الايام نيوز
الايام نيوز

الدعم السريع ام كواكية القرن ٢١ بقلم اللواء ركن متقاعد عثمان إسماعيل سراج ادريس

الدعم السريع ام كواكية القرن ٢١

بقلم اللواء ركن متقاعد عثمان إسماعيل سراج ادريس

يقولون إنَّ التاريخ يعيد نفسه بمعنى حدوث أحداث مشابهة للأحداث السابقة مع اختلاف الزمان و المكان أحياناً، فإنّ الأحداث الجارية اليوم في السودان هي وليدة أحداث مر عليها مئة و خمسون (١٥٠)عاما، مكان الحدث دارفور، تاريخ الحدث ١٨٧٤م و هو تاريخ استشهاد السلطان إبراهيم قرض سلطان دارفور على يد الزبير ود رحمة والسبب هو ذات السبب ،أن الرزيقات قطعوا سابلة قافلة ود رحمة بين بحر الغزال و شمال السودان و مصر مما دفع الزبير إلى الهجوم علي قبيلة الرزيقات و ألحق بهم الهزيمة فروا عقبها و احتموا بسلطان دارفور و لم يكن أمامه خيار غير الدفاع عن سلطنته و رعاياه الذين استجاروا به حتى استشهد و باستشهاده وقعت دارفور تحت الإحتلال التركي بسبب الرزيقات، إلا أنها لم تستقر لا أمنيا و لا سياسيأ و لا اقتصادياً بل عمتها الفوضى لغياب السلطة المركزية في فاشر السلطان.
نود أن نسلط الضوء على من تسبب في استشهاد السلطان و من تسبب و مارس الفوضى التي حدثت بعد استشهاده و ربط ذلك بما يجري في السودان اليوم ، المعروف أن سلطنة الفوركانت من السلطنات القوية استطاعت أن تفرض و تبسط هيبتها على حدودها الإدارية طوال القرون الخمسة الماضية بقوة بنيتها القوية و سلاطينها الأقوياء و لم تظهر مظاهر الفوضى إلا بعيد سقوط السلطنة و وقوعها
تحت السيطرة التركية التي لازمتها الثورات ثورة تلو الثورة من الفور و الفوضى التي مارستها قبائل البدو على الحضر قتلا و نهباً و سلباً و إختطافاً، هذه الفوضى عرفت بأم كُواكية ، إن لم تخني الذاكرة فقد سمعت الحديث عن هذه الظاهرة و لأول مرة من البروفيسور آدم الزين قبل أكثر من ثلاثين عاما في معرض حديثه عن أحداث دارفور في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، أم كُواك هذه حشرة صغيرة شديدة الإفساد لمحصولي الفول السوداني و السمسم و تبارك الله أحسن الخالقين هذا التشبيه تشبيه الأفعال و السلوك و ليس تقليلا من شأن أحد،هذه الحشرة إذا حلت بهذين المحصولين فإنها تمتص الزيت و تترك المحاصيل خاوية تماما في فترة قصيرة جدا و كذلك جماعات الفوضى هذه إذا دخلت قرية أو مدينة أفسدتها كما لو كانت أم كواك لا تترك شيئا، و لم نكن ندري أن يسوقنا القدر إلى أم كواكية تعم السودان في يومنا هذا و بهذه الفظاعة و أن يكون الفاعل هو الفاعل نفسه بعد مرور مئة و خمسين عاماً و هي بتدبير و تنفيذ من بعض أبناء الرزيقات أحفاد مادبو و بعض منسوبي العطاوة في دارفور و كردفان الذين والُوهم .
