للحديث بقية عبد الخالق بادى حمدوك رجل بلا رؤية!!!
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
حمدوك رجل بلا رؤية!!!
لا أعتقد أن هنالك من لم يتعجب من الرسالة التى بعث بها حمدوك (وبعض الأعضاء السابقين لمجلسى السيادة والوزراء) للأمين العام للأمم المتحدة ،والتى انتقدوا فيها دعوته للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة لمخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الماضى في دورة انعقادها العادية ال(٧٨) ، وهو تصرف يدل على أن الرجل ومن معه تحركهم أجندة خارجية ومصالح لاعلاقة لها بمصلحة البلد وتهدف إلى تدميرها وتمزيقها، كما يدل على أنه كان الرجل الغير مناسب فى المكان الغير مناسب وأننا انخدعنا فيه خدعة كبرى.
وحمدوك الذى يعترض الآن على مخاطبة البرهان للجمعية العامة للأمم المتحدة، دان له قبل أعوام كل السلطات والصلاحيات ،فماذا فعل للبلد ،صحيح أنه نجح فى إقناع الدائنين بإعفاء ديون السودان وعاد السودان للمجتمع الدولى،ولكن لم يقدم لنا رؤية متكاملة لحل لأزمات البلد خصوصا المشكلة الاقتصادية، فاستعان بشخصيات ضعيفة فشلت فى إدارة شؤون البلاد ماعدا قلة ، ليضيعوا على السودان وعلى أنفسهم فرصة تاريخية لإخراج البلاد من أزماتها ، وحمدوك الذى يخاطب الآن باسم الشعب، همش قضايا الشعب الحياتية واهتم بما سمى زورا (إتفاق السلام) ،بل كان يقول إن من أتى به هو الحرية والتغيير،وهو يعنى بذلك أن الشعب وثورته المجيدة لم يكن يعنيان أى شىء، وإذا تركنا كل هذا جانبا فهل من حقه ومن معه أن يعترضوا على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للبرهان ، وبأى صفة هم يتحدثون؟ ،وهل تم تفويضهم من الشعب ليبعثوا بخطاب يتوبون فيه عنه؟، ثم كيف لشخص يعمل فى منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة أن يعترض على قرارات أمينها العام الذى يرأسه؟.
ماجاءفى رسالة حمدوك بأن البرهان انقلب على السلطة فى ٢٥ اكتوبر، دليل على أنه ومن وقعوا معه على الرسالة يعيشون فى فترة ماقبل الحرب ، ويريدون أن يبقى ذاك الوضع العسكرى المزدوج الشائه كما هو ، لأنه وببساطة يخدم مصالحهم ومصالح حلفائهم المليشيا المتمردة والدول الداعمة لهم ، ويبدو أن حمدوك نسى أنه وبعد أقل من شهر من إنقلاب البرهان وحميدتى على الحكومة المدنية، أى فى الحادى والعشرين من نوفمبر٢٠٢١ وقع حمدوك اتفاقاً مع الانقلابيين، وقال أنه وقعه حقنا لدماء السودانيين،ولا تم حقن للدماء ولا يحزنون،بل زاد قتل المتظاهرين والثوار بصورة أسوأ وأفظع ،وبمشاركة عناصر من ذات المليشيا التى يتعاكفون معها الآن.
اعتراض حمدوك ومن معه (الغيرقانونى) على دعوة أممية يؤكد موقفهم السابق بدعمهم ووقوفهم مع المتمردين ، لأنه ليس هنالك أى سبب وجيه لهذا الاعتراض، إلا إذا كان من أجل إرضاء الحلفاء أو بإيعاز منهم .
أما حديث حمدوك ومن معه على أن دعوة البرهان ستطيل أمد الحرب،فهو ذر للرماد وأمر مضحك،فالمواطن وكل العالم على علم ويقين بمن أطال ويطيل أمد الحرب، فاحتلال المتمردين وأعوانهم لمنازل المواطنين واحتلال المستشفيات وغيرها من المواقع المدنية ،هى ما أطال الحرب ، وبتواطؤ بعض منسوبى الحرية والتغيير وحركات ومنظمات لدواعى مصلحية وغيرها هى ما أطال أمد الحرب،فقد وفروا للمليشيا المتمردة حاضنة سياسية يغطون بها جرائمها وانتهاكاتها والتى استهدفت المواطنين الأبرياء بصورة أساسية ، والتى لم يحدث لحمدوك ومن معه أنفسهم بادانتها بصورة صريحة حتى اليوم.
