملين في مجال العون الإنساني سودانيين كانوا أو أجانب، والسماح بانسياب ودخول المساعدات الانسانية لكل أرجاء البلاد.
  • يلتزم الدعم السريع بعدم التعرض لقوات الشرطة خلال قيامها باجراءات فرض الأمن وإعادة هيبة الدولة وممارسة مهماتها الدستورية ومن بينها حماية قوافل المساعدات الإنسانية.
  • ترصــد كل خسائر المواطنين في أموالهم وممتلكاتهم لتحديد كيفية تعويض المتضررين وجبر الضرر، على أن توكل المهمــة إلى لجنة خاصة من حكومة السودان للبت فيها وتسهيل عملها لتلبي طموحات المتضررين.
  • معالجة كل مخلفات الحرب والاختلالات الأمنية في أنحاء السودان كافة، وإعطاء الأولوية لإعادة التعايش السلمي وروح السلام بين القبائل في المناطق الريفية المتأثرة بالحرب لمعالجة آثار وترسبات الجرائم التي أُرتكبت في حقهم.
  • يمكن إضافة جهات دولية محايدة ممثلة من أعضاء “لجنة المراقبة والتنسيق”.
  • أي شــؤون سياسية أخرى تناقـش في المؤتمر العام للحوار السوداني/السوداني الشامل وصولاً للانتخابات.
  • المؤتمر العام تحدد قبله ضمانات لجميع المعنيين بالعملية السياسية “وأصحاب المصلحة”، وذلك تمهيداً لمشاركة كل قادة وممثلي الحركات المسلحة الموجودين “داخل وخارج السودان”، بما فيهم غير الموقعين على اتفاقيات سلام، وذلك للتداول حول كيفية تأسيس دولة المواطنة التي ينشدها كل السودانيين والسودانيات، وتحديد دستور ونظام لحكم السودان يتراضى عليه جميع المشاركين وبروح ديمقراطية.

ثانياً: فـقـــرات أســاسـية لخارطــة الطريق:

1- يبادر المجلس العســكري بتكوين حكومة طوارئ برئيس وزراء “مدني مستقل” دون الارتباط بالسقف الزمني الخاص بالإصلاح الأمني والعسكري.

2- تواصــل حكومــة الطوارئ أداء مهماتها حتى قــيام الانتخابات.

3- أن يكون اختيار الحكومــة من شخصــيات وطنية “غير حزبيـة”، ذات كــفاءة مشــهودة في المجال ذي صلة بالوزارة المعنية. على أن يتم استبعاد أنصار ومنتسبي كل الأحزاب السياسية خلال الفــترة الانتقالية/التأسيسية.

4- إختيار مجلس رئاسي من (5) أشخاص. على أن تشمل العضوية قـاضياً دستورياً ضلـيعاً.

5- يلتزم رئيس مجلس الســـيادة بالدعوة لمؤتمر جامع – عملية سياسية شاملة – لكل القوى السياسية للتوافق على مـيثاق سلام وترابط وطني جديد يقود لانتخابات عامة.

6- تعــبين مجلس عسكري/أمني “مؤقت”، توكل له مهام الأمن والدفاع.

7- إعادة تفعيل عمل المجلس الأعلى للسلام.

8- يتفق على تحديد موعد لإجراء انتخابات، ونقترح فترة لا تتجاوز ١٨ شهراً من تاريخ بداية تنفيذ هذه الخارطة. على أن تُعلن الحكومة المنتخبة بعد أقل من شهر من تاريخ إعلان نتيجة الانتخابات، “ وإذا دعت الضرورة تمديد الفترة التأسيسية”.

9- تكون مرجعية الفترة الانتقالية/التأسيسية محكومة بدستور عام 2005م.

10- التأمين على حق المؤسسة العسكرية الدستوري والقانوني لأداء واجباتها الوطنية صوناً للدستور وإنفاذاً للقانون دفاعاً عن الوطن وحماية لحدوده وتأميناً لمواطنيه.

11- اختيار حكــام عسكريين لكل الولايات خلال الستة أشهر الأولى من الفترة الانتقالية/التأسيسية، وبعدها يتم اختيار حكام مدنيين بواسطة رئيس الوزراء المدني وبالتشاور مع أعضاء المجلس الرئاسي.

12- تلتزم الحكومة بعــدم نقاش أو توقيع أي تعاقدات طويلة الآمد. وعدم إصدار تشريعات دستورية.

13- إعادة تـعــيين المحكمة الدستورية ورفدها بأعضاء جدد.

14- يخضع مرتكبو الجرائم خلال التمرد للمحاسبة أمام السلطة القضائية وفق أحكام القوانين السودانية والدولية “غير المتقاطعة مع القرارات السيادية”، وبما يعيد الانضباط وهيبة دولة القانون.

15- تحصر هيئة العمليات مسؤوليتها في أداء المهمات المنوطـة بها “وفق القانون”.

16- القضايا الاقتصادية تترك لمؤتمر الاصلاح الاقتصادي بما في ذلك قرار تغــيير العملة الوطنية الحالية، ويمكن أن يبدأ الإلغاء بالفئات الكبرى “فئة الألف، والخمسمائة جنيه”.

17- تمنح المؤسسة العسكرية قدراً كافياً من الوقت للمساعدة في إعادة الخدمات التي دمرتها الحرب، وترميم البنى التحتية، وضمان عودة المواطنين النازحين واللاجئين إلى منازلهم، والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، وتستعين بمن تراه مناسباً في مؤسسات الدولة والقوى المدنية والمنظمات الحادبة على بناء الوطن بالاستفادة من قدرات وإمكانيات القطاع الخاص السوداني لاستعادة المسار الحياتي.