ذكر الدكتور الدرديري محمد أحمد (وزير الخارجية الأسبق) في مقاله الشهير عن عربان الشتات، أن عرب العطاوة دخلوا السودان من جهة تشاد في منتصف القرن السادس عشر يعني بعد عام ١٥٠٠ م و هم محترفوا حرفة الرعي، رعاة الإبل أطلق عليهم الأبالة في شمال دارفور و رعاة البقر و هم البقارة في جنوب كردفان و جنوب دارفور، نعود مجددا إلي محاضرة محاضرنا في الأكاديميةم العسكرية العليا كما أوردنا في مقالنا السابق بعنوان (الجنجويد… التمكين عبر إختراق الأمن القومي السوداني) لأن الرجل تنبأ قبل عشر سنوات خلت بهذا الإختراق الخطير و خطره ماثل أمامنا ، ذكر محاضرنا في عرض محاضرته عن جمهورية تشاد أيضا بأن ( عدم إندماج بعض المجموعات الإثنية في جنوب النيل الأزرق و جنوب كردفان و دارفور يعد واحد من مهددات الأمن القومي السوداني الداخلية) هذا الحديث حذب انتباهي لأن الأمر يعنيني بيد أن الرجل سكت عن ذكر أسباب عدم الإندماج هذا حسب قوله إن كان قصدا لإثارة حفيظة الدارسين للبحث عن الأسباب بأنفسهم او كان الأمر تغافلا منه أو سهوا، عموما لا ندري و لكن من خلال قراءتنا للتاريخ و لواقعنا اليوم و تتبعنا لسلوك أغلب منتسبي قبائل العطاوة التي دخلت دارفور و كردفان دور في إنكماش هذه الإثنيات و والإنكفاء علي نفسها تجنباً لشرورها لذا آثرت الإحتماء بالجبال لتقليل أثر الغارات التي كانت تشنها هذه القبائل عليها و هي سمة هؤلاء و الدليل القاطع هو وجود آثار مدن و قرى على امتداد سفوح الجبال لأسلاف هذه الإثنيات و مازال الكثيرون مستمسكون بها حتى الآن لتفادي ضربات حوافر الخيل المغيرة صباح مساء ، بمعنى ظل هؤلاء يمارسون الفوضى في تلك المناطق لأكثر من خمسة قرون ، و الشاهد الدامغ على ذلك،كنت أعمل في منطقة خشم القربة في بداية سني حياتي العملية و كنت أزور الأهل و العشيرة في كنابي حلفا الجديدة لأصل الرحم و متفقدا الأحوال بين الفينة و الأخرى و في معرض حديثي معهم علمت بأن هنالك إشكالا في أمر استخراج الجنسيات لهؤلاء العمال و هي مطلوبة لتثبيتهم في العمل ،تحملت المسؤلية لعمل ما بوسعي مساعدتهم ،كنت أجلس كثيرا مع مدير القسم لأغراض التصديق فله التحية و التقدير رغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على الحدث فالرجل من سحناته و لهجته و من الحدث الذي رواه لي يوحي بأنه من بقارة كردفان ،المهم في هذا السرد هو السرالخطير الذي أصرأن يبوح به بأنه كان سببا في تمرد يوسف كوة حماد في العام ١٩٨٦م تقريبا، من شدة هول الصدمة لم أستطع أن أسأله لمعرفة الدوافع وراء هذا السلوك و لماذا يتباهي بهذا الفعل؟ عرفت فيما بعد و بعد ربط الأحداث أن سبب إنكماش النوبة سابقا و حتى الآن هو السلوك الفوضىوي الممارس عليهم من بعض عناصر قبائل العطاوة،في فترة الديمقراطية الثالثة خاصة حيث تم تزويد قبائل المسيرية بالأسلحة لمجابهة التمرد في المناطق الحدودية إلا انهم استخدموها لنهب و سلب أبقار و قرى النوبة و كان رد فعل النوبة اللجوء إلى أحضان الحركة الشعبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و هذا ما يعضد حديث محدثي بشأن تمرد يوسف كوة حماد.
