إبراهيم عثمان يكتب إرهابهم وورطات جعفر
إرهابهم وورطات جعفر
إبراهيم عثمان
( هل تصنيف العالم للدعم السريع كجماعة إرهابية سيوقف الحرب ؟ هذا هو السؤال الأساسي الصحيح ، ونقول عنه إن كان سيوقف الحرب هذا سيكون جيداً، ولكن نحن بتجربتنا في السودان وفي دول العالم، هناك تجارب كثيرة جداً إذا تم هذا الأمر ربما يشعل الحرب وتستمر لأطول فترة ) – الناطق باسم قحت المركزي جعفر حسن .
هذا الدفاع يثبت أن حلفاء التمرد على استعداد لإنفاق كل مصداقيتهم، الضعيفة أصلاً، عليه، ذلك لأن جعفر حسن، ومن ينطق باسمهم، سيكونون أول المعترضين إذا ( عُمِّمت) حججه في السودان وفي العالم، ولأنه، كما سنرى، يريد أن يستفيد منها حليفه فقط . هذا الإستخدام الانتقائي الانتهازي للحجج أوقعه في عدة ورطات بدلاً من أن يفيد حلفاءه :
▪️ السؤال الذي وصفه بالأساسي والصحيح سؤال زائف، لأنه لم يقل أحد إن تصنيف المتمردين كجماعة إرهابية سيوقف الحرب مباشرةً، ولكن الجميع يعلمون أن التصنيف سيضعفهم ويقلل من قدرتهم على الاستمرار في الحرب/ الإرهاب، ويحرج حلفاءهم، ويضطرهم لقطع علاقتهم ( على الأقل العلنية ) بهم، ويقطع أملهم في استخدامهم لصالح مشروعهم . هذه بديهية، وتجاهلها عمداً يثبت بأن هذا هو ما يرفضه جعفر لا النتائج العكسية التي يريد أن يبتز/يهدد الشعب بها !
▪️ بنى رفضه للتصنيف على النتائج العكسية، أي تمادي المتمردين في الحرب، لا على براءتهم من الإرهاب، وهذا يثبت بأنه على قناعة تامة بأن الدفاع عن طريق البراءة متعذر، وإلا لما تخطاه إلى هذا النوع من الدفاع .
▪️ كذلك الإجابة المخاتلة والتي سحبها فوراً بقطعه باستحالتها : ( إن كان سيوقف الحرب، هذا سيكون جيداً ) تشير إلى أنه في قرارة نفسه على قناعة بأن حلفاءه يمارسون الإرهاب، إذ لا يمكن تصور أنه يقبل ( ولو نظرياً ) بإيقاف الحرب بواسطة تصنيف يعتقد بأنه ظالم !
▪️ أيضاً حديثه عن تجربة السودان التي يقول إنها أدت إلى نتائج عكسية، يلزمه بالإجابة على السؤال المحرج : هل يرفض التصنيف لأي جماعة في السودان بذات الحجة ( النتائج العكسية ) أم هذا امتياز خاص بحلفائه، ولم يأتِ على ذكره إلا لهذا الغرض فقط ؟
▪️قوله ( وفي دول العالم، هناك تجارب كثيرة جداً إذا تم هذا الأمر ربما يشعل الحرب وتستمر لأطول فترة ) يلزمه بالإجابة على الأسئلة : ما هي تجارب التصنيف ( الكثيرة جداً ) في العالم التي يرى بأن نتائجها كانت عكسية ؟ .. ما هي قائمة الجماعات التي يرى بأن تصنيفها كان خطأً ؟ هل يرفض فكرة التصنيف لأي جماعة في العالم، أم هذه مجرد حجة اصطنعها فقط لخدمة حليفه؟
▪️ السؤال الأساسي الذي غيَّبه تماماً، وهو الذي يدعي تمثيل الشعب، هو : ماهو موقف ضحايا الإرهاب ؟ هل استصحب موقفهم وهو يقرر رفض التصنيف بعد أن علم بأنهم يرفضونه، أم لم يهتم، كالعادة، بموقفهم ؟
يمكن تلخيص موقفه وموقف من يتحدث باسمهم كالتالي ( نحن مضطرون – بسبب كثرة وخطورة جرائم حليفنا، والإحراج الذي سبببته لنا – لإدانته، لكن ليس إلى درجة وصف جرائمه، صراحةً ومباشرةً، بالإرهاب، وإنما إدانة باهتة وبالحد الأدنى الذي لا يغضبه، ولا ينهي تحالفنا معه، ولا يوقع عليه عقوبات دولية، ولا يضعفه، ولا يعجل بهزيمته، ولا يخرجه من معادلة الحكم، ولا يقطع عشمنا في مساندته لنا ) !
التعليقات مغلقة.