18- حكومة الطوارئ بإمكانها مراجعة الإتفاقيات التجارية التي وقعت – في السابق – بإسم الدعم السريع بما يتفق ومصلحة السودان.

ثالثاً: مقــترحات للتعامل مع الجهـــات العالمية:

(1) تعيين لجنة دبلوماسية بقيادة دبلوماسي مخضرم لإدارة ومعالجة مخلفات الأزمة.

(2) تعيين لجنة حقوقية لصياغة قوانين عاجلة للتعامل مع ظروف الحرب، والنهب والسلب، والاغتصاب، والتهريب والتجسس ورفعها للسلطة التشريعية.

(3) تعيين فريق إعلامي مؤهل من الشخصيات الوطنية لمساندة حكــومة الفترة الانتقالية/التأسيسية.

(4) تفويض الجيش لعمل معالجات سريعة لسد حاجة الجيش من الكوادر (الخدمة الإلزامية، تدريب الشباب، الخدمة العسكرية، الخدمة الوطنية).

(5) رفض أي تدخل خارجي يسعى لتدويل الأزمة الوطنية، عدا لجنة المراقبة والتنسيق الموضحة أعلاه ضمن البند الخاص بمقترحات إيقاف الحرب “خطة إيقاف الحرب”.

رابعاً: مؤتمرات ضرورية مقترحة لمعالجة قضايا مهمة:

١/ مؤتمر للإصلاح الاقتصادي.

٢/ مؤتمر للإصلاح القانوني.

٣/ مؤتمر المصالحة والسلام.

٤/ مؤتمر للعلاقات الدولية.

خطوات تأسيسية لتنفيذ خارطة الطريق:

1- يبدي الطرفان قبولهما لخارطة الطريق مع الاحتفاظ بحق إبداء الملاحظات المقترحة من قبل كل طرف خلال عملية النقاش حول الترتيبات الأمنية باعتبارها القضية الأكثر حساسية ليتم نقاشها تفصيلاً بين الجانبين.

2- بعد الموافقة يختار الطرفان بالتراضي دولة جارة أو شقيقة لتوقيع وثيقة حسن النيات بحضور ممثلين عن كل من: (الاتحاد الأفريقي، ومجموعة دول الإيغاد، والجامعة العربية، والأمم المتحدة).

3- ينتقل الحوار حول القضايا غير المدرجة في بند الإصلاح الأمني والعسكري والترتيبات الأمنية الى السودان “نقترح مدينة بورتسودان أو العاصمة الخرطوم”، مع إمكانية مواصلة المفاوضات في القضايا الأمنية والعسكرية في الدولة التي يتوافق الطرفان على اختيارها حتى مرحلة الاتفاق النهائي بينهما.

4- يمكن الاستفادة من جهود الدول الشقيقة والصديقة لدعم المبادرات الوطنية، والجهود التي بذلتها ورعتها كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودول جوار السودان.

مجـمـــوعة الخبراء والباحثين الأكــاديميين:

تشمل المجمــوعة العــديد من الخبراء الوطنيين في شــتى المجالات. وينوب عـنهم في التوقيع المذكورون في القــائمـة أدناه.

ويمكن أن يشــارك كل الأعـضــاء، والسودانيون والسودانيات من الكفاءات الوطنية المنتشرة في كل بقاع العالم في دعم هذا المقترح بالرأي والمناقشة والتجويد؛ وفي مناشط تــقــديم أو مناقشــة أو ترويج هــذه الـمـــذكـرة ونشرها وإعلانها للمعنيين والرأي العام والمنظمات المعنية في كل البلدان.

الـمـــوقعـون نيـــابة عــن المجمــوعــة:

  1. د. الجــزولي دفــع اللــه – رئيس وزراء الســودان في حـكومــة الإنتفاضـة عـام 1985م، وشغل المنصب خلال فترة حكم الرئيس الراحل المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب.
  2. د. الوليد آدم مادبو – خبير الحِكمانية، ومستشار التنمية العالمية، والرئيس المؤسس لمنصة السياسات التنموية.
  3. بروفيسور هــــنـود أبيا كـــدوف – مدير جامعة أفريقيا العالمية “مقرها الخرطوم”؛ وسبق ترشيحه لمنصب رئاسة وزراء حكومة السودان بعد استقالة رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك.
  4. بروفيسور حســن حاج عـلي – خبير في التخطيط الاستراتيجي ومدير جامعة العلوم الطبية “مقرها الخرطوم”.
  5. الأستاذ خـــالد الإعـــيســــر – مدير مؤسسة “جسر نيوز” الإعلامية “مقرها لندن”، ومدير شركة “المدارية” الإعلامية؛ ومحلل سياسي للشؤون السودانية.
  6. د. عـــمـر بدوي أبوالبشر – خبير عالمي متخصص في مجال النفط.
  7. د. صــلاح البـنـدر – الأمين العام لمنظمة “مواطن”، “مقرها كامبريدج”، ومحلل سياسي ضليع في شؤون السودان.
  8. بروفيسور علام النور عثمان – أستاذ إدارة المعرفة والتنمية المستدامة بعدد من الجامعات البريطانية، والرئيس المؤسس للمنظمة العالمية للتنمية المستدامة، ومؤسس منصة السودان للمعرفة “مقرها لندن”.
  9. الأستاذة عواطف إدريس إسماعيل – إعلامية وناشطة مجتمعية وباحثة أكاديمية.
  10. الأستاذ مصطفى عثمان حامد – إعلامي وباحث أكاديمي، عمل في الصحافة العربية في بريطانيا وترجم العديد من الكتب الأجنبية إلى اللغة العربية.
  11. د. أسامة أحمد المصطفى – رئيس الإستراتيجية الإعلامية للإتحاد الأمريكي الدولي للتعليم “مقره واشنطن”، ورئيس قسم تدريب “الميتافيرس” في الإتحاد.