دعنا نسقط ما ذهب إليه ابن خلدون في مقدمته أن (هؤلاء البدو عرفوا بشدة المِِراس و الإغارة على الضواحي و إفساد السابلة ) على واقعنا اليوم فليس هناك ثمة عناء في ذلك،الجينات هي نفس الجينات و السلوك هو ذات السلوك،ام كواكية اليوم يمارسون الفوضى لا دين يهذبهم و لا أخلاق تشذبهم و لا قيم تثقفهم ،هم شديدو البأس منطقهم القوة و البطش ، لا رحمة حتى فيما بينهم ، كل الأمور تحسم بفوهة البندقية،أفعالهم طائشة لا يتحسبون لعواقبها، من مضى منهم لا بكاء و لا حزن عليه ،لا يدينون بالولاء إلا لزعيمهم و للقبيلة،تصعب السيطرة عليهم ،شديدو الفجورعند الخصومة، أنانيون ،لا يأمن جانبهم حتى لو كانوا أصحاب كتاب و أكلتم الملح و الملاح، همهم الكسب حتى لو كان الثمن هو إزهاق الروح بشعاراليوم (يا نعفن البخسة أو نعفن القبر) بعني إما نسعي البقر نهباً و سلباً أو الموت دون ذلك،سلوكهم فوضوي خلاف الحضر و التمدن ،أما الإغارة على الضواحي فلا تخطئها العين فهي أيضا نتاج جينات فقد مارسها الأجداد و الآباء و ورثها الأبناء كابرا عن كابر إلى يومنا هذا،مجريات الأحداث أمام ناظريكم ،وجدنا ثقافة غذائية لدي القبائل غيرالعربية في دارفور بأن تقوم الأم بتجهيز العصيدة قبل الملاح و خاصة عن وجبتي الفطور و العشاء ، فهنالك درس تعلمته من أمي العزيزة ( عليها رحمة الله) فهي كانت مؤرخة تُلْقى علىّ دروساً في التاريخ و الأنساب عندما كنت يافعاً و خاتماً لبنيها و غالباً ما أرافقها و خاصة لحظة الجلوس لإعداد وجبة العشاء و أنا أغالب النوم و هي تجتهد معي لإزاحته عني حتي إذا غلبتني السِنة فإنها تغرف العصيدة بالمغرافة و ترميها على الماء حتى تبرد و تناولي غير مملحة و أتناولها ثم أمضي في نومي،السرالخفي في هذا التقليد هو شدة بأس الغارات التي كانت تشنها الام كواكية على القرى و الأكواخ في فترتي الصباح و قبيل مغيب الشمس ،هاتان الفترتان يكون سكان تلك القرى في حالة سيولة أمنية لحظة إهتمامهم بالخروج صباحا و لحظة العودة مساءً و المطلوب سلبه و نهبه مجموع في الفترتين ،لذا الأم تعد العصيدة أولاً حتى إذا حدثت الإغارة أخذت صغارها و وجبتهم و لجأت إلى أقرب ملجأ آمن و تطعمهم غير مملحة و هذا سرعظيم غير أنه مبكي و لكن لابد من تبصير قطاعات عريضة من الشعب السوداني بمعاناة بعض عناصر دارفور لقرون عجاف من سلوك الأم كواكية و الساري إلي يومنا هذا، يمكننا القول إن أهلنا العطاوة هم من تلاعبوا بخيوط العنكبوت لإيقاع القطيعة بين السلطة المركزية والإثنيات غير العطاوة بالمناطق المذكورة في كل العهود بخلق صورة ذهنية لدي السلطات بأن هؤلاء معادون لها…

