للحديث بقيةعبد الخالق بادى آويناهم وأمناهم فغدروا بنا!!
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
آويناهم وأمناهم فغدروا بنا!!
لا أعتقد أن هنالك شعب فى العالم بمافى ذلك الشعوب المسلمة و العربية تعامل الأجانب باحترام وحب بقدر ما نفعل نحن السودانيين، فكل اجنبى تطأ قدماه البلد وحتى يغادرها(الغالبيةيطيب لها المقام) ،لا يجد غير المعاملة الحسنة والحياة الكريمة .
وحتى وقت قريب (أى قبيل اندلاع الحرب) التى أشعلها المتمردون وأعوانهم ،كنا نظن أن الأجانب يبادلونا ودا بود وأنهم يحفظون الجميل، أو على الأقل لا يتدخلون فى شؤون البلد، إلا أن الحرب كشفت لنا الكثير والخطير عنهم، وتأكد لنا أن تعاملنا الطيب وقيمنا الجميلة استغلت أسوأ استغلال ، وأن الكثير من الأجانب اعتبروا كل الخصال النبيلة والتعامل الراقى ضعف أو هوان، بل اكتشفنا أن منهم من يضمر فيه فى نفسه حقدا دفينا و شرا مستطيرا ، لماذا؟ لست أدرى، ومن يملك أجابة فليمدنا بها .
فكلنا تابعنا ما حدث من نهب وسلب لممتلكاتنا منذ بداية الحرب فى ال١٥من أبريل الماضى ،والتى تمت من قبل العديد من الأجانب وبالتضامن مع المتمردين ،ومن ثم والهروب بها إلى دولهم (تشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى والكاميرون)، وطبعا لكثرة ما نهبوه من سلع وبضائع ،فقد أنشأت لها أسواق خاصة، حيث تباع بأسعار زهيدة ،ويحدث ذلك طبعاً بمباركة وعلم من سلطات تلك الدول، والسرقة لم تقتصر فقط على الأشياء العينية،فقد تم نهب أموال ضخمة، تم تهريبها أيضاً لبعض دول الجوار، حيث تم ضبط بعضها فى أفريقيا الوسطى وتشاد.
ما حدث من انتقام غير مبرر وتعدى على أعراضنا وممتلكاتنا من الأجانب هو ك( جزاء سنمار)، فنحن وفرنا لهؤلاء الأجانب المأوى والمشاكل والمشرب واستضفنا بعضهم لسنوات،بل أن الكثير منهم جاؤوا الينا للتسول وجنوا مبالغ طائلة،وبعد كل هذا وعندما وقعت الحرب ،كان أول ما فعلوه هو التعدى على حرماتنا وسرقة أموالنا وامتعتنا،واغرب ما فى الأمر ومن خلال الأخبار الواردة من دول الجوار،فقد احتفلت القرى بما جلبه أبناؤها من مسروقات من السودان ،تصوروا ناس تحتفى بالحرام والسارق يتلقى التهانى والتبريكات على عمله البطولى، والأغرب والمستغرب أن هؤلاء اللصوص وأسرهم المبتهجة بجريمتهم الشنعاء، يدعون بأنهم مسلمين، أى اسلام هذا الذى ينتمون اليه؟اللهم إلا إذا كان هنالك اسلام آخر غير الذى نعرفه المبنى على التوحيد والمستند على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
بناء على ما ذكرناه فأنا لم استغرب للكم الهائل من اللاجئين الموجودين بالسودان والذين (بحسب احصاءات المنظمات الدولية) وصل عددهم لتسعة ملايين لاجىء، لأن الكثير منهم يجنى أموالا طائلة من بلدنا، إما يتمتعان مهن هامشية أو بالاسواق أو بالنهب، ونشاط عصابات النقرز وتسعة طويلة وغيرهما من العصابات المنظمة التى عاثت فسادا فى السودان، خير شاهد على ذلك،فهى تضم الكثير من الأجانب ومحاضر الشرطة تؤكد ذلك، لذا فلا عجب من أن السودان هو الدولة الأكثر استضافة للاجئين فى العالم، وأغلبهم (إن لم يكن جلهم) يعيشون عالة على البلد ،بل الكثير منهم أصبح وجوده مهددا أمنياً كما أسلفنا ، كما أن الكثير من الأجانب انضم للمتمردين وشاركوهم فى قتل ونهب المواطنين، وقد وثقت فيديوهات وصور ذلك.
إنه من الطبيعى أن نستقبل من يلجأ الينا لظروف انسانية كما ظللنا نفعل منذ مئات السنين، ولكن فى العقود الثلاثة الأخيرة انحرف الوجود الأجنبى عن مساره،والمؤسف أن الكثير من الأجانب منحوا أرقاما وطنية وجوازات سودانية حتى أصبح الجواز السودانى مهزلة فى مطارات العالم يحمله أشخاص علاقتهم بالسودان عبارة عن اوراق ثبوتية حصلوا عليها بطريقة غير مشروعة.
وفوضى منح الجنسية لغير السودانيين بدأت منذ عهد مايو، أما فى عهد البشير فقد حولوا الجنسية والجواز السودانى إلى سلعة بخسة تباع لمن يدفع ،وتباع أحيانا بأرخص الأسعار فأهانوا السودان وجنسيته أيما إهانة، والأسوأ من ذلك أنه سمح لأجانب بالانضمام لمؤسسات حساسة ذات طابع أمنى، وها نحن الآن نجنى ثمار خيانة الأمانة و التلاعب والاستهتار بهوية البلد وتاريخها،بعد أن تحول الوجود الأجنبى إلى قنبلة موقوتة فجرتها الحرب،فسرقوا فى لحظة ما جمعه المواطنون وتعبوا فيه فى عقود وهربوا به إلى بلادهم .
الوجود الأجنبى بالسودان أصبح ظاهرة مقلقة ومزعجة،خصوصا أن غالبية الأجانب مجرد متسولين لا يمكن أن تستفيد منهم البلد،بل أصبحوا مهدد أمنى للأسر،والمطلوب هو أن تتم مراجعة الوجود الأجنبى بصورة دقيقة وفحص كل الأرقام الوطنيةوالجوزات التى أصدرت منذ عقود، والتعامل مع الوجود الأجنبى الغير شرعى وفق قانون الجنسيةوالجوزات بناء على الخارطة الديمغرافية لقبائل ومكونات الشعب السودانى المعروفة، ضرورى جدا ، و ..و… وللحديث بقية إن شاء الله.
التعليقات مغلقة.