الختام:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: ( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
صدق الله العظيم.
والله ولي التوفيق.

        ( ١٤ )

● المدرعات :
سؤال هام جداً :

سألت أحد الضباط الكبار الميدانيين عن ما يحصل في المدرعات والإشاعات التي تخرج والوضع العام هناك ، فكان هذا جوابه :

المدرعات بالنسبة لهم مسألة كرامة ، وجرح مبكي ، منذ التغير وقبله وبعده ، كانت صارة ليهم وشها وما اطمئنوا ابدا لحميدتي ولم يظهروا له ولا منتسبيهم اي مودة، ثم لما حصل التمرد وتم دحرهم في عدد من المواقع أرادوا ان يعوضوا ذالك بالمدرعات ، وكل وحدة لا يصلها دعم تسقط ولا شك اذا تكرر عليها الهجوم .

بالنسبة لعدم وصول دعم للمدرعات فهذا غير صحيح، أولا لديهم مخزون جيد من الذخائر والتعينات والوقود ، ولديهم آلية لاستلام احتياجاتهم من الامداد بطريقة خاصة.

وابشرك سيتم استنزاف المتمردين في المدرعات كالذي حدث نهار الاحد، ونهار اليوم ، وغالبا ستكون معركة شبه نهائية لهم.

ابشرك الجيش كل يوم مضيق عليهم تضيق شديد، والان في امدرمان خنادق الجيش حديقة ام درمان الكبري شرقا وغربا ، وبوت الجيش بالقرب من شارع العرضة تقدما وانحياذا ، وعما قريب جدا فصل ام درمان من بحري نهائيا.
الحرب الاعلامية الان من عدد من الجهات وكلها تتفق ضد قيادة الجيش بقصد شق الجيش ولم يبقي لهم غير هذا ، والجهات التي تقوم بذالك كلاتي:
① بعض المغفلين السذج الذين يرددون كل شئ من غير تعقل وهم كثر.

② الخبثاء من الجنجويد الرباطة لانهم في حرب …

③ الخبثاء من الحرية والتغير الذين تم إزاحتهم مع حمدوك وهؤلاء لهم أجندة خارجية وهم مجموعات متباينة …

④ للاسف بعض المغفلين المستعجلين من العساكر والافندية.

         (  ١٥ )

● في قناة ال B B C يتحدث كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانيه لشيؤن الدفاع ومسؤول ملف القرن الأفريقي يتحدث عن التفوق العسكري والنوعي للجيش السوداني بل عن تحدث قوة الترسانه الدفاعيه والجويه للجيش السوداني
وقال بالحرف الواحد أن التكتيك والتخطيط العسكري للجيش وفق المنهجية العسكريه البريطانيه التي تدرس في الكليات العسكريه الملكيه البريطانيه
هذا ما من شاهدته اليوم علي قناة بي بي سي الانجليزيه
من حقنا أن نفتخر ونعتز ونشكر الله سبحانه وتعالي علي هذا الجيش العظيم

●بحمدالله اليوم تم تدمير المدفع هاوتزر التابع للمتمردين بالقرب من صالة الحج والعمرة كان يدون في القيادة والفرقة السابعة منذ شهرين ونصف تم التدمير بواسطة افراد ك ٨٢٤ ميدان تأمين القيادةطاقم يعمل بالراجمة ١٠٧ملم

تمة ترقية افراد الطاقم للرتبة الاعلى
عدد( ٥) افراد طاقم كامل
وتحفيزهم بمبلغ مالي ٥ مليون جنية بواقع مليون لكل فرد النصر لنا ولا نامت أعين الجنجويد وعملائهم

●جريدة عيون مصرية:
“السلطات المصرية تطلب من بعض القيادات السياسية السودانية المتورطة في الحرب وداعمة لقوات الدعم السريع مغادرة مصر”
أخت بلادي .

الخارجية الامريكية تدين تفشي العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في السودان

       (  ١٦ )

   *بيان مهم*

لجنة مقاومة الخوجلاب

ايا انتم يا من تتقاتلون فوق رؤوسنا
نحن لسنا في حوجة موت جديد
نحن نموت منذ ان وُلدت هذه الارض
ما ان نخرج من صراطٍ حتي نلج اُخرى
ما ان تجف دموعنا حتي تفقأ اعيننا
تتقلص احلامنا كل مره
لتعلن شهيدٍ جديد

جماهير شعبنا الصامد
في خطوة جديدة اقدمت عصابة ميليشيات الدعم السريع على ارتكاب مجزرة جديدة، استشهد على اثرها
العم عمر دفع الله ” ود الشفيع “

  • والأخ أحمد عثمان البشير بعد أن تم اعدامهم رميا برصاص أحد أفراد مليشيا الدعم السريع لتثبت من جديد انا حربها فقط ضد المواطن وامتداد لسلوكها البربري نسأل الله لهم الرحمة والمغفره ..