التي عارضت المهدية (الفور) مورست فيهم كل سبل الاضطهاد و خاصة من قبل عثمان جانو كما قلنا فصار كل سىئٍ يُوصف و يُنسب إلي الترك أو عثمان جانو ، عثمان جانو أباح لأم كواكية باستباحة الفورخطفا و قتلا و أخذ نسائهم سبايا ، اتخذ السلطان على دينار بعد عودته سياسة الحسم أولاً شعاراً لسلطته لوضع حدٍ لهذه الفوضى الضاربة بأطنابها في طول و عرض البلاد، هذا الحسم كان ممزوجاً بالقسوة و الشدة و هي سياسة مطلوبة للتعامل مع مثل هذه الجماعات في كل زمان و مكان، فقد نجح خلال فترة وجيزة من إنهاء حالة السيولة الأمنية في السلطنة بعد التخلص و هزيمة خصومه حرباً و وفاقاً، من صراعه مع السلطان عبد الرحمن حسين أبو كَوْدَة و الفكي سنين إلى هزيمته الساحقة التي وضع بها حداً لأي نشاط عدائي للسلطنة لزعيم البني هلبة (على سمين) في معركة سَقَرْقَرِي (قارْسِيلي حاليا) في العام ١٩٠٨م بقيادة سالم أبو حَوّة ،الشاهد على سلوك و أفعال ام كواكية على ضحاياهم هو السماع من الأجداد (غفر الله لهم) و هم شهود عيان لبعض تلك الأحداث المؤلمة التي وقعت على ذويهم (فلان قتلته او شالته الحرب) بمعنى تم إختطافه و لم يعد و هي ذات الأحداث الجارية و على النقيض من ذلك عندما تكون الغلبة للجانب الآخر فإنه يَسْبي من المعتدي السبايا أيضا و يتم توزيعهن على ( رؤوس المائة) غالباً و هم قادة القوات جلهم أو أغلبهم من الشَرَاتي حكام الحواكير و الزعماء بالزواج لذا نجد أن كثيراً من أبناء هؤلاء الحكام أمهاتهم من إثنيات اخري .
بعد احتلال الإنجليز لدارفور في العام ١٩١٦م و فرض سلطتهم النافذة بقوة السلاح، قلّ نشاط ام كواكية إلا شذراً من ظاهرة الاختطاف و خاصة الأطفال التي كانت تمارسها رزيقات الشمال أثناء عودتهم إلي دمرهم من مصيفهم في جنوب دارفور عند بداية فصل الخريف و الشاهد على ذلك هو اختطاف والد صديق عزيز و هو موظف كبير في الخدمة المدنية الآن ،حيث تم اختطافه بواسطة الأبالة في ثلاثينات القرن الماضي من قريته إلي ديار الابالة و قضى فيها صباه يرعى الإبل حتى بلوغه تم تزويجه و أنجبت له زوجته بنتاً إلا أن الحنين إلي العشيرة و الوطن قاده إلي ترك الزوجة و ابنتها فاراً على ظهر بعيره و عاد سالماً إلي الديارحاملا ذكريات أليمة، الراوي عن هذه المأساة عن والده هو صديقي.
في هذا المقال لا نود تقديم سرد تاريخي لنشوء مليشيا الدعم السريع المتمردة قد نتطرق له لاحقاً في مقالات قادمة و لكن أردنا أن نبين سلوك هذه المليشيا و إنْ اختلفت الأزمنة و الأمكنة و الشخوص خلال القرون و الحقب الماضية وبيان مدى خطورتها على سلامة و أمن البلاد ، من كان يدري من أفراد الشعب السوداني حدوث هذه الفوضى الذي فاق الخيال و بهذا الحجم و ان تكون أدواتها شرذمة من ابناء السودان و غزاة مغرضون؟ هناك ثمة أمر أرّق مضجعي بعد إندلاع تمرد المليشيا و ارتكابها كل صنوف الجريمة بحق الشعب السوداني، هذا الأمر هو الشعارات التي كانت ترفع في المظاهرات خلال عامي ٢٠٢٠م – ٢٠٢١م تنادي بالفوضى ( ANARCHY) الأنارْكية اي، هذه الشعارات رفعها شباب سودانيون طالبوا بالفوضى في البلاد و لم ينتبه او يلقِ احدٌ بالاً لا الشعب و لا الحكومة حتى هذه اللحظة، كنت حريصاً على معرفة علاقة هذه الشعارات و الذين رفعوها و من تبناها بالفوضى التي أحدثتها مليشيا الدعم السريع المتمردة، لا يساورني أدنى شك بوجود شعرة معاوية أو ثمة نقطة إلتقاء بين من رفع شعار