الايام نيوز
الايام نيوز

الجنجويد.. التمكين عبر إختراق الأمن القومي السوداني(٢-٣)بقلم اللواء ركن (م) عثمان إسماعيل سراج


الجنجويد.. التمكين عبر إختراق الأمن القومي السوداني
(٢-٣)
اللواء ركن (م) عثمان إسماعيل سراج

من أسوأ ما قام به نظام المؤتمر الوطني هو وفي سبيل الحصول علي عضوية جديدة مارس سنة سلفه بتجنيس الوافدين من خارج الحدود و جعلهم مرتزقة لقتال التمرد و أطلق لهم اللجام ليفعلوا ما يشاءون. فأصبحت هذه المليشيات سلطة فعلية على الأرض، وهم أعضاء في المؤتمر الوطني لهم كامل حقوق المواطنة باحتلال الارض بفقه (الارض لمن يفلحها). و هو شعار استخدم لمكافحة تمسك أصحاب الارض المهجرين من أراضيهم فأصبحت دارفور (محمية جنجويدية)(Janjaweed Protectotate) تهجر من تشاء من سكانها و تضع من تشاء منهم في اكواخ مضروبة بقيود تحرسها عربات مسلحة بإدعاء حمايتهم (كمن اغتصب اما أمام ناظري رضيعها ثم قدم له حلوى). جاءت الفترة الانتقالية بعد إزاحة نظام المؤتمر الوطني ونتيجة للصراع السياسي زاد نفوذ مليشيا الجنجويد و صارت لهم سلطة مطلقة في الدولة السودانية فعمد زعيمها عبد الرحيم دقلو الي تعزيز حظوظه في حكم السودان، بجلب مزيد من بني عمومته (عرب الشتات الافريقي او الصحراء)، كما اطلق عليهم من كل دول أفريقيا و توطينهم في السودان بعد استقطاب أموال من بعض دول الخليج الغنية. كما أكد دقلو في احد لقاءاته مع عشيرته بشمال دارفور وهو يعتبر المخلص لهؤلاء من التيه. بهذا المشروع الضخم ، تم توطين جزء منهم في قرى نموذجية بمسميات جديدة بدلا عن أسمائها الأصلية والتي طمست بها هوية القرى القديمة في دارفور. واُنشئت إدارات أهلية فيها بنفس مسميات قبائلهم الموجودة في السودان.
راق لهولاكو إفريقيا امر الجلوس على كرسي الحكم بعد الحصول على دعم إقليمي و حاضنة سياسية داخلية، فعمد الي جلب مزيد من المقاتلين المرتزقة من خارج الحدود الدولية من عرب الشتات الإفريقي و غيرهم اغلبهم مقاتلون ينتمون لمليشيات معارضة في بلدانهم، فهم متمرسون على القتال لعقود من الزمان وليسوا كما يعتقد الكثيرون انهم مجرد جنود جندوا خلال عام او عامين، تمت تعبئة تجنيسهم بالجنسية السودانية في السودان بتسهيلات من مليشيا الجنجويد فور قدومهم السودان أو في دولهم عبر مكاتب يديرها هولاكو إفريقيا وزمرته و الأدلة بائنة من خلال الوثائق الثبوتية التي يحملونها انهم اجانب غزاة، إضافة إلى حشد و تفويج عشرات الالاف من دارفور و كردفان الي الخرطوم قبيل إندلاع الحرب و ما زال مستمراً ، وانتهى بهم المطاف الي إشعال حرب ضد السودان و جيشه لم يألف السودان و شعبه و العالم بشاعة وفظاعة مثلها، وصدم العالم من هول أحداثها التي أكدت بأن هذا ليس مجرد تمرد أو الخروج على النظام القائم، إنما هو غزو أجنبي بتخطيط و تمويل خارجي من أصحاب المصالح.

التعليقات مغلقة.