وكذلك أُصيب كل من

  • محمد علي نقد
  • محمد عبد الله سليمان ” حموديه “
    برصاص في الأرجل وهما الان بخير و تحت الرعاية الصحية بمستشفي قري

وكذلك تم الإعتداء بالضرب على

  • يس عبد الرحمن محمد
    وتم علاجه والحمد لله.
    نسأل الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة والعتق من النار ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

جماهير شعبنا الباسل
اننا في لجان مقاومة الخوجلاب نجدد تعهدنا أمام جماهير شعبنا اننا على درب الثورة ماضون وضد هذه الحرب واقفون وعلى هدى الحرية والسلام والعدالة ماضون، ونشدد على أن اللجنة تعمل على رصد وحصر كل الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات والقوات العسكرية ونقوم بتصعيد الأمر للمنظمات الإقليمية والدولية لأننا نؤمن أن من أمن العقاب اساء الأدب..

ونكرر انه لا افلات من العقاب وسيعلم الماكرون اي منقلب سينقلبون..

إعلام اللجنة
٣٠/أغسطس /٢٠٢٣م

الجنجويد_ينحل

الدعمالسريعمليشيا_مجرمة

الثورة_مستمرة

لالقتلالمدنيين

        ( ١٧ )

دمعة على خد الوطن

منقول من ب. محمد عبدالله الريح متعه الله بالصحة والعافية

الخرطوم لمن سمع صوت وردي العظيم آتيًا نديًا جزِلًا من مذياعٍ قديم :
وطنا البي اسمك كتبنا ورطنا“، ولمن طالبهُ أستاذُ اللغةِ العربية بتلخيص رواية موسم الهجرة إلى الشمال؛ فشعر بأنه ممتلئ بالضياء حين قرأ سطر: “لكني حين أعانق جدي أُحس بالغنى كأنني نغمة من دقاتِ قلب الكون نفسه” .

الخرطوم لمن تسكَّع ليلًا في شوارعها، ولمن قطع المسافات في نهارٍ قائِظ مشيًا على الأقدام لأن جيبه فارغ من نقود .

الخرطوم لمن مشى في أسواقها ما بعد انفضاض السوق من الباعة، ورأى رجلًا طاعنًا في السن وقد طفر الدمعُ من عينيه وهو يسمع أولاد حاج الماحي ينشدون : “شوقك شوى الضمير.. أطراك مناي أطير.

أنا حابك من صغير.. بريدك يا البشير” ..

ثم يهمهمُ العجوز مع المادحين والإيقاع يمضي مسرعًا بجلال :
“بسم الله يا قدير..
يا عالي يا كبير..
يا جابر الكسير..
دبرنا يا بصير” .

الخرطوم لمن رأى طوابي الأنصار الطينية العتيقة الشامخة مطلةً على النيل شاهدةً على البطولة . فعانق روحه الطهر والفداء .

الخرطوم لمن حكى له أباه عن جده أنه أتاها لأولِ مرةٍ على ظهرِ حمارٍ أبيض، وبعد أن تزوّج الجد أتتهُ الوفود المُهنِّئة على لواري البدفورد مسيرة ثلاث لياليٍ؛ معهم: الأطفال، والخراف، وأمتعتهم من الشنط الحديدية، والزوادة، وقربة من جلد الماعز يشربون منها الماء ويحملون من الهدايا: التمر، والسمن البلدي، وعسل النحل..

الخرطوم لمن ألِف مواقف مواصلاتها العامة المتسخة، والأرض من تحته مُبتلَّة سيِّئة الرائحة وهو يعبرُ الزحام مسرعًا في جاكسون أو الاستاد أو المحطة الوسطى أو الشهداء.. تحاصره الضوضاء الصادرة من مكبرات أصوات الفريشة: “عصير مُركَّز واحد جنيه” ، “بنطلون خمسين جنيه” ، “الطماطم.. الليمون.. العجور” ..

الخرطوم لمن شهد أعياد الإستقلال المجيدة بها، والأعلام النظيفة تُرفرفُ عاليًا تحت سمائها.. والعطبراوي يشقُ صدره ويقتحمه بصوتٍ جهورٍ أجشّ: “مرحبتين بلدنا حبابا.. حباب النيل حباب الغابة.. ياها ديارنا نحن اصحابا.. نهوى عديلا ونرضى صعابا” .. “نحن شعارنا حب وصداقة.. نحن شعارنا حب وصداقة” .

الخرطوم لمن غزت روحه الرهبة وهو طفل يرى أشجار اللبخ والجميز العالية، فهاله ظلها الموفور، وضخامة جذعها، وعلوها الشاهق.. وهو على مقربةٍ من القصر الجمهوري يرى إثنين من ديدبانات القصر .

الخرطوم لمن مشى راجلًا بين معمارِ المدينة القديمة الي السوق الخيري، الكشافة البحرية شارع النيل . ومن سان جيمس غربًا حتى ساحة أتنيه ومطعم باب كوستا المطل على شارع الجمهورية، وهو على مشارف شارع القصر “فكتوريا” يرى برندات السوق الأفرنجي . وإن انعطفت يسارًا بإمكانك السير تحت ظلال النيم المعمر . على الشارع: سينما كولوزيوم/ بنكي المزارع والفرنسي/ فندق المريديان/ مستشفى الخرطوم/ كلية الطب جامعة الخرطوم/ معمل استاك.. بعدها تبدأ قضبان السكة حديد بالظهور . والخرطوم 2 تُلوِّح لك من على البعد . وأنت تقطع كل تلك المسافة تشعر كما ولو أنك رأيت في أماكن مختلفة: أحمد المصطفى، والكاشف، وحسن عطيّة، وعثمان حسين، وأبو داؤود . وتحت أي نيمة أو لبخة أو ظل بناية كأنما أنت تلمح الفاضل سعيد، والدوش، والطيب محمد الطيب، وحسن نجيلة، والحلنقي، وإسماعيل حسن .
وإذا ما توغلّت جنوبًا ففي شوارع العمارات لا بد وأنك سترى جمال محمد أحمد، وأبو القاسم حاج حمد .