ما يتعجب له الكثيرين هو أن حمدوك وأعوانه يريدون أن يقنعونا بأن الحرب التى شنها المتمردين على المواطن والوطن هى من أجل الديمقراطية ،بدليل قولهم إن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تتعارض مع رغبة الشعب فى الديمقراطية والسلام والعدالة، وهم يقصدون أن المليشيا المتمردة تقاتل (كماروجت كذباً) من أجل الديمقراطية والحكم المدنى ،فهل هنالك ديمقراطية ياهؤلاء تقوم على قتل المواطنين والتمثيل بجثثهم واغتصاب بناتهم وتشريدهم ؟وهل الديمقراطية تأتى عبر الإرهاب والسلاح وتدمير البلد وخرابها؟وهل الديمقراطية يحققها العنصرييون والمرتزقة والمجرمين؟.
أما السلام الذى يتحدث عنه حمدوك وشركائه فهو كلمة حق أريد بها باطل ، فمهندس اتفاقية سلام جوبا المشؤومة التعايشى والذى وقع مع حمدوك ،ومنذ فشل الاتفاقية فى حل جذور القضايا العالقة وتحويلها لاتفاقية قسمة سلطة وتوزيع مناصب،اختفى من المشهد ، وكأن دوره هو هندسة هذه الاتفاقية العرجاء والتى لم تجلب غير مزيد من النزاعات فى دارفور وغيرها ، فلا تحقق السلام ولا تحققت العدالة،ففشل من وقعوا على الاتفاقية حتى فى الدفاع عن مواطنيهم وقبائلهم وهى تذبح وتغتصب وتهجر على يد المليشيا المتمردة وأعوانها، فعن أى سلام يتحدث حمدوك وزمرته.
أما قولهم بأن هذه الدعوة تشجع على الانقلابات،فهذا كلام يدل على مغالطة الحقائق وعدم دراسة تجارب الانقلابات بالسودان وأسبابها،والتى فى معظمها تتعلق بالممارسة الغير ديمقراطية للحكم الديمقراطى ومن قبل الأحزاب التى حكمت وشاركت فى التجارب المدنية والديمقراطية السابقة،فلم يكن هنالك حكم ديمقراطى حقيقى،وانما كانت الفترات الديمقراطية الثلاث عبارة عن دكتاتورية مدنية انتهازية باسم الديمقراطية،فلم تكن الأحزاب (وماتزال) لا تمارس الديمقراطية فى مؤسساتها والتى عبارة عن كمبارس يردد ما يقوله رئيس الحزب أو سيده،فاللوم أولا وأخيرا على الأحزاب قبل أن نلوم غيرهم،ولا نذهب بعيدا فحتى فترة المدنية التى ترأس حكومتها د.حمدود شهدت ذات الممارسات اللاديمقراطية وسادت فيها الانتهازية والطائفية ونسوا الشعب الذى وثق فيهم،ولكنهم خذلوه خذلانا مبينا.
لقد وضح لنا ولجميع السودانيين أن أمثال حمدوك وأعوانه لا جدوى من منهم، لأن ما يحركهم هو الحقد والحسد البغيض تجاه القيم الفاضلة وتجاه كل ما هو إرث سودانى أصيل ،ويريدون وبتحالفهم مع المتمردين أن يغييروا ديمغرافية البلد بدليل القتل على الهوية بالخرطوم ،دون أى مبررات أو أسباب منطقية وحقيقية ،اللهم إلا بما يضمرونه من أحقاد وحسد من عند أنفسهم ، وهو ما أضر بالمواطنين الغلابة و أقعد بالبلد وحوله إلى أشلاء وبوابة للاغاثات والمساعدات الدولية رغم موارده وخيراته الضخمة .
*نقاط مهمة:
*بعض المحسوبين على الحرية والتغيير(لجان الحرية والتغيير المهنية) مجرد أبواق تردد ما يطلبه منه كبراءهم،والكثير منهم وعندما كنا نكشف للجنة تفكيك عهد ال٣٠من يونيو ١٩٨٩م مواطن فساد الحزب المحلول، لم يقدموا للجنة أى ملفات فساد ،رغم أننا ساعدناهم ومهدنا لهم ذلك،ولكن للأسف جبنوا، والأغرب أنه وبعد انقلاب اكتوبر تواروا عن الأنظار وأخفوا أنفسهمةمما يؤكد أنهم وأحزابهم قضيتهم ليست الوطن وانما مطامع دنيئة حتى ولو كان ثمنها قتل المواطنين وتدمير البلد، وموقفهم الآن الداعم للمتمردين دليل قاطع على أنهم فى خانة العمالة،ترى بكم بعتم أهلكم وبلدكم؟.
*أى شخص يقول أن المليشيا المتمردة تقاتل الفلول،فهو أما أنه عميل ومرتزق، أو شخص ساذج وعبيط يردد بطريقة ببغاوية ما يشيعه المتمردون والمرجفون فى المدينة.
*نسأل الله النصر المؤزر لقواتنا المسلحة الباسلة، وأنعم علينا وعلى بلدنا وكل الوطنيين المخلصين بالأمن والاستقرار.
التعليقات مغلقة.