بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي ( متي يشد البرهان الرحال الي مدينة جده؟! ) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .
(ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 633) .
( متي يشد البرهان الرحال الي مدينة جده؟! ) .
غني عن القول بان الراي العام السوداني والدولي كان يعول كثيرا علي حسم ملف الحرب التي مازالت تدور علي رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان خاصة بعد خروجه من مخبئه في للقيادة العامة .وحيث كان يعول الجميع بان تكون مدينة جدة المدينة الاولي الذي يجب ان يبدا لها برنامج زياراته الخارجية . ولكن كما يقول المثل تاني الرياح بما لاتشتهي السفن حيث لم تتم هذه الزيارة حتي كتابة هذه السطور .
لقد تاكد وبما لايدع مجالا الشك بان البرهان ان يستطيع ان يخرج من عباءة الاسلاميين حيث البرنامج الذي كان معد ابتداءا كان يجب ان يبدا بمدينة جدة وذلك لضخ دماء جديدة لمفاوضات جدة المتوقفة . ولتذليل كل المعوقات التي تعترض طريق التوقييع النهائي بين الأطراف المتحاربة . لكن تم تغيير برنامج الزيارة في اللحظات الأخيرة بواسطة التيار المتشدد داخل التنظيم الاسلامي والذي مازال براهن علي حسم قوات الدعم السرييع عسكريا في الميدان وذلك قبل الذهاب الي اي عملية تفاوضية سواء كانت في جدة أو غيرها من الدول المعنية بحل المشكل السوداني .
التقارير الاستخباراتية للولايات المتحدة الأمريكية اكدت بان تركيبة الجيش السوداني كانت تعتمد في الاساس علي قوات الدعم السرييع كقوات مشاة وذلك خلال الفترة التي أصبحت فيها تلك القوات تمثل سندا وعضدا للقوات المسلحة خاصة بعد سقوط نظام المخلوع بل الامور قد ذهبت الي ابعد من ذلك بعد ان سمحت قيادة الجيش السوداني ممثلة في البرهان بان تتولي قوات الدعم السرييع حماية المواقع الاستراتيجية بالعاصمة القومية ومن اهمها بطبيعة الحال القصر الجمهوري ومقر الاذاعة والتلفزبون ومطار الخرطوم …ألخ.
الفريق محمد حمدان دقلو ومنذ ان اصبح الرجل الثاني في الدولة السودانية أصبحت قوات الدعم السرييع تسيطر علي معظم مفاصل الدولة في العاصمة المركزية الخرطوم . بالشكل الذي مكنها الان بان تكون ندا قويا الجيش السوداني .
خلافات عميقة تضرب التنظيم الاسلامي وذلك من خلال الاجتماعات التي تدور سريا في بعض المدن بشرق السودان خاصة بعد ان وصلت قياداتهم الي قناعة عدم مقدرة الحسم العسكري لقوات الدعم السرييع حيث ارتفعت اصوات داخل التنظيم تطالب بضرورة التفاوض المباشر مع قوات الدعم السرييع وذلك علي خلفية ان مخاطر استمرار هذه الحرب قد يصعب تداركها في المستقبل .
التيار المناهض لوقف الحرب الدائرة تضيق عليه خاصة بعد ان اكد كل قادة الدول التي زارها البرهان حول ضرورة وقف الحرب والدخول في عملية تفاوض مباشر بين الأطراف المتحاربة وذلك حتي يتحقق الامن والاستقرار في كل ربوع البلاد .
ان نظرية الحسم العسكري التي يعول عليها التيار المتشدد داخل التنظيم الاسلامي سوف تقضي علي الأخضر واليابس من ما تبقي من مقدرات وامكانيات الشعب السوداني الذي مازال يئن من كثرة الضربات التي تعرض لها خاصة بعد تمدد عملبات السلب والنهب بممتلكات المواطنيين خاصة منازل المواطنيين الذين فروا من لهيب هذه الحرب .
نعم الراي العام السوداني وخاصة الاغلبية الصامتة انتظر زيارة البرهان بمدينة جدة علي آحر من الجمر
نعم الراي العام الداخلي والدولي اصبح يحاصر التيار المناهض لوقف الحرب حتي اصبح هذا التيار معزولا يواجه سيل من الاتهامات الاخفاقات . التسريبات تؤكد بان زيارة البرهان بمدينة جدة مسالة وقت فقط .
التعليقات مغلقة.