وهي بالطبع لمن حضر لياليها المشهودة و ود اللمين يرتدي بدلة رمادية أنيقة، مع نظارته السميكة وفكه العلوي البارز مُمسكٌ بآلة العود.. يغني في حفل ساهر بنادي الضباط. وصوتهُ الشجي يشقُ عنان السماء. فرأى في الأمسية الوسيمة حسناوات المدينة وجلس على المدرجات الأسمنتية خلفه السكارى الحائرين . ومن لم يسكر بالعرق يومها.. سكر بالأنغام التي يرسلها أسامة بيكلو في الصولو الأخير ل” همسة شوق” إيذانًا بدخول الجنة !

الخرطوم لمن قضى سنوات دراسته الجامعية مقيمًا بداخلية الوسط أو ترهاقا.. فحظى باجتماع طيفٍ قومي واسع في مكان واحد فتقاسم معهم السكن ولقمة العيش وهموم الدراسة.. والجيب واحد ! وقضى أجمل الأوقات جيئةً وذهابا من الداون تاون إلى نفق الجامعة، أو من هناك إلى شارع عثمان دقنة، وإن شاء انعطف إلى شارع النيل ورائحة طلع النيم في ليلةٍ صيفية يعفر أنفه .. والشوارعُ مُضاءةً بالبرتقالي الباهت .

الخرطوم لمن منحته الأقدار السعيدة أن يكون في حافلة أبو القدح، وهي تتحرك ببطء كعادتها على شارع المعونة، ليحظى وهو على مقربة من الكدرو أن يخرج عليه صوت النور الجيلاني كماردٍ من سماعة مشخشخة: “ﻓﻜﺮﻱ ﻣﺸﻐﻮﻝ بي صبية.. ﻭﺷﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﺎ” ، ويغني الكورس برفقة الجيلاني وأسلاك المندلين المهتزة تدغدغ أذنيه ، وتشيل معاهم: ” كدراوية.. كدراوية” .

الخرطوم لمن هبط على أمدرمان من كبري الحديد (السلاح الطبي)، ورأى حفنة من مزارعين على النيل، يعزقون الحشائش ويجرجرون حبل الواسوق في الصباح الباكر . ولمن امتلأت رئتيه بهواء أب روف ونسيمها الرطب العليل، حاملًا بين ذراته رائحة الشاف والطلح واللبان الدكر .

الخرطوم لمن اقْتنى كتابًا أو مجلدًا من الدار السودانية للكتب . وتشرّف بإلقاء السلام على رجلٍ خفيض الصوت، يعلو هامته الوقار والطيبة تجده مبتسمًا مطمئنًا بعمامته القديمة وجلابيته البيضاء . هو السيد/ عبد الرحيم مكاوي، صاحبُ الدار ومؤسسها ، عليه الرحمة والرضوان .

الخرطوم لمن تناول فطوره من الأسماك النيلية في الموردة أو جبل أولياء .

الخرطوم لمن استمتع بقزقزة كيسٍ كبير من أجود حباتِ الفول السوداني، لدى “الحجَّات” اللائي تجدهن على رصيف شارع 15 العمارات . لكل واحدة منهن مظلة وتربيزة خشبية تتراص عليها بانتظام أكياس الفول والتسالي وحب القرع .

الخرطوم لمن شرِب القهوة على نيلها، فيأتيه مع غروب الشمس صوت غناء شعبي من غناء الحقيبة مع إيقاع الدربكة . ويسمع صياح لاعبو الورق من شلة أخرى.. تتداخل جميعُ تلك الأصوات مع صوت بابور لستر قادم من الضفة الأخرى .

الخرطوم لمن حضر حفل عركي على المسرح القومي.. “بخاف.. أنا بخاف” . وعركي حين يُرسلُ صوته تسري في جسدك شئٌ من قشعريرة محببة، ويُحدِثُ في روحك شئٌ من وجل !

الخرطوم لمن شهد على كفاحِ المتغرِّبين عن ديارهم وأوطانهم في سعيهم لكسب رزقهم بشرف وكد، لا سلبًا ولا عدوانا.. والنسوة الماجدات تقوم أركانُ البيتِ على أكتافهن في الغياب . وكتب ود الدابي في شأن ما قاسينهُ: ” الكاتمو في جواي كتير متملك الجوف والعصب..

ما كنت دايري أقولو ليك.. لكن لسان الحال غلب” .

الخرطوم لمن فتح ديوان داره للآتين من الأرياف للتداوي وطلب العلم .

الخرطوم لمن لا يزالون مرابطين في بيوتهم “فالبيوتُ تموتُ إذا غابَ سُكانها..” .

وأخيرًا الخرطوم لأهلها و للجميع.. لجميعِ السودانيين إلا الجنجويدي المغولي اللقيط الذي اتاها غازيًا .

