د. عبد العظيم حسن المحامي يكتب دولة القانون الفاعلون السياسيون

دولة القانون
الفاعلون السياسيون
السودانيون أكثر الشعوب تصدياً للفتوى والتنظير بكافة المسائل، وعلى وجه التحديد السياسية منها. فالسودانيون ورغماً عن كونهم سياسيون بالفطرة إلا أنهم فشلوا في إبراز قيادات حقيقية تتصدي لمشكلاتهم فكانت النتيجة الحتمية حرباً أشعلها جهلتهم فتكوي علمائهم قبل عامتهم. فالأخيرون وما لم يضطلعوا بمسؤوليتهم ومطالبتهم الصريحة للأخذ بزمام المبادرة فإن الحال لم ولن ينصلح بل سيزداد سوءاً.
فالفاعلون السياسيون أو بالأصح المتسلطتين على المشهد يكادوا يكونون هم ذات الشخوص. فمن يدخل هذا النادي لا يخرج منه إلا بالوفاة. فلا الفضيحة أو العجز الحركي أو حتى الذهني تحول بينهم وتجيير المواقف لتنظيماتهم.

المؤسف أن حتى من يستقيل لا تكون استقالته حقيقية وإنما التفاف على الفشل أو محاولة للخروج من الباب الأمامي والعودة بالخلفي.
في ظل هذه الأوضاع التي خلفتها حرب الخامس عشر من أبريل، يبقى لا مناص من أن تتحرك من بين الأغلبية الصامتة قيادة جديدة كلياً. فالوصفات المكررة، والتي ظلت تدور ما بين الانقلاب والانقلاب المضاد، لهي كافية في أن تنتج قيادات جديدة تتولى التأسيس للدولة السودانية. لحسن الحظ، وحتى لا يدعي المخضرمون الإقصاء، فالفاعلون معظمهم موجودين في ذات القروبات والمنظومات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.

الجديد الذي يجب التصريح به أن بعضهم تصدى وفشل والآخر صمت على الأوائل سواءً خجلاً أو مجاملةً. بعد كل هذا الدمار والجراحات، فلا مجال لتجريب المجرب وإلا حاق المزيد من الندامة.
د. عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
29 سبتمبر 2023