الاناركية بإعتباره العقل المدبر و أداة تنفيذها مليشيا الدعم السريع (ام كواكية)، المسألة لا تحتاج إلى بحث فقد تابعتهم ما قيل من هؤلاء حتى ليلة تنفيذ الفوضى و لكن الغريب في الأمر هو الإلتام و التناغم الفريد بين الام كواكية القديمة المتجددة و الاناركية الفوضوية المستجلبة عبر المحيطات و البحار لتحقيق الغاية السامية لهم و هي إحداث الفوضى بالقوة باستباحة البلاد دماراً و خراباً ثم إحكام قبضتهم عليها، بمعنى أن أصحاب شعارات الاناركية استغلوا و استخدموا أداة صحيحة للوصول إلى مرامهم، هذه الأداة هي مليشيا الدعم السريع المتمردة التي أساسها الفوضى هنا (وافق شن طبقة) فكانت الكارثة، وقع السودان بفعلهم بين خيارين أحلاهما مر من هؤلاء الفوضويين إما هم أو الفوضى فحدثت الفوضى انتقاماً (إرواء ً لصادي الانتقام في نفوسهم و إشباعاً لسخيمة المقت السياسي) كما قال الأستاذ المخضرم أيوب صديق المذيع بهيئة الإذاعة البريطانية واصفاً زعماء الفترة الانتقالية (٢٠١٩-٢٠٢١م) في مقالٍ له بأنهم يفعلون كلما من شأنه إلحاق الضرر بالسودان و السودانيين حيثما حلوا.
لمعرفة كيف تطورت الام كواكية القديمة حتى ظهرت بهذا الشكل المخيف، ذكرنا خفوت نشاط الام كواكية في عهد الإنجليز بشكل واضح و استمر هذا الخفوت حتى بعد الاستقلال و يرجع ذلك إلي قوة السلطة و التمدن النسبي بفضل التعليم لبعض أبناء القبائل التي تمارس بعض أبنائها هذه الجرائم و إسهامهم في بناء السودان الموحد و تمدد العلاقات الإجتماعية بين مكونات المجتمع السوداني و خصوصا الدارفوري مع وجود إدارات اهلية و زعماء عشائرأقوياء لعبوا دوراً مهماً في استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، إلاّ أن ظروفاً خارجية لعبت دوراً في إعادة ام كواكية إلي المشهد السوداني و هي دخول عناصر جديدة غير سودانية من قبائل العطاوة السودان لأسباب تم ذكرها في مقالنا السابق و لكن نعود إلي ابن خلدون و مقدمته (للبقاع تأثير على الطباع، فكلما كانت البقعة من الأرض ندية مزهرة

أثرت على طبع ساكنيها بالرقة)، نعود و نسقط الحالة السودانية اليوم و سلوك عناصر مليشيا الدعم السريع المتمردة على هذه المقولة،إذا كان التعليم و التمدن كانا سبباً لتغيير سلوك كثيرمن مجتمعات البدو لدي قبائل العطاوة فإن بني جلدتهم الذين دخلوا السودان حديثاً جاءوا بخيلهم و خيلائهم بإرثهم و ثقافتهم و على قمة ذلك العنف ضد غيرهم بناءً علي البيئات القاسية التي قدموا منها فهي بيئات صحراوية قاحلة سكانها يكابدون المشقة و العناء من أجل البقاء، هذه البيئات على نقيض من التي ذكرها ابن خلدون و المتاحة في السودان، بدأ تدفق هؤلاء إلي السودان بشكل ملحوظ منذ بداية سبعينات القرن الماضي فوجدوا بيئة سهلة و أهلها متحضرون و أهل دعة و راحة أوكلوا أمرأمنهم لسلطانهم ، هذا التساهل و الترحاب أيقظ غريزة الوافدين و هي ممارسة الفوضى المتأصلة في دواخلهم بقيامهم بقتل وتشريد و نهب وسلب ممتلكات مضيفيهم لم يسلم منها حتى عطاوة السودان الذين آووهم.