الجنجويدي اللقيط فقير الروح والأخيلة.. المجرد من كل خصلة خير لا يعرف شئ عن كل هذا .

وهو على استعدادٍ لتدمير كل ذلك لأنه بلا انتماء للأرض . لذا فهي ليست له .

الخرطوم ليست للغرباء الهمج.. الخرطوم ليست للجنجويد البرابري من نسل المنحطين ممن نمى لحمهم من مال السحت . وبالتأكيد فلولا زناة الليل والسدوميين لما باتتِ الخرطوم ثكلى .


د. محمد عبد الله الريح
.. الخرطوم

        (   ١٨  )

اهم اخبار الصحف الصادرة صباح اليوم الاربعاء ٣٠ اغسطس

امدرمان
التمرد يقصف امدرمان الحارة 100 والحارة 101

الجيش
الجيش يقصف مواقع تمركزات التمرد في امدرمان ..

بورسودان
البرهان يعود من مصر كاول زيارة له خارجية منذ الحرب..

تمازج
انضمام افراد من جبهة تمازج الثالثة للجيش ..

البرهان
ننفي كل ما يروج له عودة النظام السابق ..

جزيرة توتي
التمرد يفرض تصاريح خروج وعودة لجزيرة توتي.

المسيرية
قبائل المسيرية بالفولة تمنح الأجهزة الأمنية تفويضا للتعامل مع المجرمين ..

بحري
دخول متحرك للخرطوم للجيش من ناحية بحري ..

نيالا
قذيفة تقتل 40 شخصا احتموا بجسر في نيالا غالبيتهم من النساء والاطفال.

التغيير الجذري
الدعم السريع يسعى لشكيل كيان سياسي مسلح ..

ترحيب واسع
ترحيب سياسي واسع لحديث البرهان بعدم استمرار الجيش في الحكم ..

       (   ١٩  )

ملخص عمليات اليوم الخميس 31 اغسطس:

الجيش يقصف بالطيران و المسيرات تجمعات العدو المتمرد و ارتكازاته في جنوب الخرطوم، جنوب الحزام، السلمة و الازهري

الجيش يوجه ضربات مركزة علي مواقع للعدو المتمرد باركويت و يدمر عدد من العربات القتالية و مقتل عدد كبير من عناصر التمرد

●و الجيش يقصف تجمع للعدو المتمرد بسوبا شرق و عدد من المواقع بشرق النيل و مقتل عدد كبير من المتمردين و تدمير عدد من العربات القتالية

الجيش يشتبك مع عناصر من قوات التمرد بالكدرو و الدروشاب

● والجيش يدمر مخزن و عدد من العربات لقوات التمرد بالخرطوم بحري و مقتل عدد من عناصر التمرد

فريق من العمل الخاص ينجح في تنفيذ عملية خاصة و خاطفة بشمبات بالخرطوم بحري، و مقتل قائد خلية من عناصر القوات المتمردة و 4 من الافراد و 2 من المتعاونين

فرق من العمل الخاص بسلاح الاشارة تقوم بعمليات خاصة و نظافة و تمشيط بالخرطوم بحري شملت الدناقلة، الديوم، المزاد، سوق سعد قشرة،الازيرقاب، الحلفايا و الشعبية و تكبد القوات المتمردة خسائر كبيرة في الارواح

الجيش يقصف بالطيران تجمع لقوات العدو المتمرد بالمويلح امدرمان

●و الجيش يستعيد سيطرته على منطقة ام دافوق الحدودية

استسلام حوالي 15 من عناصر التمرد بجبل اولياء و تسليم انفسهم و سلاحهم لقيادة الجيش بجبل اولياء بعد عبورهم النيل الأبيض من الخرطوم إلى مناطق الجموعية.

        (   ٢٠  )

●بري
داهمت قوة من هيئة العمليات وكر للتمرد ببري ومقتل عدد كبير من المتمردين بينهم عدد 3 قيادات وتم استلام عدد من الاسلحه وغرفه إعلامية متكامله

غسان القداني
الزرقاء الإخبارية

       (   ٢١   )

‏بسم الله الرحمن الرحيم

رؤية قوات الدعم السريع للحل الشامل وتأسيس الدولة السودانية الجديدة

من أجل بناء دولة سودانية على أسس جديدة تحقق السلام
المستدام والحكم الديمقراطي المدني وبناء مؤسسات
مهنية وقومية عاكسة بحق لتنوع السودان .

مقدمة :

إن الحرب، التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل الماضي، ليست سوى انعكاس لأزمة الحكم المستفحلة في السودان منذ الاستقلال.

وهي بذلك أمتدادٌ لحروب السودان التي حاولت فيها فئات أو جماعات من أطراف السودان تغيير السودان إلى الأفضل سلماً، لكن قادة الدولة، الذين ظلوا باقين ومستمرين في الحكم بالقوة، واجهوهم بالعنف، ظناً منهم بأن القضايا يمكن أن تنتهي بهزيمة المتمسكين بها، الذين يخالفون النخب السياسية والعسكرية الرأي.

وجراء ذلك، عانى السودان طوال فترات الحكم الوطني الحديث من مشكلات عدم الاستقرار السياسي، والحروب الأهلية، وضعف الاقتصاد وغياب التنمية المتوازنة، والخلل البائن في مؤسسات الدولة، التي يتوجب أن تكون قومية ومهنية. ولم يكن هنالك من قطاع قد تجلى فيه ذلك الخلل كالقطاع الأمني والعسكري، أو مجال بان فيه كتصورات النخب حول هوية الشعوب السودانية مجتمعة، الأمر الذي أضر كثيراً بالتزام الدولة عملياً بمبدأ المواطنة المتساوية، الذي هو أعظم ما أنتجه الفكر السياسي الحديث باعتباره العمود الأساسي للدولة الحديثة.

