إنقلاب 25 أكتوبر ….. حصاد الشر ✍ آدم آدم إساي
إنقلاب 25 أكتوبر ….. حصاد الشر
✍ آدم آدم إساي
أكمل اليوم الإنقلاب الذي نفذه تحالف المكون العسكري المتمثل في الجيش ، الدعم السريع و بعض الحركات المسلحة ، عامه الثاني كاشفا عن فشل لا يخطئه العين ، و لا يحتاج لإعترف من نائب رئيس مجلس السيادة ، الفريق حميدتي ، الذي صرح جهارا ناعيا إنقلابهم الشرير و فشلهم في إدارة الدولة ، هذه الخطوة تعتبر من المرات القليلة التي يعترف فيها مسؤول سوداني بفشله .
رغم ان الإنقلاب كله شرا مستطيرا إلا أننا رغم ذلك خرجنا بدروس مؤلمة و مفجعة خلاصتها أن العسكر لا يصلحون للحكم و إن أس الشرور هو أدلجة مؤسسة الجيش ، و أن إرادة الشعوب لا تقهر و كما وضح لجميع ان الدولة المدنية هي الحل لكل معضلاتنا العويصة ، لكن للأسف أننا قد تعلمنا هذه الدرس القاسية من خلال تجربة مريرة و بعد شلالات من الدماء التي خلفت أحزان استوطنت في كل بيت من بيوتنا ، لكن عزاءنا أن الشعوب العظيمة دائما تواجه التحديات الجسيمة لتعبر الفواجع و المواجع منتصرة ، لتبني دولة تشبه احلامها ، هكذا كان قدر الثورة المجيدة .
بعد عامين من الإنقلاب المشؤم الذي اسماه العسكر و فلولهم الكيزانية الشيطانية و حلفاءهم من مجموعة إعتصام القصر تصحيحا للمسار ، لكن من سخرية القدر ، هم الأن يعيشون في دوامة الفشل بعد أن فقدوا البوصلة و ضاع مسارهم المزعوم و أصبح حلمهم بالسيطرة على مفاصل الدولة في مهب الريح .
شخصيا كنت استبعد فكرة حدوث الإنقلاب ، ليس ثقة في المكون العسكري ، لكن كنت اظن أن من يخططون للعسكر يمتلكون قدرا ضئيلا من الخبرة و الحنكة السياسة يردعهم عن إرتكاب الحماقات و الدخول في مغامرة معلومة المٱلات ، لكن الفلول كالعادة خيبوا ظني و حرضوا المكون العسكري _ الجيش و الدعم السريع _ على الإنقلاب ضد حكومة حمدوك التي كانت تمثل روح الثورة السودانية المجيدة.
لا جدال حول أن مغامرة المكون العسكري قد ادخل الوطن في نفق مظلم ، و دفع الشعب ثمنا باهظا من أمنه و استقراره ، كان الإنقلاب حلقة من الحلقات الشريرة في سلسلة مؤامرات الفلول التي بدأت بمجزرة القيادة العامة و عرقلة خطوات التحول الديمقراطي و استمرت عبر تحركات الدولة العميقة بهدف قطع الطريق أمام إستكمال مراحل الثورة ، ذلك بوضع المتاريس أمام حكومة حمدوك _ إغلاق ميناء بورسودان _ .
شكل الإنقلاب اكبر تحدي لثوار و القوى الطامحة لتحول الديمقراطي و كان بمثابة إختبار لإرادتهم ، لذلك كانوا على قدر التحدي و قمة التصدي ، على عكس ما كان يحلم به الإنقلابيون و أعوانهم وقف الثوار بكل جسارة أمام تحقيق اجندة الفلول المتمثلة في تصفية الثورة و قتل روح المقاومة و كسر إرادة الجماهير ، مارست أجهزة الدولة الإنقلابية كل صنوف القهر و التنكيل ، مستخدمة اسوء وسائل القمع فحصدت ارواح الشباب الثائر و جعلت من اجساد النساء ساحة للمعركة تم رصد جرائم إغتصاب لنساء _ إغتصاب فتاة كبري المسلمية بمدينة الخرطوم _ لكن فشلت كل أساليب قمعهم من كسر الإرادات الحرة ، الثورة السودانية رغم قساوة التجربة إلا أنها أثبتت ان إرادة الشعوب الحرة لا تقهر و احلامها لا تموت .
بعد مرور عامين على الإنقلاب وضحت الرؤية و ظهرت الحقائق ، تكشف زيف مزاعم الإنقلابين فوقعوا في جب نواياهم الشريرة ، دب الخلاف بين قطبي المكون العسكري فأصاب الخلاف تحالفهما في مقتل ، اصبح الدعم السريع يبحث عن مخرج له من مأزق الإنقلاب ، و قرر قائده المضي في خطوات الإتفاق الإطاري، تطور الخلاف بين حلفاء الامس حتى وصل لمرحلة شفير المواجهة و الدخول في حرب مجنونة نعيش اليوم في أتونها و نتجرع ويلاتها .
لذلك يجب أن ننظر إلى إنقلاب 25 أكتوبر بأنه الباب الذي ولج منه كل الشرور و تحركت فيه كل الأجندات خاصة المعادية لثورة و التحول الديمقراطي ، و من ناحية أخرى أثبت فشل العسكر في إدارة الدولة ، و أن إصرارهم على تمسكهم بالحكم أصبح يمثل تهديدا وجوديا للدولة السودانية.
في المقابل نجد أن القوى السياسية و الثورية التي إنقلاب عليها المكون العسكري في 25 أكتوبر قد استوعبت الدروس بشكل عميق اخذت ترتب نفسها و تنتظم صفوفها من جديد فشكلت قبل أيام في العاصمة الأثيوبيا أديس أبابا تحالفا سياسيا جديدا يمثل جبهة مدنية عريضة مناهضة للحرب لتتجاوز به تعقيدات المرحلة الراهنة و تؤسس واقعا مغايرا لتثبت بذلك تقدمها على العسكر بخطوات كبيرة و إنها عصية على مؤامرات الإنقلابين .
خلاصة القول أن إنقلاب 25 أكتوبر شكل مقدمة للحرب الشريرة التي بأتت تهدد وجود الدولة و فناء شعبها لذلك يجب أن نسعى جميعا للعمل دون تكرار وقوعه في المستقبل ، ذلك بإبعاد المؤسسة العسكرية عن ممارسة السياسة و أدلجة قادتها ليعود الجيش لممارسة دوره المقدس في حماية الحدود و صون الدستور ، ليس لتأمر على مباديء الثورة و قطع الطريق أمام التحول الديمقراطي ، عندها سننحني جميعا للجيش و نحترم قادته .
…………………………………….
آدم آدم إساي
التعليقات مغلقة.