قبل أن تضع هذه الصراعات أوزارها ظهرت ظاهرة العروبة و هي ظاهرة استعلائية تعترف لأصحابها النقاء العرقي في السودان، بدأت بتوحيد عرب دارفور تحت مظلة التجمع العربي في العام١٩٨٠م تقريبا و تبلورت في الاعوام ( ١٩٨٦ – ١٩٨٧ – ١٩٨٨م) بمسمى قريش١ و قريش٢، تم تقسيم المشروع الي مرحلتين، الأولى الاستيلاء على دارفور و قد تمت بنجاح
بنتائجها الكارثية ، أما المرحلة الثانية فهي الاستيلاء على السلطة في السودان و إنهاء دولة ١٩٥٦م حسب زعمهم و التي يجري تنفيذها الآن لسنا في حاجة لشرح مجريات أحداث هذه المرحلة فقط نؤكد أن أداة تنفيذ هذا المشروع بمرحلتيه هم القادمون الجدد لتصدرهم المشهد (آل دقلو) حيث لم يكملوا في السودان خمسين عاماً .
قرأت في الآونة الأخيرة في بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن لجنة تحمل اسم (اللجنة الوطنية لوقف الحرب) أرجو تصويبي إن كنت مخطئاً،عضوية هذه اللجنة هم بعض أبناء الرزيقات، فلا بأس في ذلك و لكن أن يكون من بينهم المهندس عبد الله مسار فهو أمر مدهش و غريب ، المهندس مسار حاصل على دبلوم الغزل و النسيج فهو بارع في نسج حبال البندا القاتلة ، هو من فكر و قدر لميلاد هذا المخطط ، مشروع العروبة و قريش١ و قريش٢ و نتيجته هي الكارثة الجاثمة على صدر هذا الوطن، المهندس هو المهندس و المسؤل الأول عن الكارثة التي حلت بأهل دارفور خلال الأربعين عاما الماضية راح ضحيتها مئات الآلاف من الأنفس البريئة و يتّم مئات الالاف من الأيتام وشرد الملايين من ديارهم علاوة على (هولوكوست) محرقة الضعين اللعينة عام ١٩٨٦م قضى فيها أكثر من ألفين شخص نحبهم من أبناء الدينكا حرقاً داخل عربات القطار في محطة الضعين ، عبد الله مسار يتحدث عن الوطنية أي وطن ؟ ،

بالله أي وطنية و أيُّ دين يبيح لعبد الله مسار أن يسفك دماء المسلمين و يستحي حرائرهم و يسلب أموالهم بالقوة الباطشة نهار رمضان؟ ، مسار أمره غريب، يقتل و يغتصب و ينهب الشعب السوداني و يطلب منهم إيقاف هذه الجرائم دي يفهموها كيف؟ لتنفيذ مطلب مسار على الشعب السوداني و جيشه مقاتلة مسار و مليشياته حتى يوقفوا جرائمهم ، السيد عبد الله مسار أنت ساحر و لم ينقلب سحرك عليك،انت تملك عصا موسى لوحدك لإيقاف هذه الحرب و معك سحرة و كهنة نيجيريا أصحاب ألف ختمة قرآن و خمسة مليون حسبنا لنصرة حمدتي ، إيقاف الحرب بأيديكم لا بيد أحد، معقولة (انت تفتش الجمل الكبير دا الماشي في الكدادي جوة الزير) دا يقولو عليك شنو… انت عارف بتحل المشكلة دي لأنك بعشوم كنت عارف المخارج و ( البعشوم في موسم اللالوب يبلع في اللالوب و هو عارف سعة مخرجه)،أنت أدري بالمخارج ، لا تنس الدنيا درت ، ما تقعد تفتش جنقور من خشم بقرة … لأنك إذا قلت تجرو بتمزق زيادة و ما من مصلحتك و لا مصلحة بني جلدتك و إذا خليتو أكلته البقرة… إلا تجيب بياطرة يشرحو البقرة عشان يطلعو الجنقور… و فايدة جنقور شنو بعد ذبح البقرة… أنت داير الشعب السوداني يوقف الحرب انت وقف ناسك هم القتلة هم الفاعل لتجنب رد فعل من الشعب السوداني.