إن الحرب، التي تدور الآن رحاها في الخرطوم، إنما هي دورةٌ من دورات الصراع المسلح، الذي ظل يشتعل باستمرار لما يقارب السبعة عقود من عمر السودان. وكما هو الحال في الحروب السودانية السابقة، لم تكن الحرب خياراً مفضلاً للمطالبين بالتغيير أو الحرية، ولن تكون هي الحلُ الأمثل لمعالجة قضايا البناء والتأسيس الوطني. لكن قوات الدعم السريع وجدت نفسها مرغمة لخوض حرب فرضت عليها، حربُ بين الباحثين عن دولة المواطنة المتساوية والتعددية الديمقراطية وبناء سودان علي أسس جديدة، من ناحية، والساعيين للعودة إلى الحكم الشمولي الدكتاتوري، من ناحية أخرى .

فالحل للأزمة الراهنة ينبغي أن يكون بالرجوع إلى ما كانت تتمسك به قوات الدعم السريع دوماً وهو الحل السلمي.

ولذلك لم تتردد قيادة الدعم السريع في الاستجابة لجهود الأصدقاء الإقليميين والدوليين الهادفة إلى مساعدة الأطراف السودانية للوصول إلى حل سياسي شامل، ناتج عن مناقشة الأسباب الجذرية لحروب السودان بأكبر وأوسع مشاركة ممكنة من أصحاب المصلحة المدنيين، بُغية المساهمة في معالجتها وبناء سودان جديد قائم على الديمقراطية والأعتراف بالتنوع والتسامح والسلام الحقيقي، الذي لا يمكن تحقيقه أو استدامته إلا بالعدالة الاجتماعية.

من أجل الوصول إلى ذلك، تري قوات الدعم السريع بأن ثمة مبادئ عامة يجب الالتزام بها في أية تسوية مستقبلية، وقضايا محددة ينبغي التطرق إليها. علاوة على ذلك، ينبغي تحديد الأطراف التي سوف تشارك في العملية المفضية إلى تلك التسوية، حتى لا يتم إغراقها بالعناصر المعادية للتغيير والتحول الديمقراطي في السودان، إذ إننا يجب ألا ننسى بأن هنالك ثورة اندلعت ضد النظام القديم، هو الذي أشعل هذه الحرب للحيلولة دون وصول الثورة إلى مراميها وعودته إلى السلطة، مرة أخرى.

مبادئ عامة :

1. إن الحرب التي تدور في السودان هي انعكاس لـ أو مظهر من مظاهر الأزمة السودانية المتطاولة. وذلك يستوجب أن يكون البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد مقروناً بمبادئ الحل السياسي الشامل، الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان. إن حرب الخامس عشر من أبريل يجب أن تكون الحرب التي تنهي كل الحروب في السودان. وهذا يقتضي مخاطبة جذور الأزمة في السودان ومعالجتها على نحوٍ يرفع المظالم التاريخية ويرد الحقوق ويحقق الانتقال السلمي الديمقراطي، ويحقق السلام المستدام ويقر ويطبق العدالة الانتقالية.

2. نظام الحكم يجب أن يكون ديمقراطياً مدنياً، يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم، ويمكِّن جميع السودانيين من المشاركة الفاعلة والحقيقية في تقرير مصيرهم السياسي، ومحاكمة الذين يديرون شؤونهم البلاد على كافة المستويات سياسياً في انتخابات دورية تنظم في أنحاء البلاد كافة.

ولأن جوهر الديمقراطية هو التمثيل والمشاركة السياسية، فمن الضروري أن تعكس الحكومة المدنية في تشكيلها بحق وعدالة كل أقاليم السودان، وذلك عبر آليات أو أسس يتم الاتفاق عليها بين جميع الأقاليم .

3. إن المواطنين في أطراف السودان يملكون سلطات أصيلة لإدارة شؤونهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وينبغي أن يتفقوا عبر ممثلي إقاليمهم على السلطات التي تمارسها للقيام بما تعجز عن القيام به أقاليم السودان منفردة. وتتعزز تلك السلطات الأصيلة لدى المجتمعات المحلية، التي تتقاسم معها الحكومة القومية بالعدل السلطات والموارد.

وبسبب التعدد والتنوع الباهر في السودان، فإن النظام الفدرالي غير التماثلي (أو غير المتجانس)، الذي تتفاوت فيه طبيعة ونوع السلطات التي تتمتع بها الوحدات المكونة للاتحاد الفدرالي، هو الأنسب لحكم السودان .

4. إن تصفية النزعات الاحتكارية غير المشروعة للسلطة والنفوذ سواء أكانت أيدلوجية راديكالية، أو حزبية، أو أسرية أو عشائرية، أو جهوية ضيقة أمرٌ لا مناص منه لرد السلطة إلى الجماهير. فالسودان يجب أن يتأسس كجمهورية حقيقية، السلطة والنفوذ فيها لكل السودانيين، لا يتمايزون في ذلك إلا بما تسفر عنه الانتخابات العادلة والحرة في ظل نظام ديمقراطي فدرالي حقيقي، قائمٌ على تقاسم السلطات وتشاركها.

