الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى نصر عسكري سوداني بشروط أمريكية

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
نصر عسكري سوداني بشروط
أمريكية


 تحت العنوان أعلاه نشر الكاتب والمحلل السياسي حسن محمد عبد الحفيظ مقالا قدم فيه تحليلا مهما ودقيقا لموقف الإدارة الأمريكية من الحرب فى السودان،وقد رأينا أن ننشره عبر عمود (للحديث بقية) لفائدة الجميع حيث جاء فى المقال مايلى:
       بامعان النظر رصدا للموقف الأمريكي ، تجاه ما جرى ولم يزل يجري في  السودان ، من تطورات أمنية وسياسية منذ اندلاع الحرب بين

الجيش الوطني السوداني ، وقوات الدعم السريع المتمردة ، المسنودة بالاف من مقاتلي
مليشيا اقليمية
في١٥/ ٤/ ٢٠٢٣م ،
يتضح أن الإدارة
الديمقراطية الحاكمة الان في البيت الأبيض في
واشنطن ، قد تأكد
لها بلا شك
خطل مقاربتها للمشكل السوداني
بانغماسها قبل الحرب في مساعي لجنة الترويكا الأممية ، لإيجاد حل سياسي للمشكل ، من خلال تبني الاتفاق الاطاري الذي طرحته البعثة الاممية
( يونتامس ) ، بالتنسيق مع المكتب المركزي
لتجمع قوى الحرية والتغيير ، والذي
أدى الاختلاف حوله إلى اندلاع
الحرب الدائرة حتي الآن في
السودان…
ولعل ذا بالتحديد وأسباب جوهرية أخر ، لا تقل عنه أهمية ما دفع الادارة ألديمقراطية ، لتغيير موقفها إزاء
ما يجري في السودان من أحداث ومنها
١ : ما تكشف للإدارة الأمريكية من هول ما باتت تمتلكه ، قوات الدعم السريع المتمردة من قوة عنف باطشة
( قوة عسكرية )
اضحت لا تشكل تهديدا امنيا كارثيا
للسودان فحسب ،
بل لكافة دول المنطقة ،بل وتهديدا مباشرا لمصالح قاطبة الدول الغربية ها هناك..
٢ : ما بات لديها من قناعة ، بأن كل المنتمين لمجلس الحرية والتغيير المركزي غير جديرين _ بحكم البلاد لما ظل يدور بينهم من خلافات
شخصية ، ومصلحية ضيقة
طوال الأربع سنوات التي انقضت . اضافة لضعف خبرتهم السياسية
والاستراتيجية ، التي تؤهلهم لقيادة دولة كبيرة كالسودان سكانا ومساحة . كل ذلك إلى جانب ما
تأكد من تضاؤل
شعبيتهم بين جماهير الشعب السوداني…
والواقع أن كل ما ذكر أعلاه ، انم هو
عين ما صرح به
” المستر” قود فري سفير الولايات المتحدة السابق لدى السودان والذي كان يمثلها في اللجنة الأممية الرباعية سالفة الذكر…
هذا ويمكن استنباط تغير الموقف الأمريكي
الذي غدا _ بغير اعلان _
مؤيدا للجيش في حربه ضد الدعم السريع من الاجراءات التالية التي اتخذتها عقب
اندلاع الحرب
١ : إنهاء مشاركتها
في لجنة الترويكا
الأممية الغابرة..
٢ : إرجاع سفيرها
من سفارتها في السودان لواشنطن
وتعيين سفير بدلا عنه
٣ :سحب ملف السودان من وزارة الخارجية للبيت الأبيض ، ليتولى فريق مستشاري الإدارة بالبيت الأبيض ، معالجة
الأمر مباشرة وفق
رؤية الادارة حصريا…
ومنذاك تأكد تبني
الإدارة الامريكية الحاكمة ، لموقف بات واضحا في
تأييده غير المعلن
لتصدي الجيش الوطني السوداني
لدحر مسعى قادة
الدعم السريع للسيطرة على مقاليد السلطة في
السودان بقوة السلاح…
وقد تبين موقف التأييد هذا غير المعلن ، في الاجراءات السياسية والامنية
التالية ، التي تبنتها الادارة
لافساح المجال أمام الجيش ، لتحقيق المزيد من
الانتصارات في مسرح العمليات ،
ومنها
أ : الأيعاز لمجلس
الأمن لدي بحث تطورات الأحداث
في السودان ،
تبني موقف مؤيد
لطرح الجيش ، بأن ما يجري في السودان أنما هو شأن داخلي..
ب :الأيعاز لكل المؤسسات والمنظمات الدولية والأقليمية
والقارية ، بتبني موقف مؤيد للحكم بأن الذي يجري في السودان أنما هو شأن داخلى…
ج : تشكيلها مع المملكة السعودية لجنة للاتفاق مع الطرفين المتحاربين ، حول
أنجع الطرق لإيصال المعونات
الإنسانية لمستحقيها من اللاجئين والنازحين السودانيين أينما
وجدوا…
د : الدعوة الأمريكية غير المباشرة التي وجهت لرئيس المجلس العسكري والقائد العام للجيش السوداني
لحضور ومخاطبة
الجلسة ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة..
ه : إعلانها غير الرسمي وفاة قائد الدعم السريع حميدتي…
و : ما أوقعته من
عقوبات ، على قائد
ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو .
ز : رفضها التام للتعامل مع كل من
ينتمي للدعم السريع _ أيا كان_
كيانات مختلفة أو
افرادا…
وجدير بالاشارة أن أمريكا رغم قناعتها بأن الجيش السوداني
قد اضحى قاب قوسين أو أدنى من إعلانه النصر النهائ في الحرب ،
بحيث يمكنها إجبار الجهتين على وقف نهائي ودائم للصراع المسلح ، إلا أنها لم
تفعل مما جعل كثيرين يبحثون عن السبب لهذا الموقف..
وتعددت الأسباب
التي عددها الكثيرون ، ولكن
الراجح الذي بات في حكم اليقين
أنها أنما تريد ارجاء ذا الموقف ،
حتى تتأكد من أن الجيش السوداني
قد قضى قضاءا مبرما علي مليشيا الدعم
السريع ، بحيث لاتصبح قادرة مستقبلا على
تشكيل أي شكل من أشكال التهديد لكل المصالح الغربية والأمريكية بصفة
خاصة في المنطقة…..
كما يرجح بعض العالمين ببواطن الأمور ، أنها ربما
تكون تتعمد الارجاء ، لتشترط
على الجيش ما يخدم مصالحها المعلومة منذ سنين ، وهي إجراء استفتاء صوري في اقليم بعينه حول تقرير مصيره بالانفصال
عن السودان القديم…
ويؤيد هذي الفرضية ما صرح به السفير الأمريكي السابق
في السودان قود فري ، والذي ارجع
لواشنطون مؤخرا ،
قوله في أديس أبابا قبل أيام بأن
أمريكا قد لا تعترض على الدعوة للانفصال ،
اذا كان في ذلك ما يحقق السلام
والأمن في المنطقة .كم يرجح البعض أنها
ربما تسعى ، لاشراك
الدعم السريع مشاركة سياسية رمزية ، في
الحكومة الانتقالية
التي يجري الأعداد لاعلانها منذ الان..
والله أعلم .
حسن محمد عبد الحفيظ الشتيوي

التعليقات مغلقة.