أنا عارف لقد نجحتم في كل شئ خلال مسيرتكم لتنفيذ مشروع الشر إلا أمر واحد ، و هو الذي قادكم إلي المهالك ، لقد اخترتم لكل أمرٍ و شأنٍ مستشاراً مختصاً حتى فاق مستشاروكم الوصف عدداً،هذا الأمر هو عدم إختياركم مستشاراً لشؤن الفتة ،السيد علي الميرغني قال لولده ما تدخل إيدك في الفتة الحارة ، بمعنى ألاّ تدخل في أمر ما دون معرفة عواقبه ، أنتم أدخلتم أيديكم في الفتة الحارة ،أكيد حرقتكم ، في ناس نفضوا أيديهم من الفتة و خلوها و في ناس نفضوا أيديهم و نطّوا بجلدهم و لحمهم لقو نفسهم برا البلد .
الرجوع إلى الحق فضيلة ، وإصلاح ذات البين فريضة ، و لكن الأمر يتطلب التوبة النصوحة إلي الله من الجميع و صدق النوايا فالأمر إليكم و أنتم على قدرٍ عالٍ من التاثير على من هم تحت إمرتكم و لاعبون أساسيون في شأن أهلنا الرزيقات و المسيرية ، شخصي اقترح و أرجو منكم القبول عسى الله أن يرحمنا و ينفعنا و الشعب السوداني بتائجه و هو تكوين وفد مصغر في إطارٍ ضيقٍ من شخصيات لها التقدير و الإحترام لدي كل عرب العطاوة و أنت منهم و هم ، (الناظر وَلْد مادبو ناظر عموم الرزيقات، ناظر المسيرية الزرق، ناظر المسيرية الحمر، البروفيسور سليمان صالح فضيل ، الفريق الركن حسين عبد الله جبريل، اللواء الركن طيار متقاعد صافي النور)، على الوفد الاستئذان من الدولة للعب هذا الدور، و عليه أن يعقد الرأي كما كان يعقده الجد الخليفة ود تورشين إذا أشكل عليه أمرٌ

ما، و الذهاب حيث عبد الرحيم دقلو، اذهبوا إليه إذا تعذر عليكم مقابلة حمدتي، و اجلسوا إليه و أُولى خطوة لنجاح الأمر هي قطع الحبل السُري بينه و الأناركية الإنتهازية، ثم تقديم إعتذار له بأنكم قدمتم له فتة حارة و لم يكن يعلم بأنها حارة و أنه لا يمكن أكلها إلا بعد أن تبرد فخلّها تبرد و نأكلها سوّا مع أخَيَانّا ، حينها يدرك عبد الرحيم دقلو أنكم فهمتم الدرس و عليه أن يتلقى منكم الدرس و هو إصدار أمر وقف إطلاق النار و أرضاً سلاح فوراً بأمر العطاوة في السودان و على أفراد المليشيا إرتداء الزي الملكي ايّاً كان نوعه و الذي اغتنموه من دور الشعب و التوجه نحو القبل الأربع حيث شاءوا، وقتئذٍ ستجدون الشعب السوداني أكثر عقلانيةً مما تتخيلون، و تكونوا قد دخلتم قائمة العباقرة (GENIUS INDEX) جينس اندكس
من كان يريدُ العزةَ فللهِ العزةُ جميعاً إليه يصعدُ الكلمُ الطيبُ و العملُ الصالحُ يرفعُهُ و الذين يمكرون السيئاتِ لهم عذابٌ شديدٌ و مكرُ أُولئك هو يبورُ)ِِ فاطر ، الآية (١٠).

التعليقات مغلقة.