5. الاعتراف بأن المدخل الصحيح لتحقيق السلام المستدام في السودان هو إنهاء وإيقاف العنف البنيوي، الذي تمارسه الدولة ضد قطاعات واسعة من السودانيين، لا سيما في أطراف السودان. وهذا يعني، من بين أشياء أخرى، أن السلام لا يعني إسكات أصوات البنادق أو إيقاف الاعتداءات المستمرة من موسسات الدولة القهرية وغير القهرية على المواطنين وأراضيهم أو ممتلكاتهم، وإنما كذلك إنهاء التفاوتات البائنة للجميع في المشاركة السياسية وتوزيع الثروة والفرص المتاحة للمجتمعات والمجموعات والأفراد للنهوض والتقدم لأقصى مدى ممكن في مجتمع تتوفر فيه العدالة الاجتماعية .

6. العمل علي إشراك أكبر وأوسع قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني واصحاب المصلحة والمرأة من كافة مناطق السودان.، وذلك دون إغراق المفاوضات السياسية بعناصر النظام القديم والقوى المعادية للديمقراطية، لإن مشاركتهم سوف تؤدي إلى تمييع القضايا وتقويضها في خاتمة المطاف .

7. التأكيد على أن قضايا الحل السياسي لا تنفصل عن قضايا السلام المستدام، الأمر الذي يستلزم إيلاء مسألة إشراك جميع حركات الكفاح المسلح وأصحاب المصلحة من مناطق النزاع والحروب لاسيما النازحين واللاجئين والرحل والمراة والشباب، أهمية خاصة.

8. الإقرار بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية، وذلك بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة، وتعكس تنوع السودان في قيادتها وقاعدتها وفقاً للثقل السكاني، وتقوم بمهام حماية الدستور والنظام الديمقراطي، وتحترم المبدأ الثابت في المجتمع الديمقراطي القاضي بخضوع المؤسسة العسكرية للسيطرة والإشراف المدنيين. وفي هذا الصدد، ينبغي الإفادة من التجارب الإقليمية والدولية التي تم فيها بناء جيوش جديدة بهذه المواصفات والمعايير والأسس .

9. إن إقامة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية على الأسس العالمية المعتمدة لقومية ومهنية المؤسسات البيروقراطية والأجهزة العسكرية والأمنية للدولة هو أمرٌ ضروري لتصفية الوجود الحزبي أو السياسي داخلها، ولفعالية هذه المؤسسات والأجهزة وقدرتها على خدمة المواطنين، وتجنيب البلاد الصراعات والحروب، التي ظلت السمة المائزة للسودان منذ الاستقلال.

10.الإقرار بضرورة احترام وتطبيق مبدأ محاربة خطاب الكراهية والاتفاق علي حزمة إصلاحات قانونية وتبنِّي سياسات تعزز التعايش السلمي وقبول واحترام الآخر.

قضايا التفاوض :

تشمل قضايا التفاوض، من وجهة نظرنا، لكنها لا تنحصر في بناء جيش جديد قومي مهني واحد؛ الفترة الانتقالية والحكم المدني الانتقالي؛ السلام الشامل والعادل المستدام؛ النظام الفدرالي وهياكله ومستوياته وسلطاته وقسمة الموارد؛ العدالة الانتقالية؛ إجراءات وتدابير التحول الديمقراطي مثل الانتخابات وقضية التعداد السكاني؛ قومية ومهنية الخدمة المدنية والمؤسسات العامة؛ قضية الفصل بين الدولة والانتماءات الهٌوياتية الضيقة، سواء أكانت دينية، أو ثقافية، أو عرقية؛ قضية اللغات السودانية؛ وعملية صناعة الدستور.

الأطراف المشاركة :

إن الحقيقة الكبرى في السودان منذ ديسمبر 2018 هي الثورة الظافرة، التي أزالت نظام البشير وعناصر النظام القديم من السلطة، وفتحت الباب واسعاً لبناء دولة جديدة ديمقراطية في السودان. هذه الثورة انفجرت في الأساس ضد المجموعة الأيدولوجية، التي كانت تهيمن على الدولة والأحزاب والشخصيات السياسية، التي كانت متحالفة معها. هذه الثورة قادتها قياداتُ ومنظمات سياسية ومدنية ومهنية ومسلحة معروفة بالتزامها الذي لا يتزحزح بقضية التغيير والتحول الديمقراطي. لذلك فإن المشاركة يجب أن تشمل في الأساس القوى التي تصدت لجبروت قادة نظام البشير الأيديولوجي وأسقطته، سواءً كانت هذه القوى في المركز أو الأطراف، وعلى رأسها المهنيين ولجان المقاومة والشباب والنساء. وفي هذا الخصوص، يجب أن يكون هنالك تمثيلاً عادلاً لأطراف السودان، لا سيما المناطق المهمشة، التي عانت كثيراً وطويلاً من ويلات الحروب. هذه المشاركة يجب ألا تشمل المؤتمر الوطني وعناصر النظام القديم، الذين ظلوا يعملون من أجل إعاقة التحول الديمقراطي، بما في ذلك عن طريق الحرب. هذه المشاركة يجب كذلك ألا تشمل المجموعات والشخصيات التي ظلت تعمل سراً أو علناً ضد التغيير والديمقراطية خلال السنوات التي أعقبت سقوط نظام البشير .

قيادة الدعم السريع

يتبع الجزء الثاني ،،،
محمد الطيب عابدين

التعليقات مغلقة.